ربما بـ “كتاباتك” تتأثر عقولٌ لا تستطيع السماع, فـ اجعل من كتاباتك بلسماً لجراح ..!!



رُبَّـما بـ ” كتاباتـك ” , تتأثَّـر عقولٌ لا تستطيع السماع .. !!
فـ اجعل من كتاباتك بلسماً لـ ” جراح ” ..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

..

..

رُبَّما ترى عيناك أُناساً , عن طريق الحق يحيدون ..
تنصحهم و ترشدهم فـ لا تراهم لكَ يسمعون ..
تسعى لـ أن تحيد بهم عن طريق السوء , فـ لا هم لِـ حُسْنِ القول مُـتَّبـعون ..

تنصح فـ تُرْشِد , و تدعو الله في كُلِّ مَسْجِد ..
أن يقيك شرور الخلق , و مكائدهم ..




و تسعى ” بـ قلبك الطيِّب
أن تُزِيْحَ عن صحائف أعمالهم ” مساوئهم ” ..
بـ نُصْحٍ و إرشادٍ جميـل , أن يستغفروا الله الحقَّ الجليل ..


و لكن , لا ترى لـ كلامك أمامهم فائدةً ولا تأثيراً ..
ولا لَكَ و لـ نصحك في قلوبهم احتراماً ولا تقديراً ..
ولا لـ ” طيب نيَّتك ” فهماً ولا لـ مساعيكَ تفسيراً ..
سوى أنَّك ” بالتشدُّدِ ” قَد بِتَّ سفيراً ..

..

بعض الكلام الذي تحاور به شخصاً أمامـك قد لا يفيده ولا يتأثَّـر به ..
عكس ما قد تَخُطُّهُ يُمناكَ في كتابٍ أو ما شابه فـ يقرأها بـ قلبٍ حاضر ..

دوم أن يُـغْلِقَ ” عينيه ” ولا ” أُذُنَيـه ” ..

هذا وصفٌ ” لأكثـر البشر
لا يسمعون للنصيحة ولا يفقهون لما ينفع و يضر ..

يبتعدون عن السير في طُرُقٍ ” مُرضية ” ..
و حين تنصحهم , لا تجد لهم أساليب ” مُجدية ” ..
توقضهم من ” الغفلة ” , و تسعـى بهم إلى طريقٍ ” أجدى و أنفع ” ..

كثيرٌ من ” الخلق ” يظن أنَّهُ يسير في طريقٍ ” واضحٍ صحيح ” ..
دون أن يُحاسبَ نفسه في كُلِّ ” ليلة ” ..

بـ ” ماذا فعل اليوم .. !! ” و ” ماذا قدَّم لـ نفسه و غيره .. !! ” ..
ولا يرى ” عيوبه ” إلاَّ ” حسنات ” , و لا صفات غيره إلاَّ ” سيئات ” ..

فـ حينَ تجد إنساناً ” طيِّباً رحيماً مُسامح ” , تعاتبه و الغضب فيك جامح ..
و تنعتهبالغباء و المثالية ” , و تسعـى في تجريد الطيب منه بـ عذرٍ قبيح ..
( أنَّ الدنيا تريد أناساً ذا خُبثٍ و قُوَّة )..

فـ ( تبًّا لكَ من ناصح ).. !!

..

فـ ما الطيِّبُون في الدُّنيا إلاَّ ” زيادةً في النُّور ” ذا بهاءٍ في الحضور ..
لا يصيب قلوبهم سوءًا , فـ هُم ” في حفظٍ و حماية ” و تأييدٍ و دراية ..
من ربٍّ غفور ..

..

حِيْنَ ترى في بُرْهَةٍ من ” الزمن ” أُناساً قد تمادوا في عصيانهم ..
و تجرَّدوا من معاني الطيب و سعوا في اللَّحاق وراء كُلِّ خبيث ..

تنصحهم فـ ترشدهم , فـ ما ترى غير صدِّهم و الهجران رَدًّا ..
و ما السخرية في حينٍ إلاَّ كان لَهُم طبعاً و عَنْكَ قد باتوا بُعْداً ..

فـ لا تغضب و لا تيأس , ولا تحزن و لا تبأس ..
بل اعلم أنَّ الخير فيهم ما زال حاضر , و الطيب في قلوبهم سينمو و يخضَر ..

إن اتَّجهت إلى طُرُقٍ أخرى , غير نُصْحِكَ لهم وجهاً لـ وجه ..

ها أنا ذا , و كثيرٌ غيري , يسعون في إثراء الجميع بـ مواضيع ..
تفيدهم في دنياهم و ترفع قدرهم عند ربِّهم في أُخراهم ..

لـ وجهِهِ سبحانه قد جُمعت حروف , و نظِّمت في بهاءٍ لأجله ..
و ما النيِّةُ خلفها إلاَّ له , إرضاءً لهُ و رجاءً في غفرانه ..

..

إن ضاق صدرك على حالٍ من أحوال ” صديقٍ لكَ أو زميل ” ..
فـ اَزِح الضيق عَنْك , و ابتسم , و تفائل ..

فـ إنَّ بـ ” مقدورك ” أن تُغَيِّـر ” طبائعه ” ..
حتَّـى و إن “ عَجِزْتَ في نُصحه ” , فـ إنَّك بـ قادر على نصحه بـ كتاباتك ..

كثيرٌ من قَرَأ لـ أُناس , فـ ” تابوا من ذنوب ” ..
و اهتدوا للهعلاَّم الغيوب ” ..

..

هل تريد أن تكسب قلوب الخلق بـ كتاباتك .. !!
هل عجزت أن يسمعوك .. !! و يلفتوا بأنظارهم لك .. !!

إنَّ قلب المؤمن لـ ” هيِّنٌ ليِّن ” , تستطيع كسبه بـ كلماتٍ حنونة ..
رحيمةٌ تَمْلُكُ الإحساس , و تخترق القلب فـ تُأثِّر به ..

إنَّ للكلماتِ التي تَخْرُجُ من ” القلب ” وقعٌ خاص ..
لها نغمةٌ ” خاصَّة ” و إحساس ” أروع ” ..

إنَّ كلماتك و كتاباتك التي أبدعت في رسمها و تصويرها ..
و نسجت حروفها بـ ” إحساسك الطيِّب ” ..

سيكون لها ” وقعٌ خاص في قلوب النَّاس ” ..

لا تستهين بـ كلماتك التي قد تخرج ” بـ عفويةٍ من لسانك ” ..

فـ بكلمةٍ واحدة ” رُبَّما يتغيِّر مفهوم إنسان و تفكيره ” .. !!

لا تتعجَّب من أولئِكَ الذين سمعوا ” كلمةٍ عابرة ” ..
قد خرجت من ” قلبٍ صادق ” , فـ تخترق الفؤاد و توقظه ..

لا تتعجَّب حين يتغيَّر ” طبعُ إنسانٍ و مفهومه ” ..
ولا تتعجَّب حين ترى ذاك الذي تمرَّس ” إنعدام الضمير حتَّى قتله ” ..
تراه قد استيقظ و ايقظ الإحساس معه ..

لا تتعجَّب حين ترى ذاك الذي واظب على جرح الخلائق و ذبح فؤادهم
تراه أصبحَ ذا لينٍ و رحمة

فـ بـ كلمةٍ تخرج صادقةً من قلبٍ بـ العزيز مؤمن ..
تتأثَّـر قلوبٌ باتت طولَ عُمْرِهَا لا تستطيع السماع ..
ولا تهوى ” سماع نصائحٍ ” تنطق بها قلوبٌ رحيمة ..

رُبَّما بـ كتاباتك , تبكـي ” عيونٌ ” لَم تذرف ” دمعها ” منذُ زمن .. !!

رُبَّما بـ كتاباتك , تستوعب عقولٌمغلقة ” ماهيَّة الحياة .. !!

فـ لا تستهين بـ كلماتـك , ولا تجعلها إلاَّ خارجةً من قلب ..
يُحِبُّ نُصح الخلائق بـ ما يُفيد ” ..

..

حين تُحاوِرُ ” شخصاً ” فـ اعلم أنَّكَ بـ حاجةٍ ماسَّة ..
إلى إدراكِ أنَّكَ أنت الذي قد أتيته , فـ ما عليكَ سوى النُّصح باللين ..
حتَّـى يسمعك ..

إياكَ و الصراخ و العويل , و اتِّباع منهجٍ عسيرٍ في النصح و الإرشاد ..

فـ إن ” أغضت الطَّرف عن ذلك ” فـ لا تنتظر من النَّاس اتِّباعك ..
أو حتَّـى سماعـك ..

فـ الخلائق لها تقديرٌ و مكانة , و قدرٌ و إحترامٌ كبيــر ..

إلاَّ إن كان تفكيرهم مُنحرف عمَّا جَبَلنا الله عليه
فـ في ذلكَ قولٌ آخر

..

إن نَصَحت و أردتَ من النَّاس ” سماعاً ” ..
فـ التمس من الكلمات ” الليِّنة ” ما تستميل إليك قلوبهم ..

فـ لا تنصح بـ ” عُنف ” , و لا تُرشد بـ ” عصبيةٍ و تهديد ” ..

فـ ما ذلك عليكَ بـ عائد سوى بـ العصيان و الصَدِّ منهم ..

..

إن حَمَلْتَ هَمَّ الدين الحنيف فـ اثبت ..
و انصح بـ تروٍّي و لين , بـ هونٍ و رحمة ..

و إياكَ أن تنصح بـ عُسرٍ و إرغام , فـ ما البشر بـ سامعةٍ لمن يجبرهم على اتِّباع مالم يُحيطوا بِهِ خُبْراً ..

فـ إنَّ في ذلك عليكَ ” أمانةٌ ” إياكَ أن تُبغض الخلق فيها ..

..

إن عَجِزْتَ في نصحهم , و استمالة قلوبهم إليك بـ كلامـك ..
فـ لا تستهين بـ كلماتٍ تُنَظِّمها بـ ” الحب و الرحمة ” ..
رُبَّما بها تتأثَّر قلوبٌ و أفئدة , و عقولٌ عنِ اللهِ مُبْعَدَة ..

..

ها نحن ذا قد قمنا بـ تسجيل أنفسنا في منتديات ..
نملك ” عقلاً و تفكيراً ” و الأعظم أنَّنا في قلوبنا و عقولنا ..
نملك” ديناً عظيماً ” , أيُّها المسلمون ..

فـ لـ نَقُم بـ الدعوة له بـ اسلوبٍ جديدٍ مُحَبَّب , و طريقةٍ سهلةً تستميل القلوب إلينا ..

بـ يدينا هاتين نستطيع كَسْبَ ملايين الحسنات و عظيم الدعوات
من قلوب أعضاءٍ و عضواتٍ يريدون مِنَّا ” نُصْحاً في لين ” ..
و كلماتٍ ” طيِّبة رحيمة ” نملكُ بها قلوبهم الطيِّبة ..

..

لا تنظر للخلق على أنَّهم أُناسٌ ” مخطئين ” لا يعرفون طريق الصواب إلاَّ بك ..
ولا تنظر لـ نفسك على أنَّك ” المنقذ لهم من بيدك الخير كُلَّه ” ..

فـ ما تقدِّمه هو أولاً من ” فضلِ رحيمٍ كريم ” ..

و ما تلك القلوب التي كسبتها بـ ” طيب كلامـك ” ..
إلاَّ قلوباً قد كانت مخلوقة على الفطرة , مجبولةٌ على حبِّ الخير و اتِّباعه ..

فـ إن اهتدى ” شخصٌ على يديك ” فـ فضله هو عليك كبيـر ..
بعد فضل الله الأكبــر ..

فـ الخير لكِ سيستمر منه بعد الله , و دعواته ستحيطك أينما كنت ..

فـ يا لَعظيم تِلْكَ الهداية التي تستعمر قلباً قد باتَ جهولاً .. !!

و يا للخير الذي سيصيب من كان ” سبباً ” من الله العزيز ..
في هداية تلك القلوب ” التي ما قدَّرت نفسها و استهانت بـ قلبها و عقلها ” ..
حتَّى اتَّبعت ” وسوسات شيطانها ” ..

..

إن أردت الوصول إلى أعلى المراتب , و أردت من قلوب النَّاس أن تسمعك ..
و تُحِبُّكَ حُبًّا لا يزول ..

فـ اقرأ كلام الجليل سبحانه حين قال :

..(( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ))..

لو كُنتَ تملك من المميزات ما تملك , و إن كنتَ ذا منصبٍ و مكانة ..
ذا رياسةٍ و مُلكٍ عظيم , لن تستميل قلوب النَّاس إليك و لن تسمع لك ..
إن كنتُ عليهم فض القلب غليظ ..

سلتقى منهم جفاءُ و صدًّا , و لن تجد لـ كلماتك في قلوبهم ردًّا ..
بل بُعْداً بُعْداً بُعْدا ..

..

و قال الجليل سبحانه :

(( فقولا له قولاً ليِّناً لعلَّه يتذكَّر أو يخشى ))..

قد أمرَ الله العزيز الجليل نبيَّه أن يدعو بـ لينٍ و سهولة ..
لعلَّ ذلكَ العاصي يتذَّكر أو يخشى ..

فـ ما أمر الله أنبيائه بـ الشِدَّة و القسوة , بل باللين و الرحمة ..
حتَّـى يلقوا نتائجاً لَهُم مرضية

عكسَ الشِّدة و العُنف , فـ إنها لن تعود سوى بنتائجٍ غيرَ مرضية ..

فـ من بابٍ أولى اتِّباعكَ أنتَ يا عبد الله ذاكَ المنهج الواضح السهل
الذي به تستطيع امتلاكَ قلوبٍ قد باتت عنِ اللهِ بعيدةً

فـ كيف بنا و نحن عباده – عزَّ وجل – ..
اتباع أولئِكَ الرُسُلِ العظام – عليهم أفضل الصلاة و السلام – ..

فـ الأجدر بنا اتِّباع منهجٍ رحيم ليِّن , نملك بهِ قلوب النَّاس فـ لا نُنَفِّرهم مِنَّا ..
و من ديننا ذو اليُسْرِ و اللِّين ..

..

و قال سبحانه :

( ادعُ إلى سبيل ربِّك بالحكمة و الموعظة الحسنة )

فـ إنَّها أمانةٌ عظيمة , هي الدعوة إلى الله ..

فـ ما قال الله ادعُ إلى سبيل ربِّك بالشِّدة و العصبيَّة .. !!
بل بـ الحكمة و الموعظة الحسنة ..

بـ طيبٍ و لين , و رحمةٍ و عطفٍ جميل ..

فـ اجعل من كتاباتك بلسماً لـ ” جراح ” ..

..

فـ يا أيُّها القلب الطيِّب , اعرني عقلك معي و عينيك ..
فـ الآن تقرأ كتاباتي ولا تراني , و تستوعب كلماتي التي ما نظَّمتها إلاَّ لأجلك بعد الله ..

لا تَنْصَح و تكتب بـ يمينك الطيِّبة إلاَّ ما يرضي الله عليك
لا تستهين بـ كلماتك التي تكتبها بـ غضبٍ و سخرية

فـ إنَّها و الله لـ محفوظةٌ عند ذي الجلال و الإكرام

ستلقى كُلُّ حرفٍ و كلمةٍ كتبتيها معروضةٌ في لوحك المحفوظ
ستراها عيناك يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون
إلاَّ من أتى الله بـ قلبٍ سليم

فـ لا تكتب بـ يمينك غيرَ شيءٍ , يَسُرُّكَ في القيامة أن تراهُ ..

..

اكتب ما تلين به القلوب القاسية ..
و اجعل من كتاباتك بلسماً لـ ” جِرَاح ” ..

أختكم : خلود بنت محمد


عن abduissa

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …