سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
.
.
بناء الأمس نتاجه اليوم , وبناء اليوم نتاجه الغد
نعم كل ما نعيشه الآن من هلاك وفساد هو بسبب البناء الخاطئ
بالأمس زرعنا واليوم .. نحصد
بالأمس صمتنا واليوم يتطاول علينا
بالأمس سكتنا عن حقوقنا الإسلامية واليوم يُخرسونا
صمتنا عن حقنا في فلسطين وأهلها .. ابتسمنا لأمريكا وقوتها .. كبرنا لليابان وبراعتها
واليوم يتهافتون سخرية على حالنا وعلى ضعفنا ويلوون حبالهم حول أعناقنا
ما خلق الله المسلمون ضعفاء بدين الإسلام لكن ضعُفوا بالابتعاد عنه
والحذر من اليوم الذي يطالبونا فيه بتقارب الديانات … وما هذا إلا لرؤيتهم ضعفنا
الله تعالى يقول : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }
وقال عز وجل : {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}
~~~
بالأمس ربينا … واليوم نلقى الحصاد
بالأمس سمحنا للفضائيات الدخول في بيوتنا ,واليوم نرى أبنائنا ينحرفون
أعطينا الحرية التامة لهم , و أطلقنا الرقابة الذاتية الخالصة دون الرقابة الخارجية
بالأمس حرمنا أبنائنا من إبداء الرأي , واليوم نرى صمتهم وسلبيتهم
أجحفنا بحقهم ونزعنا الحرية بالكلية, وأولينا الرقابة الخارجية البحتة دون زرع الرقابة الذاتية
واليوم نرى نتائج كلا من النوعين من التربية مؤلمة مبكية ..
مجتمع متناقض !
الأمس كان التفريط أو الإفراط هو ديدن الكثير من الناس في التربية واليوم نتائج كل منها تلهب أعيننا وتقطع أكبدانا هماً وغماً وحسرةً
الأمس يا مسلمون كان الزرع الخطأ واليوم الحصاد الخطأ
ونتاج الغد هو بناء اليوم
فلتصحو أيها المسلمون ولتسعوا في بناء جيل جديد , بناء جيل كجيل الصحابة والتابعين
ليكون أبناءنا كعمر بن عبد العزيز كصلاح الدين رحمهما الله ,بل كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم أجمعين .
ولتكون بناتنا كخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم و سمية الخنساء وذات النورين رضوان الله عليهن جميعا .
والله يا قوم والله يا أخوة الإسلام ليس بمستحيل … لكن لنتعاضد ونتكاتف وليقوم كل مربي ومربية بدورهما ..
أسألكم بالله في دائرة حكومية أو شركة عالمية أوليس يسير مركبهم على نظام معين أوليس كلا يقوم بدوره ؟ وبمجرد حدوث خلل يزعزع هذه الجماعة ألا يتنبهوا له ويصلحوه ؟
نعم نحن في مجتمع مليء بالخلل لكن التخطيط و البناء من جديد لبنة لبنة يدا بيد والتعاون على تصليح كل خطأ كلا ودوره سيثمر بإذن الله
وقبل كل هذا لنتيقن أن المصدر الوحيد الكامل المحكم هو دين الإسلام
قال تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}
ولتربوا أبنائكم على منهج الإسلام ولتروا رسولنا صلى الله عليه وسلم كيف نهج و ربى ونصح .
و لن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ..
فالله الله في أبنائكم ولا تنسوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته …))
حفظكم الرحمن
منـــقول