دراسة تحذّر من تدمير التلفزيون لأدمغة الاطفال

لا ينبغي السماح لأي طفل دون سن الثانية بمشاهدة التلفزيون إذا أراد الأهل تجنيبه خطر الاصابة بمشاكل صعوبة التركيز والانتباه على حسب قول العلماء.فالأمهات والآباء الذين يضعون أطفالهم أمام شاشة التلفزيون يجعلونهم عرضة لمشاكل ضعف التركيز، والاندفاع، وصعوبة الجلوس في وضعية ثابتة عند بلوغهم سن المدرسة.

فالدراسة التي أجراها علماء اميركيون توصلت الى انه لكل ساعة يمضيها الطفل أمام التلفزيون يومياً، فإنه يواجه زيادة قدرها 10% في فرص الاصابة بمشاكل تتعلق بقدرة الطفل على التركيز او الانتباه في سن السابعة. وبينما لا ينبغي للاطفال دون سن الثانية ان يشاهدوا بتاتاً برامج تلفزيونية فإن الاطفال الاكبر سناً لا ينبغي أن يسمح لهم بالجلوس أمام التلفزيون لأكثر من ساعتين فقط.

وقال ديمتري كرسيتاكيس مؤلف الدراسة ان النتائج التي خلصوا إليها هو أن الأطفال يمكن ان يتسمروا أمام شاشة التلفزيون دون حراك وهو مايبدو أنه يؤثر على نمو وتطور المخ.الدكتور كريستاكيس التابع لمستشفى الاطفال والمركز الطبي في سياتل يقول ان الحقيقة هي ان هناك أسباباً كثيرة تستدعي عدم جلوس الطفل أمام شاشة التلفاز.

وأوضح أن مخ الطفل حديث الولادة ينمو ويتطور بسرعة كبيرة جداً خلال السنتين او الثلاث سنوات الأولى من حياته، وقال ان الدراسات التي اجريت على الجرذان حديثة الولادة أظهرت ان تعريضها لمستويات مختلفة من التنشيط البصري يجعل التركيبة او البناء الأساسي للمخ يبدو مختلفاً للغاية.

والدراسة التي نشرت نتائجها في عدد ابريل من مجلة (بدياتريكس) الطبية خضع لها 1345 طفلاً، وقد سئل أولياء أمور الاطفال عن مدى متابعتهم لبرامج الاطفال وطلب منهم تقييم سلوكهم في سن السابعة ومنح تقديرات مشابهة لتلك المستخدمة في تشخيص خلل صعوبة الانتباه.

ولاحظ الباحثون أن الاطفال الذين شاهدوا برامج التلفزيون لأطول فترة كانوا أكثر ميلاً للمعاناة من مشاكل التركيز والاندفاع وصعوبة الجلوس في وضعية ثابته إضافة إلى سهولة تشوشهم ذهنياً.

وترجح الدراسة أن التلفزيون يمكن ان ينشط المخ بصوره البصرية غير الواقعية سريعة الايقاع ويحد من نموه وتطوره.

وأظهرت الدراسة أنه بين أطفال الثالثة لا يشاهد 7 % منهم ابدا التلفزيون في حيث ان 44% يشاهدونه لفترة تتراوح بين ساعة الى اثنتين يومياً و 27% يتابعونه لثلاث او اربع ساعات و11% يشاهدونه لخمس او ست ساعات وحوالي 10% يبقون جالسين أمام الشاشة لفترة تصل إلى سبع ساعات او اكثر ووضع الباحثون في الاعتبار عوامل أخرى مثل حياة المنزل والحالة الذهنية للوالدين.

وبينما نظرت دراسات سابقة في كم الوقت الذي يمضية الاطفال امام الشاشة فإن هذه الدراسة هي أول ما ربط مشاهدة التلفزيون بخلل صعوبة الانتباه او التركيز.

وكانت دراسات سابقة قد ربطت مشاهدة التلفزيون بالبدانة والعدائية. ولكن هذه هي المرة الأولى التي تضاف فيها صعوبة التركيز الى قائمة السلبيات، وقد كشفت دراسات حديثة أيضا مدى هيمنة التلفزيون على حياة الاطفال وهي الظاهرة التي نمت مع انتشار برامج ماقبل المدرسة في محطات التلفزيون مثل برامج «تيليتابيز» و« فمبلز» و «توينيز» والبرنامج الأول يتابعه مايقدر بمليار طفل في مختلف ارجاء العالم.

وقد توصل مسح بريطاني إلى ان عائلات واحد من كل اربعة من الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين ستة اشهر الى عامين قامت بتركيب جهاز تلفزيون في غرفة الطفل.وتتبع نتائج الدراسة تحذيراً اطلقه ديفيد بيل المفتش العام للمدارس في بريطانيا من أن مهارات الاتصال والسلوك بين اطفال الخامسة اصبحت أقل عما سبق.