من الأمراض الشائعة التي تصيب أعداداً كبيرة من الأطفال، صفراء حديثى الولادة Neonatal Jaundice، وهو مرض يظهر بعلامات مرئية وواضحة على جسم الطفل وعينيه، وأول تلك العلامات ظهور الاصفرار على الجلد وعلى بياض العين وتحت الأظافر، وذلك نتيجة زيادة مادة الصفراء الناتجة عن تكسير كريات الدم الحمراء بعد الولادة، ويبدأ الاصفرار من الرأس حتى يصل إلى القدمين، ومادة الصفراء تُفرز بشكل طبيعي عن طريق الكبد إلى الأمعاء ثم تخرج مع البراز. أما عن أنواع مرض الصفراء الذى يصيب الأطفال حديثي الولادة، الصفراء الطبيعية (الفسيولوجية)، ويوجد هذا النوع من الصفراء في حوالي 60% من حديثي الولادة نتيجة عدم اكتمال نمو الكبد وبالتالي عدم المقدرة على التخلص من الكمية الزائدة من الصفراء الموجودة في الدم، والنوع الثانى الصفراء نتيجة الرضاعة من لبن الأم، ويحدث هذا النوع في 2% فقط من حديثي الولادة نتيجة إفراز إنزيم معين في لبن الأم يساعد على امتصاص الصفراء من الأمعاء بعد إفرازها من الكبد. أما الصفراء التى تحدث نتيجة اختلاف فصائل الدم بين الطفل والأم يمكن ظهورها لاختلاف فصائل الدم لكل من الأم والطفل الرضيع، خصوصاً الموجب والسالب من فصيلة عامل ريسوس Rh factor، وينتج عن ذلك حدوث مضادات ضد كرات الدم الحمراء للطفل عن طريق الأم وينتج عنها تكسير شديد في كرات الدم الحمراء للطفل، وذلك يؤدي إلى ارتفاع شديد في نسبة الصفراء إلى معدلات عالية تصل إلى 20 ـ 25% ملجم وغالباً ما يحدث ذلك في خلال الأربع والعشرين ساعة الأولى، وإذا لم يتم علاجه بطريقة صحيحة قد يؤدي إلى الصمم وضمور المخ، والطفل المولود بهذه الحالة قد يولد ميتاً، أو يموت في خلال أيام من الولادة، وفي حالات قليلة فإن الشفاء قد يتم بعد حدوث أعراض بسيطة للمرض. يتم علاج الطفل المصاب بالصفراء نتيجة اختلاف فصيلة (Rh )، أولا بالولادة المبكرة وثانياً بتغيير دمه قبل أن تصل نسبة الصفراء إلى الحدود الخطرة كما يتم تعريضه لضوء النيون لتخفيض نسبة الصفراء في الدم، كما ورد بجريدة الشرق الأوسط. وقد طرأت تحديثات في هذا الموضوع بناء على التوصيات العالمية الجديدة عن طريق الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP مع التعرض لأسباب حدوث المضاعفات وكيفية منعها، ويتم ذلك حسب عمر الطفل بالساعات مع معدل ارتفاع الصفراء والتدخل بالعلاج الضوئي أو تغيير الدم عند معدلات معينة جديدة. وقد أصبح من الممكن منع إنتاج الأجسام المضادة لكريات الدم الحمراء للجنين بسبب فصيلة ريسوس (Rh) بنسبة تصل إلى 100%، وذلك بإعطاء الأم نوعاً من أنواع الجلوبيولين يسمى (Rh GAM) بعد الولادة بـ 36 ـ 72 ساعة، كما ينبغي الوقاية بعمل الفحص الطبي قبل الزواج ومعرفة فصيلة الدم للأفراد المقبلين على الزواج لتلافي حدوث هذا المرض أو للمتابعة الصحية إذا تم الزواج مع اختلاف في فصائل Rh. وقد ذكرت الأبحاث من قبل أن علاج الصفراء لدى المواليد يتم عن طريق تعرض المولود لأشعة فوق البنفسجية التي تؤدي إلى انخفاض نسبة الصفرا في الدم. ويمكن للأم أن تلاحظ نسبة الصفراء لدى مولودها حيث أن ارتفاع نسبة الصفار لديه تؤدي إلى كثرة النوم والخمول وعدم الرضاعة، لذلك فإنه عند وجود شك في ذلك عليها فوراً إجراء تحليل نسبة الصفراء في الدم، ويجب إعطاء المولود الكثير من السوائل مثل الماء، لأن ذلك يساعد على خفض نسبة الصفار في الدم كما يمكن تعريضه للشمس الدافئة التي تحتوي على الكثير من الأشعة فوق البنفسجية.
شاهد أيضاً
هل تعرفي أم عندها …” توأم ” ؟؟؟ تعالى قولي لنا كيف رتبت حياتها معاهم ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي الغاليات نبغى منكم قصص عن أي أحد تعرفوه ..امهات …