( جمال الروح ) لا ( جمال الوجه ) , هل ” جمالٌ ” يخالطه ” نفاق ” سيكون ( روعة ) .. !!




( جمال الروح ) لا ( جمال الوجه ) , هل ” جمالٌ ” يخالطه ” نفاق ” سيكون ( روعة ) .. !!


..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

..

من كانَ ذا :



جمالٍ في طهارة قلبٍ , سيكون نموذجاً مُشرقاً , يُنير صحائف الجمال بـ حق ..
و يجعله ذا رونقٍ أبلغ ..


و من كانَ ذا :



جمالٍ يخالطه نفاق سـ يشوِّه بلا أدنى شكٍ معالمه ..
معالم ذاكَ الجمال الذي لم يستشفَّ منه ذاكَ الجاهل بـ معانيه ..
ما يجعله بـ حق ( ذا حلاوة ).. ظاهراً و باطناً ..

..( سيقتل بـ كِبره ( النظرة الرائعة ) فيه )..


..


هناكَ أوجهٌ عِدَّة لِأُنَاسٍ أخلاقهم متعدِّدة ..



منهم من أيَّدَ شيطانه أن يكون ( تفكيره )
مُنْصَبٌّ على أنَّ الجمال
( جمال وجهٍ ) لا ( جمال روح )..



فـ قَبَع في الجهل سنيناً دون أن يوقظ روح ( الذكاء العقلي ) فيه ..
و بـ عقله ( الهَرِم ).. بـ هذه التصوُّرات الخاطئة ..



فلا جمال أهم من جمال روحٍ ترفعك عند الله درجات ..
فـ لا تجعل جُلَّ إهتمامك في جمال الوجه .. فـ مع الأيام سيُبلى ..
بل اجعل جُلَّ اهتمامك في جمال الروح , فـ هي المُستمرَّة ..


و هي الرَّافِعَةُ أجركَ و قدرك عند مالك المُلكِ جلَّ جلاله – ..


..



عندما يقبع ذاكَ في هذا الجهل فـ ( يعتليه ) “ غرورٌ فـ كبرياء ” ..
ظانًّا بأنَّ جماله ( شيءٍ لا سابق له ).. ولا مثيل ..

و يَجْعَل جُلَّ كلامه ( عنه ).. و عن مدى ( حلاوته )..
و يشبِّه نفسه , بـ مالم ( يُشبِّهُ به أحدٌ غيره )..

ظانًّا بأنَّ ذلكَ شيءٌ عجيب , فريدٌ هو ما أعطاه الله إياه ..
دون أن يستخدمه فيما ينفعه ..



تاركاً الإهتمام بـ نظافة داخله و نفسه , كـ إهتمامه بنظافة ظاهره و وجهه ..
فإنه في مستنقعات ( السوء ) سيسقط ..
و في ( جهنَّم ) سيكون له مقرًّا و مستقر ..
فلا يدخل الجنَّة من كان في قلبه مثقال ذرَّةٍ من كِبر ..

فلا متكبِّراً فوق عباده سوى ربُّ الأرباب ” الله ” – جلَّ جلاله – ..


..



من لم يقوِّم نفسه على إيقاظ الروح الصَّافية فيه ..
و إشعالها بـ الحب الطَّاهِر ..
و النهوض بها لـ تعلو و ترتفع إلى أعلى قمم المروءة و صفاء النفس ..

فـ إنَّه سيجعل نفسه مثالاً ذا سوءٍ .. و تفاهة ..
مع إحترامي لـ بني البشر حاملي العقول في الرؤوس ..



فـ العقل الذي احتواه الرأس و حَمَاهُ خالق الكون من الجنون ..
لا يَجْدُرُ به أن يفكِّر بـ سطحيَّةٍ و غبـاء ..
دون أن يتعمَّق في معاني الصفاء الروحي و النفسي ..

فلا عاقلاً يحوي تفكيره على فكرة أن الجمال للوجه لا للروح ..
ولا عاقلاً يجعل كُلَّ اهتمامه بظاهره , دون أن يسعى لـ نظافة الباطن و الحرص عليه ..
و لا عاقلاً يحوي تفكيره على أن الذكاء في الخداع و الكذب ..

فـ من وطَّن نفسه على أن تقبعَ في مواطن تلك الصفات السيئة ..
ظانًّا أنها ذكاءٌ و عبقرية .. من عَمِلَها و نَجَح في خِداع البشرية ..
ذكِيٌّ لأمورِ الحياة قد بات عالماً جليًّا ..



إنَّهُ بـ حق , قد أخذ وسامَ العبقـرية في الغباء و الجَهل المُزمن ..
مَثَلُهُ كَمِثل الجمادات .. لا تشعر ..



كَمِثْلِ الحيوان ( أجَلَّ الله القارئ العاقل ) عقله كـ عقلها جداً صغير ..
لا يهمها سوى ما تأكل هي و ما تشبع نفسها ..





و مِثْلُ ذلكَ ذاكَ الجاهلُ المسكين .. لا تَهُمُّه سـوى نفسه و ما يحصل عليه ..
فـ عجباً لمن يحمل في رأسهِ عقلاً , لا يجدر بإسمه أن يكون من ضمن البشر .. !!
ذوي الروح الإنسانيـة , التي أمرها الله بإتِّباع المحاسن , لا المساوئ ..


..



أينَ هُمُ النَّاس , من إشعالِ لو فتيلٍ من إحساس , يقوِّم التفكير لديهم .. !!
فـ يعوا معنى الحياة , يعوا معنى أن تعيش بين الناس ..
بـ قلبٍ صافـي ..
لا يخفى عليه أنَّ السلامة و السعادة في التفكير السليم ..
في اتِّباع منهج الربِّ العظيم , لا قتل الروح و إحياءِ مزيدٍ من الجروح في قلبٍ سقيم ..


لـ جمالُ الروح أبلغ , و ما أصدق من الحقيقةِ قولاً .. !!



إنها لـ نورٌ تستنير به العقول و الأفئدة ..
إنها لـ روعةٌ في عيونٍ موقدة , بحب الخير و الجَمَال ..

لـ جمالُ الرُّوحِ أصدق , بها تَشُعُّ في النَّاظِرَينِ الحياة ..
بها تذهب الأحزانُ للممات ..
بها يستيقظ المكلوم من سباتِ نومٍ ..
بها يعي الضَّائِعُ طريق النجاة .. !!


النجاة مِمَّا .. ؟!



من نَّارٍ تُحْرِق قلوبَ و أجسادَ المُتَكَبِّرين و الطُغاة ..
فـ بـ محاسن الأخلاق ترقـى , إلى جِنَانٍ ما بِهَا من وفاة ..
فـ نعيمٌ مُطْلَقٌ , و سعادةً لا يُكَدِّرها السُّوءُ و المساوئ أبداً ..
بـل هُنَاكَ مُستَقَرُّ الأتقياء .. نظيفيّ الباطنِ .. المُتَّسِمِين بالمروءة و الصفاء ..
و الحياء من ربٍّ بـ مكنونات النَّفسِ عالم , لا يرضى بـ أن يسكن السوء في نفسِ بني آدم ..


..



..(( إن أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنُكم أخلاقا ))..
بها نَطَقَ الكريم و بيَّن , بها وصَّى الأمين الليِّن ..



فـ يا أصحاب العقولِ الجامدة :
..(( أحسنوا أخلاقكم , في الحياة تنعمون )) , (( و اقتلوا المساوئ فيكم , في الجنَّةِ تتنعَّمون ))..


و من أَحْسَنُ مِمَّن جَعَلَ في قَلْبِهِ الحُبَّ قائم , لا تَصِلُ إليه نَفَثَاتِ السوء و لا تؤذيه ..


يبقى كـ النَّخْلِ باسق , إن هزَّتْهُ رياح المساوئ , بَقِيَ في ثبات ..




..(( جَمِّل عَقْلَكَ بالتفكير الصَّائِب , و روحكَ بأعذبِ مكارم الأخلاق ))..


..



انظر لِمَن جَمَّلَ الله وجهه , فـ كان في ( الظَّاهِر ) يجذب الأنظارَ له ..
لكن ما إن تتقرَّبُ مِنه فـ تحادثه ( حتَّى ترى الباطن ) خِلاَفَ ظاهره ..
يشوبه الكِبَرُ و الخيلاء .. و ما صفاته الحَسَنةِ ستراها إلاَّ قليلةٌ من سوء ما به ..
سيقتل كل معنـى للصفاء ..



فإنَّه بـ زيادة الكِبر و الغرور في داخل النفس ..
مَثَلُهُ كـ مثل الشيطان بدأ في العلو و الإرتفاع في النفس .. حتَّـى يقتل معه كل خير ..



المساوئ في نفوس بَعْضِ ( الخاسرين الدنيا و الآخرة ) قد أينعت .. !!
و ما المحاسن فيهم إلاَّ في تَقَلُّصٍ .. !!


( شبه منقرضة ).. !!



هُم من رَسَمُوا لهم تِلْكَ الصُّور المُشينة للإنسانية الطيِّبة ..
و هم من جعلوا لأنفسهم السُّوءَ و لم يَعُوا معـنى الجمال الحقيقي ..
الذي لا يبلى مع الوقت , بل يزدادُ حلاوةً و صفاء ..


..



لو نظرتم معـي و تخيَّلتم ما سأقوله الآن ..
ستعون أن جمال الروح سَتُجَمَّل الوجه ..
حتى لو لم تكن ملامح تلك الروح ذات جمالٍ كبير ..




اعيروني اهتمامكم و إنصات أرواحكم لـ كلماتي ..


أنا هُنا .. الآن .. ترونني ذات روحٍ طيِّبة .. صحيح .. ؟!


تعجبكم مواضيعي .. و تشدُّكم ردودي .. !!




ترون بي صفاتاً حسنة .. !! قد أخذتوا مني و من كلامي معكم و حديثي ..
فكرةً أنَّني جميلةٌ و ذات وجهٍ سمح ..

صحيح .. ؟!


كثيراً صادفتهم قالوا لي ما قلته الآن .. !!



فـ هل رأونــي .. ؟!
هل رأوا وجهــي .. و ملامحــي .. ؟!
بالطبع لا .. !!



فـ كيف أخذوا لي تلك الصورة إذن .. ؟!
من أخلاقـي .. صح .. ؟!



فـ هل علمتم الآن , أنَّ جمال الروح هي التي تُجَمِّل الوجه و تُحلِّيه ..
أنا لا أمدح نفسي مطلقاً فـ حاشى لله .. !!


لا أعلم ما أنا عند ربـي , هل أستحق المدح أم لا .. !!





فـ لا تمدحونـي و لا تمدحوا شخصاً في غير ما هو فيه .. !!
الله هو العالم بـ مكنونات النفوس .. و مالنا غير ظاهرِ روحٍ ..
لو تقرَّبنا إليها .. و عاشرناها سنعلم إن كان تستحقُّ مدح ألسنتنا و قلوبنا أو لا ..
فلا تطلقوا الأحكام على شخصٍ ما , من نظرة ..
دون أن تتعمَّقـوا فيه .. و تجالسوه ..

فـ الله به و بكم أعلم .. هو العالم بـ من يستحق و من لا يستحق ..


..


مثالٌ آخر :


لو أتتكم عضوةٌ ذات خُلُقٍ ذميم << لا أحبذُ قول هذا .. لكن لتوضيح الصورة ..


لو أتتكم و ألقت عليكم من الألفاظ ما لا يسر ..





هل ستأخذون عنها فكرةً حسنة .. ؟!
هل من خلال حديثها معكم .. ستظنون أنها ذات وجهٍ سمح .. !!

أم أنَّ ملامحها كـ خُلُقها .. ؟!
و صفاتها أقبح .. !!


..



هل ستجذبكم ملامحاً خُلُقها ذميم .. ؟!
أم أنَّ الأخلاق الطيبة ستجذبكم صارفين النظر عن الملامح و جمال الوجه .. ؟


..



اعلموا حينها .. أنَّ بـ أخلاقك .. ترسم للناس صورةً حسنةً عـنك ..
فلا تهتمُّوا بالجمال الخارجي .. دون الإهتمام الأكبر بالجمال الروحي ..
فـ هو مصدرٌ للسعادة و الراحة النفسية ..

و سببٌ في إقدام الناس عليـك و حُبُّهم لك ..



فلا تَظُنَّنَّ أنَّ الناس سَيُعْجبون بـ جمالِ وجهك , حين اكتشافهم سوء أخلاقـك ..
بل لو كُنت ذا جمال روح , فـ اعلم أنَّ النَّاس سيحبونك ..



فلا تنسوا أنَّ الله – سبحانه – لا ينظر إلى أجسامنا ولا لصورنا ..
بل ينظر إلى قلوبنا ..

فـ لـ نُطَهِّرها ..


أختكم : خلود بنت محمد



عن Only.me8

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …