بوصـــلة الشخصـــــية
مع ناعمة الهاشمي……….. غير.
من أين يأتي نمطك الشخصي………؟؟
من تكوينك الجسدي بالدرجة الأولى، إنه خلاصة اندماج جهازك الهرموني بجهازك العصبي، ليشكلا معا نمطك الشخصي الأصلي،
وهذا يجعلنا نفهم لمَ علينا تفهم الآخرين، قبل أن نفكر في تغييرهم، وتقبلهم، بدلا من انتقادهم،
إذ أن ثمة طبائع أصلية يصعب تغييرها، نابعة من تكوينهم الجسدي الوراثي ، كما يصعب تغيير لون البشرة، ……!!!! ( بالتفصيل العلمي في كتابها القادم)
هل نمط الشخصية وراثي………….؟؟
نعم، فبمجرد اتحاد النطفة ( الحيوان المنوي) مع البويضة، ينتج انسان يحمل شيفرة جينية خاصة جدا، لا يشبهه فيها أي إنسان آخر على وجه الأرض، إنه ما يعرف اليوم بالبصمة الوراثية ( الدي أن إيه)،
تلك الجينات، تحمل خطة خاصة لتكوينك الجسدي، وبالتالي تحمل خطة لبنائك الهرموني، والعصبي، وبالتالي فهي تشكل ملامح نمطك قبل ميلادك،
ورغم أن شيفرتك الجينية لا تشبه أحد غيرك جاء إلى هذه الأرض، لكنها تتشابه مع آخرين في أساسيات مهمة، منها كونك إنسان بشري، ثم أيضا كونك مولود في بيئة ما فمثلا أبناء الصينيين يختلفون، كما يختلف الأفارقة، كما يختلف العرب…….. وهكذا،
فتلك مجموعات بشرية، مخلتفة،
من حيث الأنماط الشخصية، ثمة تشابهات مهمة، تجعلنا نقسم البشر أيضا إلى عدة أنماط متعددة، وهي في الواقع، أربعة رئيسية وأربعة فرعية.
هل يمكن أن يولد شخص شمالي لوالدين جنوبيين…….؟؟
نعم، كما يولد شخص أبيض لأبويين سمراويين، أي أن تكون صفة متنحية باتت سائدة في الجيل الجديد.
هل هذا يعني أن التربية لا علاقة لها بالسلوكيات……….؟؟
هذا غير صحيح، النمط، يحدد الملامح الشخصية الأصلية، والفطرية، بينما تبقى السلوكيات خاضعة للإرادة والخيارات،
ولهذا فإن القاعدة الشرعية في ديننا تقول بأن الإنسان مسير في أشياء ومخير في أشياء أخرى،
وقد يكون نمط الشخصية من الأمور التي سير فيها الإنسان كما خلق على شاكلة لايستطيع التحكم بها،
لكنه في المقابل قادر وفق نمطه أن يتخذ خياراته الطيبة أو الغير طيبة، بناء على إرادته الحرة.
هل يمكن تغيير النمط الأصلى إلى نمط آخر………..؟؟
لا يمكن للشمالي أن يكون جنوبيا، لأن الأمر يعتمد على بنائه الجسدي، وبالطبع الجسد شيء يصعب تغيير تكوينه، ……
لكن يمكن أن يكتسب الشمالي بعض صفات الجنوبي، وأن يعمل على تطويرها في ذاته، فيتبناها الدماغ تحت شعار ( نكرر ما يؤتي ثماره)،
أو قد تؤدي العشرة الطويلة بين الشرقي والغربي مثلا إلى تأثر أحد الطرفين بصفات وسمات وسلوكيات الطرف الآخر،
كذلك فإن شيفرة بعض الجينات المسؤولة أصلا عن البناء الجسدي، قد يطرأ عليها بعض التغيير بفعل العشرة أو التدريب، وهذا ماتقدمه لاحقا في دورة ( البرمجة الجينية)، لكنه أيضا تغيير غير جذري.
التغيير الحيوي والملموس، يحدث عندما نعلم،
فالعلم هو سلاحك الوحيد في مواجهة سلبيات نمطك،
عندما تتعرفين إلى نمطك وتكتشفين إيجابياته وسلبياته، يصبح من السهل السيطرة على سلوكياتك، وجرها إلى الوسطية،
هل بوصلة الشخصية مستحدثة أم لها أصول في ديننا الإسلامي……….؟؟؟
هذا ما أعتمدت عليه في كتابي، فنبعي وقائدي وهديي هو القرآن الكريم والسنة النبوية،
وفي ذلك قال عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف الصحيح:
((ألا وإن منهم البطيء الغضب سريع الفيء ومنهم سريع الغضب سريع الفيء فتلك بتلك ألا وإن منهم سريع الغضب بطيء الفيء ألا وخيرهم بطيء الغضب سريع الفيء ألا وشرهم سريع الغضب بطيء الفيء ألا وإن منهم حسن القضاء حسن الطلب ومنهم سيئ القضاء حسن الطلب ومنهم حسن القضاء سيئ الطلب فتلك بتلك ألا وإن منهم السيئ القضاء السيئ الطلب ألا وخيرهم الحسن القضاء الحسن الطلب ألا وشرهم سيئ القضاء سيئ الطلب))
وهو حديث طويل له عليه الصلاة والسلام، لكني اقتطعت لكم منه الجزء الذي يخص موضوعنا بوصلة الشخصية،
نحن نعيش في نعمة عظيمة،…………
فما يجتهد الغرب في البحث عن أدلة عليه ،
نجد ديننا وقد قدمه لنا سائغا سهلا، نقيا، بلسما، ……
فسبحان الله عز شأنه،
وبارك الله لنا في ميراثنا العلمي من هديه القرآني وسنة نبيه الأمي.
آمين يا رب العالمين.
من حديث نبينا الأمين، عليه الصلاة والسلام، نلاحظ التالي:
أربعة أنماط حددها بوضوح:
سريع الغضب سريع الفيء.
سريع الغضب بطيء الفيء.
بطيء الغضب سريع الفيء.
بطيء الغضب بطيء الفيء.
فما معنى الفيء…………..؟؟؟
إنه العودة والتسامح،
أي سريع التسامح والعودة للتواصل،
ومن هنا يتضح لنا بشكل فاصل أن ثمة أنماط خاصة، تعتمد على تكوين الإنسان الجسدي،
ويمكننا أن نقسمها كالتالي:
1- بطيء الغضب سريع الفيء.( شخصية جنوبية ) ( وهو الذي قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام ( خيرهم) )
2- سريع الغضب سريع الفيء. ( شخصية شمالية ) ( ثم يأتي تاليا في الأفضلية حيث قال عنه عليه الصلاة والسلام، ( فتلك بتلك) أي أن سرعة الغضب مذمومة لكن سرعة الفيء محمودة، فتمسح الثانية الأولى).
3- بطيء الغضب بطيء الفيء. ( شخصية شرقية ) وقد سمت عنهم، عليه الصلاة والسلام، ولعله أراد فتلك بتلك، والله أعلم، أي بطيء الغضب صفة محمودة، وبطئ التسامح صفة مذمومة، فتلك بتلك.
4- سريع الغضب بطيء الفيء. ( شخصية غربية ) وقد وصفه عليه الصلاة والسلام بكلمة ( شرهم)، لأنه يحمل صفتين مذمومتين، سرعة الغضب والإنفعال، مع بطيء التسامح.
ومن هنا بات بإمكاننا دراسة الأنماط بسهولة.
يتبعـ …