«سلة المستهلك» تنخفض 7% فقط.. و«السعوديون» ينتظرون وعود التخفيضات الجديدة للسلع الغذائية منذ نصف عام
الرياض علي الرويلي:
تبخرت وعود تجار جملة وموزعين محليين في خفض تسعيرة السلع التموينية, بعد تأكيدات أطلقوها تضمنت المضي قدما في كبح جماح الأسعار قبل نصف عام.
وتملص موردون وتجار جملة من إطلاق تبريرات جديدة بعد مضي نصف عام على وعودهم التي تبخرت في خفض الأسعار لكافة السلع الاستهلاكية بشكل عام والسلع الإستراتيجية على وجه الخصوص.
وفي الوقت الذي انخفضت فيه تسعيرة السلع التموينية بنسب تراوحت مابين 4050 % لكافة السلع الاستهلاكية في الأسواق العالمية, لم تسجل سلة المستهلك السعودي سوى انخفاض بواقع 7% فقط لبعض السلع الغذائية على مدار عام.
ولم تتأثر الأسواق المحلية بموجة الانخفاض العالمية التي شهدتها كافة أسواق الدول المصدرة للخليج, بعد الأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بأسواق المال, وزوال أسباب مبررات الغلاء “انخفاض أسعار النفط وارتفاع سعر صرف الدولار وانحسار معدلات التضخم وتراجع معدلات الطلب مقابل العرض”.
وهنا , قال ل”الرياض” الدكتور عبدالعزيز داغستناني المستشار الاقتصادي رئيس دار الدراسات الاقتصادية بالرياض أن تجار الجملة والموردون يتجاوبون مع العوامل التي تؤدي إلى رفع تسعيرة السلع التموينية بشكل كبير وسريع, إلا أنهم لايتجاوبون مع العوامل المؤثرة في خفض الأسعار للمحافظة على هوامشهم الربحية المرتفعة.
وأضاف رئيس دار الدراسات الاقتصادية بالرياض” جمعية المستهلك إمكانياتها ضعيفة ووزارة التجارة شبه غائبة والرقابة مفقودة والمجتمع المدني ليس لديه إمكانات لمقاومة التجار”.
وأشار إلى إن المستهلك السعودي لم يلمس الانخفاض الحقيقي لتسعيرة السلع التمونيية بعد الانخفاضات العالمية جراء تداعيات الأزمة المالية, قائلا: “تجارنا يستغلون نظرة سائدة في المجتمعات ولدت قناعات عندهم مع مرور الزمن من ان التوجه لرفع الأسعار في حال وجود مبرر لايقابله نفس الدرجة من الحماس في خفض الأسعار”.
وكان موردون وموزعون محليون أكدوا منذ نصف عام أن المستهلك السعودي سيلمس انخفاضاً تدريجياً في سلته تبعا للانخفاضات العالمية في أسواق الدول المصدرة.
وارجع الموردين في حينه أسباب عدم انخفاض الأسعار بشكل سريع الى بقاء وجود مخزون الغذاء المستورد بأسعار مرتفعة,وقالوا أن الأداة التسويقية المتبعة في منافذ البيع هي التنافس على خفض الأسعار تماشيا مع الانخفاضات التي تشهدها الدول المصدرة,مشيرين اً إلى أن الأرز والزيوت والحليب من أبرز السلع التي قد يلمسها المستهلكون بأسعار منخفضة.
وأشاروا إلى أن عملية الاستيراد والتوزيع تستغرق زمناً يختلف بنوعية السلعة ومعدل دورانها بالسوق موضحين ان نفاذ المخزون السابق يحتاج لفترة زمنية تتراوح ما بين 4-6 أشهر وحسب نوع السلعة”.