كنت قد نزلت موضوع عن التفاؤل و فوائده
و الان اطرح لكن موضوع كيف نصنع التفاؤل:
إن التفاؤل روح تسري في الروح؛ فتجعل الفرد قادراً على مواجهة الحياة وتوظيفها، وتحسين الأداء، ومواجهة الصعاب.
والناس يتفاوتون في ملكاتهم وقدراتهم، ولكن الجميع قادرون على صناعة التفاؤل.
والجبرية المطلقة انتحار، واعتقاد المرء أنه ريشة في مهب الريح، أو رهن للطبائع والأمزجة التي رُكّب عليها أو ورثها عن والديه، أو تلقاها في بيئته الأولى، وأنه ليس أمامه إلا الامتثال- إهدار لكرامته الإنسانية، فلا بد من قرار بالتفاؤل؛ فالتفاؤل قرار ينبثق من داخل النفس هذا أولاً.
ثانياً: فالمظهر والشكل الموحي بالثقة في المشي والحركة والالتفات والقيام والقعود والنظر والكلام والمشاركة مهم؛ فلا تتوهم أن الناس ينظرون إليك بازدراء، واثق الخطوة يمشي ملكاً.
وحتى تلك العيوب أو الأخطاء في مظهرك وشكلك وحركتك، عليك ألاّ تقف عندها طويلاً، ولا تعرْها اهتماماً زائداً.
ثالثاً: تدرّب على الابتسامة، وكن جاهزاً لتضحك باعتدال، فتبسّمك في وجه أخيك صدقة، والبسمة تصنع في قلبك وحياتك الكثير، خصوصاً إذا كانت ابتسامة حقيقية يتواطأ فيها القلب مع حركة الوجه والشفتين، وليست ابتسامة ميكانيكية.
إن النكت الطريفة في حياة الناس حقيقة قائمة، يصنعونها أو يروونها، فالوقورون والمشاهير والعلماء والساسة، ومن يحافظون على مهابتهم أمام الناس يتبادلون الطرائف والظرف والنكت في مجالسهم الخاصة، وأحاديثهم، وبيوتهم، وليالي سهرهم، وسمرهم، وأحياناً النكت الثقيلة وربما البذيئة. وقد كان الشافعي -رضي الله عنه- يقول: ليس من المروءة الوقار في البستان.
ولا شك أن لكل شيء قدراً؛ فليس المقصود أن يتحول الإنسان إلى كائن ضاحك، لا هم له إلا الضحك، ولا بد من وضع الأمر في نصابه، ولكن ينبغي أيضاً أن نتذكر أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي جُبل على الضحك؛ فهي إحدى خصائصه وعليه أَلّا يهدرها.
وكثيرون يهربون من عناء العمل الشاقّ والمهمات الصعبة والتكاليف الثقيلة إلى لحظات أو أوقات يتخلصون فيها من الجد الصارم إلى قدر من المتعة المباحة التي تُنشّط خلايا الجسم وتجدّد قواه.
رابعاً: أنضج قلبك بالطيب، وأنت بإذن الله على ذلك قادر، انوِ النية الطيبة، ولا تحسد الناجحين. (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ)[سورة النساء:54]، حتى لو كان الذين سبقوك في المضمار زملاءك؛ فنجاحهم بفضل الله، ثم بفضل جهدهم وكدهم وسعيهم، وعليك أن تعمل مثل عملهم (وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ)[سورة النساء:32].
افرح للناجحين، واهتف لهم، واكتب لهم، وأثنِ عليهم، وابتسم لنجاحهم؛ تكن شريكاً لهم.
ولا تجعل نجاحك على حساب الآخرين، تسلقاً على أكتافهم، أو زراية بهم، أو تتبّعاً لعوراتهم وعثراتهم.
لا تجعل الناس مادة للسخرية أو الابتزاز.
وإذا كان ثمة طموح لديك بمزيد ثراء ومال أو شهرة أو منصب أو مجد دنيوي؛ فَعِدْ ربك خيراً، وعداً صادقاً لا يخلف؛ أن يكون للضعفاء والفقراء والمحاويج والبسطاء حق فيما أتاك الله.
وكما قال ربك عز وجل: ( إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا)[سورة الأنفال:70].
فاجعل في قلبك خيراً، وأبشر بنجاح المشاريع التي تخطط لها وتسعى إليها، وتدأب من ورائها.
هذا الجهد الضخم الظاهر على وجنتيك، وعلى شفتيك، وعلى بحّة صوتك، وعلى سهرك الطويل، وعلى مجافاتك للفراش، أو للمنزل، هذا الجهد سيُكلّل -بإذن الله تعالى- بالنجاح. فقط اخلط مع هذا الجهد قدراً من النية الحسنة والوعد الصادق لربك الذي بيده مفاتيح النجاح.
خامساً: النظرة الإيجابية.
وهي معنى عميق عظيم النظرة الإيجابية لشخصك، وللأحداث من حولك، أياً كانت أحداثاً خاصة في محيطك وأسرتك ومجتمعك، أو عامة في بلدك وأمتك.
إن من المهم جداً أن يكون لدى الإنسان نظرة واقعية توازن بين الأشياء، ومن الخطأ أن يسبغ المرء من شعوره السلبي على الأشياء من حوله، وكثيرون يصبغون ما يشاهدونه، أو ما يحيط بهم- وحتى رؤاهم في المنام – بصبغة مشاعرهم؛ فالخائف ينظر إلى الأشياء كلها من منطلق المؤامرة المحكمة.
لَقَد خِفتُ حَتَّى لَو تَمُرُّ حَمــامَةٌ
لَقُلتُ: عَدُوٌّ أَو طَليعَةُ مَعشَرِ
فإن قيلَ:خَيرٌ قُلت:هَذي خَديعَةٌ
وَإِن قيل:َ شَرٌّ قُلتُ: حَقٌّ فَشَمِّرِ
فالحمامة -وهي علامة السلام- أصبحت عنده رمزاً للمؤامرة. والحزين يرى الأشياء كلها من حوله مصبوغة بالحزن والألم.
والمسرور يرى الأشجار وهي تتحرك فيخالها تتراقص فرحاً وطرباً.
وهكذا المتوقد شهوة يخيّل إليه أن الأشياء من حوله تحمل شعوره ذاته.
إن من الخطأ الكبير أن يقع الإنسان أسيراً لمشاعره السلبية في نظرته للناس.
النظرة إلى الناس على أنهم جاهليون خطأ كبير، بل جعل الله تعالى في هذه الأمة خيراً، ولا يخلو عصر من قائم لله بحجة، وحتى أولئك المفرطون والعصاة، في دواخل الكثير منهم بقية من معاني الخير والبر والإيمان والندم، وهم بحاجة إلى الاستنبات والتحريك، وسقي تلك البذور وتنمية تلك المشاعر الخيرة لتنمو وتورق وتثمر.
إن نظرة التخطئة والاتهام للناس، ومحاصرتهم بأخطاء وقعوا فيها، أو ظُن أنهم وقعوا فيها، واختصارهم في هذه الزلة أو السقطة، وتخيل أن من ورائها ركاماً وجبلاً من الخطايا لا يجدي شيئاً، بل إنه من قلة الفقه، وانعدام العدل، وغلبة النظرة السوداوية، وتكوين تصوّرات خاطئة فنتائج خاطئة.
وليكن لديك قدر من العفوية، وحسن الظن، وإن شئت فقل السذاجة والغرارة؛ فهذا لا يضر أبداً، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ) رواه مسلم.
إن شأن النظرة الإيجابية عجيب؛ ففي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله ذكر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله؛ فأبرز صلى الله عليه وسلم جانب الامتناع من هذا الرجل، وأشاد به أكثر من جانب المرأة الواقعة في الفتنة الداعية إلى الإغراء.
وفي قصة الرجل الذي أراد المرأة حتى اضطرتها ظروف الحياة إلى أن تطاوعه وهي كارهة، ثم ذكّرته بالله، وقالت: اتَّقِ اللَّهَ، وَلاَ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ ؛ فقام عنها وهو أشد ما يكون شوقاً إليها، والله تعالى حمد له هذا واستجاب دعاءه بهذا الموقف، مع أنه خطا عدة خطوات إلى المعصية، وحاولها زمناً طويلاً وواعدها، وابتزّ المرأة أول أمره، واستغل ظروفها المادية الصعبة، ووصل إلى الخلوة، وأن يقعد منها مقعد الرجل من امرأته: بين رجليها، وهذا لفظ يطوي وراءه سلسلة طويلة من المحاولات والخطوات، ومع ذلك كانت النتيجة أن خاف مقام ربه، ونهى النفس عن الهوى، وكان هذا منه أمراً محموداً؛ لأنه أصرّ على تصحيح الخطأ.
ربما يقع من المرء زلة، أو يمشي خطوة في طريق، ولكنك لن تعدم أن تجد في عمله -ما دام مؤمناً مسلماً- أثراً يستحق أن يُشاد به، ويُنظر إليه بإيجابية، ويُطوّر ويُفعَّل؛ لئلا يُحاصر هذا المرء بذنبه، وقد لعن بعض الصحابة -رضي الله عنهم- ذلك الرجل الذي جُلد في الخمر -كما في صحيح البخاري- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ألا قلتم رحمك الله بدلاً من قول لعنك الله).
قال لي مرة أحد الشباب: أفي كل شيء تجدون ما يستحق أن يُشاد به من النظرة الإيجابية!
قلت: ذلك هو الغالب.
فقال: فإن ثمة رجلاً زنى في بعض محارمه، وولدت منه، وذهب بالولد بنفسه إلى المحاضن، حتى انكشف أمره بعد ذلك!
فقلت: إن الزنا شر وفاحشة (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)[سورة الإسراء:32].
وهو من كبائر الذنوب، وزنى المحصن أعظم وأعظم؛ ولذلك ضوعفت عقوبته وكانت هي الرجم، والزنا بالمحارم من أشنع وأفظع ما يكون؛ فإنه لا يقدم عليه إلا من فسدت فطرته واعتل مزاجه، أو وقع ضحية المخدرات وغيرها.
ولكن يظل أنه لم يقتل الولد؛ ليدفن أثر الجريمة، وأشفق على هذا، وهذا جانب لا يمكن تجاهله.
إن الإيجابية تجاه نفسك، والعدوان الذي يقع عليها من الآخرين؛ فهذا يسبّك، وهذا يجحد جميلك، وهذا يكتب مقالاً يشتمك في جريدة أو مجلة، وهذا يكتب تعليقاً في الإنترنت على ما تفعل أو تقول؛ فلا تبأس ولا تيأس؛ فالناس لا يركلون الجثث الهامدة، ولا يتعرضون إلا لمن لهم وجود وحضور، وتخيل كم في هذا العمل- الذي ربما ساءك أول الأمر- من الخير؛ ففيه الأجر والثواب لمن صبر وصابر.
وفيه تعويد النفس على تقبل مثل هذه المعاني، وعدم الانزعاج والانفعال لها؛ فهي دورة تدريبية، وفيه أيضاً إزالة لما قد يلابس النفس من العجب أو الكبر أو الغرور أو رؤية الذات.
وفيه تحفيز إلى تطلّب الكمال والسعي إليه.
سادساً: الكلمة الطيبة صدقة، وهي من التفاؤل. بَرمِج لسانك على القول الحسن، واللغة الجميلة والكلمات المتفائلة، وحاذر وحارب بشراسة وضراوة اللغةَ المتشائمة التي كثيراً ما تطل بشكل عفوي، عبر كلمات مأثورة، أو عبارات دارجة على اللسان.
إياك أن تتحدث عن حظك العاثر!
إياك أن تتحدث عن حياتك التعيسة!
إياك أن تسمح للحظة عابرة من الإخفاق أو الفشل أن تحكم على حياتك كلها.
خالط الناس، وشاركهم أحاديثهم، واستفد منهم، وأفدهم، وقد يكون من نجاحك أن تكون سبباً وسلماً لنجاح الآخرين.
على كتفَيْهِ يبلغُ المجدَ غيرُه
فمَا هو إلا للتَّسلُّقِ سُلّمُ
إن الكلمات الإيجابية ضرورية، وعلى الإنسان أن يتدرب كيف يقولها، وكيف يلقيها.
ودونها الكلمات المحايدة التي قد يلجأ المرء إليها في حالة من الحالات، والتي لا تنم عن إحساس عميق بالفشل، وشر ذلك الكلمات السلبية المتشائمة؛ كما قال لي أحدهم: ليس لي حظ في التجارة، حتى خُيّل إليّ أنني لو بعت القلانس والطواقي؛ لولد الناس أولاداً بلا رؤوس.
وتعجبت من هذه اللغة وقلت: لِمَ يتخيل هذا؟!
ولم لا يقول- إذا اضطر-: لكان المواليد بنات أكثر من الذكور.
قال السّمــاءُ كئيبــةٌ وتجهّما
قلتُ ابتسم يكفي التجهّمُ في السَّما
قال الصِّبا ولّى فقلتُ له ابتسم
لن يرجعَ الأسفُ الصِّبا المتصرِّمَا
إن الحياة تزخر بالمشاكل، ولكنها تفيض بالفرص، وما من مشكلة أو أزمة إلاّ وفي أعماقها فرج، وفي رحمها فرصة سانحة جميلة لمن أراد أن يلتقطها وينتفع بها.
وحياة الأفراد والأسر والجماعات مليئة بالشكوى، ولكنها زاخرة بالحلول أيضاً.
فعلينا ألاّ نقرأ الوجه القاتم، ولا النص الفارغ. فلنحاول أن نعدل الكفة والميزان.
سابعاً: الموهبة والطموح.
اكتشفْ مناجم نفسك؛ ففيها درر نفيسة ومعادن كريمة، ولا تجحد أو تزدري نعمة الله عليك (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ…)[الأنعام: من الآية165].
ما من أحد إلا في دواخل نفسه قدرات ومواهب وملكات، عليه أن يحاولها. إذا قال لك أحد إنه يستطيع، أو قال لك إنه يعجز؛ فهو صادق في الحالين؛ فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط، فالذي يقول عن نفسه إنه يستطيع معناه: أنه تعود على اللفظ الإيجابي، ومن ثَمّ الفعل الايجابي؛ فسيحاول، وسينجح.
والذي بدأ حياته بأنه يعجز؛ فالغالب أنه لم يجد من الله تعالى عوناً، مع مراعاة اعتماد اعتدال الطموح، واستثمار الموجود.
كن شخصاً متميزاً، ولكن ليس بالضرورة أن يكون طموح المرء خارجاً عن نطاق ذاته وإمكانياته؛ فالطموح المعتدل هو الذي يوازن بين الأماني والتطلعات والأحلام، وبين المواهب والقدرات والطاقات.
ثامناً: عليك أن تحدد منذ البداية نقطة النهاية؛ فإذا لم تعرف أين تمضي فسينتهي بك المطاف إلى وجهة غير محددة.
ما تريد أن يقوله الناس عنك بعد وفاتك؛ فافعله في حياتك.
هذا أثنوا عليه خيراً؛ فوجبت له الجنة، وذاك ظنوا به شراً؛ فوجبت له النار، أنتم وهم شهداء الله في الأرض.
عليك أن تحدد نقطة النهاية، وإن لم يكن بشكل حاسم فبصفة تقريبية؛ فأنت في بداية طريقك تحدد الاتجاه شرقاً أو غرباً، ثم تحدد نقطة الهدف بشكل أدق شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى الدولة، ثم المنطقة ثم المدينة، ثم المكان الذي تريده.
تاسعاً: الصبر و المصابرة والمثابرة والتجدد.
عليك ألاّ تلقي الراية، ولا تستسلم للقعود واليأس أبداً، واعلم أن كثيرين ممن أعلنوا إفلاسهم وإخفاقهم كانوا على مقربة من النجاح، ولكنهم استيئسوا دُوَيْنَ الوصول، ولو أنهم صبروا وتزودوا بجرعة إضافية من الزاد واستعانوا بالله لكانوا من النبع على ضربة معول؛ ولذلك فإن علاج الكآبة هو بالمزيد من العمل، والشخص المكتئب لا يصنع لنفسه ولا للآخرين شيئاً.
عاشراً: الحماس.
وقد تولد عندي قناعة عملية إثر تجارب عديدة، فحينما أرى الأشخاص الذين يمارسون أعمالهم بحماس وصبر وإصرار فإنني أشعر أنهم يضعون الأسس والقواعد لنجاح كبير مُدوٍّ في المستقبل؛ شريطة أن يوجد عندهم الحماس، ثم الحماس، ثم الحماس.
أحد عشر: كيف تضبط علاقتك بالزمن، علاقتك بالماضي، والحاضر، والمستقبل.
أما الماضي فلا تذهب نفسك على ما مضى حسرات، ولا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدّر الله وما شاء فعل.
وأما المستقبل فلا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً، إلا أن يشاء الله. علاقتك الأساس هي بالحاضر تصنعه، ومن رحم الحاضر يولد المستقبل، ينبغي أن تتطلع إلى المستقبل من خلال فعل الأسباب والتوكل على الملك الوهّاب.
الكثيرون يَغْرَقُون في اللحظة الحاضرة، وأكثر منهم من يغرق في الماضي، ولا يعيش الحاضر إلا معيشة عابرة، فهو أسير لمشكلة مرت به في طفولته، أو في صباه، أو في شبابه، لا يستطيع أن يتخلص منها ولا أن يدفنها أو ينساها، ويظن أن الناس ينظرون إليه من خلالها، فكل من حدّق النظر فيه، أو ابتسم له ظن أنه يعرف عنه سراً مدفوناً، ويتعامل معه من خلاله، وينظر إليه بإشفاق.
لا تظن أن الناس معنيون بك إلى هذا الحد.
اثنا عشر: التفاؤل عدوى.
فاصحب المتفائلين، واقتبس منهم، واجعل نفسك أيضاً قدوة للآخرين في تفاؤلك، وإشراق نفسك، وحسن ظنك بربك.
كثيرون يختارون أصدقاء فحسب، والمهم قبل اختيار الصديق أن تختار الصديق المتفائل الذي يمنحك قدرة على مواجهة الحياة، وكذلك الصديق الذي يتقبل منك هذه الروح، فتمنحه أنت التفاؤل، حتى تجده في قلبك.
يُذكر أن رجلاً كان نائماً في المستشفى على ظهره، وآخر إلى جواره يحدثه، ويقول له: إنه ينظر من خلال النافذة إلى الجو في الخارج. إنه جو عليل، والمطر يتساقط، والناس يتراكضون بفرح وسرور، ويوماً آخر ينظر إلى الحديقة وجمالها، ويوماً ثالثاً ينظر إلى صديقين التقيا بعد طول فراق؛ فضم بعضهما إلى بعض، وضحك أحدهما إلى الآخر، وانهمكا في حديث ودي جميل.
ولا يزال يصف له من المشاهد التي يراها عياناً؛ فيدخل السرور على هذا المريض، ويتفاعل معها كأجمل ما يكون التفاعل.
وذهب هذا الرجل الذي يشاهد الأشياء خارج المستشفى إلى مكان آخر، ففقد الرجل الصوت، ولم يعد يرى بأذنه تلك المشاهد الجميلة، وحينما سأل تبين له أن الذي كان يصف له رجل أعمى، وأن النافذة في غرفته، إنما تطل على منور ضيق، ليس فيه إلا نور ضعيف، ثم الجدار، لكن ذلك الرجل كان يقرأ بقلبه ربما.
أيهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلاً تَرَ الوجود جميلاً
إن أهم أساس في التفاؤل هو أن تستوثق من حبل الله عز وجل (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)[سورة آل عمران:103].
فاشددْ يديك بحبل الله معتصماً
فإنه الركنُ إن خانتك أركانُ
فالذين يلجؤون إلى الله تعالى، ويلتمسون منه المدد والعون، ويهرعون إلى الدعاء والتضرع في الشدائد، ويطلبون الإعانة في أعمالهم ومعاناتهم هم أسعد الناس في حياتهم، وأجدر الناس بالتوفيق والنجاح.
بقلم الدكتور الفاضل : د. سلمان بن فهد العودة
صدقوني يابنات ما نزلت الموضوع لكم الا لانني ما فادتني الا التفاؤل و شفاني من كثير من الامراض الحمد لله اهمها الاكتئاب و الوحدة… و الكثير من المشاكل اواجهها بالتفاؤل… انها عادة يابنات … عودوا افكاركم و كلامكم على مصطلحات كلها تفاؤل و توكلوا على الله بكل شيء و اوصيــــــــــكم بالصلاة الصلاة الصلاة …
و سلامي لكن و ان شاء الله كلكن تتمتعن بالصحة و العافية