اروع ما قيل بالشعر العربي قصيدة ابن عباد يرثي ابنه الحارث بن عباد
ولن امضي مع القصيده الى نهايتها ولكن نورد القصيده ونتحدث عن موقف الحارث الذي قاد قبائل بكر برمتها لحرب تغلب وتوالت انتصاراته على المهلهل وكان اول يوم انتصر فيه هو يوم قضة ويدعى ايضاً يوم تحلاق الَّلمم ، وسمي بذلك لان بكراً حلقوا رؤوسهم ليعرفوا بعضهم بعضا
وقيل انه اسر المهلهل ولم يعرفه فجزّ لمته واطلق سراحه . ولقد قيل في حرب البسوس قصائد كثيرة مشهوره لعل أكثرها شهرة قصائد المهلهل وما انشأته جليلة بنت مرة زوجة كليب واخت جساس ولكن بقيت قصيدة ” مربط النعامة ” اشهر لأنها كانت لشيخ حكيم جليل القدر مشهور بالفضل والشجاعة جمع في قصيدته الرثاء لفارس شجاع فارس الجمع عند اللقاء أسد عند المخاطر ، فجاءت تمثل نفثت مكلوم وبكائية مفجوع ، استعدادا ً للثأر من الأعداء .
فإلى القصيدة :
قـل لأم الاغـر تبكـي بجيـراً حيل بيـن الرجـال والامـوالِ
ولعمـري لا بكـيـن بجـيـراً ماأتى الما مـن رؤوس الجبـالِ
لهف نفسي على بجيـر اذا مـا جالت الخيل يوم حرب عضـالِ
وتساقـى الكمـاة سمـاً نقيعـاً وبدا البيض من قبـاب الحجـالِ
وسعت كل حرة الوجـه تدعـو يالبـكـر غــراء كالتمـثـالِ
يابجير الخيرات لا صلح حتـى نملأ البيد مـن رؤوس الرجـالِ
وتقـر العيـون بـعـد بكـاهـا حين تسقي الدماء صدور العوالي
أصبحت وائل تعج من الحـرب عجيـج الحـجـال بالاثـقـالِ
لـم اكـن جناتـهـا عـلـم الله وإنـي بحرّهـا اليـوم صــالِ
قد تجنبـت وائـلا كـي يفيقـوا فأبـت تغلـب علـيّ اعتزالـي
وأشـابـوا ذؤابـتـي ببجـيـر قتلـوه ظــلاً بغـيـر قـتـالِ
قتلـوه بشسـع نـعـل كلـيـب ان قتل الكريـم بالشسـع غـال
قربـا مربـط النعامـة مـنـي لقحت حرب وائل عـن حيـال
قرّبـا مربـط النعامـة مـنـي ليس قولي يـراد لكـن مغالـي
قرّبـا مربـط النعامـة مـنـي جـدّ نـوح النسـاء بالاعـوال
قرّبـا مربـط النعامـة مـنـي شاب راسي وأنكرتني الغوالـي
قرّبـا مربـط النعامـة مـنـي للسـرى والغـدو والآصــالِ
قرّبـا مربـط النعامـة مـنـي طال ليلي على الليالـي الطـوال
قرّبـا مربـط النعامـة مـنـي لا عتنـاق الأبطـال بالأبـطـالِ
قرّبـا مربـط النعامـة مـنـي واعـدلا عـن مقالـة الجهـالِ
قرّبـا مربـط النعامـة مـنـي ليس قلبـي عـن القتـال بسـالِ
قرّبـا مربـط النعامـة مـنـي كلما هـب ريـح ذيـل الشمـال
قرّبـا مربـط النعامـة مـنـي لبجـيـر مفـكـك الاغــلالِ
قرّبـا مربـط النعامـة مـنـي لكـريـم مـتـوّج بالـجـمـالِ
قرّبـا مربـط النعامـة مـنـي لا نبيـع الرجـال بيـع النعـالِ
قرّبـا مربـط النعامـة مـنـي لبجيـر فـداه عمـي وخـالـي
قرّباهـا لحـي تغلـب شوسـاً لاعتنـاق الكمـاة يـوم القتـال
قرّبـاهـا بمرهـفـات حــداد لقـراع الابطـال يـوم النـزالِ
رب جيش لقيته يمطـر المـوت علـى هيكـل خفيـف الجـلالِ
سائلـوا كنـدة الكـرام وبكـرا ً واسألوا مذحجـاً وحـي هـلالِ
اذا اتونـا بعسكـر ذي زهــاء مكفهـر الأذى شديـد المصـالِ
فقريـنـاه حـيـن رام قـرانـا كل ماضي الذباب عضب الصقالِ
(1) ـ اي نقتلك بدل شسع النعل ، وهو السير الذي يدخل بين الاصبعين