استبدلت البولندية المسيحية سيلفيا مونيكا فيشوميرسكا القبعة الزرقاء التي تعتمرها بصفتها عنصر في قوات الطوارىء الدولية في جنوب لبنان بالحجاب لتسهل اندماجها في البيئة الاسلامية المحافظة التي تعمل فيها.
وليبقى انتماؤها الى هذه القوة واضحا اختارت سيلفيا منديلا خفيفا ازرق اللون ترتديه مع زيها العسكري ويشبه لونه لون قبعات قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان.
وتقول سيلفيا لوكالة فرانس برس “اعمل في جنوب لبنان منذ اربعة اشهر واشعر انني يجب ان اتفهم المحيط الذي اعمل فيه واتعايش معه”.
وتضيف هذه السيدة التي تبلغ من العمر 37 عاما وام لفتاة واحدة “تحجبت في رمضان لانني اقوم بعملي في صفوف القوات الدولية في منطقة اسلامية”.
وانشأت الامم المتحدة قوات الطوارىء الدولية في 1978 لتطبيق القرار الدولي 425 والاشراف على انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان. وبعد العدوان الاسرائيلي على لبنان صيف 2006 عززت المنظمة الدولي عديد قواتها في المنطقة حتى بلغت نحو 13 الف عنصر.
وقد درست سيلفيا اللغة العربية في احدى جامعات بلادها وتتكلمها بطلاقة. وهي تعمل مترجمة في الكتيبة البولندية التي تضم مئتي عنصر. ويؤكد زملاؤها انها تعتبر وجودها “ضروريا”.
وتقول سيلفيا “في جامعة ياجيولونسكي للغات الشرقية درسنا مع اللغة عادات وتقاليد وتاريخ وجغرافيا البلدان التي يمكن ان نعمل فيها مثل لبنان والعراق وسوريا والكويت…”.
وتتعامل سيلفيا وفق ضرورات عملها مع اهالي قضاء مرجعيون خصوصا اهالي بلدات دبين وبلاط والعريض ذات الاكثرية الشيعية.
ولدت سيلفيا في كراكوفيا ثاني مدن بولندا واتيحت لها فرصة التعرف عن كثب على العادات الاسلامية خلال اقاماتها السابقة في بعض دول المنطقة ومنها الكويت والعراق وسوريا.
وتقول “بعد ان تحجبت بدأ السكان ينظرون الى والى باقي الجنود بمحبة اكبر مما افسح المجال لاقامة علاقات صداقة ودية بيننا وبين السكان المحليين”.
وتضيف “بدأوا يدعوننا الى منازلهم لشرب القهوة او تناول الحلوى وبدأ الاولاد يشيرون الينا بايديهم عندما نمر في الطرقات”.
وقد طرحت سيلفيا فكرة الحجاب على المسؤول عنها في الكتيبة. وتقول “رحب بالفكرة وطلب مني ان اشرح عادات وتقاليد شهر رمضان لسائر الجنود حتى يمتنعوا خلال شهر الصوم عن الاكل والشرب علنا عند قيامهم بدورياتهم”.
وتضيف “اعرف ان وضع الحجاب ليس ضروريا لكن التزامه يشعرنا بالدفء ويوطد العلاقة بين عناصر كتيبتنا والمواطنين” مشيرة الى ان هذه العلاقة “كانت فاترة نوعا ما في البداية”.
وتتابع سيلفيا ان “مظهري الخارجي يشعرهم بالطمأنينة واشعر اليوم انني وسط عائلتي في دبين وبلاط وانني اقوم بدوري على اكمل وجه”.
وتقول مرتا زميلة سيلفيا في الكتيبة وعمرها 36 عاما “زميلتي قامت بخطة ذكية عندنا ارتدت الحجاب لان ذلك جعلنا اقرب الى الاهالي”. وتضيف “انا شخصيا لم اتبع اسلوب سيلفيا لان الحجاب سيغير شكلي كليا ولا اريد ذلك”.
اما زهراء حجازي وهي طالبة من بلدة دبين فتقول “فوجئت عندما رأيت احدى عناصر قوات الطوارىء الدولية وهي تضع الحجاب فانا اعرف انها ليست مسلمة”.
من جهته رأى
محمد شريف ابراهيم مختار دبين ان الحجاب الذي تضعه سيلفيا “ملفت للانتباه لانه غير اعتيادي”. واضاف “على كل حال هذا امر جيد لانه يلغي الحواجز بين قوات الطوارىء الدولية والمواطنين”.م/ن
سبــحــان الله ولــه في خلــقه شؤون بولندية ووافقت أن تضعـ الحجاب مهما كانت الأسباب
لكـن مذا نقول على من هن مسلمات يشهدن بأن لا إله إلا الله وبأن محـمدا عبده ورسوله ويقلن أن الحجـاب تخــلـف أو يقلن في أحسن الحالات أنه يعيقهن عن أداء واجباتهن اليومية
اللهم اهدي عبادكـ يارب لما تحبه وترضاه