يظل من المحير حتى اليوم على الباحثين معرفة دور الزنك في نشوء حالات الزهايمر وجلطات الدماغ وغيرهما من الاضطرابات الصحية، لذا طرح الباحثون من كلية طب الأسنان بجامعة نيويورك ضمن اللقاء السنوي للرابطة الأميركية لطب الأسنان، الذي عُقد بمارس الماضي، طريقة جديدة في التعامل العلاجي مع ضعف العظام، خاصة عظام الفك منها، تتمثل فى مزج الزنك مع المغنيسيوم والفلوريد في مركب فوسفات الكالسيوم، الأمر الذي أثبت فاعلية. وأوضحت البروفيسورة راكيل ليغروز، الباحثة الرئيسة في الدراسة أن نوعية وسُمك وقوة وتجانس المواد في تركيب العظم تزداد بهذه الطريقة، مضيفة أن هناك نقصاً في معادن عدة ولو بنسبة ضئيلة يُؤثر في سلامة بنية العظم، كما ورد بجريدة الشرق الأوسط. وأضافت الباحثة أن الزنك في الأطعمة المختلفة له تأثير في تقليل الإصابة بسرطان البروستاتا، وذلك تواصلاً مع أبحاث تدرس علاقة الزنك بصحة البروستاتا وسلامتها من الأمراض، مضيفة أن القيمة العالية للزنك في جسم الإنسان نابعة من تعدد أدواره الكيميائية واختلاف طبيعتها ومسرح عملياتها الحيوية والبنائية داخل أعضاء شتى، ويحتوي الجسم على كمية ضئيلة منه تتراوح ما بين 2 إلى 3 جرامات، موزعةً في العظم والأسنان والشعر والجلد والكبد والعضلات وخلايا المناعة والخصيتين، لكن أياً من هذه الأعضاء أو أجزاء الجسم لا تعمل كمستودع تُختزن فيه كميات من الزنك، أي أن الجسم لا يتعامل معه مثل تعامله مع الحديد الذي يختزنه في نخاع العظم، أو اليود الذي يتركز في الغدة الدرقية، وأمثالهما من العناصر، من هنا فإن الجسم يعتمد بشكل رئيسي على ما يتناوله المرء يومياً من وجبات الطعام لسد احتياجاته من الزنك، الأمر الذي يتطلب بداهة أن يحتوي الغذاء اليومي كميات كافية منه. أما عن حاجة الإنسان اليومية من الزنك فإنه يُمكن حسابها تقريباً بحوالي 0.2 ملج لكل كيلوجرام من وزن الجسم، وبحسب الإرشادات المعتمدة لمراجع تناول الغذاء بالولايات المتحدة، فإن الأطفال دون سن الثالثة يحتاجون حوالي 3 ملج يومياً، لترتفع إلى 5 ملج من الرابعة حتى بلوغ سن الثامنة، و8 ملج من التاسعة حتى سن الثالثة عشرة، وهذا لكلا الجنسين من الذكور والإناث، أما الذكور فوق الرابعة عشرة فيحتاجون 11 ملج يومياً، بينما الإناث في نفس العمر يحتجن 9 ملج في الحالات العادية، لترتفع الحاجة إلى 12 ملج عند الحمل و13 ملج عند الإرضاع. ولأن %70 من الحاجة اليومية يُمكن تحقيقها بتناول المنتجات الحيوانية والبحرية، فإن النباتيين يحتاجون لكميات من الزنك أعلى مما يحتاجه غيرهم، وذلك لأمرين: الأول أن المنتجات النباتية تحتوي أليافاً وبروتينات نباتية تقلل من امتصاص الأمعاء للزنك المتوفر في الطعام مقارنة بوجود الزنك في الطعام مع بروتينات حيوانية، حيث يسهل امتصاص الأمعاء للزنك، والثاني أن المنتجات النباتية بالأصل قليلة المحتوى منه. وللتقريب، فإن ثلاثاً من المحارات المتوسطة الحجم تحتوي حوالي 8 ملج من الزنك، أما لدى البقر فتختلف كميته في حسب المنطقة المنزوع منها اللحم، فحوالي 90 جراما من لحم الساق الهبر يحتوي 10 ملج، أما من الخاصرة فيحتوي 5 ملج، كذلك الحال في الدجاج، فالفخذ كاملاً يحتوي 3 ملج، بينما الصدر 2 ملج، ويحتوي حوالي 30 جراما من المكسرات، على 1 ملج، كذلك كوب من الحليب، و30 جراما من جبن الشيدر أو جبن موزريلا، ومثله نصف كوب من البقول. أما عن النقص في مستوى الزنك في الجسم فإنه يحصل حينما تقل كميته في وجبات الطعام، أو أن هناك ما يعيق امتصاص الأمعاء له أو زيادة فقده من الجسم، وحينما تقل نسبة الزنك في الدم عن حوالي 98 ميكروجراما لكل ديسيلتر، فإن أعراض النقص قد تظهر على الإنسان، لكن هناك كثيراً من الشكوك العلمية، كما سيأتي، تحوم حول مصداقيته، وبالتالي جدوى الاعتماد على التحاليل الكيميائية لمعرفة نسبته في الجسم، وبشكل عام تتمثل في فقد الشهية واضطرابات جهاز المناعة وبطء التئام الجروح، وتأخر النمو لدى الأطفال، وعيوب في الأجنة لدى الحوامل، بالإضافة إلى تسلخ الجلد وتساقط الشعر، واضطرابات نفسية والشعور بالإرهاق الذهني، إضافة إلى قصور في الإحساس بالتذوق أو الشم، وعلى وجه الخصوص قدرات الإبصار وارتباطها بالقدرات العقلية والذهنية، كذلك اضطرابات في اكتمال نمو الأعضاء التناسلية ووظائفها من البرود الجنسي وغيره.
شاهد أيضاً
بقع سودا غريبه برجلي بدون سبب
السلام عليكم ورحمة الله وركاته بنات انا عندي مشكله بسيطه الحمدالله وهي انو بين لي …