
اختكم فجر وبحر
ام بدر……

مثل اي امرأه متزوجه تنتظر الضنا بلهفه وتترقب مواعيد دورتها وتحسب وتنتظرها قد لا تاتيها هذا الشهر ربما انها قد تكون حامل وتتوهم الحمل والوحام وكأي قدر محتوم تنزل الدوره بعد تأخير وكانها صاعقه بل وكانها هادم اللذات وعندما تنتهي مدتها يعود بريق الامل من جديد في محاوله اخرى للحمل في الشهر التالي ولكنه يمر مثل الذي قبله
هكذا كان حالي ……
بعد زواجي من الشهر الثالث اصبحت اجد نفسي احسب واعد واترقب مواعيد الدوره فجميع صديقاتي الاتي تزوجن في نفس الشهر حملن واصبحن ينتضرن طفلا يملءعليهن حياتهن .. مرت الاشهر سريعا وانا كما انا لا أثار للحمل.. اكملت السنه
وأصبحت أتسائل نفسي ما المشكله؟؟؟ لماذا لم احمل ؟؟ قد يكون عندي سبب مرضي يمنعني من الحمل !!! أفقت من حيرتي ,, اغتنمت اقرب فرصه وذهبت للطبيبه مع والدتي الغاليه وعملت جميع الفحوصات والتحاليل الطبيه والنتيجه كانت ايجابيه وليس هناك سببا يمنعني من الحمل وطلبت مني الطبيبه ان يجري زوجي فحوصات وتحاليل للتاكد من سلامته ومعرفة سبب تاخر الانجاب
عدت الى المنزل وزوجي ينتظر اخباري وماذا قالت لي الطبيبه ,,
وقتها تمنيت لو ان الارض تبلعني ولا ان اطلب من زوجي ان يقوم بالفحص خوفا من ان تكون النتيجه سلبيه
وبعد حيره ونزاع مع نفسي ونظرا لانتظاره النتيجه اخبرته بانني سليمه ويتوجب عليه هو اجراء فحوصات للتاكد من سلامته ايضا
تقبل زوجي الموضوع بصدر رحب واخبرني انه سيقوم باجراء الفحوصات غدا
في اليوم التالي,,
وانا انتظر عودته من المختبر بفارغ الصبر ,, عاد يحمل في يديه اوراق طبيه ويعتلي وجهه سحنة من الحزن المكتوم ,, اضطربت نبضات قلبي فهذه لبست بشارة خير
لم أسأله عن النتيجه خوفا من احراجه بالجواب ولكنه ,,, وقفا مواجها لي وقال :
انت الان من بيده القرار ,, اما ان تقبلي بزوج عقيم واما ان تعودي الى بيت اهلك معززه مكرمه
تمالكت قواي ولم أحب ان اظهر له الانهيار داخلي واجبته:
ياحبيبي ,, لكل داء دواء وانت لست بأول المرضى ولن تكون آخرهم وما ادراك ؟؟ قد يكون هذا من الخيره التي اختارها الله ولا ندري متى واين يكتب لنا الخير ,, وهذا الامر ليس بيدك وانما ابتلاء من الله ,,فلنصبرونترك عوضنا على الله
وانا لن اتخلى عنك بسبب مرض وسأحتسب هذا الامر عند الله
وقتها فاجأني بردة فعله ,,,
انهار باكيا وجثم عند قدمي وقال لي : جميلا لن انساه لك وستجديني طول عمري باذن الله طوع أمرك
وصارحني بأنه توقع مني ان اختار الفراق لاعيش حياتي وبأنه سيعيش حياتة بائسه بدوني
ومرت الايام وزوجي الحبيب من موعد مستشفى الى موعد اخر ومن ادويه لغيرها وظل على هذا الحال مدة 4 سنوات الى ان يأس تماما وقرر اعتزال الادويه والرضا بقدر الله وأيدته على ذلك
وفي ليله من اليالي
حلمت بحلم ان شاء الله خير

رأيت انني واختي الكبرى وهي متزوجه وعندها اطفال مجتمعين فقالت لي اختي: لماذا لانذهب وندعي الله ان يرزقنا بالاطفال ؟؟ فوافقتها الرأي لحاجتي اليه
ووقفنا ورفعنا ايدينا الى السماء واعيننا مرفوعه وننظر الى القمر وكان بدرا وهممنا بالدعاء
فانفلق القمر ,, وخرج منه على هيئة الله {ولم يكن له كفواً أحد}
ثم اعطانا طفلين رضيعين ملفوفان بلفة بيضاء , فأخذت اختي واحد اما انا فقلت لا أريده اريد طفلا انا من تحمل به وتلده ,,فقالت لي اختي : انتي خذي هذا الطفل الان وبعدها يصير خيرا ) انتهى الحلم
بعدها بفتره حلمت حلم آخر ( لن اذكره بالتفصيل لطوله )

رايت انني ذهبت الى مكتب مديرة الحضانه للاطفال بمنطقتنا وذهبت لكفالة طفله وتربيتها عندي بالمنزل فشرحت للمديره أمري واعلمتها برغبتي فقالت حسنا سنذهب الي غرفة الاطفال واختاري منهم من تريدين
فدخلنا غرفه كبيره مليئه بالاطفال على الاسره ,, مررت بأول سرير فاذا به طفل رضيع تقريبا يتراوح عمره بين الشهر والثلاثه فقالت لي المديره انصحك بهذا الطفل فانه محتاج اليك مثلما تحتاجينه انتي لقد حصل لهم حادث سياره وفقدوا الجميع وبقي هو وحيدا لما لا تاخذينه ويصبح كولد لك فقلت لها بانني اريد احتضان طفله اقرب لقلبي من الولد ،، ولكنها مع الحاحها على احتضاني للولد قبلت بذلك , وأخذته للمنزل واعطيته لوالدي وبينما هو يقلبه واذا بلفته قد سقطت وظهرت عورته واذا به بنت وليس ولد ,, ففرحت بذلك جدا ورأيت على فخذها اثار جروح قديمه قد تكون من اثر الحادث هكذا قلت في نفسي ………… ) اختصار الحلم
في اليوم التالي اشغلني هذا الحلم ولم ارتاح الا ان عاد زوجي من العمل واخبرته بذلك وبرغبتي في احتضان طفله يتيمه من الملجأ واصررت عليه برغبتي وهو ابدى موافقته بالموضوع ارضاء لي
فذهبت للحضانه ودخلت على المديره وشرحت لها موضوعي ورغبتي في احتضان طفله صغيره
فأبدت سرورها وطلبت اصغر طفله موجوده بالحضانه وكانت عمرها سنتين فقط في خلال تجهيز الطفله واحضارها قالت لي انصحك بالطفله( نوره ) هذا هو اسمها فانها طفله مرحه وحبوبه وقد تكون محتاجه لك مثل ما انتي تحتاجين لها وقالت كلام نفس كلام المديره بالحلم مما ادى لدهشتي.
وما هي الا دقائق واذا بالخاله احضرت الطفله وكانت تنظر الي بعيون الاطفال البريئه والتي لاتعي من واقعها المرير شيء فمددت لها يدي لاحملها فابتسمت واجلستها بحضني وبدأت اتحسس يديها الصغيرتين الناعمتين وشعرها القصير الأجعد وأفكر في مصير هؤلاء الاطفال ما ذنبهم ؟؟ خرجوا على الدنيا بدون اب أو ام ,,حرموا الحنان والعطف , حرموا لفظ كلمة امي ……. واخذت في نفسي ادعي على من كان السبب في وضعها في هذه الظروف القاسيه
ولم انتبه الا على صوت الخاله تطالب بالطفله لارجاعها لغرفتها ,, احسست بان شي عميق يجذبني نحوها ( اكتشفت ان هذا الشي هو الحرمان الذي يربطنا ,, فانا حرمت من الاطفال وهي حرمت من الام )
طلب منا اوراق رسميه لاجراء امور الحضانه وفي هذه الفتره كنت ازورها في الحضانه مما ادى الى علاقه حميمه جدا بيني وبينها وتعلقت بها كثيرا وكنت انتظر بفارغ الصبر لحظة انتهائنا من الاجراءات واخذها لمنزلنا ولكن ………
اصبحت الامور تتعقد ,, لم يستطع زوجي تكملة الاوراق المطلوبه من العمل لرفض العمل ذلك واصبحت أصر عليه بعمل شتى الطرق لاحظار الاوراق ولكن بدون فائده لم يوافقوا على اعطائه الاوراق الازمه…
وفي لحظة يأس من زوجي قال لي : انسي الموضوع وشيلي الفكره من رأسك
وكأن كلماته حلت بي كالصاعقه,,كيف؟؟ وقد تعلق قلبي بها لاعبتها ولمستها وضممتها فكيف لي ان انسى الموضوع
فانهرت في بكاء غير عادي واقفلت على نفسي باب ( الح م ا م _ وانتو بكرامه ) وأجهشت بالبكاء الهستيري ,, وبعد ان خرجت منه احسست بشعور غريب يعتري وجهي ؟؟؟ لا ادري ما هذا؟؟
فلما نظرت بالمرأة واذا بوجهي يميل الى جهة اليمين بشكل مرعب فعرفت انني بحاجه الى امي التي خافت ولم يكن بيدها حيله غير البكاء ايضا فقد عرفت ان هذا المرض يدعى بالعاميه ( ابو وجوه ) يأتي من شدة الزعل ويعالج بالقرآن مع التدليك بشكل عكسي والمضغ على الجهه المصابه .
وتاليا عرفت اسمه العلمي وهو ( شلل في العصب السابع للوجه ) ويعالج طبيا بالصعقات الكهربائيه والتدليك
في خلال فترة مرضي التي استمرت 3 شهور حاول زوجي جاهدا اكمال الاوراق المطلوبه وحاول كثيرا الا ان استطاع اخيرا اكمالها وعاد من عمله مبشرا لي بحصوله عليها وطلب مني ان اذهب معه لتقديم الاوراق وزيارة نوره .
اكملنا الاجراءت واتى موعد تسليمي الطفله,, حيث ذهبا مبكرا وتم تسليمنا الطفله وعدنا بها الى المنزل عدنا والفرحة لاتصف وكانني ولدت من جديد
حياة جديده مع طفلتي الصغيره وليست حياة الحرمان ونظرات الشفقه القاتله التي توجه لي في كل اجتماع نسائي
اخذتها للمنزل واردت ابدال ملابسها التي احضرتها مسبقا ,, والمفاجأه الاخرى ….
لقد رأيت أثرا لجرح قديم في نفس المكان الذي رأيته بالحلم فكبرت الله وقلت سبحان الله قادر على كل شيء.
عاشت معنا نوره واصبحت كل حياتي ولم احس يوما بأنها ليست طفلتي
كنت أدربها على لفظ ( امي ) وانتظر بفارغ الصبر متى تقولها لي ,,
وكأنها تعي ما هي عليه،، لم تلفظها حاولت مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى
يوميا ادربها واحاول واقول لها بلهجتنا العاميه ( تكفين قولي يمه ) بدون فائده
الا ان اقتنعت بأنني احتضنتها لرغبتي في الأجر ومجاورة رسولنا الكريم في الجنه ثم حاجتي للأمومه
بلغت نوره عامها الثالث وبدون سابق انذار سمعتها تناديني ماما لم اتمالك نفسي من الفرحه وتأكدت هي لم تنطقها الا عندما أحست بها وأحست بحناني الله لايحرمني منها
وبدون سابق انذار اصبحت اشعر بشعور غريب يعتريني وكأني على غير طبيعتي وكأني مريضه حتى الماء اصبح له طعم اخر في فمي
فشكوت لأمي حالي توقعا مني اني مريضه فقالت لي : يا أبنتي انا لا اريد الكسر بخاطرك ولكن انني اشك بانك حامل واريد منك التاكد من ذلك..
وفعلا اشتريت جهاز مخبري منزلي وظهرت النتيجه ايجابيه وفي اليوم التالي عملت تحليل دم وطلعت النتيجه مبشره بالحمل فحمدت الله على ذلك وادركت انها بركة وخير من الله
وعرفت حيناها بان حلمي الاول هذا هو تفسيره
ان الطفل الرضيع هو نوره وان من بعد اخذي لها حصل الخير وحملت وانجبت ولد اسميته بدر على البدر الذي كان بالحلم
الان اصبح عمر نوره 7 سنوات وقد نجحت من صفها الاول الى الصف الثاني بتفوق وادعي ربي الكريم ان يطيل في عمرنا وان اراها اجمل عروس وازفها لمن يستاهلها فهي ابنتي التي لم ألدها
وبدر اصبح عمره الان 3 سنوات الله يعطيهم العافيه ويهديهم لي ويجعل لي فيهم قرة عينا ويجعلهم من الابناء البارين الصالحين
وبالمناسبه لقد كتبت هذه الابيات في بنتي نوره قبل كم سنه بلهجتنا العاميه وهي ليس بقصيدة شاعره متمرسه وانما نوعا من الاحاسيس
هذا شعوري مو ضروري اوزان وقوافي = المشاعر مايضبطها القاف الوزيني
نوره..يامن ظلمتك الظروف غصب عنك = مو ذنبك انك وعيتي محرومة حنيني
حسبي الله… على أم.. رمتك للدنيا = ونتي توك بالمهد….يانور عيني
تعالي باحضاني انا لك أم وحنــــــان = باحطك بين ضلوعي وفي نن عيني
لاتخافي محد ياخذك مني مهما يصير= حتى لو يجيني ..ايش مايجيني
(الرجاء الدعاء للطفله نوره)
الهدف من القصه:
هو تذكير اخواني بهؤلاء الفئه من الناس ( وهم اليتامى) والاحسان اليهم

وقد حث الله تبارك وتعالى على إكرام اليتيم فقال ” فأما اليتيم فلا تقهر “
وقال أيضا “ بل لا تكرمون اليتيم “
فهذه الآيات وغيرها تدعو المسلمين للإحسان للأيتام
ايضا من فضل كفالة اليتيم هو مجاورة رسولنا الحبيب بالجنه لقوله عليه السلام:
(انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنه واشار بالسبابه والوسطى) …

اللهم اجعلنا من المحسنين وارزقنا مجاورة حبيبك المصطفى بجنات الخلد ياأرحم الرحمين
12/8/1429
