– كيف تربى طفلك ذهنياً وتجعله يفكر ليستطيع أن يحل مشاكله بنفسه. هل لديك القدرة على أن تجعل منه مفكراً صغيراً, فالكل يهتم بالنمو الفسيولوجي و مراحل التطور الظاهرة لنا: التسنين-الحبو- المشي- الكلام … لكن ماذا عن العقل .. أو الذهن .. أو المخ كيف تضمن عمله بكفاءة مثل باقي الأعضاء. يخضع هذا العضو الهام لقواعد التربية والتنشئة, العمليات العقلية مرتبطة بالإدراك والتفكير والانتباه ويستطيع الأب والأم ملاحظة أن انتباه الطفل يبدأ منذ مرحلة مبكرة من عمره, مجرد أشهر… فبمجرد أن يسمع الطفل صوت من حوله أو حتى إضاءة يلتفت إليه ببصره وبأذنيه وبجميع حواسه بأن يحرك يديه وأرجله … ثم يتدرج ليبدأ بإصدار الأصوات سواء بالتشجيع لما يعجبه أو بالإنكار لما يرفضه أو يكتفي بالتعبير بوجهه البريء الجذاب.
هل لديك الجرأة أن تقوم بتجربة عملية مع طفلك … وعليك بتحمل العواقب وملاحظة ردود فعله من علامات التفكير التي ستظهر على ملامح وجهه سواء بالغضب أو السعادة … لكن لا تلوم غير نفسك بعد إجرائها لأن ردود الفعل ستكون هكذا .. عند المضايقة .. أو المداعبة:
رد الفعل عند المضايقة
رد الفعل عند المداعبة
وعندما يكبر الطفل قليلاً في السن أي يستطيع تبادل الكلام و حتى إن كان من جمل بسيطة وقليلة, تختلف التجربة لتصبح حواراً بصيغته التالية:
الأم: “—, ماذا يحدث إذا أخذ — لعبتك”؟
الطفل: “سأصرخ”
الأم: “وكيف تمنعه من أخذها”؟
الطفل: “أمسكها جيداً”
الأم: “ستفعل ذلك وماذا بعده”؟
الطفل: “سنتشاجر سوياً”
الأم: “ألا يوجد حل آخر لتجنب ذلك”؟
الطفل: “أحاول إقناعه بأن يلعب بها معي”!!
هذه صيغة لتعليم الطفل ما بين 4-6 سنوات كيف يكون مفكراً صغيراً. وهناك العديد من الطرق لتغيير سلوك الطفل المكتسبة, بوسعك أن توجههم إلى ما الذي ينبغي عمله وما الذي لا ينبغي بالتفسير المقنع … والحقيقة أنه يهيأ لك ذلك وما يحدث هو العكس لأن الطفل هو الذي يوجهك إلي كل ما تفعله و يعلل لك أيضاً الأسباب التي تدفعك لذلك بشرط أن تتوافر له الحرية المعقولة والمهارات. فإذا أخبرت الطفل آلاف المرات وليس المئات على القيام بعمل شئ هل المرة 1001 ستحدث تغييراً عندهم!!.
إذا لاحظت على طفلك مثلاً أنه يصر على قراءة قصة له بينما أنت منهمك في عمل أي شئ و لتكن الأم أثناء طهيها للطعام ويأتي الرد على النحو التالي: “أطهو الطعام الآن … هل أستطيع أن أطهى الطعام وأقرأ القصة لك في نفس الوقت!… عليك بالتفكير في عمل شئ آخر حتى انتهي من إعداد الطعام”. ستجد طفلك إما أن يبتسم أو يعلن عن غضبه ولكن قبل إصدار أي رد فعل سينتظر قليلاً قبل البوح به, وهذا الانتظار دليلاً على قيامه بالتفكير … فالأم بهذه الطريقة تنمي المهارات العقلية للطفل بشكل تلقائي وعلى الأم أن تستكمل إجابتها “لم لا تختار كتاب وتتصفح صوره”. وسوف يلاحظ الآباء أن الطفل ينفذ الفكرة عندما يفكر فيها أو عندما تقدم له الأسباب وليس في شكل أوامر تملى عليه. ولا يحبذ الكثير من الآباء اتباع مثل هذه الطريقة بحجة أنها تفقدهم السيطرة على أبنائهم وإذا كان تفكير التربية لدى الآباء بهذا الشكل … سيكتشف كل أب وأم بأن الطفل هو الذي يتحكم في دفة الأمور.
* ما هي خطوات التفكير؟
إذا ظهرت مشكلة ما أمامك كيف تبدأ بالتفكير, أو كيف تقرر بأن الحالة تتطلب اتباع التفكير… بأن تقر بالتالي:
-1- ماذا حدث؟ أو ما الأمر؟
-2- بماذا شعر أحد أفراد عائلتك أو صديق عندما … (وصف الموقف)؟
-3- ما الذي ترتب على ذلك؟ وما هو رد فعل الطفل/ الطفلة؟
-4- ما هو شعورك بالمشكلة؟
-5- هل فكرت في أكثر من طريقة لحل الموقف أو المشكلة؟
لكن هناك سؤال ملح ينبغي أن يسأله الآباء قبل تطبيق هذه الخطوات وهو أن هل كل المشاكل لها نفس الحلول بالصراخ والوعيد بالعقاب والمثال على ذلك: عندما يترك طفلك دميته على الأرض في منتصف الحجرة والتي قد تعترض طريق أحد وتعرضه للإصابة هل تكتفي بأن توجه له هذه العبارات فقط:
“هل هذا مكان مناسب لترك دميتك”
أو
“ألا تعرف ماذا سيحدث لغيرك بترك دميتك في هذا المكان”
أو
“ألم تفكر في مكان غير هذا لتقذف بدميتك فيه”
وكل هذا مع الصراخ والصوت العالي … أم ستختار “أم الإرشادية” بالتفكير في العواقب التي قد تعرض الغير للضرر والإيذاء بنبرة صوتية هادئة, وتجدي هذه الطريقة بشكل أكثر فعالية مع الأطفال التي تتمتع بالصفات الإيجابية التالية, الأقل:
-1- -عنفا ً وعدوانية.
-2-غضباً.
-3-صبراً.
وإذا اتبعت أسلوب التربية الذي يقوم على التفكير, ستكون النتيجة جيدة
منقــــــــــــول