جمعية تنادي بالتعدد وتدعو الفتيات لخطبة فارس الأحلام
ـ النية بإفتتاح فروع للجمعية في فلسطين والعراق وجدة ودبي
كانت تعلم إنها تفتح النار على نفسها عندما فكرت بتقديم أوراق تأسيس جمعية يكون شعارها ” زوجة واحدة لا تكفي ” والتي تهدف إلى تزويج الفتيات اللواتي يعانين من العنوسة …. الكاتبة الصحفية هيام دربك رئيس مجلس إدارة وكالة عرب برس للصحافة والنشر تطالب بأن يعدد الرجل القادر ويتزوج بأكثر من زوجة على أن يلتزم بالأنفاق و العدل بين زوجاته ، وقد استوحت هيام دربك الفكرة من مشكلة صديقة لها كانت تشكو من زوجها الذي تزوج عليها وطلبت الطلاق رافضة أن تشاركها امرأة أخرى في زوجها وبعد أن بذلت دربك مجهود في حل المشكلة كان السؤال الذى يداعب عقلها لماذا لايعدد الرجل بأكثر من زوجة إن كان قادرا على الإنفاق والعدل بين زوجاته ؟
وكتبت مقالا أحدث دويا وصدى وردود أفعال بين النساء وبعد سنوات من طرح الفكرة تقدمت بأوراق الجمعية إلى وزارة الشئون الاجتماعية تطالب بإنشائها وهي تضع نموذج ” الحاج متولي ” وترفض الرجل في شخصية ” سى السيد ” .
عربيات كانت مع هيام دربك لتروى لنا خططها وأحلامها من إنشاء الجمعية التي تنتظر قرار الموافقة عليها .
لنتعرف في البداية عن ميلاد هذه الفكرة؟
الفكرة طرأت لي من واقع الحياة في عام 1997 في سطور مقال لي نشر في مجلة “الرأي الآخر” وكان عنوان المقال “زوجة واحدة لا تكفي” كنت أستعرض فيه مشكلة صديقة تزوجت من زوجها منذ 5 سنوات وبعد عامين من زواجها ارتبط زوجها بامرأة أخرى .. لكنها لم تلحظ أي تغيير في أداء الزوج سواء الروحي أو الجسدي بل كان في السنوات الثلاث الأخيرة أفضل من سنوات ما قبل الزواج … قبل نشر المقال حاولت تهدئة صديقتي وقلت لها أن زوجها عندما يتزوج منها أفضل من أن تكون له عشيقة وبرهنت لها أن الله سبحانه وتعالى أعطى الرخصة للرجل بأن يتزوج أكثر من امرأة والله لا يقر شئ فيه ضرر على المرأة … وأكملت دوري مع زوج صديقتي وبحمد الله نجحت في المساعي ولم يقع الطلاق وتعاطفت صديقتي مع الزوجة الجديدة بعد أن علمت أنها أنجبت من زوجها … تدخلي في حل مشكلة صديقتي أكسبني خبرة وجعلني أطرح السؤال “زوجة واحدة لا تكفي” .. وفور نشر المقالات ثارت ضجة نسائية ضدي لأني أطالب الرجال بالزواج بأكثر من واحدة ومرت الأيام وبعد 3 سنوات أعيد نشر المقال في مطبوعة عربية تصل إلى كل القراء في العالم العربي وأحدث ذلك دوي وضجة ووصلت لي رسائل شتم من بعض الزوجات وكان رنين التليفون لا يتوقف ، الكل ثائر ضدي خصوصا النساء اللاتي حاولت أن أشرح لهن وجهة نظري ولكن دون جدوى … إن فكرتي أساسها أنه عندما يعدد الرجل سوف تقل نسبة العنوسة في الوطن العربي.
وكيف كان قرار إنشاء الجمعية؟
فكرة زواج الرجل بأكثر من امرأة مشروعة في عالمنا العربي بشرط أن يعدل الرجل بين زوجاته أياً كان العدد … وفي السنوات الأخيرة وقبل شهور من نهاية عام 2003 كدت أن أصاب بالإحباط من الأرقام التي تنشر عن أعداد الفتيات اللاتي لم يسبق لهن الزواج … فطلبت إحصائيات مركز البحوث الاجتماعية عن أعداد العوانس في عالمنا العربي … والتقارير التي توصلت لها جعلتني أرى أن الصورة المعتمة و دون أن أجهد عقلي وجدت نفسي أتذكر مشكلة صديقتي وفكرت في إنشاء جمعية شعارها “زوجة واحدة لا تكفي” فكرتنا أنه يحق للرجل أن يتزوج بأكثر من امرأة والهدف منها تقليل نسبة العنوسة في عالمنا العربي بخلاف أن بعض المطلقات يمكن أن تجد فرصة في بدء حياة أخرى مع زوج آخر … إضافة الى أن الزوجة الأرملة التي ربما تكون في حاجة إلى حماية رجل يساعدها في تحمل متاعب الحياة ومساعدتها في رعاية أبنائها ولم أترك اليأس يتسلل إلى عقلي وأعددت ملف كامل عن فكرتي وتقدمت بطلب لإشهار جمعية شعارها “زوجة واحدة لا تكفي” والملف الآن في وزارة الشئون الاجتماعية وأنتظر الموافقة عليه.
كيف كانت أصداء هذا المشروع ؟
المفاجأة أن 95% من الزوجات في مصر يرفضن الفكرة ووجهن لي اتهام بأنني أريد أن أجعل الأزواج يخرجون من منازلهم المستقرة والطريف أن نسبة كبيرة من الرجال يؤيدون قراري ولكن من خلف الستار دون الظهور في الكادر.
ما هي مكاسب الفكرة لو صدرت الموافقة عليها ؟
مكاسب كثيرة أولها أن المطلقات والأرامل والفتيات اللواتي تخطين سن الزواج سوف يجدوا فرصة للزواج … والثاني أننا سوف نحارب الانحرافات الأخلاقية التي عرفتها المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة في مسميات كثيرة كالخيانة الزوجية و الزواج العرفي والزواج السري … أيهما أفضل للزوجة أن يخونها زوجها مع غيرها أم يتزوج منها ؟ .. وربما الأخيرة فيها مصلحة لامرأة يمكن أن نوفر لها حياة كريمة في ظل رجل يستطيع أن يعدل بين نسائه.
وهل قلب الرجل يقبل القسمة على اثنين ؟
نعم يمكن أن يتزوج الرجل بأكثر من زوجة وينجح معهم ولنا في رسول الله أسوة حسنة والصحابة كان البعض منهم متزوج بأكثر من امرأة وكانت الحياة تسير .. وأعتقد أن هناك حالات عديدة في المجتمع العربي لأزواج يجمعون بين أكثر من زوجة والحياة مستقرة وهو عادل في أمور الدنيا بين الزوجتين .
هل كل رجل مؤهل لتطبيق ذلك؟
ليس كل الأزواج تنطبق عليهم فكرتي .. الرجل المعدد يجب ألا يقدم على التعدد من أجل المتعة فقط.. لابد أن تتوافر فيه شروط كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون عادلا في كل شئ في أنفاقه وعطفه وحنانه أما حبه فهو الوحيد الذي يملكه.. وفي العصر الحديث دراما الحج متولي قدمت نموذجاً لذلك فقد كان داخل نفسه يكن الحب لكل زوجة من زوجاته وكل واحدة منهن كانت لها ميزة أما الزوجة الطامعة طردها من حياته لأنه لا يريد الزواج للمتعة دون توفر بقية المقومات المنطقية لهذه الشراكة الزوجية في الحياة .
بمناسبة الحديث عن الحاج متولي.. هل كانت فكرة الجمعية مستوحاة من شخصية متولي؟
لا أنا منذ عام 1997 كتبت و أيدت فكرة “أن زوجة واحدة لا تكفي” وعلى الزوجة أن تتقبل الوضع لو عرفت أن زوجها ينوي الزواج عليها.
ما هي اعتراضات حواء على فكرة وهدف الجمعية؟
حواء المثقفة ترفض بشدة لأنها وضعت القضية في ميزان الكرامة.. هي ترفض بشدة ارتباط زوجها عليها لأنها لاتود أن تحصل على لقب الزوجة الأولى أو لاتريد أن يكون لها ضرة خاصة مع الثقافة الموروثة لكلمة الضرة.
والغير مثقفة؟
هي امرأة أيضا وتغار وتخشى من أن يسلب منها زوجها وتتمع به ضرتها التي تعتبرها عدو وليس امرأة مثلها لها حق في الحياة.
وماذا عن موقف الأزواج من جمعيتك؟
نسبة كبيرة منهم تؤيد بشدة.. لأن الرجل العربي في حاجة إليها وهو يعيش في عادات وتقاليد تجعله يكره الحرام أو الزواج السري وبعض الأزواج تمر عليهم فترة ما بعد الخمسين يودون امرأة تنعش رجولتهم فبعد سنوات من الزواج تتحول الزوجة إلى شريك في تحمل مشقة الأسرة ورعايتها ويلي سنوات الشراكة مرحلة تتحول فيها الزوجة إلى أخت أو أم ولكن قد لا تقوى على إرضاء رغباته الجسدية.. وهنا بعض الرجال ينحرف وبعضهن يطارد امرأة صغيرة السن وآخر يتزوج عرفي دون أن تعلم زوجته ولا يفضح أمره إلا بعد وفاته…. وقد انتشرت حالات كثيرة لهذا النموذج خاصة أن عالمنا العربي أصبح الاختلاط فيه بين الرجال والنساء مباح بسبب خروج المرأة الى العمل وأصبحت شريك في عجلة التنمية التي تشهدها معظم الدول العربية.
هل تستفيد المرأة من فكرة “زوجة واحدة لا تكفي”؟
المرأة التي ستتزوج سوف سوف تعيش المتعة والحنان كما شرع الله… والمرأة التي يتزوج زوجها عليها سوف تجد تغيير في سلوكيات الزوج لأن قلبه سوف ينبض بالحب بخلاف أنها سوف تجد نفسها في منافسة مع امرأة أخرى.. المنافسة في بورصة النساء لن تسعد الزوج فقط بل سوف تعيد الزوجة الأولى إلى دنيا الأنوثة والجمال مرة أخرى لأنها سلمت نفسها لمشاغل ومشاكل الدنيا ولم تعد تهتم بنفسها.. والرجل في سن ما بعد الخريف إذا لم نوفر له زوجة تعيد الحب إلى قلبه سوف يصادق عشيقة تعطي له المتعة وتشعره بأنه رجل.
أليس من الغريب أنك توجهين دعوة للرجل بالزواج بأكثر من امرأة بينما نسب الطلاق ترتفع في الدول العربية؟
هذا حقيقي ، معدلات الطلاق في زيادة وسببها سوء الاختيار فالعروس والشاب كل منهن يخدع الآخر في فترة ما قبل الزواج .. وللعلم نسبة كبيرة من حالات الطلاق كانت لأزواج لم يمر على زواجهم سنوات قليلة.
أنتي تدعين حواء أن تتقبل أن يكون لها ضرة فهل توافقين على ارتباط ابنتك برجل متزوج؟
ما المشكلة في ذلك ؟! وهل نساء هذا الزمن أفضل من نساء الرسول اللاتي قبلن شرع الله؟! .. التعددية للزوج ليست قراري ولكنه شرع الله .. وإذا وافقت ابنتي لن أمانع لأنني لا أرى في ذلك عيب ولها حرية اختيار شريكها.
هل هناك وسائل أخرى لتجاوز أزمة العنوسة ؟
أنا أقول لكل رب أسرة اخطب لابنتك الآن الشاب ذو الخلق المتدين الذين نشأ في أسرة جيدة فليس من العيب أن تختار زوجاً لابنتك.. وأنا لن أتردد إذا وجدت شاب أرى فيه مقومات الزوج الصالح لابنتي أن أعرض عليه الزواج منها … وحتى الفتاة إذا وجدت فارس أحلامها عليها أن تتقدم لخطبته فهذا سيكون له أثر ايجابي لتقليل أرقام العنوسة المخيفة.
بعد الموافقة على الجمعية ما هي الخطوات التي تتمنين تحقيقها؟
بإذن الله أنوي افتتاح فرع للجمعية في بغداد وفلسطين وذلك لخدمة النساء في البلدين فكلنا نعلم أن الحرب في بغداد خلفت عدد كبير من الأرامل وزوجات المفقودين والأسرى اللاتي يحق لهن طلب الطلاق في حال طول فترة غياب الزوج وكذلك في فلسطين نسبة كبيرة من الزوجات فقدن أزواجهن وحان الوقت لتوفير حياة إنسانية لهن