“إن تعامد اشعة الشمس على تمثال رمسيس الثانى فى معبد أبى سمبل مرتين فى العام تستند الى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين وهى أن لشروق الشمس من نقطة الشرق تماما وغروبها من نقطة الغرب تماما فى يوم الحادى والعشرين من شهر مارس ثم تتغير نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبا كل يوم الى ناحية الشمال حيث تصل فى شروقها الى نقطة تبعد بمقدار 23 درجة و 27 دقيقة شمال الشرق فى حوالى يوم 22 يونيو .
و تعودالشمس مرة أخرى لتشرق من نقطة الشرق تماما بنفس معدل تحركها تجاه الشمال لتصل الى نقطة الشرق تماما حول يوم 21 سبتمبر ثم تتغير نقطة شروق الشمس بمعدل ربع درجة تقريبا ناحية الجنوب لتصبح على بعد 23 درجة و 27 دقيقة جنوب الشرق يوم 22 ديسمبر من كل عام ثم تعود بنفس المعدل لتصل الى نقطة الشرق تماما حول يوم 21 مارس”.
و قدماء المصريين استنادا الى هذا اكتشفوا أن الشمس تمر على كل نقطة فى اثناء شروقها وغروبها مرتين فى كل عام، وان المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعا لبعد كل نقطة عن نقطة الشرق تماما .
وذكر أن تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى مرتين فى العام يومى الثانى والعشرين من شهر أكتوبر والثانى والعشرين من شهر فبراير جاء نتيجة لاختيار قدماء المصريين نقطة فى مساؤر شروق الشمس تبعد عن نقطتى مسارها زمن قدره اربعة اشهر لتتوافق مع يوم 22 اكتوبر و 22 فبراير من كل عام
مع ملاحظة مهمة أن هذان اليومان هما يومى ميلاد وتتويج هذا الملك
ببناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار التى تدخل منها الشمس على وجه رمسيس الثانى من ناحية الشرق من فتحة ضيقة .
واشار الى انهم جعلوا هذه الفتحة ضيقة بحيث اذا دخلت اشعة الشمس فى يوم وسقطت على وجه التمثال فانها فى اليوم التالى تنحرف انحرافا صغيرا قدره ربع درجة وبهذا تسقط الاشعة فى اليوم التالى على جدار الفتحة ولا تسقط على وجه التمثال .
وكان المهندسون المصريون القدماء قد قاموا بتصميم المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعي وتخصيبه، وهو يتناسب مع اليوم الذي يسقط فيه الضوء على وجّه رمسيس الثاني. وفيما بعد وجّه الإله رع حور اختي وتغطي الإضاءة أجزاءً كبيرة من تمثال الإله آمون.
ومعبد أبو سمبل منحوت في الجبل ويحيط بمدخله أربعة من أضخم تماثيل رمسيس الثاني منحوتة في الصخر.
وتم نقل المعبد من موقعه الأصلي على مجرى نهر النيل إلى موقعه الحالي بنفس المواصفات والاتجاهات التي نحت عليها في الأصل.
وكانت منظمة اليونيسكو عملت على تشكيل حملة دولية لتقطيع حجارة الجبل ونقل المعبد من مكانه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالي في بداية الستينات.