مع توفر أسباب المعيشة وتوسع الناس في أمور المأكل والمشارب والمساكن وانشغال الزوجين في مشارب الحياة المختلفة. أصبح وجود خادمة في كثير من البيوت أساسا في تكوينه وركنا في بنائه.. فهي الأم غير المنجبة والمربية المطلقة والزوجة مع وقف التنفيذ.
ولن أتحدث عن ضرب من الخيال أو طرح من المثالية عندما أتحدث عن بيت تعيش فيه الأسرة حياة هانئة مستقرة بدون خادمة.
فهناك الكثير من الأسر المقتدرة – مادياً – بدون خادمة، بل ومنهن الموظفات والمدرسات.. ووالله إن تلك الأسر لتجني من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر خيراً عظيماً وراحة وطمأنينة لا حد لها.. فالاستقرار النفسي للزوجين أمر جلي في بيت يخلو من إنسان غريب فتلك الزوجة سيدة منزلها.. والزوج لا يغشاه شؤم معصية استقدام خادمة بدون محرم.. وهو حر في منزله يأتيه متى شاء وإن أراد فليس هناك امرأة في منزله لا تجوز الخلوة بها.
أما الأبناء وفلذات الأكباد فلا تسمع إلا ضحكاتهم ولعبهم.. إن غضبوا فزعوا لوالدهم وإن فرحوا قاسموا والدتهم براءة الصغار. فهم في طمأنينة وأمان و أمان لا يخشون من لا تخاف الله فيهم. إن تأملت عقيدتهم فهي عقيدة أهل التوحيد الصافية..
ليس للشرك فيها موطن ولا للبدعة أثر، وإن اصغيت إلى لغتهم سرك وانس سمعك أنها لغة عربية قويمة يجملها نقص بعض الحروف.. إنهم صغار الإسلام ينشأون على الطاعة وفي الطاعة.
أما تقديم الأكل والشرب فيكفي الزوجة دعاء زوجها وثناءه عليها..
وهي بين حين وآخر يمسح تعبها و يوانس يدها بالمشاركة والعمل في أعمال المنزل إقتداء بنبي الأمة صلى الله عليه وسلم.. وكل ذك الجهد والتعب لا يغيب عنهما إن فيه احتساب أجر ونوال ثواب وحسن عشرة.
وهذا المنزل مستقر يهنأ بنعم الله التي لا تعد ولا تحصى.. فلا تروعه الأيام عند سفر الخادمة ولا يحتاج إلى معرفة ما بداخل تلك الحقائب المسافرة التي سارت بأحاديثها الركبان!!
يا ربة الطهر والعفاف: لن تقف حروفي هذه حائلاً دون سعادتك وراحتك.. ولن يقبل منك العذر لكثرة أعمال المنزل وضيق الوقت.. فمع التقدم العلمي الهائل.. أصبح المنزل ينظف بالآلة والملابس تغسل بالآلة والأواني كذلك.. وهكذا حلت الأجهزة الكهربائية ولله الحمد – محل خادمة أو أكثر.. ومع ذلك كله يبقى لك من الأعمال – غفر الله لك – ما تحتسبين أجرها عند الله عز وجل.
أختي المسلمة: طرقنا دروبا كثيرة ومشينا مسالك وعرة.. دعونا نجرب بيتا بلا خادمة ولا أخالك
– ابنة الإسلام – إلا طائعة لله ولرسوله.. وستجدين من إعانة الله لك وتوفيقه وعطف زوجك ومجتمعه ما لا تتوقعين. و والله الذي لا إله إلا هو ستقر عينيك ويهنأ بالك، وحسبك آية من كتاب الله عز وجل تقفين عندها تقررين بيتاً بلا خادمة (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) الطلاق: من الآية2-3. وستبقين الزوجة الصالحة التي هي كنز الرجل المسلم وقرة عينه.. إن نظر إليها سرته وإن أمرها أطاعته.. ومن أنجبت فدعاة وعلماء ومصلحون وأبناء بررة.
** لأهل القوامة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم” رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
منقول