بسم الله الرحمن الرحيم
ما أجمل الحياة عندما تجد شخصاً قلبه مملوء بحب الله وتقواه..
شخص..يستشعر بقوة ووضوح هذه الحقيقة الضخمة “ماذا فقد من وجد الله وماذا وجد من فقد الله” ..
شخص..تعترف كل ذرة فيه وكل خلية من خلاياه أن أساس كل خير وسعادة هو العيش لله وبالله ومع الله..
شخص.. يقطع رحلته في هذه الأرض الصغيرة ..في عمره المحدود..وهو يستشعر في كل لحظة من لحظات حياته أنه بين يدي الجبار جلّ شأنه .. وأن قدرته محيطة به .. وأن رحمته واسعة ( فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين) الأنعام
شخص.. تذكر الله عندما تراه أو عندما يذكره الآخرون..
شخص.. لامس شغاف قلبه قوله تعالى( والله شهيد على ما تعملون) .. ففضَّ وانتفض واستعد للآخرة والقبض..
شخص.. عرف أن الحسيب جلَّ جلاله سيحاسبه على النقير والقطمير فعمل بمقتضى قوله تعالى(فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) الزلزلة
شخص..أبصر عيوب نفسه فانشغل بها عن عيوب الآخرين ..
قيل للربيع ابن خثيم: ما نراك تغتاب أحداً؟ فقال: لست عن حالي راضياً حتى أتفرغ لذم الناس، ثم أنشد:
لنفسي أبـــكــــــي لست أبكي لغيرها
لنفسي من نفسي عن الناس شاغلُ
شخص.. لا يتتبع عورات الناس لأنه يعلم علم اليقين أن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته ..
قال بكر بن عبدالله: “إذا رأيتم الرجل مولعاً بعيوب الناس، ناسياً لعيبه فاعلموا أنه قد مُكِرَ به”.
شخص..تطير فرحاً عندما تراه وتطمأن نفسك لأنه يُذكّرك بوجود الخير عى هذه الأرض..
شخص.. تعلّق قلبه بالسماء وأنوارها فهو يستجدي بركاتها ومنحها.. جسده في الأرض وروحه في السماء فكأنه ينظر إلى أهل الأرض من سماء سموه بربه تعالى ويرى العجب العجاب ممن ابتعد عن رحاب الله عز وجل فهان على الله وهان على الناس فاستخفت به الشياطين وأصبح قزماً من أقزام الدنيا.. فعلاً منظر عجيب ولسان حاله يقول (رب لا تجعلني مع القوم الظالمين)..
شخص.. يُحلّق في سمــاء الطـــاعــات ليجني ( ورضوان من الله أكبر) التوبة
شخص.. قرأ وتدبّر.. ثم عقل واهتدى ..واختزل سير العظماء وتنافسهم في رضا المعبود تقدّست أسماؤه فسار على منهج (فبهداهم اقتده) الأنعام
شخص..تلوح آفاق السماء بإشراقات بديعة من عذوبة دعاؤه وذكره وتسبيحه..
شخص.. تتهافت القلوب المؤمنة لترتشف من معين علمه وأسلوبه في السير الحثيث لملاقاة المولى جلّ وعلا ..
شخص..عَقِلَ قول الرب تبارك وتعالى(وما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور)فصغرت الدنيا بعينه وهانت عليه بما فيها ومن فيها..ولا عجب فقد طلقها سيدنا علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ثلاثاً لأنه وعى حقيقتها..