رمضان سفينة النجاة


بسم الله الرحمن الرحيم

رمضان سفينة النجاة :

هاهي سفينة المصطفى صلى الله عليه وسلم أبحرت منذ سنين
تحمل الركاب إلى الآخرة
والمسافرين
تتبعها صيحات الدعاة والمصلحين
“اركبوا سفينة الحبيب”

كل يوم يرتفع النداء
وتدق أجراس الإنذار
بجنازة نراها
أو حبيب نفارقه

فإذا الزفرات تعلو

رفيق دربي غادر الدنيا
دمّر الموت جسده
وشطب اسمه
أغرقته أمواج الذنوب والمعاصي
ولقي ربه وهو عاص

رفض ركوب السفينة
قد ألغى اسمه في بطاقته
ورفعت صورته مع جنازته
وكتب عليها:

“المتوفى”

قبل رمضان بيومين
في غرفة العناية المركزة
أمسك بيدي أقرب الأصدقاء لي وهو يعاني سكرات الموت
قال لي:

“أخي .. يا حسرتاه السفينة رحلت!!!
للقبر وصلت
رمضان على الأبواب
لن ألحق سفينة النجاة يا حسرتاه!

فاضت روحه ولازالت عبارات النجاة تتردد على الشفاه
ودمعة من عينه تعلن الندم
لكن..
لكن..
فات الأوان..

ورحل قبل رمضان
كم كنت أرجوه أن يترك أغانيه
قنواته ..
ملاهيه ..

لكن يا حسرتاه…!

وصف ابن القيم:
أبحرت سفينة من إحدى القرى
على متنها ركاب تلك القرية
وفي أثناء سيرها
رأى قائدها أناسا من القرية يسبحون
على الشاطئ يمرحون
رفع صوته أيها الناس .. بالله اركبوا معنا
ستهيج عاصفة قوية
تتلاطم معها الأمواج

أوقف السفينة وأنزل المرساة
وصاح بأعلى صوته
ياباغي الخير أقبل

رد أصحاب السفينة
هذا شاطئنا نسبح فيه من سنين
أتعرفه أكثر منا
قرر نفر منهم ركوب السفينة
ورفعوا أيديهم لركابها
فأنزلت الحبال
تعلقوا بها
واستقبلوا بحفاوة

جاء النداء الأخير
يا أصحاب القرية
العاصفة في الطريق
ردوا بأعلى صوت:
لن نركب معكم أبدا…

عندها يئس قائد السفينة وأمر بسحب المرساة
رحلت السفينة وصيحات المسافرين
ستندمون على عدم الرحيل
وما هي إلا لحظات
هاج البحر وتلاطمت الأمواج
وتعالت صيحات أصحاب القرية:

يا قائد السفينة
أدركنا الغرق
انتظرنا!!

فجاء الرد : “حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون*لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون”

اين أنتم
ونحن نناديكم
صحنا فما سمعتم
فات الأوان
فما زادهم هذا الرد إلا حسرة وألما
تلاطمت بهم الأمواج وهو ينادون:
يا ليتنا ركبنا !!!!

جنة عرضها السماوات والأرض
وليس لك فيها موضع قدم ؟؟؟؟!!!!!!!!

قال ابن السماك رحمه الله:

احذر ثم احذر
أن تقدم على جنة عرضها السماوات والأرض
وليس لك فيها موضع قدم

خسارة!!!
جنة هذا عرضها وليس لي فيها مِلك قدم..!!
إنها حسرة وندامة ..

من يربح المليون ؟؟؟

عمل دؤوب
لا يأس ولا انقطاع
الأمل يحدوه .. إن لم تفز الليلة .فغدا أيتها الفوازير لناظره قريب..
استنفدت البطاقات المال من الجيوب
على أمل أن يفوز في الليلة الثلاثين…

هذه نهاية سباق الدنيا ..وتعليق الآمال عليها..
عجبا لمن كان له من المسابقات أوفر نصيب
ثم لم يسابق طوال هذا الشهر الفضيل..
ليكن له في جنة عرضها السماوات والأرض موضع قدم

فهل سابقت في هذا السباق؟؟؟؟
سباق لا يحتاج لبطاقات هاتفية..
فخطوط هواتفه مفتوحه..

كرر وقل: هل سأربح الجنة في رمضان؟؟
كم جزء تقرأ ونافلة تصلي ؟؟؟

يقول صالح المري:

كان خالي مالك بن دينار يدخل كل ليلة غرفته
لا يخرج منها إلا بعد طلوع الفجر ..
فرقبته ليلة لأرى ما يفعل..
اختبأت تحت سريره..
دخل غرفته ..
ثم كبّر ليصلي ..
فخنقته عبرة فبكى..
ولازال يكبّر ويبكي حتى طلع الفجر ..
فأخذ بلحيته يسحبها
ويقول:
“اللهم إذا جمعت الأولين والآخرين فحرّم شيبة مالك بن دينار على النار

فأي فقه علمه؟
وأي فرار يفره؟

إنها الناااار

إنها النااار

أما علمت أن في كل ليلة من ليالي رمضان لله عتقاء من النار..
فهلا كنت واحدا منهم !!!

منقول للفائدة

عن

شاهد أيضاً

للتفاؤل طــاقه عجيبه وغـــداً مشرق…!