مرحبا فراشاتي
ان لم ندرس الفيزياء والكيمياء والاحياء …
فلا بد على الاقل لدينا اطلاع حولها ولو بشيء بسيط …
لكن ما رأيكن لو قلنا ان هناك
وفجأة
ظهرت لنا مسميات جديدة لعلوم مختلفة
ميزياء
عيزياء
ضيمياء
تيرياء
؟؟؟
ما قولك ورأيك في هذه المقررات والمناهج الجديدة ؟
يرى أننا بالعلم يمكن أن نبني تكنولوجيا للقتل أيضاً
حسن عجمي انتهى من سلسلة الميزياء والحيزياء والضيمياء:
انتهى الباحث في الفلسفة د. حسن عجمي من سلسلة علوم الميزياء, والحيزياء والجيزياء, والبينياء والصيرياء والحيرياء, مختتماً السلسلة بكتاب جديد تحت عنوان “الضيمياء” وهذه السلسلة عكف عليها الباحث ضمن سلسلة مذاهب العلوم في خدمة الإنسان,
حيث تكمن الحقيقة في أن الإنسان في خدمة العلم, فالعلم عند حسن عجمي في خدمة نفسه فقط, العلم يسعى نحو تحقيق وتطوير ذاته, وإن كان على حساب أي شيء آخر, وبما أن العلم سعى إلى تحقيق وتطوير ذاته والاستمرار على قيد الحياة, إذن من الطبيعي أن يتنوع وينقسم إلى ميادين علمية عديدة ومختلفة,
وأن تتنوع نظرياته في الميدان المعرفي وتختلف لأنه بذلك يضمن بقاء البعض من ذاته إذا زال بعضه الآخر, هكذا يفسر الباحث هذه الفرضية, “لماذا تتنوع وتختلف النظريات العلمية والميادين المعرفية; فنجد ميكانيكا الكم مختلفة عن نظرية النسبية لأينشتاين, ونجد العلوم المتنوعة كالكيمياء والفيزياء والرياضيات والعلوم الإنسانية المختلفة”?
يقول: كما أن الكائن الحي ينجب كائنات حية عدة ومختلفة للحفاظ على جنسه يقوم بذلك أيضاً كل شيء, كالعلم مثلاً لكي يحافظ على بقائه واستمراره, من هنا ينقسم العلم إلى علوم مختلفة, فإن مات علم قد يبقى آخر, ولذا أيضاً ينقسم الميدان المعرفي ذاته إلى نظريات مختلفة, فإن ماتت نظرية, قد تبقى أخرى. هكذا يحافظ العلم على بقائه وحياته, وكل ما يهتم به العلم هو الحفاظ على ذاته, على هذا الأساس فالعلم يستغل الإنسان لكي ينتج الإنسان العلم, بدلاً من أن يستغل العلم من أجل مصلحته ما كان أدى إلى أي ضرر, و هذا خلاف الواقع, إذ بالعلم نبني تكنولوجيا القتل أيضاً.
دراسة الضيم
أما مفاهيمية “الضيمياء” كما يراها المؤلف, فهي كناية عن مذهب فلسفي يعنى بدراسة “الضيم” الذي يقع على الأشياء والظواهر من خلال النظر إليها على أنها مجرد أدوات لدينا, الضيمياء فلسفة الظلم التي تدرس كيف أننا نحلل ونفسر الحقائق والظواهر على ضوء مركزية الإنسان. وفي هذا ظلم قاتل نظلم به معارفنا, من هنا الضيمياء ضرورة معرفية كي يخرج المرء من سجون مسلماته الجاهزة, ويتحرر من قيود يقينياته الكاذبة, الموقف الأصدق يقول الباحث: هو أن كل شيء يسعى فقط إلى تحقيق ذاته, واستمراريته, ولذا تتكامل الأشياء وتتكافل أو تتنافس وتتصارع لتحقيق ذلك, فأي شيء هدف وأداة لذاته فقط, لا توجد وظيفة أخرى غير تحقيق ذاتية الذات واستمرارية الوجود, من هنا لا تهدف الموجودات إلى نفعنا أو ضرنا بل هدفها ذاتها فقط, على هذا الأساس لا بد من تعرية الكون” من مصطلحاتنا ومنا”.
“الضيمياء” دراسة الضيم الذي يقع على الفكر, وبذلك فإن وظيفة الضيمياء إظهار الظلم الفكري وإزالته, أما الضيميائية, فهي بنظر المؤلف “عجمي” فلسفة الكشف عن الضيم الذي يصيب عقلنا الذي يسجننا في يقينياته الكاذبة, “فكل اعتقاد سجن لنا, لأنه اعتقاد بشيء دون آخر, وكل رغبة سجن لنا, لأنها رغبة بشيء من دون آخر, وللخروج من ضيم أفكارنا ورغباتنا وسلوكنا, لا بد أن نخلع ذواتنا باستمرار وأن نستبدلها بذوات أخرى ممكنة, هكذا الآخر الممكن يحررنا لأنه من صنعنا نحن بالذات. و”الضيميائية” مذهب فلسفي يرينا كيف أننا نظن كذباً بأن كل شيء, أداة في خدمتنا, بينما الحقيقة أننا نحن أدوات في خدمة كل شيء آخر. قد تكون هذه الحقيقة مؤلمة, لكن ألمنا يغيرنا..
ظن كاذب
في “ضيمياء” الحرب والسلم, يرى المؤلف, أنها تحيا في ظننا الكاذب, بأن الحروب مضرة والسلم مفيد, لكن الحق أن الحروب مفيدة والسلم مضر, هذا لأن الحروب تستدعي ابتكار الجديد, وإبداع المختلف المفيد في تحقيق النصر, أما السلم فيستدعي السكينة, فعدم إنتاج الجديد المغاير, من هنا الحضارة قائمة على قتلى الحروب, ولذا كل نهضة تسبقها حروب دامية, الصراع ميزة الأحياء, فيه وحده يتطورون كي يكتسبوا النصر والبقاء, الحياة انتصار على الموت, لذا لا حياة من دون موت, ولذا الحياة والموت زوجان لا يفترقان, تماماً كالحرب والسلم, السلم خديعة الضعفاء والحرب نبض الأحياء.
أما في “ضيمياء” الثقافة فيرى حسن عجمي, أن من هذه الضيمياء, ظننا الكاذب بأن الثقافة مجموع السلوكيات والأفكار المتبعة من قبل مجتمع أو شعب ما, لكن الحق أن الثقافة هي خلق لسلوكيات وأفكار جديدة, بدلاً من إتباع عادات وتقاليد قديمة. هذا لأن الشعب الذي يتبع تقاليد أجداده وأفكارهم, هو شعب مسجون في قبور أجداده, على هذا الأساس, الثقافة هي التي نصنعها اليوم, فتتشكل في المستقبل بدلاً من أن تكون هي التي تصنعنا, هكذا نتحرر من ظلام يقينياتنا السلوكية والفكرية, وفي هذا السياق يرى الكاتب أن الشعب الذي يمتلك ثقافة, هو الشعب الذي يبتكر ثقافته الجديدة بدلاً من أن يقلِّد ثقافة أجداده, أو ثقافة الآخرين, من المنطلق ذاته, من “ضيمياء” المثقف – حسب المؤلف طبعاً- الاعتبار الكاذب بأن المثقف هو الحامل لمعلومات عدة, بل هو المبتكر لمعلومات جديدة, هكذا يكون المثقف متحرراً من سجون الآخرين وأفكارهم وسلوكياتهم, ولو أن المثقف هو مجرد حامل للمعلومات, لن يكون حينئذٍ مختلفاً عن الكمبيوتر الحامل للمعلومات, على هذا الأساس, المثقف مبتكر المعلومة الجديدة وليس عبدها.
موضوعات
في موضوعة الضيمياء أيضاً, يبحث المؤلف في ضيمياء البرهان والحجة, الجملة, الكلمة, الأصول والفروع, القيم, السؤال والجواب, الأدب, الصمت, الجهل, التفكير, التفسير, التحليل, العقل واللغة, القدرات, الواقع والوهم, الحقيقة والخيال, الفكر الإنساني, المعلومات, الموت والأبدية, الوطنية, الزندقة, الصدق, الغش, الغموض والوضوح, الزمن, المستحيل والممكن, المحدد, الأشياء, النسبية, النظام, المادة, الوجود, المبادئ, الحقوق, الأخلاق, الحرية, الكون, السعادة, الدارس والمدروس, إلى غيرها من المصطلحات التي تحلل في إطار الضيمياء وصولاً إلى مصطلحات لغوية جديدة بحث فيها الكاتب كمثل “الويزياء” وهي من “وازى”, “يوازي”
وهناك العيزياء” أي دراسة الحاجة إلى إبداع أفكار جديدة وكيفية إشباعها, العيزياء”, من العوز أي الحاجة, مِنْ مَنْ عاز أمراً فوضع الآلية كي يحققه, العيزياء تهندس الطريق نحو إنشاء معارف وميادين إبداعية, جديدة, العيزياء من عاز, يعوز, والعيزياء ما تعوز,
كذلك ينقلنا الكاتب إلى مصطلحات جديدة في علوم الفلسفة والمعرفة, من ضمنها, رياضيات المعنى, بيولوجيا المعنى, كيمياء المعنى, فيزياء الحقيقة, فيزياء المعرفة, فيزياء المعنى, الأفكار والعقل واللغة.
حسن عجمي في مشروعه الفلسفي ضمن المصطلحات اللغوية والمعرفية يطل على علوم الحياة من منظور تصحيح المصطلح للوصول إلى المعارف الآيلة إلى التأويل, والتحرر من المصطلحات البالية والصعبة, وهو ضمن مشروعه هذا يكون أضاف إلى سلسلة كتاباته في ال¯“سوبر حداثة” وال¯”سوبر مستقبلية” وال¯”سوبر أصولية” وال¯”سوبر تخلف” وال¯”سوبر مثالية”. مجموعة من النظريات التي يتوجب الوقوف عندها ودراستها أو مناقشتها في إطار علوم الحياة والمعرفة, وحرية القول.
وبعد هذا والذي اعتبره اشبه بدوامة
وان كان للطالبات ا وحتى المعلمات حق في ابداء الرأي فهل تكوني مؤيدة او معترضة لهذه المقررات والمناهج الجديدة في عالم التدريس ؟
دمتن بخير