عدم توفر اللحوم في غذاء الرضع.. خطر حقيقي!!
http://manager.albawaba.com/img/new_sys/mediabank/4620_mb_file_0eb8c.jpg
حذرت خبيرة أمريكية في شؤون التغذية الأسر من عدم تغذية أطفالهم بالمنتجات الحيوانية خصوصا خلال العامين الأولين.
وقالت البروفيسور لندساي الين حسب صحيفة عكاظ، ان الاغذية المصنوعة من اللحوم تحتوي على مواد غذائية ليست متوفرة في أية مواد أخرى ويصعب الاستعاضة عنها.واضافت من غير الاخلاقي حجب هذه الاطعمة عن الصغار في هذه المراحل لانها مصدر للعديد من العناصر الغذائية الاساسية وأوضحت ان الدراسات أكدت ان عدم توفر اللحوم ومشتقات الحليب في غذاء الأطفال قد تكون له انعكاسات سلبية على النمو.
هذا ومن جانب اخر لقد كشف باحثون أمريكيون أن سوء التغذية خلال السنوات الأولى من العمر يؤدي إلى انحدار معدلات الذكاء لدى الأطفال وتوليد نزعة عدوانية في سلوكهم الاجتماعي تستمر معهم خلال فترة الطفولة وإلى أواخر فترة المراهقة .
وقد عزا الباحثون ذلك إلى حقيقة أن نقص عناصر مهمة مثل الزنك والحديد أو مركبات فيتامين “ب” أو نقص البروتينات يؤثر سلبا على نمو الدماغ مما يؤدي إلى نقص معدل الذكاء وينتج عن ذلك سلوك اجتماعي عدواني.
ولم تكن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها حيث كثيرا ما تعاني الفتيات الصغيرات اللاتي يرغبن في إنقاص أوزانهن باتباع برامج الحمية غير الصحية أو ترك وجبات معينة أو الاكتفاء بتناول الطعام النباتي، من قلة الفطنة وانخفاض مستوى الذكاء.
ويرى الباحثون البريطانيون أن أهم أسباب ضعف الذكاء عند هؤلاء الفتيات يرجع إلى نقص عنصر الحديد في الغذاء، مؤكدين ضرورة التغذية الجيدة والالتزام بتناول وجبات إفطار مغذية.
وأظهرت الدراسة التي عرضت في اجتماع جمعية التغذية بأيرلندا الشمالية، بعد متابعة آثار العوامل الغذائية والاجتماعية على درجات الذكاء لحوالي 595 فتاة، تراوحت أعمارهن بين 11-18 عاماً، في ثلاث مدراس مختلفة في شمال لندن، أن الفتيات ممن لديهن مستويات أقل من الحديد، سجلن معدلات أقل في اختبارات الذكاء لحوالي 10 درجات مقارنة مع أولئك اللاتي يتمتعن بمستويات طبيعية من هذا العنصر.
ولاحظ الباحثون من قسم التغذية والسكري في الكيلة الملكية في لندن، أن درجات الذكاء تحسنت بصورة مثيرة، عندما رجعت مستويات الحديد المنخفضة إلى حدودها الطبيعية.
ووجد هؤلاء أيضا أن العامل الرئيسي الآخر الذي يؤثر في معدلات الذكاء عند الفتيات هي الطبقة الاجتماعية، لأن الطبقات الفقيرة لا تحصل على حاجتها من الحديد وبالتالي فإن قلة مستوياته في الغذاء، يضعف قدرة الجسم على إنتاج خلايا دم حمر جديدة، مما يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد والذي يسبب أعراض مثل التعب والإرهاق ونقص التركيز والانتباه.
وأشار الخبراء إلى أن نقص الحديد حالة شائعة بين الفتيات المراهقات في بريطانيا، ويتجلى هذا الانخفاض بصورة كبيرة بين اللاتي اخترن الميل إلى تناول الأطعمة النباتية وسيلة لتخفيف الوزن، حيث يتناولن الجبنة يعانين من انخفاض في مخازن الحديد الكلية في الجسم، مشيرين إلى أن زيادة استهلاك الحديد لا يزيد مستويات الذكاء إذا كانت مستوياته كافيه في الجسم، ولكن لا بد من المحافظة على نسبه الطبيعية بعدم إهمال الإفطار، وخاصة الرقائق التي تحتوي على 26% من الكمية اليومية الموصى بها من الحديد.
وقال الباحثون إن المصادر الحيوانية كاللحوم الحمراء والدجاج والسمك والكبدة والبيض، والمصادر النباتية مثل الحبوب والرقائق وفول الصويا إلى جانب الخضراوات الورقية الداكنة والفواكه المجففة والمكسرات والشوكولاته، من أهم الأطعمة الغنية بالحديد، موضحين أن الجسم يمتص الحديد الموجود في اللحوم بصورة أكثر سهولة من الحديد الموجود في مصادر أخرى.
وينصح خبراء التغذية الأشخاص الذين يحصلون على الحديد من الخضراوات والحبوب فقط، بشرب عصائر الفاكهة مع وجبات الطعام، لأنها غنية بفيتامين “سي” الذي يمتص الحديد في الجسم وتجنب تناول الشاي والقهوة التي تعيق امتصاصه.
هذا يؤكد ما قاله خبراء في الصحة أن نقص عنصر الحديد هو اكثر الاضطرابات الغذائية شيوعا لدى الأطفال حديثي الولادة في بريطانيا إذ انه يصيب واحدا من بين كل أربعة رضع.
حيث طرح الخبراء خلال مؤتمر صحي بعنوان (المؤتمر الوطني حول نقص الحديد لدى الرضع والأطفال) مبادرات جديدة للتعامل مع هذه المشكلة مثل نشر وعي ثقافي أفضل في المجتمع وتوفير أغذية غنية بالحديد للأفراد العاجزين عن الحصول عليها. وتشمل أعراض نقص الحديد لدى الأفراد فقدان الشهية والنعاس وبطئ النمو والتطور الذهني والاضطرابات السلوكية.
وتحوي اللحوم الحمراء والمشتقات الحيوانية كميات عالية من الحديد بيد أن الدراسات أثبتت أن حليب الأبقار يحوي نسبة منخفضة من الحديد والنصيحة الخالصة التي يوجهها خبراء الصحة هي عدم اقتصار الغذاء الرئيسي للرضع ممن تقل أعمارهم عن 12 شهرا على الحليب وتناول مركبات الحليب وغيرها الغنية بالحديد إلى جانب حليب الأم. وكلفت الحكومة البريطانية (لجنة الاستشارات العلمية للتغذية) في المملكة المتحدة بالنظر في المشكلة وتقديم تقرير حولها بحلول عام 2004 .
http://www.smartgiftsolutions.co.uk/images/misc/baby-pic.jpg