رحلة المولود من الميلاد حتى نهاية الأسبوع الثاني
تمتد مرحلة الوليد من لحظة الميلاد، حتى الأسبوع الثاني، والبعض يري أنها تستمر حتى الأسبوع الرابع، أو حتى تلتئم سُرَّة المولود، وهي أيام قليلة، لكنها في غاية الأهمية بالنسبة للأم وطفلها، فإذا أدت الأم ما عليها، وساعدت طفلها علي التكيّف علي الحياة الجديدة، فسوف يريحها ذلك في رعاية مولودها مستقبلا.
وقد استطاع الطب الحديث تقييم درجة كفاءة الوليد بعد دقائق من ولادته، ومعرفة ماإذا كان الطفل سويا أو غير سوي، وذلك عن طريق العديد من المقاييس، والتي من أهمها مقياس “أبجر Apgar”، ويطبق هذا المقياس في الخمس دقائق الأولي بعد الولادة، ويتناول نواحي خمس، هي: النبض – التنفس – قوة العضلات – درجة الاستثارة الانعكاسية – لون الجلد.
وتُقيَّم هذه النواحي بدرجات تتراوح بين (صفر-2) لكل ناحية، وبذلك تكون النهاية العظمي هي (10) درجات، فإذا كانت الدرجة تتراوح بين (7-9) يعني ذلك أن الطفل سيكون قادرًا علي مواجهة تحديات البيئة الجديدة، وإذا قلّت درجاته عن ثلاث درجات فيعني ذلك أنه في مشكلة، ويتطلب رعاية طبية خاصة، أمَّا إذا وقعت الدرجة بين (4-6) فإن ذلك يعتبر مؤشرًا علي أنَّ الطفل قد يواجه بعض الصعوبات في النمو مستقبلا.
رعاية الوليد: بعد خروج الطفل إلي الحياة فإنه يحتاج إلي الراحة، والأم هي خير من يوفر له ذلك، فعليها أن تحمله برفق، وتجعله قريبًا منها، ملاصقًا لها ؛ لتمنحه الشعور بالدفء والأمن .
وما أجمل أن تسرع الأم، وتضم وليدها إلي صدرها ناحية قلبها ! فهذا الوضع يساعد الطفل علي الرَّضاعة والنوم، وعلي عدم البكاء.
وعلي الأم أن تحمل طفلها بطريقة سليمة، وذلك بأن تسند رأسه أثناء رفعه وحمله ؛ لأن وليدها في هذه الفترة لا يتحكم في رأسه مطلقا.
وهناك العديد من الأمور التي ينبغي علي الوليد أن يتكيف معها، وتتلخص فيما يلي:
– الحاجة للتكيف مع درجات الحرارة المتغيرة في البيئة الخارجية بعد أن كانت درجة الحرارة ثابتة في الرحم.
– الحاجة للتكيف مع عملية التنفس، والذي يعني اتساع الرئتين بوصفهما مصدر الإمداد بالأكسجين، بدلا من المشيمة والحبل السري اللذين كان يعتمد عليهما الجنين في التنفس قبل ذلك.
– الحاجة للتكيف في عملية المص حيث يتم التآزر بين التنفس والمص والبلع، بوصف المص والبلع هما الوسيلة المثلي للحصول علي الغذاء بعد الولادة بدلا من التغذية التي كان يتلقاها الجنين من المشيمة والحبل السري.
– الحاجة إلي التكيف مع عملية الإخراج من خلال أجهزة التبول والتبرز، وليس عن طريق الحبل السري كما كان قبل الولادة.
وهذه العمليات الأربع تكون بالغة الصعوبة علي الوليد، ويستدل علي ذلك من نقص وزنه.
نظافة الوليد: قد تفضِّل الأم إعطاء حمام لمولودها يوميا، ولا بأس من ذلك، ولكن عليها أن تراعي أن يكون مكان الحمام مغلقًا بإحكام حتى لا يتعرض لتيارات هوائية قد تصيبه بنزلة برد، وأن تسرع بتجفيفه وإلباسه بعد الحمام، ويمكن تنظيف المولود عن طريق غسل أعضاء جسمه، دون إعطائه حمامًا كاملا علي أن يكون التركيز علي الأعضاء الحساسة مثل: العينين، والأنف، والأذنين، واليدين، ومؤخرة الطفل، وبين فخذيه.
بكاء الوليد: البكاء هو اللغة الوحيدة التي يعبر بها الطفل عما يريد، وعلي الأم أن تتعرف علي سبب بكاء طفلها، وأن تقرر كيفية الاستجابة له، فالوليد لا يبكي دون سبب، بل إن هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلي بكاء طفلها في الأيام الأولي من حياته منها: الجوع، والألم، والخوف، والصدمات، والرغبة في تغيير الملابس، والبرد، والرغبة في النوم، و افتقار الوليد إلي التلامس الجسدي.
ومع الخبرة تعرف الأم سبب بكاء طفلها، وبالتالي يمكن أن تعمل علي منعه.
نوم الوليد: ينام الوليد معظم يومه ولا يستيقظ إلا للتغذية، ففي الشهر الأول ينام الطفل عشرين ساعة تقريبًا حيث إن هذا هو الوضع الطبيعي له.
متي يحتاج الوليد إلي الذهاب للطبيب؟
* عند وجود تسلخات شديدة وتقرحات بالجلد، لأن ذلك يدل علي نقص شديد في كمية السوائل، أما إذا كانت تسلخات بسيطة فلا داعي.
* إذا وجد فتق أعلي الفخذ.
* وجود كحة أو شرقة أثناء الرضاعة، فلعل هناك عيبًا خلقيا في الجهاز الهضمي.
* عند الفشل في الرضاعة، وكثرة التقيؤ، وعدم التبرز.
* عند وجود إفرازات صفراء بشكل مستمر في العين.
* عند عدم قيام رجل الوليد بحركات طبيعية؛ لأنه قد يكون هناك خلع في مفصل الفخذ.
* حدوث كسر في عظمة الترقوة أثناء عملية الولادة، خاصة إذا كان الوليد كبير الحجم .
* إذا حدث تجمع دموي في رأس الوليد أو ظهور زرقة في جسمه .
* عند ملاحظة أية ظواهر غير طبيعية مقلقة للأم.
جسم الوليد وخصائصه
لا يوجد وليدان متشابهان تمامًا في الحجم أو مظاهر النمو. ولجسم الوليد بعض الخصائص التي يجب علي الأم أن تعلمها؛ حتى تستطيع أن تكتشف الأعراض الشاذة التي قد تظهر علي وليدها، وحتى لا تنزعج إذا بدت عليه أعراض تعتبر غير طبيعية أو غير عادية، ويراعي أن بعض المعدلات تختلف من بلد إلي آخر .
خصائص جسم الوليد:
الوزن: عادة ما يكون وزن الطفل حديث الولادة (3 – 3.5 كجم)، ويكون الذكر أثقل من الأنثي بحوالي (0.5 كجم )، وقد يقل وزن الوليد في الأيام التسعة الأولي بمقدار 6 – 7 % من وزنه عند الولادة، ثم يستعيد الوليد ما فقد من وزنه بعد ذلك .
الطول: يصل طول الذكر إلي حوالي 50 سم، ويكون أطول من الأنثي بنسبة 2% .
النسبة الجسمية: يتسم جسم الوليد بعدم التناسب بين الجذع والأطراف والرأس.
الــرأس: يبدو رأس الوليد بعد الولادة طويل الشكل، أما الأطفال المولودون بعملية قيصرية، فإن رءوسهم تكون أكثر استدارة، ويكون محيط الرأس عند الولادة حوالي 35 سم، ويكون رأس الوليد كبيرًا نسبيًا حيث يشكل ربع طول الجسم، بينما عند الراشد تشكل العُشر من طوله تقريبًا، مما يدل على كبر نسبي للرأس.
العضلات: العضلات ملساء يصعب التحكم فيها، وتنمو عضلات الرقبة والساقين بدرجة أقل من عضلات اليدين والذراعين، وهي عضلات ضعيفة لا يسيطر الوليد علي حركتها وتتعب بسرعة .
العينان: صُلبة عين الوليد تكون رمادية مائلة للون الأزرق، ولكن هذا اللون يتغير تدريجيًا إلي اللون الثابت للعين، كما تكون العينان كبيرتين بالنسبة إلي باقي الوجه . وغدد الدموع لا تكون نشطة في البداية، ولكن الوليد بدءًا من اليوم الخامس يبكي بدموع، كما أن خلايا الإحساس البصري لاتصل إلي نموها عند الميلاد، ومعني ذلك أن الوليد قد يكون لديه عمي ألوان عند الميلاد كلي أو جزئي، وخلال الأسبوع الأول من الميلاد يستجيب الوليد للضوء بعدم الارتياح، ولاتخضع حركة العين للتحكم بسبب ضعف عضلاتها .
الجلد: جلد الطفل حديث الولادة يكون رقيقًا، يميل لونه للّون الوردي، وملمسه يكون ناعمًا .
العظام: تكون العظام لينة، غضروفية غالبًا.
القلب: يكون القلب عند الميلاد أعلي في الصدر، ويتخذ وضعًا أفقيًا أكثر نسبيًا من أي وقت آخر من مراحل الحياة، وتكون دقات القلب سريعة حتى يستطيع المحافظة علي ضغط الدم العادي.
الرئتان: تكون الرئتان صغيرتين عند الميلاد، حيث يكون محيط الصدر أصغر من محيط الرأس .
والواجب على الأم: أن تعتني بصحة الطفل الجسمية وأن تبادر إلي استدعاء الطبيب إذا اكتشفت أعراضًا غير طبيعية أو شاذة علي جسد وليدها.
لا تنسوني (انا وزوجي وجنيني )بالدعـــاء جزاكم الله خير 😀
منقول للفائــــــــــده
منقول للفائــــــــــده