هذه بعض من جرائم وضحايا الدجالين ومافيا الاعشاب والطب البديل:P
كتب : أحمد الشيخ – القاهرة – جمهورية مصر العربية
أمثلة لمرضى تعاطوا خلطات عشبية مجهولة الهوية أودت
بحياتهم وبعض من اقارب اولئك المرضى رفع شكوى إلى المسئولين:
1- امرأة في الاربعين من عمرها كانت تراجع مستشفى الملك فهد للحرس الوطني وكانت تعاني من مشكلات هضمية بسيطة واعطيت العلاج الملائم لحالتها بعد الكشف والتحري عن نوع المرض لديها، إلا انها سمعت نصيحة قريبة لها نصحتها بالذهاب إلى طبيب شعبي فذهبت اليه واعطاها الدواء الذي قضى على حياتها. لقد اعطاها هذا الطبيب الشعبي احد النباتات التي تحتوي على مجموعة كيميائية من نوع القلويدات تعرف باسم البايروليزيدين وهذه المجموعة الكيميائية توجد في كثير من النباتات وجرعة أي نبات تحتوي على هذه المجموعة دقيقة جداً ومدروسة وان زادت الجرعة فانها تسبب تلفاً مباشراً للكبد. لقد نصح الطبيب الشعبي باستخدام هذا النبات وكانت طريقته في قياس الجرعة هي ملء فنجان من مسحوق هذا النبات، وطبعاً هذه جرعة عشوائية فالجرعات الدوائية عادة بالمليمجرامات أو حتى بالميكروجرامات وليست بالنفجان أو قبضة اليد.
واستعملت هذه المرأة المسكينة وصفة الطبيب الشعبي وبعد اربعة ايام ظهر عليها اعراض الصفار حيث بدأت العينان والجلد بالاصفرار وعندما راجعت المختص في المستشفى الذي كان المسئول عن حالتها وجد ان حالة مريضته متغيرة فسألها ماذا استعملت غير علاج المستشفى فقالت استعملت العشبة الفلانية وطلب منها احضار تلك العشبة وارسلت لقسم العقاقير تلك العشبة فوراً واخبرنا المستشفى بان تلك العشبة تحتوي على المجموعة الكيميائية التي تسبب تلف الكبد مباشرة وتوفيت المرأة بعد بضعة ايام والسبب كان تلك الوصفة المميتة.
2- امرأة في ريعان شبابها ذهبت إلى احد محلات العطارة في الرياض وسألت العطار فيما إذا كان لديه تحضيره أو وصفة تستعملها بعد الولادة حيث كانت حاملا فما كان من هذا العطار إلا ان خلط لها عدة اعشاب وطبعا كانت الجرعة بقبضة اليد واخذت المرأة المسكينة سمها من العطار وذهبت إلى منزلها وهي فرحة بهذه الخلطة التي سوف تستخدمها بعد الولادة، ولدت المرأة مولوداً ثم بدأت في استعمال تلك الخلطة التي كانت تحتوي على بذور سامة جداً لاحد نباتات الفصيلة البقولية وهذه البذور تحتوي على مركب سام بروتوني وتوفيت المرأة من جراء استعمال تلك الوصفة. لقد اشتكى زوجها لوزارة الصحة ونشر في احد الصحف المحلية مقالا آنذاك بعنوان “نبات عين الديك قتل زوجتي يا وزارة الصحة”.
3- شابة تزوجت من شاب وكانت هذه الشابة لا تريد الانجاب الا بعد سنة أو سنتين فذهبت إلى طبيب شعبي في المدينة واعطاها بذوراً لاحد النباتات المشهورة السامة هذه البذور تحتوي على مركب سام جداً من مجموعة الاحماض الأمينية وقال استخدمي كل يوم بذرة واحدة ولمدة اسبوع وسوف لن تنجبين بتاتاً لمدة سنتين وسمعت المسكينة كلام هذا الدجال وبدأت تعاني من نزيف راجعت مستشفيات كثيرة ولم يستطيعوا الحصول على مادة دوائية توقف هذا النزيف الذي ظل يصاحبها وفقدت الانجاب أي انها لم تنجب بتاتاً بعد استعمالها لهذه الوصفة، فلو كان هذا الطبيب الشعبي يعرف المجاميع الكيميائية وتأثيرها لما صرف مثل هذه الوصفة.
4- امرأة كانت تعاني من انسداد احد الأوعية التاجية في القلب ودخلت مستشفى القوات المسلحة وعمل لها قسطرة واعطيت ادوية تستعملها بانتظام وخرجت من المستشفى وهي باتم الصحة وفي منزلها زارها الجيران ونصحتها احدى العجائز بالذهاب إلى طبيبة شعبية تذكر انها تعطي ادوية جيدة، فما كان من هذه المريضة إلا ان ذهبت اليها واعطتها وصفة قضت على حياتها حيث طلبت الطبيبة الشعبية من المريضة ان توقف علاج المستشفى وتستعمل خلطتها وفعلا اوقفت المريضة كل علاج المستشفى واستعملت هذه الخلطة التي بعد استعمال اول جرعة دخلت في غيبوبة ومن ثم الوفاة.
5- رجل كان يعاني من العقم فسمع عن طبيب شعبي في الشمال يعطي وصفة عشبية لعلاج العقم وذهب إلى ذلك المداوي واعطاه برشامة تحوي خليطاً من الاعشاب ومشتق حيواني عبارة عن حشرة الذرنوح السامة واخذ الرجل العلاج واستعمله فبدأ ينزف دماً من ذكره وبدأت تنزل خيوطاً بيضاء وتوفي الرجل والسبب ان هذه الحشرة تحتوي على مادة كيميائية تسمى الكانثريدين وهي سامة جداً ولا تؤخذ داخلياً حيث انها تسبب كشطاً للكلى والمسالك البولية، فلو كان الطبيب الشعبي يعرف هذه المادة الكيميائية أو لديه خلفية عن المجاميع الكيميائية لما خلط هذه الحشرة مع الاعشاب التي أودت بحياة المريض.
6- طفل صغير في الشهر السابع من عمره اعطيت له وصفة من قبل طبيبة شعبية من أجل الاسنان وتخفيف آلام التسنين وكان في الوصفة رصاص والرصاص يمتص مباشرة من خلال الاغشية المخاطية المبطنة للفم وعندما قامت الأم حسب ارشادات الطبيبة الشعبية بفرك لثة ابنها بهذه الوصفة اغمي على الطفل فاخذته إلى المستشفى وتوفي الطفل في الحال نظراً لارتفاع نسبة الرصاص في تلك الوصفة.
7- رجل يشكي من السرطان ونصح بان يذهب إلى طبيب شعبي في الخرج وذهب المسكين والسرطان لازال في بدايته وكان بالامكان ان يعالج نفسه في احد المستشفيات المتاحة فيها علاج السرطان في المملكة لا سيما وان السرطان في مراحله الاولى وعلاج ذلك النوع كان مضموناً بعد الله الا انه إثر علاج الطبيب الشعبي على علاج المستشفى، وقد اعطاه الطبيب الشعبي خلطة مكونة من مجموعة كبيرة من الاعشاب يقول إنه يجمعها بنفسه من البراري، وبدأ مريض السرطان يستخدم هذه الوصفة وفي اول يوم من استعماله لهذه الوصفة بدأ ينزف دماً من دبره وبدأت حالته في التدهور وتوفي بعد ثالث يوم من استعماله لهذه الخلطة.
كيف يأمن الشخص لمثل هذه الوصفة التي جمعت من نباتات البراري فقد يكون من بينها نبات سام لا سيما وان الطبيب الشعبي لا يعرف المجاميع الكيميائية لكل عشبة من الاعشاب التي جمعها وكون منها الخلطة التي أودت بحياة المريض في مدة ثلاثة ايام. ان السبب يعود إلى جهل الطبيب الشعبي بالمواد الكيميائية في تلك الاعشاب والتصرف العشوائي في خلط مثل هذه الوصفات العشبية امر خطير يجب على الاطباء الشعبيين والعطارين عدم ممارسة مثل هذا العمل الذي أودى بحياة كثير من المرضى أو سبب لهم عاهات وامراض لم تكن موجودة لديهم من قبل.. تتداخل واخيراً أود ان اعلق على التداخلات الدوائية التي يجهلها تماماً العطارون والاطباء الشعبيون وآخرون يقومون ببيع وتداول خلطات عشبية وهم لا يعرفون ان هذه الخلطات تتداخل مع الادوية التي تصرف للمرضى من قبل المستشفيات وقد تسبب كوارث واضرب مثلا على ذلك:
كانت طفلة تبلغ من العمر 12سنة وكانت تأخذ علاجا لفقر الدم من احد المستشفيات ثم راجعت بها والدتها طبيباً شعبيا فصرف لها خلطة يدعي انها تقضي على الانيمياء، وبدأت هذه الطفلة البريئة استعمال تلك الخلطة وبعد حوالي نصف ساعة من تناولها اول جرعة توفيت الطفلة وعند التحليل وجد ان المواد الكيميائية في خلطة العطار تتداخل مع ادوية المستشفى وسبب قفل الاوعية الدموية مما ادى إلى وفاة الطفلة، كما ان الادوية العشبية ومركباتها الكيميائية ربما تتداخل ايضاً مع بعض انواع الغذاء وتسبب هذه التداخلات كوارث كثيرة للمرضى. وعليه فاني انصح العطارين والاطباء الشعبيين بعدم المجازفة وتحضير خلطات لا يعرفون عن محتوياتها ولا عن تداخلاتها شيئاً حيث انهم بفعلتهم يقضون على ارواح برئية أو يتسببون في احداث امراض لدى مراجعيهم لم تكن لديهم من قبل، وليتقوا الله في انفسهم. واما المواطن الكريم فنصيحتي له ان يكون اكثر وعياً ولا يجازف بحياته أو حياة قريبه باستعمال خلطة لا يدري عن محتوياتها شيئاً ولا يدري من الذي قام بتحضيرها ولا يدري ماذا ستسبب له من مصائب بعد استعمالها وليكن واعياً ويراجع المستشفيات أو المختصين الذين سيقومون بدورهم المتميز في صرف العلاج الآمن المناسب للمريض وانصح المواطن الكريم الا يستعمل أي دواء عشبي أو مشتق حيواني ما لم تكن عليه المعلومات واضحة من محتويات ونسب ومدة صلاحية ومسجلا بوزارة الصحة وأي علاج لا يحمل هذه المواصفات عليه عدم الالتفات اليه وعدم استعماله والتبليغ عن من يتعامل مع هذا العلاج.
ولسلامة قلبك وكبدك ودمك وخصوبتك ابتعد عن الأدوية العشبية والمشتقات الحيوانية والمعدنية مجهولة الهوية والتي توجد على هيئة مخاليط ممزوجة مع عسل أو مربى أو ماء أو زيت أو مساحيق جافة أو مجروشه. واحذر أولئك الذين يقولون “هذا من سر المهنة”.
عزيزي المستهلك نظرا لخطورة التعامل مع الأدوية العشبية غير المقننة فإني انصحك باتباع التالي:
ـ عدم شراء أي دواء عشبي لا يحمل مواصفات الدواء العشبي المقنن.
ـ عدم شراء أي دواء عشبي نتيجة لنصيحة من قريب أو صديق لأن ما يصلح لقريبك أو صديقك قد لا يصلح لك.
ـ عدم استعمال الخلطات العشبية بأي حال من الأحوال فقد تسبب لك السرطان وتلف الكبد والفشل الكلوي.
ـ إذا كنت من مرضى السكر فلا تستخدم أي دواء عشبي حتى ولو كان مقننا إلا بعد استشارة الطبيب.
ـ إذا كنت ممن يعانون من ارتفاع في ضغط الدم فلا تستعمل أي دواء عشبي إلا بعد استشارة الطبيب.
ـ عدم اعطاء الطفل الرضيع أي دواء عشبي بأي حال من الاحوال.
ـ عدم استعمال الأم الحامل لأي دواء عشبي إلا بعد استشارة الطبيب.
ـ الأشخاص الذين يستعملون الأسبرين يوميا أو دواء الورفارين عليهم عدم استعمال أي دواء عشبي إلا بعد استشارة الطبيب.
ـ عدم استعمال أي دواء عشبي مع دواء صيدلاني حيث قد يحدث تعارض دوائي ويشكل ذلك خطورة على المريض.
ـ عليك بإبلاغ الجهات المسؤولة إذا وجدت أشخاصا يروجون لأدوية عشبية فقد تكون هذه الأدوية تحتوي على مواد مخدرة أو قد تكون خطيرة على الجنس والإنجاب.
تزخر مختلف مناطق المملكة بالأطباء الشعبيين فمنهم الجيد الذي ساهم الى حد كبير في مجال الرعاية الصحية الأولية ومنهم الرديء والمشعوذ والذي ساهم في إعاقة كثير من المرضى وموت عدد لا يستهان به نتيجة جهله بأمور الطب.. وحيث ان الطبيب الشعبي ليس له نظام معين فمن الصعب تعريفه إلا أنه حسب مقابلاتنا لعدد كبير من الأطباء الشعبيين وذلك عند تنفيذنا لمشروع الطب الشعبي الوطني الذي دعمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من مدة طويلة, يمكن القول بأن الطبيب الشعبي هو الشخص الذي يستطيع معالجة بعض الأمراض البسيطة والتي لا يكون مسببها فيروسات أو ميكروبات أو السرطان أو غيرها من الأمراض الموجودة في الدم أو تنتقل عن طريق الدم أو خلل في الهرمونات ويقوم بمعالجتها بما توفر لديه من خبرة حصل عليها عن طريق الوراثة من اجداده أو عن طريق مخالطة من سبقوه من الأطباء الشعبيين أو ربما عن طريق الاطلاع على كتب الطب الشعبي أو عن طريق الدراسة في المدارس الخاصة بالطب اليوناني في الهند وهذا نادر جدا في المملكة أو هو المشعوذ الذي امتهن هذه المهنة من أجل الكسب المادي غير المشروع من أجل الثراء السريع وما أكثر هذا النوع من الأطباء الشعبيين.
نظام خاص في واقع الأمر لا يوجد نظام للأطباء الشعبيين يحكم ممارساتهم ووزارة الصحة ممثلة بوزيرها الحريص على حماية المستهلك قد أنشأ في الوزارة شعبة للطب البديل ومن اهتمامات هذه الشعبة ايجاد نظام وعمل قواعد ومعايير تحكم هذا النوع من الممارسات الذي ارتبط بتراثنا.ممارسة المهنة
ولكن هل يحق للطبيب الشعبي ممارسة مهنة الطب كما يفعل الطبيب الحاصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة؟
إن نظام مهنة الطب صريح وواضح وهو ينص على انه لا يحق لأي شخص يعالج مريضا ما لم يكن يحمل درجة البكالوريوس في الطب والجراحة وهذا يعني انه لا يحق للطبيب الشعبي علاج أي شخص.الجهة المسؤولة
وبنظرة فاحصة للواقع نؤكد لا يوجد جهة محددة بعينها مسؤولة عن الأطباء الشعبيين عدا وزارة الصحة التي تحاول من خلال شعبة الطب البديل بالوزارة ومن خلال اللجنة العلمية المركزية لطب الأعشاب والتي انشئت مؤخرا والتي تحاول ايجاد ضوابط للطب الحديث ووزارة الداخلية تقبض على المشعوذين والذين يمتهنون هذه المهنة طمعا في الكسب المادي غير المشروع وهم في الحقيقة جاهلون لهذه المهنة.الممارسات
هناك عدة ممارسات وتعتبر تخصصات فهناك من يقوم بعمليات الكي وهناك من يقوم بتجبير الكسور وهناك من يختص في الحجامة وهناك من يعالج بالأعشاب والمشتقات الحيوانية والمعدنية وهناك من يجلو الماء الأزرق من العين وهناك من يقوم بفصد الجبهة لعلاج الشقيقة وهناك المشعوذون والسحرة والعياذ بالله.
ومن خلال المشروع الوطني الكبير عن الطب الشعبي الذي دعمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومن خلال مقابلاتنا للأطباء الشعبيين في جميع الممارسات وجدنا أن هناك مجبرون على درجة كبيرة من الإلمام بأصول التجبير وخاصة الحالات التي لا تكون فيها مضاعفات مثل النزيف وتمزق الشرايين وخلافه وقد شهد بذلك اخصائيو العظام الذين كانوا معنا في المشروع كما قمنا بمتابعة حالات عن الكي فوجدنا عددا من المتخصصين في الكي على قدر كبير من فهم أمور الكي وقاموا بعلاج حالات كانت مستعصية عن طريق الكي أما الحجامة فقد لاحظنا ان الكثير من المحجمين لا يفقهون شيئا عن التعقيم أو تطهير أدوات الحجامة وفي ذلك خطر كبير حيث ان استخدام سكينة ملوثة ربما تسبب نقل فيروسات خطيرة وخاصة ان تلك السكينة تستخدم في تحجيم أكثر من شخص فلو كان شخص يحمل فيروس الكبد الوبائي أو فيروس الايدز أو خلاف ذلك فبدون شك ان الاشخاص الذين سيحجمون بتلك السكين سيأخذون ذلك الفيروس. كما ان المحجم يقوم بشفط الدم في المحاقن المستخدمة لذلك الهدف بأفواههم واذا حصل أن لعاب أي من المحجين ملوث بفيروس ماء فسوف يعطيه للمريض ولذلك يجب على الجهات المسؤولة مراقبة ذلك جيدا وعلى المرضى أيضا معرفة ذلك. أما أطباء الأعشاب فأغلبهم جاهلون تماما بأمور الأعشاب والقليل منهم من يتابع ما يستجد في أمور الأعشاب ويحاولون حضور ندوات ومؤتمرات وسؤال أهل العلم وتوجد نسبة واعية من هذه الفئة.
أما الفئة الخطيرة والتي يجب خلع جذورها فهي فئة الدخلاء على مهنة الطب الشعبي مثل المشعوذون والسحرة والجاهلون بأمور التطبيب هؤلاء امتهنوا هذه المهنة من أجل الكسب المادي غير المشروع ويجب مطاردتهم أينما كانوا لأنهم يحدثون فسادا في الأرض.مؤهل خاص
لا يوجد في الوقت الحاضر مؤهلات خاصة للأطباء الشعبيين فالبعض منهم علمته مدرسة الحياة والبعض منهم اكتسب هذه المهنة عن طريق الوراثة والبعض الآخر يحمل مؤهلات ثانوية وجامعية والكثير منهم أمي لا يقرأ ولا يكتب وهذه هي الكارثة. ولا يوجد منهم من درس طب الأعشاب أو الممارسات الأخرى مثل قرنائهم في الهند والباكستان والصين وغيرها من البلدان المتقدمة الذين يدرسون ويحصلون على مؤهلات في هذا المجال. وقد طلبت وزارة الصحة من كلية الصيدلة دراسة المؤهلات التي يمكن لمزاولة مهنة الطب الشعبي الحصول عليها وقد قامت كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود بدراسة الموضوع وقدمت للوزارة مرئياتها في هذا الصدد.
قراءة القرآن ولا تدخل قراءة القرآن والرقية الشرعية ضمن ممارسات الطب الشعبي, فالقراءة والرقية لها نظام خاص وتصريح من هيئة كبار العلماء الذين يزكون من يرون أن لديه الكفاءة في القراءة والرقية ويمنح تصريحا بذلك وهناك قرار بمنع غير السعوديين من القراءة والرقية.
وهنالك سؤال يتبادر للذهن مفاده هل الطبيب الشعبي عطار والعكس صحيح؟
إذا كان الطبيب الشعبي ممن يعالج فقط بالأعشاب الطبية فيعتبر عطارا أيضا لأنه يتعامل مع العطارة وأيضا العطار يمكن أن يكون طبيبا شعبيا ونعرف أن هناك عطارين ومن العطارين الكبار يمارسون مهنة الطب الشعبي ويقومون بعمل خلطات ويروجونها لعلاج بعض الأمراض وباهظة الثمن جدا قد تصل الى الآلاف وربما تكون هذه الخلطات قاتلة ويوجد من العطارين والأطباء المختصين في العطارة من يغشون الأعشاب بمستحضرات صيدلانية يشترونها من الصيدليات ويسحقونها ثم يخلطونها بأي عشب ويبيعونها للمرضى على أنها أعشاب وقد اكتشفنا ذلك حيث يقوم بعضهم بشراء أقراص مخفضات سكر الدم وسحقها وخلطها مع أوراق نباتية وبيعها بأغلى الأسعار كعلاج للسكر وكذلك حبوب الضغط والكورتزون كلها تعمل بنفس الطريقة.الجهة المسؤولة ان النظام ينص على انه لا يحق لأي شخص معالجة المرضى ما لم يكن حاملا لدرجة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة معترف بها وهذا يعني أنه لا يمكن منح تصريح أو ترخيص لأي طبيب شعبي بمعالجة الناس إلا إذا صيغ هذا الترخيص أو التصريح بصيغة لا تتعرض مع نص النظام. والخلاصة ان هناك من الأطباء الشعبيين ممن لهم باع طويل في معالجة بعض الحالات المرضية غير الفيروسية والسرطانية والمستعصية وقد نجح المختصون في التجبير نجاحا عظيما لاسيما مع الكسور والدجالون والمشعوذون الذي يكون هدفهم الثراء السريع دون مراعاة المريض ويجب أن يوضع للأطباء الشعبيين معايير وأسس وقواعد تحكم مزاولة المهنة وذلك من أجل الاستفادة من هذا الكنز العظيم ولكن بعد أن تجتث جذور المشعوذين والسحرة والدجالين الذين شوهوا سمعة الطب الشعبي.
أود توضيح أن الطبيب الشعبي يعالج كل الفئات من أمي ومتعلم وفقير وغني وصغير وكبير من جميع فئات المجتمع ذكورا وإناثا .. ومصطلح طبيب شعبي في رأيي مصطلح خاطئ فلا يوجد في المصطلحات الدولية شيء بمسمى طبيب شعبي وطبيب حديث والمفروض ان لا يستعمل هذا المصطلح ويجب أن يعدل وأكرر هذا الى حكيم أو مداوي ولا يستخدم مصطلح “شعبي” فقط “حكيم أو مداوي”. ويبقى مصطلح “طبيب” للطبيب الحاصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة, ويجب أن يأخذ كل ذي حق حقه فالطبيب درس مدة لا تقل عن عشرين سنة لكي يحصل على هذا المؤهل ثم نقارنه بطبيب شعبي قد يكون أميا لا يقرأ ولا يكتب.
أما مصطلح الطب الشعبي فيبقى كما هو لأنه موجود في المصطلحات الدولية حيث يسمى في أغلب الدول بالطب التقليدي.
أصدر معالي وزير الشؤون البلدية والقروية تعميماً لكافة الأمانات والمديريات والبلديات في المملكة بإلزام أصحاب محلات العطارة بعدم تداول أو تركيب أي دواء أو خلطات لها طابع طبي بدون تصريح مسبق من وزارة الصحة وتغيير مسميات التراخيص بما يتوافق ونشاط هذه المحلات والمتابعة الدائمة لضمان تنفيذ ذلك. نشرت جريدة “الرياض” هذا الحظر في صفحتها الأخيرة بعددها رقم (12461) الصادر في يوم الثلاثاء الموافق 1423/5/27ه .لقد أثلج صدري هذا التعميم المتميز فقد تمادى العطارون في تحضير بعض الخلطات العشبية والمشتقات الحيوانية دون إلمام بالتداخلات التي يمكن أن تحدث عند خلط هذه الأعشاب أو المشتقات الحيوانية لا سيما وأنهم لا يعرفون المجاميع الكيميائية التي تحتويها هذه المواد والتي يحدث عنها تداخلات فيما بينها عند السحق ينتج عنها مركبات جديدة قد تكون خطيرة على حياة المستهلك.
كما كثر في الآونة الأخيرة استيراد كثير من الأدوية الاندونيسية والصينية والهندية على هيئة مساحيق وأقراص وكبسولات وحبيبات وذات استعمالات خطيرة وتباع في محلات العطارة ولدى الأطباء الشعبيين وهي غير مرخصة.كما أن هناك كثيراً من الزيوت الحيوانية والنباتية وكذلك كثير من كريمات البشرة والتي تحتوي على مواد خطيرة ربما تسبب تسرطن الجلد أو ربما تسبب عاهات مستديمة هذه الزيوت والكريمات تحضر مع الأسف في محلات العطارة ويروج لها في مدارس البنات وفي محلات الحلاقة وخلاف ذلك وهي غير مقننة وغير مدروسة.وإنني وجميع المواطنين نرحب بهذا التعميم ونقدم شكرنا الجزيل لمعالي وزير الشؤون البلدية والقروية،ونطلب من معاليه متابعة هذا القرار بصفة مستمرة واتخاذ العقاب الرادع لمن لا ينفذ هذا التعميم ولمن يتمادى في عدم تنفيذه وبهذه المناسبة فإني اقترح ما يلي:
1- عدم بيع أي دواء عشبي أو حيواني أو معدني يوجد على هيئة مسحوق أو على هيئة سائل أو مرهم أو كريم أو مخلوط بعسل أو المستحضرات المستوردة من إندونيسيا أو الصين أو الهند وغيرها والموجودة على هيئة مستحضرات صيدلانية لكنها غير مقننة وغير مسجلة بوزارة الصحة وسحب هذه المواد جميعها من محلات العطارة.
2- تباع الأعشاب أو المشتقات الحيوانية كما هي دون جرش ودون تكسير ودون سحق ودون إضافات يصرح باستيرادها وبيعها كما هي على هيئة أوراق، أزهار، بذور، جذور، جزامير، وهكذا.
3- منع استيراد وبيع بعض الأعشاب الخطيرة والموجودة حالياً لدى محلات العطارة مثل عين الديك والسورنجان والسمفتون وأصبع العذراء وخلاف ذلك لما لها من خطورة على المستهلك.
4- نظراً لأن بعض هذه المستحضرات غير المقننة والموجودة على هيئة مستحضرات صيدلانية غير مقننة لا تباع فقط في محلات العطارة بل تباع في بعض الصيدليات فأرجو من وزارة الصحة سحب مثل هذه المستحضرات وكذلك سحب الخلطات العشبية وخلطات العسل من الصيدليات وإصدار تعميم يحذر من بيع هذه المواد وأي صيدلية يكتشف بيعها لمثل هذه المواد تقفل ولا يصرح لها بالاستمرار في ممارسة المهنة.
5- على وزارة التجارة عدم الموافقة على استيراد أي توابل أو مواد عشبية أو مواد حيوانية تستخدم لغرض التداوي إلا بعد التأكد من أن هذه المواد لا تضر بصحة المواطن وأنا مستعد لتقديم استشارتي لوزارة التجارة عند التقدم لها بطلب استيراد مثل هذه المواد من قبل العطارين أو الأطباء الشعبيين وأقوم بهذا العمل دون مقابل وذلك من أجل مصلحة المواطن.
6- نظراً لأن الأطباء الشعبيين يقومون بتحضير الخلطات العشبية والمشتقات الحيوانية ونظراً لأن البعض منهم لا يقرأ ولا يكتب ويقوم بتجهيز تلك الخلطات في منزله وبيعها على المريض بأغلى الأسعار فيجب على الجهة المسؤولة عن الأطباء الشعبيين إن كانت هناك جهة مسؤولة إصدار قرار يوقفهم عند حدهم وعدم السماح لهم ببيع وتحضير تلك الخلطات.
7- هناك المتجولون الذين يروجون لبعض الخلطات أمام أبواب المساجد وأمام المراكز الكبيرة وعند إشارات المرور وكذلك استعمال الجوال في ترويج هذه المستحضرات يجب على الجهات المسؤولة متابعة ومطاردة مثل هؤلاء الذين ربما يروجون لأشياء أخطر من المستحضرات العشبية وأن يصدر بحق من يمسك متلبساً ببيع وترويج مثل تلك المستحضرات العقوبة الرادعة.وأخيراً فإني أرجو المواطن الكريم أن يكون واعياً وأن لا ينساق إلى شراء شيء لا يعرف مكوناته وتأثيراته والتبليغ عمّن يقوم بتسويق وترويج هذه الوصفات سواء أكان عطاراً أم طبيباً شعبياً أو مروجاً أو صيدلية وذلك من أجل القضاء على مثل هذه الظاهرة وحماية أنفسنا من الأضرار والأمراض الناتجة عن استعمال تلك المستحضرات.
***
الغش: عند شراء الأعشاب من مصادر غير موثوق فيها قد تتعرض للغش و ذلك عن طريق خلط الأعشاب الطبية بأعشاب أخري عديمة الفائدة أو غيرها مما قد يكون مضراً
أن تكون مجهولة التركيب: فغالباً ما تباع الأعشاب علي أنها ” علاج لسقوط الشعر” أو ” لمرض السكر” و ذلك بدون ذكر معلومات عن محتوي و نوعية هذه الأعشاب بحيث نستطيع التأكد من فاعليتها. و كثيراً ما نسمع ” مصنوع من خلطة سرية من الشرق الأقصي” و غيرها من العبارات الغامضة
صعوبة تحليل المحتوي للمادة الفعالة: فوجود الأعشاب في صورتها الخام يجعل من الصعب معرفة مدي تركيز المادة الفعالة فيها كما تكثر معها المواد الأخري التي قد تتداخل في التأثير المطلوب
تفاعلها مع الأدوية الأخري: فالأعشاب الطبية باعتبارها أدوية قد تتفاعل من بعض الأدوية الأخري التي تستعملها في نفس الوقت مما قد يؤدي إلي خطورة في بعض الأحوال و خاصة عندما لا تخبر طبيبك عن استعمالك لتلك الأعشاب.
وهناك شروط للتخزين حيث ان التخزين مهم جداً في المحافظة على المواد الفعالة في أجزاء النبات وقد لاحظت ان محلات العطارة لا تهتم بالتخزين وشروطه فمثلاً التخزين عند درجة حرارة عالية تفسد المواد الفعالة وكذلك عدم تغطية الأعشاب يجعلها عرضة للتلوث .
إن ارتفاع درجة الرطوبة وشدة الضوء تؤثر على المواد الفعالة وعليه يجب حفظ المستحضرات في مكان بارد وجاف بعيداً عن الضوء ولكن يجب عدم وضعه في البرادة. يجب عدم تخزينه في كبائن الحمامات. ان الحرارة مع الرطوبة هي الآفة لتخريب المواد الفعالة في العقار يجب ابعاد العقار عن متناول الأطفال.
إن استخدام النباتات الطبية دون التأكد من حقيقة اسمها المحلي أو الشعبي ، والمنطقة التي جمعت منها ووقت الجمع ونوعية المواد الفعالة ومعرفة خواصها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية كاملة هو نوع من المغامرة بالصحة.
في الآونة الأخيرة انتشر في السوق السعودي كثير من الوصفات مجهولة الهوية ويروج لهذه الأدوية مطبوعات توزع عند الإشارات وأمام الأسواق المركزية الكبيرة وفي محطات الوقود وأمام المساجد وأمام المدارس وأكثر هذه الأدوية لعلاج مرض السكري والسرطان والربو وداء المفاصل والتهاب الكبد الفيروسي والعقم والمنشطات الجنسية، ثم يوضع في آخر المطبوع رقم الجوال ولا شيء غير ذلك.حاولت الاتصال على أرقام الجوالات المختلفة لهذه الأدوية فوجدت أن أصحاب هذه الأدوية لا يبيعون عبوة واحدة ،بل عدة عبوات تكفي لستة أشهر ويقومون عن طريق الجوال بامتداح تلك الأدوية وأنهم حصلوا عليها من أكبر المصانع الأمريكية والألمانية وأن العلاج ناجح 100%، أما عن القيمة التقريبية للعلاج فقد كان سعر علاج مرض السكري أربعة آلاف ريال مقابل علبتين كل علبة تحتوي على 120كبسولة وقيمة علاج السرطان ستة وثلاثون ألف ريال لما يكفي لمدة ثلاثة أشهر، وعلاج العقم اثنا عشر ألف ريال، وعلاج المنشط الجنسي ثلاثة آلاف ريال وعلاج داء المفاصل ثمانية آلاف ريال وعلاج التهاب الكبد الفيروسي خمسة آلاف ريال وعلاج الربو والكحة ثمانمائة ريال. فإذا قرر المريض شراء أي من هذه الأدوية فيتفق معه المروج على مكان يحدده للمريض مروج العلاج في أحد شوارع الرياض ليسلم الدواء للمريض ويستلم قيمة العلاج.إن هذه الطريقة مخيفة جداً حيث إن هذه الأدوية مجهولة ليس عليها أي معلومات تحدد هويتها ولا صلاحيتها وهي تحضر بطرق عشوائية وقد حصلت على بعض كبسولات علاج السكري من شخص وقع في الفخ وسألني عنها فطلبت منه إحضار الدواء فوجدته عبارة عن علبة عادية بها 120كبسولة وقد حللنا هذه الكبسولات فوجدنا أنها تتكون من يانسون وكزبرة مخلوطة مع أقراص الجلوكوفاج التي تباع في الصيدليات كمخفض للسكر، وهذا يعتبر غشاً واحتيالاً واضحاً.
أما العلاج الذي يستخدم لعلاج السرطان فقد حصلت على علبة كاملة عند تحليلها وجدنا أنها تحتوي على نبات ديد الضبعة والحبة السوداء والقرنفل والحلتيت، وهذه الوصفة سبق أن كتب عنها ، وقد كانت بدايتها من تبوك وهذه الوصفة لا يوجد فيها شيء له علاقة بالسرطان عدا الحبة السوداء التي تقوي جهاز المناعة فقط، وفيما يتعلق بعلاج الكبد الفيروسي فقد وجدنا أن المروج يشتري علاج انترفيرون الخاص بالكبد من الصيدلية ويخلطه مع مسحوق عرق السوس ويروجه لعلاج التهابات الكبد الفيروسية. ويعتبر هذا العمل غشا واحتيالا وفيه خطورة كبيرة على المرضى.
أما دواء العقم وتنشيط الرحم والجنس عند السيدات فقد حصلت على هذه الوصفة التي وجدنا عند التحليل احتواءها على حشرة الذرنوح (وهي حشرة توجد في وقت الربيع وتسمى بالذبابة الاسبانية الارجوانية) وتحتوي على مادة سامة وخطرة جداً تسمى الكانثريدين، وكذلك وجدنا مادة اليانسون والبابونج والزعتر وعرق السوس، إن هذه الوصفة تعتبر من أخطر الوصفات على الاطلاق فهي تعدم الكلى والمجاري البولية والتناسلية، ونحذر تحذيراً شديداً من استخدامها. أما علاج الربو فكان عبارة عن مسحوق يباع في علبة بلاستيك وعند تحليله اتضح أنه يحتوي على عرق العرفج وعرق السوس واليانسون والحبة السوداء وتستعمل هذه الوصفة للكبار والصغار ويعتبر من المواد الخطيرة الاستعمال للأطفال وعليه فإني أنصح بعدم استعماله للأطفال على الاطلاق.
إن بيع وترويج هذه الوصفات بطرق غير مشروعة يعتبر تدميراً لصحة الإنسان ويجب على المواطن الكريم التنبه إلى مثل هذه الأدوية الضارة والمجهولة والتي قد تدمر نفسه أو أي أحد من أفراد أسرته لا سيما أنه يشتريها من الشارع من مكان غير مشروع وتحضر بيد مليئة بالغش والاحتيال، ولو كانت هذه الأدوية غير مغشوشة لما بيعت في الظلام وعن طريق الجوال. وإنني بهذه المناسبة أنصح المرضى بعدم الانقياد إلى ما يروج من أدوية مغشوشة مجهولة تضر بصحة الشخص وتسبب له آفة هو في غنى عنها وعليه مراجعة المستشفيات والمختصين الذين يقومون بتشخيص مرضه وصرف العلاج المناسب لحالته ولمرضه.
كما يجب أن يكون المواطن الكريم أشد وعياً حيال هذه الأدوية المشبوهة وأن يشعر المسؤولين عن مثل هذه الأدوية وأنصح مروجي تلك الأدوية بأن يتقوا الله فيما يقومون به من جمع مال سيكون له الأثر السلبي في الدنيا والآخرة وسوف ينعكس ذلك عليه وعلى أولاده بالمرض والدمار
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــول