ما هو الفطام؟
عندما يتوقف طفلك عن الرضاعة الطبيعية ويحصل على كامل غذائه من مصادر أخرى غير حليب الثدي، يعتبر حينها مفطوماً. حتى لو كانت كلمة “فطام” تنطبق على الأطفال الذين يرضعون الحليب من الزجاجة، إلا أنها في الأصل تعني توقف الطفل عن الرضاعة الطبيعية.
تختار بعض الأمهات الوقت الذي يعتقدن أنه الأنسب لعملية الفطام، فيما تفضّل أخريات ترك المسألة للطفل نفسه. يقترح الخبراء دائماً إعطاء خيار القرار للطفل في ترك الرضاعة الطبيعية سواء أكان صغيراً أم كبيراً. لو جاء القرار من الأم، فعليها أن تصبر كثيراً وتأخذ وقتاً استناداً إلى كيفية تأقلم الطفل وسرعته في تحقيق هذا التأقلم. تقول بعض الأمهات إن الأمر لا يستغرق أكثر من بضعة أسابيع، وبالذات لو شعر الطفل بالملل من الرضاعة الطبيعية في كل الأحوال. بينما ترى أمهات أخريات أن المسألة تحتاج ما لا يقلّ عن شهر وقد تصل إلى ستة أشهر. فالتجربة تختلف من شخص إلى آخر.
إن الفطام هو وداع نفسي طويل قد يكون مؤلماً وله فعل التحرّر في الوقت نفسه. لكن الفطام لا يعني انتهاء العلاقة القريبة والحميمة التي بنيتها مع طفلك أثناء الرضاعة الطبيعية. قد لا يعني سوى ضرورة استبدال عملية الرضاعة بأنشطة تربوية وغذائية أخرى. لو اعتدت إطعام طفلك لإراحته، عليك إيجاد طريقة أفضل لتحسين حالته. اقرئي مع طفلك كتاباً، أو غنيا معاً، أو العبا في الخارج كبديل عن الرضاعة.
متى علي البدء بالفطام؟
أنت الحكم الأفضل الذي يعرف التوقيت الأنسب للقيام بذلك، وليس لديك أي وقت محدد إلى أن تشعري أنت وطفلك بالاستعداد الكافي. ينصح خبراء الصحة بالاكتفاء بالرضاعة الطبيعية وحدها كغذاء للطفل حتى يبلغ الشهر السادس (26 أسبوعاً).
كيف أقوم بالفطام؟
بتأنٍ وتروٍ. ينصحك الخبراء بألا تتوقفي عن الرضاعة الطبيعية فجأة، كي لا تكون النتيجة دراماتيكية على طفلك وغير مريحة بالنسبة لك. على سبيل المثال، لن يكون من المناسب أبداً إنهاء العلاقة مع الرضاعة الطبيعية وأنت تقضين عطلة نهاية الأسبوع مع زوجك وطفلك بعيداً عن المنزل، ربما يؤثر ذلك على ثدييك فيصابان بالاحتقان أو حتى بالالتهاب.
لو أظهر طفلك دلائل على التباطؤ في الرضاعة الطبيعية، قد يتمّ الترحيب بالفطام من دون مقاومة. حاولي أن تتحلّي بالصبر. استوعبي طفلك واعلمي أنه ينظر إلى الرضاعة الطبيعية كملاذ للراحة وليس فقط كمصدر للغذاء. إذا وضعت هذا التصوّر في عين الاعتبار، فتساعدين الطفل على التكيّف مع حالة الفطام. يمكنك تجريب الوسائل التالية:
أعطي طفلك الثدي فقط عندما يطلب ذلك. إذا أصبح طفلك غير مهتم أو لاهٍ حين ترضعينه، أو يكتفي بشفطات قليلة لثوانٍ معدودة، قد يكون الوقت مناسباً لعملية الفطام. تخلّفي عن رضعة واحدة وشاهدي النتيجة. أعطي الطفل بدل الثدي كوباً أو زجاجة من الحليب. يمكنك استعمال حليب الأم الذي تمّ شفطه كبديل أو الحليب الاصطناعي المخصّص للأطفال أو حليب البقر لو كان عمر طفلك لا يقلّ عن عام واحد. لو باشرت بتخفيف عدد الرضعات أولاً، سيسهل على طفلك التكيّف. وسينخفض مخزون الحليب لديك كلمّا قلّ طلب طفلك عليه من دون أي احتقان أو احتمال الإصابة بالتهاب.
اعتمدي التأجيل والإلهاء . حاولي إرجاء الرضاعة إن كنت تقومين بذلك على نحو متقطّع. حين يسألك طفلك الكبير عن الثدي، أجيبي بأنك سوف تطعمينه لاحقاً وحوّلي انتباهه إلى أمر آخر. تنفع هذه الطريقة إذا كان طفلك أكبر سنّاً وقادراً على التعقّل والفهم. عوض القيام بالرضاعة الطبيعية في وقت مبكر من بعد الظهر، يمكنك أن تطلبي منه الانتظار إلى أن يحين موعد النوم.
حاولت الفطام لمدة شهر ولم أنجح.
إذا جرّبت شتى الطرق لفطام طفلك ولم تنجح أي منها، فلعلّ الوقت غير مناسب. هل عدت مؤخراً إلى عملك؟ قد يكون طفلك ما زال في طور التأقلم مع هذا التطور الجديد. هل مرض طفلك؟ عندما يشعر الأطفال عادة بالمرض يرضعون أكثر من المعتاد- وقد تكون الرضاعة الطبيعية، في الواقع لصالح الطفل المريض. هل طرأ على حياتك المنزلية تغيير كبير مثل الانتقال إلى مكان آخر؟ من المحتمل أن تزيد مثل هذه الأحداث عملية الفطام صعوبة. إذا انطبقت عليك هذه الحال، على الأرجح أن هذا الوقت ليس ملائماً للقيام بتغيير آخر في حياة طفلك. أعيدي المحاولة مجدداً في شهر آخر، فالفطام سيحصل عاجلاً أم آجلاً.
تحياتي/ اختكم الاميره المتفائله