* جزيرة العرب أرض الإسلام، ومهد الإنسانية، حباها الله تعالى بمزايا عديدة وخصائص فريدة، قال تعالى: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }. سورة القصص – الآية 68 ، تجعلنا نؤكد أنها أول مناطق الأرض استخلافاً واستعماراً لأسباب عديدة … أهمها:
أولا: وجود بيت الله الحرام ، قال تعالى : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ }. سورة آل عمران – الآية 96.
– فجزيرة العرب هي حرم الإسلام ، وداره الأولى منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، قال عليه الصلاة والسلام: ( إن الله حرّم مكة يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، وإنه لم يحلّ القتالُ فيه لأحد قبلي، ولم يحلّ لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يُعضدُ شوكهُ، ولا ينفر صيده، ولا يلتقطُ إلا من عرّفها ، ولا يختلى خلاها ). رواه مسلم.
– ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى ). متفق عليه.
– فلا يجوز السفر إلى أي بقعة من بقاع الأرض بقصد العبادة، إلا لهذه الأماكن الثلاثة، والتي منها المسجد الحرام بمكة المكرمة قال عليه الصلاة والسلام: ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام ) متفق عليه.
– وسبب هذا التحريم وجود بيت الله الحرام الذي وضع للناس لعبادة الله فيه من صلاة ودعاء ونسك … إلخ.
– ومما يؤكد قدم الجزيرة العربية كمهد للإنسانية فيما نقل عن مخطوط للمأموني .. جاء فيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: ( إن الله تعالى لما أهبط آدم عليه السلام إلى الأرض بعد خطيئته، أصبح لا يسمع صوت الملائكة في السماء فتوسل إلى الله سبحانه وتعالى ، فقال – عز وجل- اذهب فابن لي بيتاً فطف به واذكرني في حوله كما رأيت الملائكة تصنع فأقبل آدم عليه السلام يتخطى الأرض حتى انتهى إلى مكة عند موضع البيت الحرام ياقوتة حمراء مجوفة لها أربعة أركان بيض وبها ثلاثة قناديل من الذهب فيها لهب يلتهب من نور الخيمة، وقد حرس الله آدم وتلك الخيمة بالملائكة من سكان الأرض، ويومئذ كان سكانو الأرض من الجن والشياطين، وكانت الأرض طاهرة نقية لم تنجس، ولم تلطخ بالخطايا، ولم يُسفك فيها الدم، لذلك جعلها سكناً للملائكة، وجعلهم فيها مثلما كانوا في السماء، يسبحون الله تعالى بالليل والنهار لا يفترون … وكان موضع الملائكة عند أعلام الحرم واقفين صفاً واحداً مستديرين حول الحرم المكي الشريف يحرسون سيدنا آدم من الجن والشياطين ).
– أما بناء إبراهيم الخليل مع ابنه إسماعيل عليهما السلام للكعبة ، فقد هديا إليها لأن قواعد البيت الحرام كانت مبنية قبلهما ، قال تعالى: { وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ }. وقال تعالى: { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }. سورة البقرة – الآية 127.
ثانياً: إن الأنبياء قبل سيدنا إبراهيم عليه السلام كانوا يحجون هذا البيت العتيق … ذكر ابن كثير في البداية والنهاية عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بوادي عسفان حين حج قال : يا أبا بكر أي واد هذا؟ قال : وادي عسفان ، قال : لقد مر به هود وصالح عليهما السلام على بكرات خطمها الليف أزرهم العباء وأرديتهم النمار يلبون يحجون البيت العتيق ).
ثالثاً: إن هذه الجزيرة جزيرة الإسلام لا يُعبد فيها إلا الله – سبحانه وتعالى – قال عليه الصلاة والسلام: ( لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلماً ). رواه مسلم ، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: ( لا يجتمع في جزيرة العرب دينان ). رواه مسلم , لأن هذه الأرض أرض مباركة طاهرة يمنع غير سكن المسلمين فيها وإظهار عبادتهم ، إضافة إلى وجود الحرمين الشريفين فيها.
– قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه خصائص جزيرة العرب: ( إن سلطان الحاكمية في الجزيرة لا يجوز أن يكون لغير دولة وراية التوحيد، وهكذا اللواء الأبيض للنبي صلى الله عليه وسلم مكتوب عليه ( لا إله إلا الله .. محمد رسول الله ) ولهذا فإن الأعلام إن نكست ابتداعاً لموت العظماء، فإن هذا العلم الوحيد الذي يكون تنكيسه من أشد مواطن الإثم والجناح ).
رابعاً: إن الجزيرة العربية تقع في مركز متوسط من العالم القديم، بل إن مكة شرفها الله هي مركز الأرض..
– يقول شوقي أبو خليل في كتابه الإنسان بين العلم والدين: ” إن الإنسان المؤمن حينما يقرأ في الآية السابعة من سورة الحج { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } يدهش عند كلمة عميق، لأن الأرض لو كانت مستوية مسطحة لكان لفظ بعيد هو أقربها، لأن بعيد تفيد المسافة بين شيئين على مستوى واحد ولكن الأرض كروية…فالقادمون إلى مكة يأتون من بقاع عميقة بالنسبة لها وذلك حسب انحناء الأرض الكروي، لذلك جاءت الآية { مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } وأثبت البحث العلمي الحديث أن الكعبة المشرفة هي مركز الأرض للأسباب التالية:
أ- أن المحيط الهادي يشكل انقطاعا كبيرا جدا بين القارات بمساحته الكبيرة لذلك ترسم مصورات العالم بدءا من استراليا واليابان والصين شرقا وانتهاء بأمريكا غربا..
ولذلك رسمت أيضا في المحيط الهادي نهاية خطوط الطول فلو مسحنا هذه القارات بما فيها القارة القطبية الجنوبية وكتبنا عليها مساحاتها ورحنا نفتش عن مركز يتوسطها أو عن مركز ثقلها بدقة تامة لوجدناها في الكعبة المشرفة بالذات وهذا يذكرنا بالأثر الذي يقول: إن الكعبة سرة الأرض.
ب- ذكر الشيخ سلمان العودة في كتابه جزيرة الإسلام كلاما مماثلا لما ذكر آنفا وزاد خبرا عن الفقهاء المتقدمين أن هناك يوما في السنة لا يكون للأشياء فيه ظل في مكة عند الزوال لأن الشمس تكون عمودية تماما عليها مما يدل أنها مركز الأرض ووسط الدنيا يقول الحق تبارك وتعالى: ( وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لاريب فيه ). الشورى 7.
خامساً: في هذه الجزيرة ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبعث فيها فكانت رسالته خاتمة الرسالات السماوية.. قال تعالى: ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ). التوبة33.
– وبذلك حظيت الجزيرة العربية بهذه الرسالة المقدسة وهذا الرسول الكريم والذي جعله الله سبحانه وتعالى خاتم الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم.
– إن هذه المزايا الفريدة والخصائص المقدسة لتسترعي الانتباه وتشد العقول وتمتلك الأرواح على أن الجزيرة العربية هي مهد الإنسانية جمعاء خرجت منها موجات بشرية على فترات تاريخية مختلفة تجاه المناطق الشمالية من الجزيرة كوادي الرافدين وبلاد الشام وفلسطين وأرض النيل ثم أخذ البشر بعدها في الانتشار بالبقاع القريبة من تلك المناطق القريبة منها.
http://www.lovely0smile.com/2006/at/at-005-01.jpg
– طريق الأنبياء أو درب الأنبياء بين مكة المكرمة والمدينة النبوية.
– حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن سبعين نبياً مروا هذا الطريق ويبدأ من مكة ويمر على عسفان على بعد ثمانين ميلاً من مكة ويتكون الطريق من ثلاثة عشر مرحلة حتى يصل إلى المسيجيد والسيالة ثم المدينة المنورة.
http://www.lovely0smile.com/2006/at/at-005-02.jpg
http://www.lovely0smile.com/2006/at/at-005-03.jpg
http://www.lovely0smile.com/2006/at/at-005-04.jpg
http://www.lovely0smile.com/2006/at/at-005-05.jpg
– إذا أسقطنا المساحات اليابسة مفتشين عن مركز يتوسط الكرة الأرضية لوجدنا أن موقع مكة المكرمة هو مركز الأرض اليابسة على سطحها لذلك اقترح أحد العلماء الباكستانيين أن تكون مكة المكرمة مبدأ خطوط الطول بدلاً من غرينتش!!؟
http://www.lovely0smile.com/2006/at/at-005-06.jpg
– تعود بواكير الاهتمام الأوربي بالعالم العربي والجزيرة العربية في العصر الحديث إلى القرن الخامس عشر الميلادي.
– حيث بدأ الرحالة الأوربيون بالقيام برحلات متعددة للمنطقة رسموا خلالها مجموعة كبيرة من الخرائط الجغرافية والتي أفادت بعض الباحثين بعد أن قامت بدراسة جوانب متعددة من تاريخ العالم العربي بشكل عام والجزيرة العربية على وجه الخصوص ولا سيما أنها كانت تعكس اهتمامهم بالشرق حينما زادت حمى الصراع بين الأوربيين للسيطرة والتوسع على خيرات ومقدرات الشعوب العربية والإسلامية والفقيرة فقد استهلت البرتغال وأسبانيا هذا الطريق ثم تتابعت الدول الكبيرة على خطاها كفرنسا وهولندا وبريطانيا.
http://www.lovely0smile.com/2006/at/at-005-07.jpg
– هذه الخريطة يعود تاريخها إلى عام 1153 من الهجرة المباركة الموافق لعام 1734 من الميلاد.
– ويظهر عليها جزيرتان من جزر البحرين ويبدو واضحاً ضحالة المياه المواجهة للساحل الشرقي للجزيرة العربية والمسمى آنذاك باسم البحرين كما هو مكتوب على الخريطة أيضاً،
ويظهر في جانب الخريطة مصور للحرم المكي الشريف.
http://www.lovely0smile.com/2006/at/at-005-08.jpg
– خريطة أوربية تبين حدود الدولة العثمانية الإسلامية وبعض الدول النصرانية المجاورة لها في عام 1671 من الميلاد.