تسميع ايات الصبر وتفسيرها مسابقة بريــق الأمل



تسميع الآيات من سورة الرعد الاية 22 :

بسم الله الرحمن الرحيم ~~ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{ وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ}

تفسيرها :


{‏وَالَّذِينَ صَبَرُوا‏}
أي‏
على المأمورات بالامتثال، وعن المنهيات بالانكفاف عنها والبعد منها، وعلى أقدار الله المؤلمة بعدم تسخطها‏.‏

ولكن بشرط أن يكون ذلك الصبر ‏




يأمر تعالى نبيه محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغيره أسوته، في الأوامر والنواهي ـ أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين
{‏الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ‏}أي‏:
‏ أول النهار وآخره يريدون بذلك وجه الله، فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها، ففيها الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى‏.‏
{‏وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ‏}‏ أي‏:‏ لا تجاوزهم بصرك، وترفع عنهم نظرك‏.‏
{‏تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا‏}‏ فإن هذا ضار غير نافع، وقاطع عن المصالح الدينية، فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا، فتصير الأفكار والهواجس فيها، وتزول من القلب الرغبة في الآخرة، فإن زينة الدنيا تروق للناظر، وتسحر العقل، فيغفل القلب عن ذكر الله، ويقبل على اللذات والشهوات، فيضيع وقته، وينفرط أمره، فيخسر الخسارة الأبدية، والندامة السرمدية، ولهذا قال‏:‏

{‏وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا‏}‏ غفل عن الله، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره‏.‏


‏{‏وَاتَّبَعَ هَوَاهُ‏}‏ أي‏:‏ صار تبعا لهواه، حيث ما اشتهت نفسه فعله، وسعى في إدراكه، ولو كان فيه هلاكه وخسرانه، فهو قد اتخذ إلهه هواه، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم‏}‏ الآية‏.‏

‏{‏وَكَانَ أَمْرُهُ‏}‏ أي‏:‏ مصالح دينه ودنياه ‏{‏فُرُطًا‏}‏ أي‏:‏ ضائعة معطلة‏.‏ فهذا قد نهى الله عن طاعته، لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به، ولأنه لا يدعو إلا لما هو متصف به، ودلت الآية، على أن الذي ينبغي أن يطاع، ويكون إماما للناس، من امتلأ قلبه بمحبة الله، وفاض ذلك على لسانه، فلهج بذكر الله، واتبع مراضي ربه، فقدمها على هواه، فحفظ بذلك ما حفظ من وقته، وصلحت أحواله، واستقامت أفعاله، ودعا الناس إلى ما من الله به عليه، فحقيق بذلك، أن يتبع ويجعل إماما، والصبر المذكور في هذه الآية، هو الصبر على طاعة الله، الذي هو أعلى أنواع الصبر، وبتمامه تتم باقي الأقسام‏.‏ وفي الآية، استحباب الذكر والدعاء والعبادة طرفي النهار، لأن الله مدحهم بفعله، وكل فعل مدح الله فاعله، دل ذلك على أن الله يحبه، وإذا كان يحبه فإنه يأمر به، ويرغب فيه‏.‏


مع تمنياتي للجميع بالتوفيق والسداد

عن

شاهد أيضاً

من تبدأ معاي في حفظ سورة البقرة قبل رمضان؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كثير من الناس إذا سألناهم عن حفظ القران قالوا ودنا …