حين نزل آدم من السماء ماهي – برأيك – أول مهنة مارسها على الأرض !؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا اخواتي الفراشات

يقال ان الانسان خلق ليعبد الله وليعمر الكون …
وعمارة الكون هنا تتطلب العمل والجهد والنشاط … الخ

كيف ظهرت المهنة الثالثة !؟

حين نزل آدم من السماء ماهي – برأيك – أول مهنة مارسها على الأرض !؟

الجواب هو : الالتقاط

… التقاط كل ما يمكن أكله من ثمار وبذور وأعشاب وأوراق يسهل هضمها. وخلال وقت قصير تعلم صيد الحيوانات والأسماك والطيور وتدجينها (كثاني مهنة مارسها الإنسان على وجه الأرض ) !!


أما ثالث مهنة فاقتضى اكتشافها وقتاً طويلاً يقدر بمليوني عام على الأقل … كانت “الزراعة” التي لم تظهر إلا قبل عشرة آلاف عام في منطقة الشرق الأوسط. فبطريقة ما اكتشفت بعض القبائل (التي تمارس الرعي بصفة خاصة) أن بعض النباتات البرية يمكن زراعتها عمدا.. وسرعان ما تعلم الإنسان هذه المهنة كونها تعطيه محصولا أوفر وأكثر ثباتا – كما تكفيه عناء الترحال طلبا للرزق والمرعى.. وبفضل الاستيطان والاستقرار (الذي وفرته الزراعة) بدأت قصة البناء والتجمعات البشرية – التي سرعان ما تحولت الى مدن كبيرة وحضارات عظيمة …

– السؤال هو: ما هي الصدفة الجميلة – أو الظرف السعيد – الذي اكتشف الإنسان بواسطته إمكانية زراعة بعض النباتات البرية !؟

… قبل الإجابة عن هذا السؤال سأخبرك أولا بحقيقة عجيبة عن واحدة من طرق انتشار النباتات وانتقالها الى مواقع جديدة.. فكثير من النباتات البرية تنتقل (الى مناطق أخرى بعيدة) بفضل الجهاز الهضمي الضعيف لمعظم الحيوانات.. فحين يأكل الفيل (مثلا) بعض الشجيرات يعجز جهازه الهضمي عن طحن بذورها القاسية فتخرج – مع فضلاته – كما هي.. وأثناء الفترة التي يستغرقها دخول وخروج البذور يكون الفيل قد سار مسافة بعيدة عن المنطقة الأصلية للنبتة الأم. وحين تخرج من أمعائه تخرج ضمن فضلات خصبة تعمل كسماد يمنحها القدرة على الصمود والنمو بشكل أفضل !!

سبحان الخالق

وسيلة الانتقال هذه – التي تعتمدها النباتات – تحدث مع كافة المخلوقات تقريبا (بما فيها الإنسان).. فالإنسان بدوره كان يأكل الكثير من الثمار والنباتات البرية ثم ينتقل الى مواقع جديدة طلبا للرزق والمرعى. وحين يضع فضلاته تخرج البذور كما هي في دورة نمو جديدة (خصوصا في ظل توفر الماء والتربة الرطبة) !!

ولابد أن شخصاً ما لاحظ أن النباتات (التي أكلها قبل أسبوعين أو ثلاثة) تعود للنمو بصورة غريبة في المواقع التي ترك فيها فضلاته.. وحين اكتشف السبب جرب زرع البذور بنفسه وتسميدها بالفضلات الحيوانية. وحين نجحت الفكرة قرر البقاء في مكانه (بدل الترحال بحثا عن الطعام) وزرع المزيد من البذور على مساحة أكبر. وبالتدريج انتشرت هذه الخبرة بين البشر وفكر كل إنسان بزرع حقله الخاص والاكتفاء ذاتيا وربما مقايضة الفائض بالمزيد من الأدوات الزراعية .

وبسبب الوقت الطويل الذي يستغرقه نمو النباتات ونضوج المحصول تعلم الإنسان الانتظار والاستقرار في مكان واحد. وبفضل التزامه برعاية الحقل وحمايته من السرقة فكر ببناء منزل يستقر فيه مع عائلته (وبهذا استغنى الصياد القديم عن الكهف، والرعاة عن خيامهم المتنقلة). ومن خلال تجمعات المنازل والمزارع ظهرت أولى القرى والمدن والتجمعات البشرية العظيمة.. ولأن الزراعة تحتاج بطبعها الى مياه وفيرة نشأت معظم الحضارات القديمة على ضفاف الأنهار – مثل الحضارة البابلية حول دجلة، والفرعونية حول النيل، والصينية حول يانجسي، والهندية حول الجانج – !!

… وقد تكون هذه الفرضية – حول بدء الزراعة والاستيطان – خاطئة أو غير مستساغة ؛ ولكنها بالتأكيد ظاهرة بدهية تحدث ضمن الدورة الطبيعية للحياة ويمكن ملاحظتها حتى اليوم.. ورغم احتمال اكتشاف الزراعة (بطرق أخرى أكثر رقيا) إلا أنه يصعب تصور تجاهل الإنسان لظاهرة طبيعية وبدهية تحدث بين قدميه منذ بدء الخليقة !!

دمتن بخير

عن medojad

شاهد أيضاً

عُدت اليكم من جديد -={ جـديـدي الزئبق }=-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهوحشتووووووووني كثير يابنات العلوم نظراً لضرووفي ماقدرت اتواصل معاكم لاكن الحمدلله …