حديث يجب ان تجريه كل ام مع ابنتها المراهقة

خوله مناصرة
تبدأ الدورة الشهرية عند معظم البنات في سن 12-13 سنة، لكنها قد يحصل في سن أبكر عند بعض الفتيات، فمن الضروري إذن أن توضح الأم هذا الأمر في وقت مبكر ورغم غرابة الموضوع خاصة بالنسبة للفتيات الصغيرات اللواتي يشعرن بالحرج والضيق
فإذا طرحت البنت أسئلة حول الدورة الشهرية، فيجب على الأم أن تجيب الأم بصراحة ووضوح وصدق، وان تزودها بالتفاصيل التي تعتقد بأهميتها، دعي لابنتك الحرية لتحديد السرعة في إعطاء المعلومة، لكن لا تتركي لها حرية تجنب الموضوع تماما، فإذا لم توجه أسئلة على الإطلاق باقترابها من السن المتوقع، فعلى الأم أن تبادر بالكلام. والتحدث بمختلف المواضيع ذات العلاقة، ابتداء من أساسيات النظافة والصحة إلى المخاوف من المجهول، ضمن محادثات قصيرة وجادة، وتطرقي إلى كيفية عمل الجسم البشري، وتذكري أن ابنتك تحتاج إلى معلومات صحيحة حول الدورة الشهرية، والتغيرات الأخرى التي ستطرأ على جسمها في المستقبل القريب، فإذا لم تفعلي فسوف تلجأ للصديقات كمصدر وحيد لمعلوماتها، مما قد يعني حصولها على معلومات خاطئة وتتخذها كحقائق.
ولبدء الحديث يمكنك سؤالها ماذا تعرف عن سن البلوغ؟ لتصحيح معلوماتها الخاطئة وأجيبي عن أي أسئلة يمكن أن تطرحها، ومن المفيد أن تتزامن هذه المحادثات مع الوقت الذي تأخذ فيه هذه المعلومات في المدرسة.
كما يمكنك أن تطرحي الموضوع قبل زيارة عادية للطبيب، اخبريها أن الطبيب قد يسألها إذا كانت قد مرت بتجربة الدورة، واسأليها أن كان لديها إذا كان لديها أي أسئلة او مخاوف بشأن الدورة الشهرية.
وتفضل البنات الحصول على المعلومات عن الدورة من أنثى قريبة في العائلة، لكن في بعض الحالات والتي تعيش فيها الفتاة مع أب مطلق، الذي قد لا يرتاح لإجراء مثل هذا الحديث، فيمكن له أن يلجأ إلى احدي القريبات او الصديقات للقيام بالمهمة لضمان حصول ابنته على المعلومة الصحيحة.
ورغم أهمية معرفة بيولوجيا الدورة الشهرية، لكن معظم الفتيات يهتممن بالمعلومات العملية أكثر، فقد يرغبن بمعرفة متى ستحدث؟ وماذا ستشعر عند حدوثها؟ وماذا يفترض بها أن تفعل عندما تحدث؟
* ما هي الدورة الشهرية؟
تعني أن جسم الفتاة قد نضج بشكل كاف لتتمكن من الحمل، ففي كل شهر ينتج احد المبيضين بويضة، بما يسمى التبويض، وفي نفس الوقت تحصل تغيرات هرمونية لتحضير الرحم للحمل، فإذا حصل التبويض ولم تلقح البويضة، فان بطانة الرحم سوف تخرج خلال المهبل، وهذه هي الدورة الشهرية.
ولا يعلم احد الموعد الذي تحصل فيه الدورة لأول مرة، لكن هناك مؤشرات أولية لقرب حدوثها تعطي تنبيها، فمثلا: تبدأ الدورة بعد سنتين من بدء نمو صدر الفتاة، وفي الشهور التي تسبق أول طمث، يبدأ خروج إفرازات بيضاء كثيفة من المهبل، وبشكل عام، تبدأ دورة الفتاة الشهرية الأولى في عمر مقارب لعمر الأم عند حدوث أول طمث لها.
اشرحي للفتاة طريقة استعمال الفوط الصحية، وزودي الحمام بأنواع مختلفة من الفوط الصحية قبل وقت، وشجعي ابنتك على اختيار النوعية المناسبة والمريحة لها.
ذكري ابنتك بأن تحمل فوطة صحية في حقيبتها المدرسية، من باب الاحتياط، واطلبي منها أن تلجأ إلى المرشدة التربوية، او إحدى معلماتها في المدرسة.
وهناك أعراض مرافقة للدورة الشهرية مثل: تقلبات المزاج، عدم الارتياح، تشنجات في أسفل البطن، ويمكن لحمام ساخن او قربة ماء ساخن، او الأدوية المسكنة مساعدة البنت على التخفيف من هذه الأعراض.
ولا داعي لقلق الأم او الفتاة إذا بكرت دورتها او تأخرت عن زميلاتها، او لم تكن دورتها كزميلاتها، إلا أن هناك فروقا فردية، فبعض الفتيات تستمر دورتهن ليومين فقط، ويمكن أن تستمر عند البعض الآخر لأسبوع او أكثر، كما يمكن أن تتغير بشدة من شهر إلى شهر آخر لدى نفس الفتاة، كما تختلف كمية الدم المفقود كل شهر،
ومن الشائع أيضا أن تكون الدورة غير منتظمة في السنة الأولى والثانية لبدء الدورة الشهرية، وقد تمر أشهر بدون حدوثها، وعلى الأم تعليم البنت تسجيل أوقات حدوث الدورة حتى تتهيأ في المرات التالية لتوقع موعد حدوث الدورة.
واطلبي منها أن تخبرك إذا استمرت دورتها أكثر من عشرة أيام، او إذا عانت من الآم غير طبيعية، او نزفت كمية اكبر من الدم، فهذه الأعراض تستدعي عناية طبية، وعليك استشارة الطبيب فيما إذا تجاوزت الفتاة السادسة عشرة بدون حدوث الدورة، او اختفت دورتها لمدة ستة شهور فأكثر.
وأخيرا، عززي علاقتك وثقتك بها، فمن الطبيعي أن تقلق من الدورة الشهرية، لكن بتأكيد وجودك الدائم بجانبها لمساعدتها، وإجابتها عن استفساراتها، فستتغلب على مخاوفها وقلقها، وتعيش حياة طبيعية.