http://up.alfrasha.com/u/11208/13795/173571.jpg
النـــوم على اليد اليمنى أسرار وفوائد؟؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يقولالحق ـ تبارك وتعالى ـ في كتابه الحكيم :(ومن آياته منامكم بالليل)[ سورة الروم 23].فالنوم آية من آيات الله في خلقه، وصفة أساسية من صفات الإنسان، وضرورة من ضرورات حياته، فكل إنسان ينام، لا يشذ عن ذلك أحد حتى الأنبياء والرسل، لا يستطيع الإنسان أن يمتنع عن النوم إلا في حدود زمنية محدودة لا يستطيع بعدها المقاومة، فيسقط نائماً مهما كانت المؤثرات من حوله، ولحكمة ما كانت إحدى المعجزات التي أخبرنا بها القرآن الكريم هي نوم الفتية الذين آمنوا بربهم في الكهف ثلاث مئة سنين [سورة الكهف: 25].(ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعاً )
و للنوم آداباً كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان ـ عليه الصلاة والسلام ـ يدعو الله ويذكره عند النوم وعند اليقظة من نومه، فروى أبو داود عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من جلس مجلساً لم يذكر الله تعالى فيه كان عليه من الله تعالى ترة، ومن اضطجع مضجعاً لا يذكر الله تعالى فيه كان عليه من الله ترة ). والترة ـ بكسر التاء ـ هي: النقص. وقيل: التبعة.
والاستلقاء أو الاضطجاع على الفراش يمكن أن يكون على البطن أو على الظهر أو على أحد الشقين الأيمن أو الأيسر فما هي الوضعية الأمثل من أجل عمل الأعضاء ؟
فحين ينام الشخص على بطنه كما يقول د.ظافر العطار يشعر بعد مدة بضيق في التنفس لأن ثقل كتلة الظهر العظمية تمنع الصدر من التمدد و التقلص عند الشهيق و الزفير كما أن هذه الوضعية تؤدي إلى انثناء اضطراري في الفقرات الرقبية- كما أن الأزمة التنفسية الناجمة تتعب القلب و الدماغ .
و لاحظ باحث أسترالي* ارتفاع نسبة موت الأطفال المفاجئ إلى ثلاثة أضعاف عندما ينامون على بطونهم نسبة إلى الأطفال الذين ينامون على أحد الجانبين .كما نشرت مجلة التايمز دراسة بريطانية مشابهة تؤكد ارتفاع نسبة الموت المفاجئ عند الأطفال الذين ينامون على بطونهم.
ومن المعجز حقا توافق هذه الدراسات الحديثة مع ما نهى عنه معلم الخير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : ” رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مضطجعا على بطنه فقال إن هذه ضجعة يبغضها الله ورسوله ” ” رواه الترمذي بسند حسن “.
وما رواه أ أبو أمامة رضي الله عنه قال:” مر النبي صلى الله عليه و سلم على رجل نائم في المسجد منبطح على وجهه فضربه برجله وقال :قم واقعد فإنها نومة جهنمية ” ” رواه ابن ماجه ” .
و كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الاضطجاع على البطن روى أبو داود عن يعيش بن طلحة الغفاري ـ رضي الله عنه ـ عن أبيه أنه قال: ( بينما أنا مضطجع في المسجد على بطني، إذا رجل يحركني برجله فقال: إن هذه ضجعة يبغضها الله. قال: فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما النوم على الظهر فإنها تسبب كما يرى الدكتور العطار التنفس الفموي لأن الفم ينفتح عند الاستلقاء على الظهر لاسترخاء الفك السفلي لكن الأنف هو المهيأ للتنفس لما فيه من أشعر و مخاط لتنقية الهواء الداخل ، و لغزارة أوعيته الدموية المهيأة لتسخين الهواء .
و هكذا فالتنفس من الفم يعرض صاحبه لكثرة الإصابة بنزلات البرد و الزكام في الشتاء ، كما يسبب جفاف اللثة و من ثم إلى التهابها الجفافي ، كما أنه يثير حالات كامنة من فرط التصنع أو الضخامة اللثوية . و في هذه الوضعية أيضاً فأن شراع الحنك و اللهاة يعارضان فرجان الخيشوم و يعيقان مجرى التنفس فيكثر الغطيط و الشخير… كما يستيقظ المتنفس من فمه و لسانه مغطى بطبقة بيضاء غير اعتيادية إلى جانب رائحة فم كريهة.
كما أنها تضغط على ما دونها عند الإناث فتكون مزعجة كذلك و هذه الوضعية غير مناسبة للعمود الفقري لأنه
ليس مستقيماً و إما يحوي على انثناء ين رقبي و قطني كما تؤدي عند الأطفال إلى تفلطح الرأس إذا اعتادها لفترة طويلة .
أما النوم على الشق الأيسر فهو غير مقبول أيضاً لأن القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى ، و التي هي أكبر من اليسرى مما يؤثر في وظيفته و يقلل نشاطه و خاصة عند المسنين .كما تضغط المعدة الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب و الكبد الذي هو أثقل الأحشاء لا يكون ثابتاً بل معلقاً بأربطة و هو موجود على الجانب الأيمن فيضغط على القلب و على المعدة مما يؤخر إفراغها .
فقد أثبتت التجارب التي أجراها غالتيه و بوتسيه * إن مرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء يتم في فترة تتراوح بين 2,5 ـ4,5 ساعة إذا كان النائم على الجانب الأيمن و لا يتم ذلك إلا في 5 ـ 8 ساعات إذا كان على جنبه الأيسر .
فالنوم على الشق الأيمن هو الوضع الصحيح لأن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملاً و تكون الكبد مستقرة لا معلقة و المعدة جاثمة فوقها بكل راحتها و هذا كما رأينا أسهل لإفراغ ما بداخلها من طعام بعد هضمه … كما يعتبر النوم على الجانب الأيمن من أروع الإجراءات الطبية التي تسهل وظيفة القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لإفرازاتها المخاطية ،هكذا ينقل الدكتور الراوي و يضيف قائلاً : إن سبب حصول توسع القصبات للرئة اليسرى دون اليمنى هو لآن قصبات الرئة اليمنى تتدرج في الارتفاع إلى الأعلى
حيث أنها مائلة قليلاً مما يسهل طرحها لمفرزاتها بواسطة الأهداب القصبية أما قصبات الرئة اليسرى فإنها عمودية مما يصعب معه طرح المفرزات إلى الأعلى فتتراكم تلك المفرزات في الفص السفلي مؤدية إلى توسع القصبات فيه و الذي من أعراضها كثرة طرح البلغم صباحاً.
هذا المرض قد يترقى مؤدياً إلى نتائج وخيمة كالإصابة بخراج الرئة و الداء الكلوي و إن من أحدث علاجات هؤلاء المرضى هو النوم على الشق الأيمن.
من هنا يتبين أن النوم على الجانب الأيمن هو الصحيح من الناحية الطبية والذي تتمتع فيه كافة الأجهزة بعملها الأمثل أثناء النوم،وهو أيضا القدوة الحسنة لنبي هذه الأمة ومعلمها كل خير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم روى البخاري عن البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت، واجعلهن آخر ما تقول ).
إن تعليمات النبي الأعظم وهديه في النوم تمثل قمة الإعجاز الطبي حين تنهى وبشكل جازم عن الوضعية الأكثر سوءا وهي النوم على البطن وتندب للنوم على الجهة الأصح (اليمنى)وتسكت عن جهتين أخربتين أقل سوءا رحمة بنا وحتى تفسح لنا حرية التقلب في النوم دون حرج أو مشقة.
نجد أن هذا الاكتشاف هو سنة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم من قبل أكثر من 1400 عام ونحن حديثا عرفناه.
فسبحان الله
رابط الموضوع الأصلي:
http://www.alfrasha.com/showthread.php?t=219101&highlight=%
فكرة و عمل crystal2000