الأُخت فـوح الشذى في ×××××××××××××طرحت هذا الحـوار
الذي دار بينها وبيـن الأبيّة إيناس – إحدى فتيات غزّة –
حمـَل معه تسـاؤلاتُ مسلمة مؤلمة لإخوتها !
و يُؤكِد صـبر الأحبّة هُناك في أرض الرباط ..
أترككمـ مع نص الموضوع ..
“
“
وفي يومـ السبت 29/12/1429هـ..
وفي الساعة التاسعة صباحا ..
كنت أُحادثها عبر المسنجر ..
في البدايه كانت عاديه لكن فجأه تغير أسلوبها قالت :
ماني مرتاحه حاسه انه بيصير شي موب زين ..
*عذرا سأكمل ببعض العامية حتى أنقل لكمـ الحدث والحديث .. على حقيقته*
طمأنتها ..وان الأمور ستكون بخير..
ايناس : اليومـ اليهود ما قطعوا الكهربا عنا لمده طويله وأنا خايفه من هالشي ،
لا يكون وراهم شي وعلشان كذا تاركينها لنا طول هالمده ..
ايناس : الله يستر بس ..
وأنا أحاول طمأنتها .. لكن قلبها لا يطمئن ليهود
وفي تمامـ الساعه 11،30 ( بتوقيت فلسطين )
ايناس : نورة احتمال الكهربا تنقطع في أي لحظه اعذريني اذا طلعت بدون ما أودعك ..
أنا : طيب عذرك معك ..
ايناس : لأني أسمع صوت مروحيات وصواريخ ..
أنا صُدمت.. ولمـ أستطع الرد..حتى…
إيناس..سجل خروجه
لحظتها علمت ان شيئاً قد حصل ..
خِفت عليها كثيييير.. وأقول في نفسي احساسها ما كذب..وما خاب ..
يارب سترك ..
وبعد صلاة الظهر وصلتني رساله على الجوال فيها الخبر عن القصف بغزه ..
فتحت النت وأرى الأخبار ، وأقول في نفسي كل هذا حصل في ساعه !!
مباشره اتصلت على ايناس ..
الرقمـ غير مستخدمـ ..!!
مره ثانيه وثالثه وعاشره يعطيني إما الرقمـ غير مستخدمـ أو الشبكه مشغوله ..
وتمامـ الساعه 5 عصراً ..
سمعت رنين جوالي .. فإذا بها… ايناس ، اتصلت عليها ..
أنا :السلامـ عليكمـ
ايناس : الحقيني يا نورة بيتنا وأخواني اثنين وزوج اختي راحوا قدامـ عيني ،
وأمي وأبوي ما لقيتهمـ ،
أنا لحالي الحين جنب بيتنا المهدومـ خايفه لا يشوفوني اليهود ويخطفوني ويدنسون شرفي ..
كلامها كان صواعق على راسي .. لا أدري ما أقول لها .. وكيف أواسيها ..
وهي تبكي ..
ناديتها .. ايناس..ايناس…
لمـ أعد أسمع أي صوت لا ادري هي قطعت الاتصال أو انقطع من عندي ..
مررت بحالة خوف وارتعاش وبكاء ..
هي تقول الحقيني ،
أنا وين وهي وين ؟ ما أقدر أسوي شي ..
لجأت لربي..فبيده أمرها.. اصلي وادعوا لهمـ من كل قلبي ..
وفي الساعه 9,20 ..
رساله على جوالي ..
حبيت اطمنك أنا الآن برفح .. دعواتك ..
لمـ أستطع الرد لا باتصال ولا برساله ..
قبل الفجر استيقظت << أصلا ما نمت من الحزن والخوف ..
وجدت أكثر من مكالمه على جوالي لإيناس..
اتصلت عليها ..
أنا :السلامـ عليكمـ
ايناس : وعليكمـ السلامـ أهلين ..
أنا : كيفك ايناس ؟
ايناس : الحمد لله على كل حال ، كل شي يجي من الله أرضى فيه ..
هي تقول هالكلامـ وأنا أتعجب من ثباتها !!
أنا : كيف رحتي رفح ؟
ايناس : جت سيارات تاخذ المصابين تنقلهم على رفح وقلت لهمـ عن أخوي الثالث
اللي لقيته بين الجثث مجروح لكن لازال حي ..
أنا : الحمد لله على سلامته ..
ايناس : خليني اكمل لك ، ركبنا السياره وحطيت راس اخوي على فخذي
وأشوف الجرح اللي بصدره ينزف ، وهو يرتل :
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْـ يُرْزَقُونَ }
وبدأ صوته ينخفض ومسك يدي سلمـ عليها ونطق الشاهدتين ومات ..
أنا :………إنا لله وإنا إليه راجعون . ( بكيت والله ما ملكت دموعي )
ايناس : لا تبكي أنا كل شي يصير قدامـ عيني وما بكيت ، قولي الحمد لله ،
لا يكون اعتراض على حكمـ الله ..
أنا : طيب ، وأمك وأبوك ..
( ما ردت على سؤالي كملت كلامها )
ايناس : وصلنا المستشفى برفح جلست على الأرض وماسكه أخوي الميت ،
قلبي ما طاوعني اتركه ، وحسيت نفسي راح أموت من العطش
رحت اشرب مويه من الغرفه اللي جنبي وأشوف الأسره قدامي ،
الحمد لله لقيت أمي على سرير وأبوي على سرير ، جرحى لكن الحمد لله انهمـ أحياء ..
أنا : الحمد لله على سلامتهمـ الله يحفظهمـ لك …
ايناس : الحمد لله ، كل اللي من الله خير ..
عندها.. استأذنت مني ،
قالت مضطره أقفل الحين بعدين أكلمك اطمنك ..