تفسير قصيده ناقي ياناقتي


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :

كثرت التفسيرات و التأويلات لقصيدة الشاعر / ناصر الفراعنه . ناقتي يا ناقتي . و انتشر في كثير من المنتديات شرح وحيد و خاطئ يتم تناقله بين متابعي قصائد هذا الشاعر . و الواقع أني لم أكن مقتنعاً بهذا الشرح رغم أني لم أكن مهتماً كثيراً بهذه القصيدة و كنت أراها من أضعف قصائده إن كان لناحية الغموض أو التذبذب في التناول أو لاحتوائها على بعض الأبيات المكسورة .

و لكن حين رأيت التفاعل الكبير من الجمهور و متابعي هذا الشاعر . قمت بمراجعة القصيدة و حاولت ان أحل بعض ما جاء بها من ألغاز . فخرجت بهذا الشرح الذي لا أظن أحداً سبقني إليه في بعض أجزائه على الأقل .

ناقتـي ياناقـتـي لاربــاع ولاسـديـس
وصليني لابتي مـن وراء هـاك الطعـوس
حائلاً رابع سنه من خيـار العيـس عيـس
خفهـا لادرهمـت كنـه بالنـار محسـوس
في دجى خالي خـلا لاحسيـس ولانسيـس
تدوخك من شدة البـرد طقطقـة الظـروس

يقول عميد الأدب : هنا يصف الشاعر ناقته بأن سنها مناسب للسفر الطويل و المرهق و الذي يحتاجه للوصول إلى ( لابته ) الذين هم قبيلته . فسن الناقة بين الأربع والست سنوات و هي لم تلقح منذ أربعة أعوام ( حايل) . كما أنها و لسرعة جريها تكاد لا تلمس الأرض بخفها و كأنها تطأ ناراً لسرعة إرتفاعها عن الأرض .

في عيوني يكفخ الطيـر ويطيـح الفريـس
وانتهض جساس من دون خالته البسـوس
وفي خفوقي فرخ جنيتاً يضـرس ضريـس
يوم اوردها هجـوس واصدرهـا هجـوس

يقول عميد الأدب : يحذر الشاعر هنا أعداءه ( في عيوني يكفخ الطير و يطيح الفريس ) : فيقول أنني حاد النظر و خطير النظرة ( نضول ) . فبمجرد أن أنظر للشيئ ( الفريسة ) . فحتماً ستصيبه نظرتي و سيقع فريسة لهذه النظرة . و هنا الشاعر شبه حركة تطابق رمشيه في عملية الإرماش بجناحي الطير حين يهم بالطيران أو حين ( يكفخ ) . و هذا التحذير طبعاً يقصد به أعداءه و أعداء ديرته ممن سيأتي تفصيل ذكرهم لاحقاً .

( و انتهض جساس من دون خالته البسوس ) : أي أنني أتيت هنا أو بهذه القصيدة دفاعاً عن وطني و بلدي ضد من يطعنون فيها و في مواقفها كما انتفض جساس للأخذ بثأر البسوس . و سوف يتضح ذلك لاحقاً إن شاء الله .( في خفوقي فرخ جنية يضرس ضريس * * يوم أوردها هجوس و اصدرها هجوس)

يقول الشاعر : حين تتصادم الأفكار و الهواجيس في نفسي فإن في صدري قلب متهور يضرس ضريس على أعداء الوطن , و سيظهر هذا التهور في الأوصاف و الكلمات الحادة في الأبيات اللاحقة .

ديرتي دار ابن ضاري وابن غثلـم جريـس
ديرة اللي دوجوا في فيافـي نجـد جـوس
ديرتـي يابنـت شيخـاً ومعدنهـا نفيـس
عيطموسـاً دونهـا دثرتنـي عيطـمـوس
جادلاً مطرق جسدها مـع الغربـي يميـس
طينتاً من تربـة الخلـد والـدم محمـوس

يقول عميد الأدب : في الأبيات أعلاه يتحدث الشاعر عن الرموز و الأشياء التي تحببه في ديرته أي وطنه .

نقشت خمساً من الخمس في يوم الخميـس
ليـت شعـري مـا ارادت بهـذا دختنـوس

يقول عميد الأدب : هنا يبدأ فرخ الجنية الذي تحدث عنه الشاعر بالظهور و ينحى بنا منحاً سياسياً فيه الكثير من الغموض على كثير من متابعي هذا الشاعر . فهو يتناول الثورة الإيرانية و الدولة في إيران و موقفه المذهبي و السياسي منها . فيقول: إنني أتساءل عن سر الفرح الذي جعل إيران تخضب أناملها الخمس يوم أن سقطت بغداد ليلة الخميس 11/4/2003 تحت الإحتلال الأمريكي . و قد رمز لإيران بالرمز الفارسي ( دختنوس ) .

كـم تمنـا إمعـه مثلهـا فتنـه بليـس
كان يمكن قد قلب نصـف إمتنـا مجـوس

يقول عميد الأدب : يقول الشاعر: لقد أعجب بالثورة الإيرانية و فتن بها الكثيرون من الإمعات المقلدون على غير هدى . و لو نجحوا في تصدير الثورة لنا لكان اليوم نصف الأمة قد تشيع .

كن دماث الصدر منهـا كنيسـه او كنيـس
صومعة رهبـان ديـراً يـؤدون الطقـوس

يقول عميد الأدب : يقول الشاعر : إن أهون ما في هذه الثوره ( الدماث) هو إدعاؤها بالإسلام و لكن هذا الإسلام الذي يدعون بحسب مذهبهم يشبه دين اليهود و النصارى !! فهم يؤدون طقوساً ليست من الإسلام في شيء و إنما هي أقرب في الواقع من صومعة الرهبان !

آتقـوس مـع تقـوس نواهدهـا وإقيـس
قبتين قـاب قوسيـن قوسـاً جنـب قـوس

يقول عميد الأدب : يقول الشاعر : لقد تابعت حجم هذا القوس ( الهلال الشيعي ) فوجدته عبارة عن رمزين للشيعة متجاورين هما العراق و إيران أو ( قم و كربلاء ) و هذين الرمزين يوشكان أن يتحدا.

خصرها يحكي لنـا واقـع القـوم التعيـس
وردفها عن غطرسة بـوش يعطينـا دروس
وبالرغم من قصرهـا مايجالسهـا جليـس
تصبح أطول نسوة الارض في وضع الجلوس

يقول عميد الأدب : يقول الشاعر : إن واقع الثورة الإيرانية ( و قد رمز له بالخصر ) يظهر لنا البؤس و التعاسة التي جلبتها على أهلها . أما موضع الفتنة في هذه الثورة ( وقد رمز له بالردف ) . فهو في مواقفها و شعاراتها التي تعطينا الدروس في تحدي أقوى قوى العالم اليوم و هي أمريكا .
( و بالرغم من قصرها ما يجالسها جليس * * تصبح أطول نسوة الأرض في وضع الجلوس ) .

يقول الشاعر : بالرغم من قزامة إيران و قصر عمر ثورتها إلا أنه لا يباريها أحد في هذا المجال ( مجال التحدي ) . و يقول عن السبب في جعل إيران هي الأبرز بين بقية الدول هو حال الذل ( الجلوس ) و الخوف و الخضوع للأعداء .

العروسه ماتبي غير ابـو تركـي عريـس
العروسه نجـد ماهيـب حـي الله عـروس
نجد بنت المجد ونسـة مونسـة الونيـس
ماعسفها الا معزي ضحى اليـوم العبـوس
كل اهل نجد هلي من إجاء حتـى الخميـس
في ذراهم بالتجي عـن مجففـة الرسـوس

يقول عميد الأدب : هنا الشاعر واضح و مباشر في وصف وطنه و ديرته ) و افتخاره بالإنتماء لها و لكل جزء من أجزائها . و قوله ( في ذراهم بالتجي عن مجففة الرسوس ) . أي حين يصطاد بالماء العكر فإني لا أسمع إلا لهم ( الرسوس ) الآبار قليلة الماء .

وعيشتي مابين أسوداً ولـو مانـي رئيـس
(خير من كوني رئيساً على شلقـة تيـوس)
وليس عيباً إن خدعني بمكـره كـل هيـس
لان مايفهـم بمكـر الهيـوس الا الهيـوس

يقول عميد الأدب : و هنا أيضاً الشاعر واضح و مباشر في التعبير عن إفتخاره بأهله و أبناء وطنه و ولاة أمره . و انتقاصه من بعض الشعوب و الحكام العرب .

مصطفى في مأدبـة عمـه البابـا لويـس
كبر اللقمه تحـت ضـؤ حمـراء الكـؤوس

يقول عميد الأدب : هنا يشير إلى معاهدة ( كامب دبفيد) التي عقدها الرئيس المصري أنور السادات مع إسرائيل و أنها كانت برعاية نصرانية و في أجواء مشبوهه .

وطسم حدتها على حائـط المبكـى جديـس
يوم شقـت ثوبهـا بنـت عفـار الشمـوس

يقول عميد الأدب : و هذه قصة تاريخية معروفة و لكن ليست هي المقصودة في هذه الأبيات . فطسم قبيلة كبيرة و قوية كانت تضطهد قبيلة جديس . و كان أمير طسم يشترط أن لا تزوج أي بكر من جديس إلا بعد أن تزف إليه ( نكاية في الإذلال ) . و في يوم أراد امير جديس ( عفار ) أن يزوج أخته ( الشموس) فكان أن طلب منها ان تزف لأمير طسم أولاً و كالعادة . و لكنها صاحت بقومها تستنهضهم لرفع الضيم والظلم .فثاروا و قتلوا أمير طسم الظالم . و لكن طسم في النهاية قضت على جديس .

المقصود هنا هو أن العرب هزموا و أذلوا على يد اليهود وعند حائط المبكى الذي هو المسجد الأقصى . فلم ينقذوا القدس ( بنت عفار الشموس ) أو يخلصوها من الإحتلال و ظلمه وجوره .

سيدة هـاك القصـر أسمهـا الاول لميـس
دونها سمرا الحناجـر بثرهـا حـد مـوس
قسقسـة لاحرارهم.قيس.قيس.قيس.قيـس
والبستهم مـن مهانتهـم انـواع اللبـوس

يقول عميد الأدب : يقول الشاعر : إن لميس ( إسرائيل ) و سماها لميس للتأنيث و الإشارة . هي المسيطرة اليوم على المسجد الأقصى و هيكل سليمان ( هاك القصر ) . تحول دون الوصول إليها ( غونداليزا رايس ) و من خلفها ( بإثرها ) أمريكا القوية الساطية كحد الموس . و يقول : أن ( إسرائيل ) أو ( غونداليزا رايس ) قد عاملت أصحاب الشعارات و الثورات من العرب كما تعامل الكلاب . حيث ألبستهم لباس الذل و المهانة .

بين خدعة كعـب اخيـلاً ومولـد ادونيـس
درسونـا الالهـه والمـدرس هـو مروس

يقول عميد الأدب : هنا يشير الشاعر إلى إنخداع الشعوب العربية ببعض رموز القومية العربية و الرؤساء القوميين ( كعب أخيلا ) . و أخيلا هو قائد إغريقي تروى عنه بعض الأساطير في حروب طرواده . حيث أنه كان يعتقد أن الطفل الوليد لا يمسه السوء حين يتم غطسه في النهر المقدس . و لكن والدة ( أخيلا ) قد أمسكت به من كعب قدمه فلم يتبلل كعبه بالماء . فكان الكهنة يتنبأون بموته بسبب كعبه الذي لم يمسه ماء النهر المقدس . فالذين قدسوا هؤلاء الحكام القوميين ما هم في الواقع إلا مطبلين ( مروسين ) لهم . و لدعاة العلمانية ك ( أدونيس ) .

ويش لاقوا من قناة السويس اهل السويـس
وويش لاقوا من تلمسان قوماً من سنـوس
كلهم من شـدة الجـوع راحـوا خندريـس
بين غيبوبة مخدر وصحوة عـرق سـوس
ثـورة راحـوا سببهـا بتـوع الاتوبيـس
وش نبي فيها وهـي ماتهـز الا الغـروس

يقول عميد الأدب : الأبيات أعلاه واضحة في إنتقادها للحكم الجمهوري و النظام الجماهيري . و عدم قدرة هذا النوع من أنظمة الحكم على جلب الرخاء و السعادة و التقدم لتلك الشعوب التي تقبع تحت ظله .

آفة المرء اثنتان الف كـاس وحـب كيـس
والنفوس اليا بغيت اتعرفهـا ارم الفلـوس
ينكشف زيف الشعارات الى حمي الوطيـس
ترجع الاذناب إذناب وتبقـى الـروس روس
صدق لاقال العرب مايحـوص الا الخسيـس
ولايوط الروس شئياً مثل ضعـف النفـوس

و الأبيات الأخيرة أعتقد أنها تفسر نفسها بنفسها . و هي واضحة للجميع .

أرجو أن اكون قد وفقت في شرحي .

دمتم بخير و عافية

نقلاااا عن عميد الادب

عن

شاهد أيضاً

ليس الغريب غريب الشام واليمن

لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِ إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتـِهِ …