### بـــ الحب والواقع ـــين ###


بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا يا فراشات :(هذه اول مشاركاه لى فى المنتدى
واحب ابدأ معاكم بروايه حبيت انقلها لك
رواية جديدة بأفكارها وأحداثها – او هذا ما اتمناه-.. قد لا تعجب البعض وقد يعشقها البعض الآخر.. لكن وبكل صراحة اعتبرتها من احب الروايات التى قرأتها 😈


انها قصة رومنسية ..مملوءة بالمشاعر والاحاسيس الرقيقة..تحمل اسمى معنى الحب والتضحية والوفاء .. كما اعتدتم ..لكنها ليست اية قصة حب..
اتها قصة حب تولد وسط الدمار.. وسط القتل والسفك للدماء..قصة حب تولد وسط احداث متخبطة ومشاعر مرتبكة .. سترون فتاة تقاتل بكل قوة وشجاعة من اجل تحرير وطنها والانتقام لمقتل والديها ..وعلى النقيض سترون قائدا قاتلا متجبرا لا يفكر سوى بالاستعمار..
وستربط خيوط الحب بين هذين النقيضين …و .. ولكن كيف ؟ ..ولماذا؟..ومتى؟.. ستعرفون هذا بأنفسكم عندما تبدؤون بقراءة سطور هذه الحكاية ..واحيانا مابين السطور…
انها حكاية بين حب وواقع.. بين حب مستحيل وواقع مرير.. وستجمح بكم الى عالم من الخيال ..قد لا يوجد على ارض الواقع مثيلا له..

سأقوم بنشر جزء واحد بالاسبوع فحسب.. وقد اخترت يوم الخميس ليكون ملتقانا الدائم<


>>>>>والله مو بخاطرى لان الكاتبه راح تنزله بالطريقه دى

بــــ الحب(1) والواقع ـــين



::البداية::





الزمان : في زمن ما
المكان : في مكان ما
الحدث: استعمار



[في أي قصة او رواية من الروايات العالمية لا يهتم الكاتب او القراء بمعرفة الزمان او المكان بقدر ما يهمهم هو معرفة الاحداث التي حدثت في تلك الحكاية بغض النظر عن اية تفصيلات اخرى..
الحدث هو من يصنع الحكاية لذا فهو الاهم قبل كل شيء.. لن اطيل عليكم وسأبدأ لأحكي لكم حكاية حدثت ذات يوم وفي مكان ما .. حكاية كانت من الغرابة التي لا يصدقها عقل.. ومع هذا كانت مكسوة بالمشاعر الرقيقة والبريئة.. الحكاية تبدأ كالتالي …

في تلك الدولة الصغيرة والمسالمة وعند الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل .. خيم الصمت على الشوارع والمنازل..وابتلع السكون قلب الليل والتمعت النجوم في السماء وبدا القمر في غاية الروعة وهو ينشر ضوئه الفضي بين ارجاء تلك المدينة الهادئة..
لم يكن احد يعلم بتلك الكارثة التي ستحل بعد لحظات والتي ستمزق هذا السكون والهدوء .. وهذا الأمان الذي ينعم به كل انسان يحيا في هذه المدينة..
ففي لحظة كانت حدا فاصلا بين الامن والسلام .. بين السعادة والدموع.. بين التفاؤل والتشاؤم.. بين الهناء والشقاء.. حدث ذلك الانفجار الذي هز المنازل ورجها رجا.. دمر المنازل والشوارع والساحات ..قتل الأبرياء والأطفال والشيوخ دون ان يرحم أحدا..وارتسمت تلك الابتسامة الوحشية على شفاه المستعمرون بكل خبث ومكر ودهاء.. لتعلن بداية معركة عنوانها الدم والالم والدموع..
ضجت الشوارع بأصوات الانقجارات.. ودوي سيارات الإسعاف التي جاهدت لنقل الجرحى من كل مكان واي مكان ..واصوات صراخ المارة التي تعبر عن ذعرهم بهول ما يرونه بأعينهم.. والخوف من شبح الموت الذي يتربص لهم في كل مكان وأية لحظة..
وفي غمرة هذه الاحداث التمع ضوء خفيف في ذلك المنزل الذي يحتل اطراف المدينة وعند الحدود والذي يبدو متهالكا ومهجورا وفي تلك المنطقة الموحشة ..كل هذه العوامل مجتمعة جعلت هذا المنزل مكانا لن يجرؤ احد على الاقتراب منه..
ولكن لنقترب نحن من هذا المنزل فحكايتنا ستبدأ منه بالذات ..
بالداخل سترون ان هناك بعض الاثاث المتهالك لكن هناك ايضا اثاثا جيدا ويصلح للاستخدام ..ستشاهدون الغبار الذي ملأ الجدران.. وخيوط العنكبوت التي انتشرت عند تلك الزوايا.. وستسمعون أصوات اولئك الرجال وهم يتناقشون..ستسمعون الصوت يخفت حينا ويحتد حينا.. دعونا نقترب اكثر ولا تخشوا شيئا.. فهذا هو مقر فرقة المقاومة..
وها انتم ذا تسمعون الآن ذلك الصوت الغاضب.. حين قال قائدهم بغضب: كنت اعلم ان هذا سيحدث .. كنت اعلم ذلك ولكن ما لم اتوقعه ان يبدؤا باحتلال بلادنا باطلاق سيل من القنابل والصواريخ..
قال احد الرجال: انهم أوغاد لا يكترثون بسفك الدماء وقتل الابرياء.. انهم سفاحون..
قال القائد وهو يضرب الطاولة بقبضته: انهم الآن عند الحدود وحسب لن نسمح لهم بالتقدم أكثر لن نسمح لهم باحتلال وطننا..
قال احدهم وهو يحاول ان يخفي ملامح التوتر التي تظهر على وجهه: انهم بريطانيون يا هشام يمتلكون اضعاف ما نمتلكه من اسلحة..
قال هشام(قائدفرقة المقاومة) بحزم وصرامة: اقسم على ان اجعلهم يدفعون الثمن غاليا.. لن تهمني اسلحتهم او جبروتهم .. اننا الاقوى لاننا اصحاب الحق..
ومن ثم اردف قائلا وهو يشير الى صناديق وضعت جانبا: بحكم عملي في الشرطة فقد تمكنت من الحصول على عدد من الاسلحة وهي ستفيدننا في معركتنا..
قال احدهم متسائلا باهتمام: ولم لا ننضم الى الجيش الوطني؟ ..
التفت له هشام وقال وهو يعقد حاجبيه بحزم: الجيش الوطني يقاتل خارج البلاد وعند حدوده الخارجية اما نحن فستكون مهمتنا حماية قلب بلادنا اي من الداخل.. حماية شعبه وافراده.. اظنكم فهمتم قصدي الآن وفهمتم سر تكويني لهذه المجموعة..
ابتسم احدهم على الرغم من الخوف الذي يحتل اعماقه وهو يقول: بصراحة لم اكن اتوقع انك تفكر بهذه الطريقة..
قال هشام بابتسامة شاحبة بالرغم منه وهو يستمع الى صوت اعز اصدقاءه (عزام) : وهل ظننتني احمقا اذا لأفكر مثلك يا عزام ؟..
قال عزام ببرود: زن كلماتك يا هشام والا سوف اغير رايي في الاشتراك معكم..
قال هشام هدوء: هذا شأنك..
واردف بجدية وهو يشير الى مواضع على خريطة مفرودة امامهم: والآن اسمعوني جيدا بما اننا اربعة عشرة فردا هنا و…
(بل نحن خمسة عشر ايها القائد)
التفت هشام بحدة وسرعة الى ناطق العبارة .. وشعر بالدهشة من ذلك الفتى الذي يقف عند الباب عاقدا ساعديه امام صدره بكل ثقة..
وشعر باحساس غريب يتغلغل الى اعماقه.. احساس ينبأه بأن هذا الفتى سيكون له تأثير كبير على هذه الحرب..ولم يعلم كم كان شعوره صادقا وقتها والى ابعد الحدود..
##############
>>حديث الضباط والجنود البريطانيون سيكون باللغة الانجليزية .. لكن لكثرة حواراتهم.. ولتسهيل المهمة علي وعليكم.. سأكتبها بالعربية الفصحى<<
في ذلك المبنى الكبير الذي يحتل اطراف حدود تلك البلاد المسالمة ..وفي احدى الغرف بالتحديد..قال ذلك الضابط البريطاني بسخرية: يالغبائهم ..الم يكونوا يتوقعون اننا بداخل بلادهم منذ البداية وبداخل احدى شركاتهم ايضا؟..
قال احد الجنود بخبث: وكيف لهم ان يدركوا هذا الامر يا سيدي؟.. وان هذه الشركة ليست سوى مبنى بريطاني للجنود البريطانيين..
قال القائد البريطاني وهو يمدد ساقيه بلامبالاة على طاولة امامه: لكن اكبر عدد من قواتنا يقاتلون عند الحدود ومهمتنا نحن تبسيط هذه المهمة لهم.. وسنفعل ذلك عندما نستلم الأمر..
فجأة سمع صوت خطوات يقترب من المكان ولمح ذلك الجندي الذي وقف عند باب المكتب وادى التحية العسكرية وهو يقول: القائد (ألكس)>>Alex اتصال لك من القيادة..
نهض ألكس من خلف مكتبه وقال : سأحضر فورا..
قالها و نهض من خلف مكتبه ليسير في ذلك الممر ويدلف الى احدى الغرف ثم لم يلبث ان توجه نحو هاتف موضوع في ركن منها والتقط سماعته ليتحدث قائلا: القائد ألكس يتحدث..
جاءه صوت صارم يقول: ابدأ بالعمل فورا ايها القائد..
جاءه صوت ألكس وهو يقول بحزم: في الحال ياسيدي
واغلق الهاتف ليستطرد بسخرية: هاقد بدأت اللعبة لنرى من سينتصر منا نحن ام مجموعة من الحمقى…
وبدأت المعركة..وبكل وحشية…
#############
تطلع الجميع الى ذلك الفتى وقد شعروا بالدهشة والغرابة من معرفته لهذا المكان الذي لا يقربه احد تقريبا..وتسللت ايدي البعض الى احد الاسلحة الموجودة في الصناديق خوفا من ان يكون هذا الفتى عميل للجيش البريطاني.. ولكن هشام اوقف كل هذا بحركة حازمة من يده وهو يلتفت الى الفتى ويقول: من انت يا ايها الفتى؟ .. وكيف وصلت الى هنا؟..
قال ذلك الفتى بهدوء: انا ادعى عهد..وقد وصلت الى هنا بعد ان سألت احد الاشخاص عن فرقة المقاومة ودلني الى هذا المكان..
قال هشام متسائلا باهتمام:ومن يكون هذا الشخص؟..
اجابه عهد ببرود: شخص يدعى (رائد)..
اطمئن هشام عندما علم ان زميله في فرقة المقاومة هو من دل هذا الفتى الى هذا المكان .. وقال وهو يشير للفتى بالاقتراب: وكم عمرك يا عهد؟..
قال عهد وهو يتقدم من هشام: عشرون عاما..
قال هشام وهو يضيق عينيه: ولكنك تبدو اصغر من هذا.. لكن لا يهم ..واين تعمل؟..
قال عهد بسخرية: في المخابرات..
ابتسم هشام لسخرية ذلك الفتى وقال : حسنا لا يهم معرفتنا لمكان عملك ايضا.. اخبرني هل تود الانضمام الى هذه الفرقة؟..
قال عهد بحزم: بلى..
تسائل هشام قائلا: ولم تود ذلك؟.. ألتدافع عن وطنك؟..
قال عهد بشرود وغموض: وهناك امر آخر يدفعني لذلك ايضا ..
لمح هشام بريق حزن في عيني ذلك الفتى عندما نطق عبارته الاخيرة.. وقال وهو يضع كفه على كتفه: فليكن .. انت واحد منا منذ الآن ياعهد..
قال احدهم بدهشة: ولكننا لا نعرف من يكون حتى..
قال هشام وهو يلتفت لهم ويتحدث بحزم: انه فتى شجاع ويشرفني ان اضمه الينا.. ويكفي انه فكر بالانضمام الى فرقة المقاومة والدفاع عن وطنه في سنه الصغير هذا..
تطلعوا الى عهد باستنكار شديد ..وشعر بعضهم بالغيظ من هذا الدخيل.. في حين اردف هشام قائلا وهو يعود ليشير الى مواضع ما بالخريطة: حسنا فالأكمل حديثي الآن.. سوف نتجه باتجاه منطقة قريبة من الحدود حتى نمنعهم من التقدم..
واستطرد وهو يشير الى موضع ما باصبعه السبابة: هنا بالذات.. اخبروني من يرد منكم التطوع في اولى المهام..
(انا..)
كان عهد هو ناطق العبارة وهو اول المتطوعين في هذه المهمة ..فالتفت له هشام وقال وهو يهز رأسه: كلا يا عهد ليس الآن.. انك متطوع جديد هنا ولا تعرف أي شيء من مخططاتنا .. كما وانك صغير السن..
قال عهد باصرار: لا يهمني لقد انضممت في هذه الفرقة حتى اشترك في أي مهمة تطوعية.. لا لأن تقول اني صغير السن ولا يمكنني المشاركة..
قال هشام بهدوء محاولا اقناعه: يمكنك ذلك في المرات القادمة فحينها تكون قد اعتدت علينا..
قال عهد ببرود وعناد: بل سأشترك في هذه المهمة…ولست صغيرا الى هذه الدرجة الذي تمنعني من الدفاع عن وطني..
قال هشام وقد اسقط في يده بابتسامة شاحبة : حسنا كما تريد.. ولكن اهتم بنفسك جيدا..
قال عهد بهدوء: لا ثقلق علي فأنا اجيد القتال..
في حين التفت هشام الى باقي اعضاء فرقة المقاومة والذي كان بعضهم يرمق عهد بحنق وسخط ..وقال بحزم: والآن من هو المتطوع التالي؟..
###############
قال القائد ألكس بحزم: سننقسم الى مجموعتين الاولى ستفتش عند المنطقة الجبلية والاخرى عند المباني القريبة منها للحصول على أي معلومات قد تفيد..او اسرى قد يفيدوننا عنداستجوابهم..هل هذا مفهوم؟..
صاحوا جميعا بصوت واحد: اجل سيدي..
قال ألكس وهو يتطلع اليهم : حسنا فالنبدأ اذا..خذوا مواقعكم..
و بدأ جميع الجنود بأخذ مواقعهم المتفق عليها وبدأوا عمليات التفتيش في تلك المنطقة المحدودة بجوار حدود البلاد…
:
:
وعلى الطرف الآخر قال ذلك الشاب بحزم: يبدوا وانك كنت على حق انهم يبدأون بالعمل فعلا يا هشام وهاهم اولاء يبدأون بهذه المنطقة وبعدها ستكون بقية المناطق على امتداد الدولة..
قال هشام بسخرية وهو يحشو مسدسه بالرصاص: ومن سيسمح لهم؟..
وقال عزام مبتسما: معك حق.. من قال اننا سنكتفي بالمشاهدة فقط؟..
وبغتة حدث كل شيء انهالت الرصاصات من مجموعة هشام خلف التل على أولئك الجنود ..فصاح القائد ألكس وهو يحاول حماية نفسه من الرصاصات المنهمرة وهو يقف خلف احد المباني: تبا من اين يأتي كل هذا الرصاص؟..
قال احد الجنود وهو يحمي وجهه ويطلق النار بدوره : من خلف التل يا سيدي..
قال ألكس بصرامة وقد شعر بالغضب عند مرآه لأحد الجنود يسقط صريعا: فليكن هم من بدأوا اللعبة وعليهم تحمل نتائجها..
قالها وهو يجذب مشط مسدسه ويعده للاطلاق..قبل ان يصوبه باتجاه التل.. وهنا صاح هشام وهو يرى ذلك المسدس الموجه نحوهم : انبطحوا جميعا..
لكن قبل ان يستوعب احدهم الامر..وقبل ان يتحرك احدهم قيد انملة.. انطلقت الرصاصة باتجاه احدهم فصاح به هشام بخوف: عزام.. احذر..
لكن تحذيره جاء متأخرا فألكس لم يكن بالخصم السهل.. فقد كان مصوبا بارعا يجيد اصابة هدفه عن بعد.. وهذا ما حدث ..
لقد اخترقت رصاصته صدر عزام الذي اطلق صرخة ألم قبل ان يندفع خطوتين للوراء ويسقط أرضا والدماء قد لوثت قميصه .. فقال عهد بكراهية: اوغاد.. اوغاد.. سحقا لكم ..
قالها وهو يجذب ذلك الخنجر من حزامه.. بعد ان فرغ مسدسه من الرصاص.. وينطلق هابطا التل..
:
:
اما هشام والبقية فقد انشغلوا في نقل عزام الى داخل احدى السيارات وهشام يقول بقلق وخوف وهو يتطلع الى صديق عمره جريحا امام ناظريه: تماسك يا عزام سنصل الى المشفى قريبا ..
امسك عزام بصدره في وهن وهو يقول: لا عليك انا على مايرام..
تعاون البعض على نقله الى احد السيارات وانطلقوا بها مغادرين المكان..بعد ان ظل البعض الآخر يواصلون اتمام المهمة.. دون ان ينتبه احدهم لاختفاء عهد من المكان بأكمله..
:
:
وعند اسفل التل قال ألكس بسخرية : يبدوا وانهم قد وعوا الدرس جيدا.. اطلاق النار يكاد يتوقف تقريبا..
قال احد الجنود باعجاب: رائع يا سيدي لقد اصبت احدهم على الرغم من بعد المسافة التي تفصلك عنهم..
عقد ألكس حاجبيه وقال متسائلا بحيرة: لكن من هم؟..
اجابه الجندي وهو يهز كتفيه: بالتأكيد من سكان هذه الدولة ..
قال ألكس وهو يضع كفه اسفل ذقنه وحيرته تتضاعف: ولكنهم يمتلكون اسلحة و…
بتر ألكس عبارته فجأة وانعقد حاجبيه فجأة فقال له الجندي باستغراب: ما الأمر يا سيدي؟..
قال ألكس وهو يتطلع الى نقطة ما: ألا تسمع ؟..
تسائل الجندي بغرابة: اسمع ماذا؟..
لم يأبه ألكس بالإجابة على تساؤله وهو يتجه نحو منطقة محيطة بالشجيرات تقريبا.. وهناك اخذ يتلفت حوله في حذر قبل ان يزفر بحدة ويقول: يبدوا وانني كنت اتوهم فحسب فلا يوجد احد هنا كــ…
بتر عبارته فجأة عندما انقض عليه عهد من الخلف وطوق عنقه بذراعه وهو يقول بكراهية وبلغة انجليزية جيدة يفهمها ألكس: سأقضي عليك .. سأقضي عليك ايها الوغد الجبان..
ابتسم ألكس بسخرية وأمسك بذراع عهد وابعدها عن رقبته في خشونة ولواها خلف ظهره وهو يقول: يالك من فتى شجاع اتخاطر بحياتك في سبيل قتلي..
قال عهد بكراهية وحقد وهو يرمقه بنظرة تمتلأ غضبا وثورة.. ولو كانت النظرات تقتل لكان ألكس صريعا هذه اللحظة: لو استطيع تدميرك لفعلت .. سأقضي عليك وانتقم لوالداي اللذان قتلا بسببكم ايها الاوغاد..
واشتدت قبضته على الخنجر الذي يمسكه بيده الاخرى .. وهوى بها على ألكس الذي تراجع في حركة حادة تاركا ذراع عهد وقال وهو يمسك بمسدسه: اسمع يا ايها الفتى اذهب بسرعة من هنا .. لا اريد ان اؤذيك..
انقض عليه عهد صائحا: لقد قتلتم والداي دون شفقة او رحمة.. فهل عرفتم الشفقة الآن؟؟..
قال ألكس وهو يتابع تراجعه: اسمع يا ايها الفتى بضغطة من زر الجهاز الذي في يدي استطيع استدعاء الجنود ليقتلوك .. ابتعد فورا..
انقض عهد على سترة ألكس وامسك بها في قوة وهو يرفع الخنجر في وجهه صائحا: لن ابتعد .. وسأقتلك ولو كان في هذا بذل حياتي..
في تلك اللحظة احس عهد بفوهة مسدس تلتصق بصدغه وصوت صارم يقول:هل أقضي عليه يا ايها القائد؟..
توتر عهد جراء ذلك ولكنه فوجئ بألكس يقول بهدوء وكأن الامر لا يعنيه: كلا يا ايها الجندي .. دعه فهو مجرد فتى يحاول التفاخر بقوته..
امسك عهد السترة بقوة اكبر فقال ألكس بابتسامة ساخرة: ما رأيك الآن؟.. استطيع قتلك ولكني لم افعل..فهل ستفعلها انت؟..
توتر عهد اكثر جراء هذا الموقف الذي وضع فيه .. اما الجندي فقد قال بحدة: ايها القائد ألكس .. لا تتركه انه من المتمردين علينا..
تطلع ألكس الى عهد وقال : هل ستقتلني الآن لتثأر لوالديك كما قلت؟.. ام انك ستتصرف جيدا وتبتعد؟..
ثم اردف قائلا: ولتعلم ان بامكاني قتلك الآن ولكني لم افعل .. فلا اريد ان اؤذي فتا مثلك يتحلى بالشجاعة والـ…
دفعه عهد فجأة بحركة قاسية واسرع يلكم الجندي الآخر وهو يسرع مغادرا المكان.. فصاح الجندي وهو يمسك فكه الذي اصابته لكمة عهد: ايها الفتى الحقير سأقتلك ..
ورفع البندقية باتجاه عهد الذي كان يبتعد مسرعا عن المكان ..ولكن ألكس أمسك بالبندقية وانزلها ارضا قائلا: كلا.. لا تطلق النار عليه ..دعه يذهب ..
وعقد حاجبيه وهو يتطلع الى عهدالذي اخذ يبتعد في سرعة .. ولم يعلم وقتها لم أحس بشعور غريب تجاه عهد هذا .. شعور منعه من قتله او المساس به .. ولم يعلم حينها انه قد ارتكب اكبر خطأ في حياته عندما تركه على قيد الحياة…
################
مرت الايام تتلوها ايام أخرى .. ايام اشد قسوة من سابقتها.. وذلك المستعمر لا يزال يحاول احتلال البلاد دون وجه حق..ولا تزال فرقة المقاومة تحاول مواجهة ذلك المستعمر الغاصب ..وقد بدأ قائد فرقة المقاومة باعداد خطة جديدة بعد ان نقل عزام الى المشفى ومكث به حتى تتحسن صحته ..
اما القائد ألكس فقد أعد ذلك المخطط الذي اراد به ان يقضي على اولئك الذين حاولوا تحديه في المرة السابقة بعد ان قتلوا احد جنوده..
واخيرا عهد الذي اصر بكل قوة على الاشتراك هذه المهمة ايضا على الرغم من ما يتهدده من خطر..
:
:
وها نحن ذا نرى ألكس يسير في تلك المنطقة المليئة بالاشجار والى جواره مساعده القائد) جون) .. حين قال هذا الاخير متسائلا باهتمام: ماالذي تفكر فيه بالضبط يا ألكس؟..
قال ألكس ببرود: مادام اولئك المتمردين يحاولون اللعب معنا.. فسأمنحهم انا هذه الفرصة..
قالها وهو يخرج (لغم) من جيبه >قنبلة تدفن في الارض وتنفجر عند المساس بها< فقال جون بتوتر : لا تكن مجنونا يا ألكس قد يصاب احد جنودك..
قال ألكس بلامبالاة: لا يهم مادمت سأقضي على هذه المجموعة ..ولعلمك لقد اعددت خطة لاستدراجهم الى هذا المكان بالذات..
قال جون وقد تسلل القلق الى اعماقه: ولكن قد تتعرض حياة الابرياء ايضا للخطر..
قال ألكس بسخرية: هل أصبحت رقيقا ياجون وانا لا اعلم؟ .. كف عن هذا نحن في حرب وكل شيء مباح فيها..
قال جون بحدة وقد احنقته سخرية ألكس منه: كما تشاء لن اتدخل في عملك بعد الآن..
وابتعد جون عن ألكس الذي واصل زرعه للالغام في جميع ارجاء المنطقة تقريبا…
############
قال هشام وهو يختفي خلف احد التلال وبعد ان مرت ساعة من مكوثهم في هذا المكان: لا توجد أي حركة تدل على مكانهم .. لقد تسللوا الى داخل البلاد ولكن لاوجود لأي أثر يقودنا اليهم…
واكمل( عماد) احد افراد الفرقة:ويبدوا بانهم يستعدون لامر خطير فعدم ظهورهم يعني انهم يختفون في مكان ما وذلك ليحاصرونا ويقضوا علينا..
قال (عادل) مبتسما وهو عضو آخر من اعضاء فرقة المقاومة يتمتع بروح الدعابة: اين سمعت هذا الحوار يا ترى؟ .. اظنه من احد الافلام التاريخية..
قال عماد بحدة: لا ينقصنا الا انت..
شخص واحد لم يكن يستمع لهم وكان يشعر بتلك الحركة المريبة في تلك المنطقة المليئة بالاشجار..ولم يكن هذا الشخص سوى عهد الذي عقد حاجبيه وهو يتطلع الى تلك الطيور التي اخذت تغادر أعشاشها خوفا من احد ما في تلك المنطقة..
وغادر موقعه دون ان يشعر به احدهم ..,دون ان يدرك انه يتجه للخطر بقدميه..
وتسلل بحذر الى تلك المنطقة وهو يشد قبضته على مسدسه ويتلفت حوله ببطء وقلق..لم ينتبه الى ذلك الحيوان الذي كان يسير على بعد خمسين مترا منه فحسب .. ولكنه ارتكب اكبر خطأ وهو يسير في هذه المنطقة بالذات والتي زرع فيها ألكس منذ قليل تلك الألغام…
وتسمر الحيوان في مكانه فجأة وهو يشعر بقرب الخطر منه .. ولكنه مالبث ان حرك قدمه للامام خطوة واحدة فحسب ولكن كان لها اكبر الاثر.. فقد انفجر ذلك اللغم محدثا انفجارا رهيبا في المنطقة كلها … وصرخ عهد بكل قوة وضغط الانفجار يدفعه مسافة ستة امتار للوراء ..وقد تفجرت الدماء من كل جزء من جسده..
ولم يستمع احد الى صوت تلك الصرخة التي اطلقهاعهد..فقد ضاعت وسط هذا الانفجار الرهيب…
:
:
شخص آخر كان على مقربة من المكان وقد استمع الى صوت الانفجار الذي بدد السكون الذي كان يغلف المنطقة.. وقال بقلق: هناك من أصيب!..
قال جون بحدة:و أليس هذا ما كنت تريده يا ايها القائد؟!..
قال ألكس بتوتر: لكن لا اعلم لم اشعر ان هناك امرا سيئا قد حدث..
قالها وتوجه ناحية ذلك الموقع الذي كان يزرع به الالغام منذ قليل فصاح به جون: ألكس .. اجننت انه المكان الذي كنت تزرع فيه المتفجرات منذ دقائق؟..
اخرج ألكس جهاز من جيبه وقال: لا تقلق لست احمق الى هذه الدرجة .. انها الغام الكترونية ويمكن ايقافها عند اللزوم..
قالها وضغط زرا ما بالجهاز..وعاود سيره .. ومالبث ان سمع جون يقول: ولم انت مهتم بالامر الى هذه الدرجة؟.. انك لم تهتم بجنودك حتى..
قال ألكس ببرود: سأرى الامر لا اكثر لاعرف من اصيب في هذا الانفجار..
قال جون بحدة : او قتل..
قال ببرود وهو يكمل سيره بخطوات سريعة ويتلفت بحثا عمن اصيب: فلنرى الأمر اولا وبعدها يمكنك الجزم أو….
بتر ألكس عبارته فجأة واتسعت عيناه في حدة وهو يتطلع الى تلك النقطة .. الى النقطة الذي ارتمى فيها جسد عهدبلا حراك.. وتمتم قائلا بقلق: يا الهي انه ذلك الفتى!!..
عقد جون حاجبيه وقال متسائلا بحيرة: عن أي فتى تتحدث؟..
لم يأبه ألكس بالاجابة عن تساؤله وهو يتوجه الى جسد عهد ومن ثم قال وهو يميل نحوه: هل لقي حتفه في الانفجار؟ ..
قال جون بهدوء: لا اظن فلا توجد اية اثار للحروق على جسده ربما هو فاقد الوعي وحسب..
قال ألكس في سرعة وهو يلتفت الى جون: فلننقله اذا الى المبنى لمعالجته..
قال جون بسخرية مقلدا طريقة ألكس في الحديث: هل اصبحت رقيقا يا ألكس ولا اعلم؟..
قال ألكس بحدة : كف عن ثرثرتك وساعدني على نقله..
قالها وهو يهم برفعه عن سطح الارض وقال بتوتر وهو يرى تلك الدماء النازفة من رأس عهد: ان جرحه خطير ..
قالها وحمل عهد بذراعيه مبتعدا عن جون الذي لم يصدق ان من يراه امامه الآن هو ألكس بذاته..
################
سار ألكس في سرعة في ذلك الممر الموجود بالمبنى البريطاني وعبر ممرات عدة حاملا جسد عهد الواهن.. ودلف الى تلك الغرفة التي كانت تضم مكتبا صغيرا وسريرا في زاوية الغرفة .. ليرقد جسد عهد على ذلك الفراش ويسرع بالخروج من الغرفة.. قبل ان يسير بخطوات مسرعة الى الخارج ..ولكنه توقف بغتة حين شاهد نلك الممرضة فقال وهو يزفر بحدة: كنت في طريقي اليك يا سوزي..
قالت متسائلة: ما الامر يا ايها القائد؟..
قال بصوت خفيض: هل اطلب منك طلبا تعديني بعدم اخبار احد به؟..
اومات براسها ايجابيا وقالت : بالتأكيد اعدك..
تردد ألكس لثوان قبل ان يقول: اود منك معالجة احد الاشخاص ..
قالت سوزي بهدوء: وماذا في هذا؟.. انه عملي على اية حال..
ازدرد لعابه وقال وهو يتحاشى النظر اليها: لكنه ليس احدنا بل من سكان هذه البلاد..
قالت سوزي بدهشة: ماذا تقول يا سيدي؟..
عقد ألكس حاجبيه وقال بحزم وهو يحاول اتخاذ موقف الهجوم: هل ستعالجينه ام لا؟..
زفرت بحدة وقالت: لا بأس.. اين هو؟..
اشار لها ألكس لكي تتبعه وهو يقول: اتبعيني..
قالها واسرع يعود في تلك الممرات وتبعته سوزي حتى وصل الى تلك الغرفة فقال وهو يشير الى الباب: الفتى موجود هنا يا آنسة سوزي..
أومأت سوزي برأسها ايجابيا .. ودلفت الى الغرفة في حين قفز تساؤل واحد الى ذهن ألكس: لماذا انقذ حياة هذا الفتى؟.. وهو الذي كان يسعى لدمار هذه البلاد.. لماذا؟..
############
(تبا.. اين يمكن ان يكون؟(
قالها هشام بانفعال شديد وهو يجلس على مقعد متهالك في ذلك المنزل القابع عند حدود البلاد..في حين قال عماد بهدوء وهو يحاول ان يبث الطمأنينة في قلب هشام: هدئ من روعك يا هشام لقد بحثنا عن عهد في كل مكان يمكن ان يتواجد به لكن لم نجد أي اثر له.. نحن لم نقصر وقمنا بكل مافي وسعنا..ربما كان قد ذهب الى مكان ما او..
قال هشام بحدة: الى اين؟.. هل لك ان تخبرني الى اين ذهب؟.. لقد بحثنا عنه حول تلك المنطقة كلها تقريبا دون ان نجد اثرا له..
واردف بمرارة وهو يكور قبضته بقوة: حماية افراد الفرقة هي من اهم واجباتي كقائد.. انا لم اتمكن من حماية عزام في المرة السابقة .. والآن عهد.. انا لا اصلح لان أكون قائدا لكم..لقد فشلت في ابسط مهمة لي..
ربت عماد على كتفه وقال: لا تحمل نفسك ذنبا لم تقترفه كل شخص لا يصيبه شئ الا اذا كان هذا قدره.. وهاهو عزام سليما معافى.. وعهد سيكون بخير باذن الله…
قال هشام بمرارة: ليتني اعلم اين هو الآن ؟.. ليتني اعلم..
قالها وعاد قلقه تجاه عهد يتضاعف عشرات المرات.. دون ان يدرك ان عهد قد بات اسيرا للمستعمرون الآن..الذين لا يعرف قلبهم مكانا للرحمة لأي احد وقع تحت قبضتهم ابدا …
##############
وقف ألكس عاقدا ساعديه امام صدره بجانب تلك الغرفة بانتظار خروج سوزي وإخباره بحالة الفتى .. انه الى الآن لا يفهم سر تصرفه الغريب مع هذا الفتى بالذات .. لقد قاتلهم دوما.. فلم ينقذ احدهم الآن؟.. لماذا لم يتركه يموت؟ .. لماذا اتى به الى هنا لتتم معالجته؟..
اهي رغبة منه في معرفة كل ما يخص هذا الفتى الذي حاول قتله ذات مرة؟.. ام هي يا ترى شفقة منه على حال فتا صغير السن ربما لم يتعدى الثامنة عشرة بعد؟..
وزفر في حدة وهو يتطلع الى ساعته بنفاذ صبر.. ثم مالبث ان شاهد سوزي وهي تفتح الباب وتغادر الغرفة فقال بلهفة لم يستطع اخفاءها: هه .. ماهي حال الفتى؟..
تطلعت اليه سوزي لحظات بصمت قبل ان تقول: لقد اصبح افضل حالا الآن ولكن…
بترت عبارتها بغتة.. فقال ألكس متسائلا باهتمام: لكن ماذا؟.. هل اصابة الفتى خطرة؟..ام ان هناك حروقا في جسده؟..ام…
ازدردت سوزي لعابها وقالت مقاطعة اياه وهي ترمي القنبلة في وجهه: لكنه ليس فتى يا سيدي.. بل فتاة…!


يلا يا بنات ابى ردود كتييير واذا عجبتكم اكملها 😆 🙄


عن hayat56

شاهد أيضاً

موضوعيـ الاولـ ..~~~.،،،””لمــ؛ـاذأ ـتـفـضـ؛ليـنـ؛ الانميـ؛؛ ؟؟””

السلامــــ، عليكمـ، الموضوعـ، باينـ، منـ، عنوانــــ؛ـهـ، ::: وهو ليشـ، بتفضليـ، الانميـ، على الكارتوناتـ، اولـ، المسلسلاتـ، …