بلسم الحياة الزوجية

2- حقيقة الحب: :0151:

يقولون :

الحبُّ من أول نظرة ، والحبُّ عذاب ، والحب يصنع المعجزات ، والحب أعمى ، ومِن الحبِّ ما قَتَلَ ، والحبُّ يجعل الكهل فتًى ..

وأقول :

إنما الحب صفاء النفسِ من حِقدٍ وبُغضِ ، الحبُّ إخلاصٌ وصفاءٌ ونقاءٌ ، الحب الصَّادق بين الزوجين كالبحر له بداية وليس له نهاية ، الحبُّ وجدانٌ شعوريٌّ مُشترَكٌ ، وأمر لابد منه للإنسان .

لكن حذارِ ممَّا يُرَوَّج في الفضائيات وشبكات الإنترنت والأفلام عن الحب – أقصد الخيانة – الذي يصورونه على أنه لذة وشهوة عابرة وخيانة ومجون ، حتى وصل الحال إلى أنه إذا ذُكِر الحبُّ تتراءى في الخيال قصةُ عشقٍ وغرامٍ وخيانةٍ وزنا ، والحقيقة أن الله تعالى جعل هذه الغريزة لأهداف سامية ، وجعل لها آدابًا شرعيةً ، وأحكامًا فقهية..

وإذا ذُكِر الحبُّ ذُكِر “قيس” و”ليلى” و”عنترة” و”عبلة” ؛ لكن هناك فرقًا بين حبٍّ رباطه عاطفيٌّ أرضيٌّ شهوانيٌّ ، وحبِّ زوجين رَبَطَ بينهما شَرعٌ ربَّانيٌّ ، فحب الزوجةِ لزوجِهَا قُربَةٌ وطَاعةٌ ، أمَّا المجنونُ فلا يعرف إلا ليلاه ، يَحيى لها ، ويموتُ من أجلها ، فشتَّان بينَ حبِّ الزَّوجة لزوجها ، وحبِّ المجنونِ لليلاه.

****************************** **********

3- علامات الحب:ِّ:066:

من علامات حبِّ المرأةِ لزوجِهَا:

1- تفضيله على كلِّ رجل رأته عيناها.

2- ارتفاعُ مكانته ، وعلوُّ مقامه في نظرها.

3- ثباتُ مكانته في قلبها.

4- احترامه وتوقيره.

5- حبُّ قربه ، وعدمُ الصبرِ على فِراقه .

6- حبُّ ما يحبُّ ، وبغضُ ما يكره .

7- إيثاره على نفسها ، وتقديم مطالبة على مطالبها.

8- حفظهُ في العِرضِ والنَّفسِ والمالِ والولدِ.

****************************** ***********

4- الحبُّ في بيتِ النُّبوة:

وَضَعَ الحبيبُ المصطفى- صلى الله عليه وسلم – الأسس لبداية ودوام الحياة الزوجية السعيدة ، من تقديرٍ واحترامٍ ومودةٍ ومكارمِ الأخلاق ؛ ليعلم النَّاس أن في بيتنا حبٌّ ومودةٌ ومشاعرُ وأحاسيس ؛ ولكن العيبَ فينا.

هذا حوارَ النَّبي – صلى الله عليه وسلم- مع السيدة “عائشة” رضي الله تعالى عنها في حديث “أبي زرعٍ” الطويل ،إذ قال لها النَّبي – صلى الله عليه وسلم – في نهاية كلامها :

” كُنتُ لكي كَأبِي زَرعٍ لأُمِّ زَرعْ ” يعني في الألفة والوفاء، فقالت عائشة – رضي الله عنها – بقلبِ العاشقِ المحبِّ لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” بأبي أنتَ وأمِّي .. لأنتَ خيرٌ لي من أبي زرعٍ لأمِّ زرعٍ “.
وأحاديث الرَّسول- صلى الله عليه وسلم – في حثِّ المرأةِ على التودد لزوجها كثيرةٌ لا تُحصى ، فَعن “أم سلمة” قالت :

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” أيُّمَا امرأةٍ مَاتَت وزَوجُهَا عَنهَا راضٍ دَخَلت الجَنَّةَ”، وعنه – صلى الله عليه وسلم – قال:

” يَستغِفرُ للمرأةِ المُطِيعَةِ لِزَوجِهَا الطَّيرُ فِي الهَوَاءِ وَالحِيتَانُ فِي المَاءِ والمَلائِكَةُ فِي السَّمَاءِ وَالشَّمسُ والقَمَرُ مَا دَامَت فِي رِضَا زَوجِهَا “.

وعن “أنس”- رضي الله عنه – قال : جاءت امرأة إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال لها : ” أذاتُ زوجٍ أنتِ ؟ ”

قالت نعم ، قال : ” فَأينَ أنتِ مِنهُ ؟ ” قالت : ما آلو إلا ما عجزت عنه .

قال – صلى الله عليه وسلم – : ” انظُرِي أينَ أنتِ مِنهُ ؛ فَإنَّهُ جَنَّتُكِ ونَارُكِ “.

****************************** ******

5- الحبُّ وحده لا يكفي:

العلاقة الزوجية قائمة على الحبِّ ، وهو الكفيل بأن يقضي على كل نقصٍ ، ويغطي كلَّ عيبٍ ، فإذا نقصت المودة أو ضعفت ، فإن شيئًا آخرَ يحفظُ الحياةَ الزوجية ، هو: الرحمة ، والعِشرة ، والأولاد د.

إن الزواج الذي يُبنَى على الحبِّ وحده لم يكن فيه خير، ولو أن المجنون تزوَّج “ليلى” زواج عاطفةٍ فقط ، بلا مراعاة للمصلحة وسنن الزواج لكان بينهما بعد ثلاثِ سنوات دعوى تطليقٍ !

إن هم المجتمعات الغربية من الزواج المتعة فقط ، فهي لا ترى في الحياة الزوجية سوى العشق والغرام ، وتتفكك فيها الأسر، ويلجأ الزوجان إلى المعاشرة الحرام ، لكنَّ هناك أهدافًا ساميةً للحياة الزوجية ، من أهمها :

– النسل وتربية الأولاد.

– إحصان الفرج وإتمام الدين.

– تعارف الأسر وتقاربها.

****************************** ******

6- الحبُّ والدينُ والأخلاقُ:

الدين والأخلاق أمران متلازمان ؛ بل الدين أخلاق ومعاملة ، فليست العلاقةُ بينكِ وبين زوجكِ علاقةَ فِراش وجنس فحسب ، وإنما علاقة قلبين يربط بينهما التقدير والاحترام ، فالذي يحفظ الحبَّ ويصونَهُ الحنانُ والرَّحمةُ ، وحسن التعاون ، وإن أولى الناس بمعاملته بالحسنى زوجكِ .

إليك هذا الموقف : كان هناك زوجان في شُرفة المنزلِ في ليلةٍ قمراءَ ، فقال الزوجُ لزوجتهِ : هل رأيت جمال القمر ؟ قالت الزوجة : نعم ، فقال لها الزوج : أنتِ أجملُ من القمرِ.

انظري إلى هذا التَّناغمَ والتَّجانسَ ، وتبادلَ المشاعرِ، وحلوَ الكلام ، فما بالُكِ لو انعكسَ الموقفُ وأجابت الزوجةُ : نعم رأيتهُ ، وهل ظننتَ أنني عمياء ؟!

فماذا ستكون النتيجة؟

****************************** ******

7- الرضا والقناعة سرُّ الحبِّ:

ما رأيتُ نعمةً بعد الإسلام سوى القناعة والرِّضا بما قسم الله تعالى ، خاصةً في هذا العصر الذي زاغت فيه الأبصار، وتفتحت العيون من كلا الجنسين على كل ما هو حرام في القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت والمجلات ، فالزوج يرى وجوهًا حِسانًا في كل مكانٍ ، فإذا دخلت المقارنات والمفارقات ظهر الجَزَعُ والصَّخب والحَسَرات ، فلا رِيَّ إلا بالحرام الذي يسيل له اللعابُ.

أيتها الزوجة:

إن كلُّ ممنوعٍ مرغوبٌ ، والنفس ذوَّاقة نَهِمَة ، وليس لها إلا الرِّضا والقناعة ، وإنَّ طول العِشرة يكشفُ العيوب ، ويصيب النُّفوسَ بالمللِ ، والطِّباعُ لا تتغير بسهولة ، ولا تتغير بالعناد والتذمر، والعلاج هو المصارحةُ والمُكاشفة من خلال حوارٍ هادئٍ ، والنظر إلى مَن هِيَ أقلُّ منكِ في الرزق، هُنا- وهُنَا فقط – تَملأ القناعَة حياتك ، ويعمُّ الرِّضا القلوبَ.

****************************** ******

8- هل الزَواج مقبرةُ الحبِّ ؟

( الزواج مقبرةُ الحبِّ ) : مقولةٌ لأهل الشهوات والفِطَرِ المنحلَّة ، وهل المَثَل مقتبَسٌ إلا مِن المَثَلِ الغربي :

( أولُ أيامِ الزَّواج هو آخِرُ أيامِ الحبِّ )، وهذا المثل – بلا شك – يحكي واقعَ هذه المجتمعات السافرة التي تسبح في بحار الفوضى الجنسية ، وللأسف فقد سار على نهجهم وتربَّى على أخلاقهم الكثير من أبناء وبنات المسلمين.

إن الحقَّ ما قاله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : “لَم يُرَ للمُتَحَابَّينِ مِثلُ النِّكَاحِ”، وإذا تأملتِ في الزواج وجدتِ أنه سَكَنُ نفسٍ ، وتفريغُ جنسٍ مقترنٌ بالحبِّ والمودة، وشعورٌ بالأمن ، وعدم الخوف، ودوام الأنس مع الزوج في كل حال ، وكل وقت ، ولا يتحقق ذلك في العلاقات الفاجرة العابرة الآثمة.

إن المودة الصادقة، والحب الحقيقي يتجلَّى بعد الزواج ، فأُنسكِ بزوجكِ ، وراحتكِ النفسية ، واجتماع قلبكِ على قلبه لا يدانيه أُنسٌ بعدَ الأُنسِ بالله.

****************************** ******

9- لماذا تتغيَّر المَشَاعرُ ؟

كأني بكِ وأنتِ تسبحين بخيالكِ إلى الأيامِ الأولى مِنَ الزَّواجِ، وتعقدين مقارنةً بينها وبين ما أنت فيه الآن ، وتتساءلين :

أين هذه الأيام اليوم ؟ ألا يدور الزمان دورته ؟ لماذا تتغير المشاعر ؟

” راجعوا مقال سابق للقائمة بعنوان “الحبُ يبقى ولا يستمر ”

صحيح أن لأيام الزواج الأولى أجواءٌ وظروفًا خاصةٌ تُعين على تبادل المودة والحب بين الزوجين ، التي لا يمكن – بحال من الأحوال – أن تدوم إلى مالا نهاية .

نعم المسئوليات والأولاد والمشكلات ، وكثرة المشاغل ، وتعرف العيوب ، كلها تؤثر على الحب ؛ لكن أن تتلاشى أو تصل لحدِّ الموت ، فهذا يحتاج لنظرٍ، فالحبُّ كالزَّرع يحتاج إلى رعاية وعناية ، لذا يُوصى بتعميقِ أواصرِ المحبَّة ، خاصة في السنة الأولى ، ليقوى عُودُها وتثبت كلَّما هبَّت علبها الأعاصير والعواصف.

****************************** ******

10- الحبُّ والمشكلات:ُ

إن دوام الحبِّ لا يعني عدم وجود مشكلات ، فلابد من المواقف السَّاخنة في الحياة الزوجية ، إذ لا يخلو بيتٌ من مشكلات، وهذا طبيعي وفطري في الحياة الأسرية.

أي بيت مثالي للحياة الزوجية ؟

إنه بالطبع بيت الرسول – صلى الله عليه وسلم – ومع ذلك لم يخلُ من المشكلات والخلافات ، وقد نزل القرآن معاتبًا ومحذرًا لزوجات النبي- صلى الله عليه وسلم – فقال تعالى:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً* وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ” (الأحزاب: 28-29)..

وقال تعالى : ” إِن تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ * عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ” (التحريم:4 -5).

النبي- صلى الله عليه وسلم- عالج تلك المشكلات بالرفق واللين ، ولم تؤثر لحظة واحدة على علاقة المودة والمحبة بين زوجاته .. فعليكِ بالرِّفق واللينِ ، وإيَّاكِ والعِنَادِ والكِبرِ، فإنَّ الرِّفقَ لا يكونُ في شيءٍ إلا زانَه ، ولا يُنزَعُ مِن شيءٍ إلا شَانَهُ.

****************************** ******

11- وسائل تنميةِ الحب:

من أهمَّ الوسائل التي تنمِّي الحب بينك وبين زوجك ما يلي :

1- الرضا والقناعة أساس النجاح.

2- احذري نصائح النساء في طاعتك لزوجك.

3- احرصي على التقارب معه في وجهات النظر.

4- شاركيه في كفاحه وأفكاره.

5- سامحيه إذا أخطأ.

6- حافظي على هدوء البيت ونظافته.

7- لا تبحثي عن عيوبه، ولا تستغلي نقاط ضعفه.

8- حاولي أن تكوني أجمل امرأة في عينه.

9- إياك والغيرة فإنها قاتلة الحبِّ بل تدفع الزوج إلى غيرك .

10- ادفعي زوجكِ إلى النجاحِ.

11- صارحيه بما في داخلك ، وإياكِ والكبت .

12- احذري إفشاء سرِّه أو خطأه .

13- ساعديه على صلة الرحم.

14- لا تغترِّي بجمالكِ ومالكِ وأهلكِ.

15- ابتسمي للحياة، واجعلي البيت جنَّةً للزوجِ.

16- أحيطيه بالحب والحنان والعطف والرعاية المتكاملة.

17- لا تختلقِي النَّكد.

18- لا تنتقدي زوجكِ ؛ بل عالجي عيوبه بِصَبرٍ وحِكمة .

19- جددِّي حياتَه وحَاربي الروتين اليومي.

****************************** ******

12- الغيرة مفتاح الطلاق:

أيتها المرأة التقية والزوجة الوفية ، ترفَّقي في غيرتكِ على زوجكِ ، وعليكِ بالاعتدال في كل الأمور، فإن ذلك من تمام كمال الدِّين والعقلِ ، إن الغيرة إذا زادت عن الحدِّ صارت تُهمةً ، وأشعلت نارًا في قلبكِ قد لا تنطفئ ، وأوقدت نارَ الخصومةِ بينكِ وبين زوجكِ ، وأوغرت صدره .

” إنَّ الغَيرَى لا تُبصِرُ أسفَلَ الوَادِي مِن أعلاهُ ” هكذا وصف المصطفى- صلى الله عليه وسلم- المرأة الغيرى ، فهي ترى بهواجس صدرها لا بعيون وجهها ، وترسل الكلام بلسانِ شيطانها لا بتثبُّت عقلها، فتنقلب الأمور على عقبها.

احذري- أيتها الزوجة – أن تشعلي غيرة زوجكِ عليكِ بأن تمدحي رجلاً أمامه ، أو تَصِفي أجنبيًّا في حضوره ، أو تُبدي إعجابكِ برجلٍ في ملبسه أو حديثه أو قُوَّتِه أو حُسنِ رأيه.

إن حماقة الغيرة تجعلكِ – لا شعوريًّا- تظهرين عيوبكِ ونقائصكِ شيئًا فشيئًا حتى يتبين الأمر لزوجك ، فيبدأ بالتحول عنكِ إلى مَن هي أفضلُ منكِ .. إنَّ الغيرةَ قبرُ الحياةِ الزوجيةِ تحفرينه بيديكِ ، وقديمًا قال “أبو الأسود الدؤلي” ينصح ابنته :

” إيَّاكِ والغيرة ؛ فإنَّها مِفتَاحُ الطَّلاقِ “.

أرجوا أختي المقدمة على الزواج أن تقرئي الموضوع بروية

أعيدي قراءته مرة أخرى

فلربما تجدين فيه بلسم الحياة الزوجية

:02:

عن maisaa12

شاهد أيضاً

قصص نسوان خليجيان مساكين ودهم يدلعون ريايلهم…

هههههههههههه والله من جد كلامك ما نسلم من التعليقاتـ اليوم خطيبي جا وكنت كاشخه بساعه …