تكنولوجيا المعلومات في الوطن العربي..الامال والتحديات

في إطار فعاليات مؤتمر ومعرض القاهرة الدولي الثامن للاتصالات والمعلومات الذي يعقد بالقاهرة في الفترة مابين 17 إلى 20 يناير ، أقيمت في اليوم الاول من أعمال المعرض ندوة حول توصيات مؤتمر القمة العالمية الذي عقد مؤخرا بجنيف وكيفية ادراك قطاع الاعمال لمجتمع المعلومات ، حيث يؤكد المهتمين بالتكنولوجيا في الوطن العربي أن هذا المؤتمر ليس مجرد حدث عابر يمر بدون تحليل ودراسة لما جاء به من توصيات ، فالقمة التي عقدت في جنيف هي مجرد جزء من القضايا والموضوعات المقترحة الخاصة بالمعلومات والاتصالات وسوف يستكمل الجزء الثاني لها بدولة تونس في نوفمبر 2005 .
حضر الندوة عدد من المسئولين بالقطاعين العام والخاص في مقدمتهم وزير الاتصالات الفلسطيني عزام الاحمد بالاضافة إلى الدكتور عبد الرحمن الصاوي الاستاذ بجامعة حلوان ، والدكتور عادل دنيش رئيس منتدى الاعمال العربي للمعلومات والاتصالات ، والاستاذ مجدي خير الله رئيس غرفة البرمجيات باتحاد الصناعات المصرية والاستاذ كمال سرور رئيس بنك مصر الدولي ، والاستاذ كريم فهمي المدير العام لشركة انتل مصر ، والاستاذ حكم كنفاني العضو المنتدب للاتصالات الجوالة الفلسطينية ، كما حضر السيد سامح الترجمان رئيس بورصتي القاهرة والاسكندرية .
تناول السيد وزير الاتصالات الفلسطيني الحديث حول أهمية قمة المعلومات مؤكدا أن الدول العربية شاركت بها بفاعلية كما اسهمت في صياغة إعلانها النهائي، والذي أقر على سيادة الدول على أراضيها وحق تقرير المصير ، ودعى سيادته كل العرب من أجل تفعيل هذه المبادئ واحترامها كعادة العرب في احترام حقوق الانسان واحترام القانون ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة ، مشيرا أن الدول العربية تساند ما جاء بالاعلان الختامي لقمة المعلومات الخاص بادارة الانترنت ، وما يستتبع ذلك من تقليل الفجوة المعلوماتية بين المجتمعات وذلك عبر صندوق التضامن الرقمي وهو ما يعزز الحوار بين الثقافات والحضارات، واشار السيد عزام الأحمد إلى أهمية السعي نحو السلام الدولي من أجل السلم والكرامة والعدالة والاهتمام بالاقاليم الخاضعة للاحتلال مثل فلسطين والعراق، موضحا أن موقف فلسطين مختلف لأن دول العالم جميعها تقر بأنها دولة محتلة على عكس العراق، كما أضاف الوزير أن هذا الاحتلال يؤثر سلبا على صناعة تكنولوجيا المعلومات وأن اسرائيل تسيطر على شبكات الاتصال وتفرض قيودا على المعدات التكنولوجية المستوردة ، ورغم ذلك فإن قطاع الاتصالات في دولة فلسطين في تطور دائم وذلك بعد خصخصة قطاع الاتصالات حيث ارتفع عدد العملاء من 80 ألف عام 1994 إلى 320 ألفا حتى الآن ، كما نمى قطاع الاتصالات المحمولة بشكل جيد وأصبح هناك 270 ألف مشترك.

======================================

وأنهى السيد الوزير حديثه بدعوة المجتمع الدولي لتحقيق السلم والعدالة من أجل التنمية وضرورة توفير الدعم للسيطرة على مجالات الطيف والترددات من أجل صناعة تكنولوجيا الاتصالات.

وقد بدأ الدكتور عبد الرحمن الصاوي حديثه بوصف الحالة التي يوجد عليها مجتمع المعلومات مؤكدا انها حالة تفاؤل ورعب ، فالتفاؤل ناتج عن التوصيات التي تؤكد على التنمية على مستوى العالم وأن المنظمات الدولية تدعم هذا الاتجاة وهو ما أيدته مجالس حقوق الانسان ، أما الرعب فهو ناتج عن حالة الانفصام التي تحدث بين المجتمعات ، ففي الوقت الذي تتنافس فيه بعض الدول على امتلاك أحدث تكنولوجيات الاتصال نجد أن البعض الاخر يتخلف عن ركب هذا المجال وهو ما يسبب الفجوة الرقمية بين دول العالم.
وأشار الدكتور الصاوي إلى نقتطين هامتبن أولهما أن التعليم في مصر يعد معوق أساسي للتنمية وأنه يحتاج إلى تغيير في الفكر العام له كي يتيح وقتا للطالب لتنمية قدراته وإخراج إبداعاته بدلا من التسابق على الحفظ من أجل الالتحاق بكليات القمة والحصول على مجاميع وهمية عالية ، مؤكدا أن هذا النظام تعامل مع المادة الخام – الطالب – وأخرج أسوأ ما في داخلها ، وذكر الدكتور الصاوي قصة طريفة تحدث في معظم البيوت المصرية ألا وهي تخزين أجهزة الكمبيوتر في كل منزل مع بداية العام الدراسي الجديد ، وأضاف أن النقطة الثانية التي تتعلق بواقع تكنولوجيا المعلومات بمصر هي توسيع صلاحيات وزارة الاتصالات لكي تعمل على توجيه سياسات تكنولوجيا المعلومات عن طريق مجلس متخصص يحدد الاستراتيجية العامة بدلا من التخبط الناتج عن عمل كل شركة ومنظمة في اتجاة مختلف، مشيرا أن هذه المجالس المتخصصة تعد من التجارب الناجحة لبعض الدول المتقدمة مثل الصين.

أما الدكتور عادل دنيش فقد أعرب عن تفاؤله التام بمستقبل تكنولوجيا المعلومات مشيرا أن الواقع يؤكد أن هذا المستقبل فرصة يجب استغلالها ولا يمثل رعبا علينا ، مؤكدا أن إصلاح التعليم يعد أحد الركائز الاساسية لذلك ، وأن الولايات المتحدة أعربت عن تخوفها إزاء نقل من 3 إلى 4 مليون وظيفة خارج حدود أراضيها بسبب الاستثمارات بالخارج ، وكان موقف مصر واضحا في هذا الصدد حيث رفضت غلق الحدود من أجل نقل التكنولوجيا طالما نتحدث عن الانفتاح وكسر الحواجز ، وأن هذا يعد فرصة للشباب من أجل وظائف أفضل في مجالات أحدث.

========================================

وفي حديثه حول الاستثمار في مجال تكنولوجيا المعلومات أوضح السيد سامح الترجمان أن 50% من التعاملات في البورصة متعلقة بهذا المجال وأنه يجب على القائمين بوضع السياسات الاقتصادية الالمام بالاتجاهات العامة لهذا السوق الذي ينتظره مستقبل زاهر، مشيرا إلى أن تجربة الهند في التعليم يجب أن تطبق بشكل واسع في الدول العربية حيث قام المتخصصون في الهند بوضع السياسات التعليمية والاهداف المنشودة من التعليم وسعوا إلى تحقيق هذه الاهداف وذلك بعيدا عن السياسيون حتى لا تتأثر السياسة التعليمية بتغير القيادة السياسية ولذلك أصبحت الهند من أكبر الدول المصدرة للتكنولوجيا في العالم بل قام العلماء الهنود بتقلد الوظائف العليا في الولايات المتحدة ذاتها ، وأكد السيد سامح الترجمان على أن مصر أمامها فرصة ضخمة لكي تلعب دورا رائدا في هذا المجال في ظل وزارة حكيمة تسعى لتوفير كافة الامكانيات المطلوبة من أجل خلق مناخ عام مشجع على الاستثمار .
كما أكد السيد ماجد المصري أن التحدي الأكبر الذي يواجه قطاع تكنولوجيا المعلومات هو كيفية أن يستوعب السوق والقوى العاملة به هذه التكنولوجيا وتطبيقاتها وذلك من خلال استحداث طرق تدريب حديثة وعدم الاكتفاء بالتعليم فقط.
أما السيد حكم الكنفاني فقد أشار إلى أن انتهاء الثورة الصناعية وظهور الثورة الاتصالية يعد فرصة للدول العربية للسير في هذا الاتجاه بعد أن تخلفت عن ركب الثورة الصناعية ، مشيرا إلى أن عدد صغير جدا من الشركات تسيطر على سوق الاتصالات وتخدم الجزء الأكبر من العالم ، وأنه يجب على الهيئات والوزارات والشركات أن تحدد مسئولياتها وأهدافها في الفترة القادمة مرتكزة على بعض من التوصيات الهامة مثل إتاحة حريات كافية وخاصة حرية الابداع ، والتعامل بشفافية طبقا للقانون ، وتطوير المناهج التعليمية التي تدعو إلى التنمية والتقدم ، والتمسك بالهوية مع احترام فكر الآخر ، ووضع خطط ثابتة طويلة المدى لا تتغير مع تغير القيادة السياسية ، بالاضافة إلى التنسيق بين الجهات المختلفة المعنية بشئون الاتصالات والمعلومات.

===============================================

وقد تحدث السيد مجدي خير الله حول حال الخريجين مؤكدا أن معظم خريجي الجامعة يفتقرون إلى استخدام المهارات الاساسية في الكمبيوتر المتعلقة بمجال تخصصهم ، وأن الكمبيوتر حتى الآن لم يصبح جزءا من السلوك لدى الأفراد حيث لا يتم الاستفادة من امكانياته وقت الازمات لأن الافراد لم يتعلموا ذلك ، مشيرا إلى أهمية أن يتم توعية الافراد بأهمية التكنولوجيا حتى يمكنهم استخدامها واستيعابها ، وقد ذكر السيد مجدي خير الله في نهاية حديثه مثالا بسيطا يوضح عدم الاعتماد حتى الآن على الانظمة الحديثة بشكل كامل ألا وهو أن مشروع توشكي الذي صرف عليه مليارات الجنيهات لا يوجد به حتى الآن نظام كمبيوتر متكامل ينظمه .

وفي مداخلة من السيد كمال سرور حول حال الخريجين أيضا ، أكد أن الخريج يتقدم للوظيفة ومعه عدة شهادات حاصل عليها في مجال الكمبيوتر ولكن هذه الشهادات قد لا تناسب طبيعة المكان الذي يذهب إليه ولذلك يتم تعليمه من البداية حول المهارات الاساسية التي يجب أن يكتسبها والتي يريدها مكان عمله ، وقد أشار السيد كمال سرور إلى نقطة في غاية الأهمية وهي بعض العوائق القانونية التي تواجه قطاع تكنولوجيا الاتصالات ، مثل مدى قانونية الطلبات والمستندات عبر الكمبيوتر والموبايل ، فحتى الآن لا تعترف المحاكم بهذه المستندات بل تعترف فقط بالوثائق الورقية الموثقة ، فمهما تطورت نظم الاتصالات يجب عدم إغفال الجانب القانوني من أجل توفير مناخ جيد للشركات من أجل الاستثمار في هذا المجال.

فيما أعرب السيد كريم فهمي عن تفاؤله إزاء مستقبل تكنولوجيا الاتصالات في الوطن العربي مشيرا إلى أن هناك بعض الافكار الجيدة الخاصة بتوفير تكنولوجيا المعلومات والتي تستحق الاشادة مثل مشروع حاسب لكل بيت والذي حصل على إشادة دولية عالية من دول اوروبية والولايات المتحدة ذاتها بل ذهبت بعض الدول لدراسة هذا المشروع آمله أن تطبقه لديها ، مشيرا أن هذا القطاع هو الذي صنع التقدم والنمو الاقتصادي لدى الدول المتقدمة حيث خلق فرص عمل وانتاجية عالية ، كما أشار السيد كريم فهمي إلى أن ضعف الوعي لدى الناس بأهمية هذا القطاع يعد أحد العوائق الرئيسة التي تقف في طريق نموه وأنه لازال واثق من هذا القطاع سوف يزدهر أكثر وأكثر رغم ما يواجهه حتى الآن من عقبات .

عن amirat elwady

شاهد أيضاً

عُدت اليكم من جديد -={ جـديـدي الزئبق }=-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهوحشتووووووووني كثير يابنات العلوم نظراً لضرووفي ماقدرت اتواصل معاكم لاكن الحمدلله …