السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
” قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا “
كيف التعوذ من التقي؟!
فإن قيل: كيف قالت مريم في قول الله تعالى:
” قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) “
سورة مريم
و إنما يتعوذ من الفاسق لا من التقي .
معناه:
إن كنت ممن يتقي الله و يخشاه فإنته عني بتعوذي به منك ,
فمعنى أعوذ أحصل على ثمرة التعوذ .
و عن إبن عباس رضي الله عنهما أنه كان في زمانها رجل إسمه تقي
و لم يكن تقياً بل كان فاجراً , فظنته إياه فتعوذت منه .
و القول الأول هو الذي عليه المحققون .
و قيل: هو على المبالغة
معناه:
إني أعوذ منك إن كنت تقياً
فكيف يكون حالي بالقرب منك إلى الله تعالى إذا لم تكن تقياً ؟
قالوا: و نظير هذا ما جاء في الخبر
” نعم العبد صهيب , لو لم يخف الله لم يعصه ” .
معناه:
أنه إذا كان بحال لو لم يخف الله تعالى لا يوجد منه عصيان
فكيف يكون حاله إذا خاف الله تعالى .
و في قراءة إبن مسعود ” إلا أن تكون تقياً “
فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
لاتنسوني من دعائكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوتي في الله
__________________