فتح قلبه لـ “الاقتصادية” قبل مغادرة الرياض بدقائق .. البرازيلي إيلتون:
عرفت قيمة البطولات مع النصر .. جماهيره أبكتني .. ماجد أحزنني .. والهلاليون يحبونني
حاوره: إبراهيم بن محمد
بحنين المحب وشوق العاشق وترقب الخائف، حزم البرازيلي إيلتون خوزيه قوميز نجم فريق النصر الكروي الأول، البارحة حقائبه متوجها إلى بلاده لقضاء إجازته السنوية، دون أن يعرف مصيره مع الفريق الأصفر، هل يعود؟ أم أنه الوداع الأخير؟ وذلك عبر الخطوط التركية في رحلة سير (الرياض ـ إسطنبول ـ ساو باولو). وكان في وداع “الصغير المكير” في مطار الملك خالد الدولي (صالة السفر رقم 3) مواطنه ورفيق دربه إيدير قواتيريز مدافع النصر الذي ضمن الاستمرار في صفوف الأصفر موسما آخر، وصديقه الدائم خالد السبيعي الذي رتب للحوار وقام بدور الترجمة لـ “الاقتصادية” مشكورا.

سامي الجابر في حديث باسم مع إيلتون.
ورغم أن مصير إيلتون مع النصر غامض وتلفه الشكوك والقيل والقال، إلا أن الفرحة علت محياه وهو في الطريق إلى بلاده تلهفا لرؤية ابنه البكر حديث الولادة، ولتأكده أنه عائد لا محالة وأنه سيفتقد النصر، حيث قدم شكره لموظفي مطار الملك خالد الدولي الذين أنهوا إجراءات سفرة سريعا، وتعاملوا معه بشكل جيد، وقال ضاحكا “رغم أنهم ذوو ميول هلالية، لكن ساعدوني”. “الاقتصادية” التقت اللاعب قبل السفر، وأجاب عن استفساراتها التي تجدونها في ثنايا الحوار التالي:
إيلتون والزهراني وخيري يحتفلون ببطولة الأمير فيصل بن فهد الموسم الماضي.
موسمان قضيتهما مع النصر، هل هي نهايتك مع الفريق الأصفر؟
لا .. لم تنته علاقتي بالنصر، سأعود بعد 55 يوما، وسأكون مع الفريق، وهذه أمنيتي.
الأخبار تؤكد أن مغادرتك هذه السعودية دون عودة إلا لغير النصر؟
غير صحيح، الأرجنتيني أدقاردو باوزا أبلغني بضرورة عودتي عقب تمتعي بالإجازة والاطمئنان على أسرتي، وربما تحضر معي كذلك، لكن أن أعود لغير النصر فهذا هو المستحيل.
أنت تبالغ في حب النصر وجماهيره حتى بعض اللاعبين المحليين لا يتكلمون مثلك، هل أنت تبحث عن قلوب الجماهير بهذا الحب المصطنع؟
حبي النصر حقيقة، أي لاعب وخاصة الذي يحضر من خارج البلاد ويجد ما وجدته سيعشق النصر، ففي هذا البلد اكتشفت شريكة حياتي وتزوجتها، وفي هذا البلد الكل يحبني حتى مشجعي الهلال الند التقليدي لفريقي، وأتكلم مع الجميع خارج الملعب بكل حب، فأنا أخرج من المنزل وليس في بالي أي مكان أقصده وأجد الجميع يرحب بي ويريد قضاء أحلى الأوقات معي، دخلت منازلهم وجلست مع أصدقائهم نصراويين وغيرهم، وتناولت معهم وجباتهم التي يتناولونها عادة كنت بالفعل صديقا، ذهبت لأماكن كثيرة جميلة مع الجماهير خارج المدينة في الثمامة، المخيمات، وكذلك المدينة القديمة (الدرعية)، جلت في مزارع عديدة وأكلت التمر وشربت القهوة مع كبار السن، وركبت الجمل لأول مرة في حياتي والذي كان حلمي، وتناولت وجبات شعبية تعودت عليها وأعشقها، وجدت في النصر شيئا عظيما، جمهورا يحبك لدرجة الجنون، يحضر من مكان بعيد ليقدم لك هدية، أنا أبكي كثيرا حينما أجلس وحدي وأشاهد ماذا يقدم لي الجمهور، صحيح حققت بطولة واحدة لكني كسبت قلوبا كثيرة.
الآن أنت راحل، هل قدمت لهم ما كنت تطمح أو ما يستحقون؟
للأسف لا، وخاصة في مباراتنا الأخيرة مع الهلال، وفي الدقائق الأخيرة وحينا شاهدت الجماهير تغادر حزنت كثيرا جدا، وتذكرت البطولات الذي ذهبت منا، وقلت ذلك لعدد من اللاعبين في الملعب وخارجه، حتى لاعبي الهلال سمعوني، وقلت ذلك للروماني رادوي لاعب الهلال، تمنيت أن أسجل هدفا من أجلهم فقط ليس من أجلي.
مع إيلتون حقق النصر بطولة بعد غياب دام أكثر من تسعة أعوام، فما شعورك؟
لم أعرف قيمة البطولة كوني حققت بطولات مع غير النصر إلا في يوم النهائي، كان الجمهور صاخبا جدا حتى مع الأهلي والشباب لم أشاهد هذا الجمهور وهذا الحضور من الفريقين، ولكني أتكلم هنا عن النصر، شاهدت دموع الجماهير من قبل المباراة، جعلتني أعشق هذه الجماهير، غريب أمرهم، يحبون فريقهم لدرجة الجنون، لم أتصور أن أجد خارج البرازيل أو أمريكا الجنوبية جمهورا بهذه الصورة، يحب فريقه رغم أنه لا يحقق بطولات، يخسر ويزيد الجمهور، يفقد لقبا وأشاهد جمهور من صغار السن، بحق هو جمهور عظيم، أتمنى أن ألعب في فريق في حالة عدم توفيقي معه الموسم المقبل يملك مثل هذا الجمهور.
ـ جميع جماهير الأندية تحب فريقها؟
ـ الجماهير السعودية تحب كرة القدم بشكل عام وتحب ناديها، لكن جماهير النصر تحب النصر بشكل آخر، شاهدهم عندما نفوز ونسجل الأهداف.
ـ لو خيرت بلاعب واحد من الأربعة الأجانب، وأنت منهم لتمثيل الفريق الموسم المقبل، فمن تختار؟ ـ البرازيلي إيدير، فهو مكسب حقيقي جدا للفريق.
ـ لماذا لم تختر المصري حسام غالي؟ أم هذا بسبب خلافك معه؟ ـ
غالي لاعب كبير واحترف في الدوري الإنجليزي، وهو حال العماني حسن ربيع نفسه كمهاجم كبير، لكنهما لم يوفقا عكس إيدير الذي تألق وأثبت نفسه، وقصة خلافي مع غالي في مباراة الهلال الأخيرة كانت بسبب الحماس الزائد ورغبته في أن يكون أفضل مني كوني دخلت في تحد معه لكن تحول التحدي بسبب ضغط المباراة وأهميتها إلى مشكلة، لكن في غرفة الملابس انتهى الأمر وتصالحنا.
حسن ربيع يتهمك بأنك أنت السبب في عدم نجاحه مع النصر؟
هو يقول طريقتي لا تخدمه، ولو كان كذلك لما لعبت مع هذا المدرب القدير ومع باقي المهاجمين، أنا صنعت أهدافا للاعبي وسط ودفاع، ألا أصنع لمهاجمين؟! لعبت مع سعد الحارثي، ومحمد الشهراني وتألقا وسجلا أهدافا، ربما هو لم يفهم طريقتي، وفي الأخير هو لاعب كبير لكنه لم يوفق أبدا، والدليل أنه لم يسجل أي هدف وهذا تأكيد أني لست السبب، حيث لعب عدة مباريات من غير إيلتون.
ماجد عبد الله الذي يعد أسطورة النصراويين، انتقدك كثيرا وطالب بإبعادك، ما ردك؟
أنا أعرف ماجد، وأعرف مكانته لدى النصراويين، وأعرف جدا أن رأيه مؤثر ويمكن أن يتحول إلى قرار كونه نجما تاريخيا في هذا النادي ولاعبا كبيرا في السعودية سابقا، ويستحيل أن أنتقده لأني متأكد أنه يحب النصر ويعشقه، وقدم لي نصيحة ووعدته بأن آخذ بها، أتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع، زرته في منزله قبل مواجهة الهلال الأخيرة لتقديم واجب العزاء له في وفاة والدته، وكنت حزينا من أجله.
هل افتقدتم سعد الحارثي؟
نعم، وكثيرا جدا، فهو لاعب كبير وحاسم يسجل ويصنع، ويملك روحا تكفي فريقا بأكمله، حتى لو خسرنا والحارثي معنا الوضع مختلف، لاعب تعشقه الجماهير كلها وتردد اسمه كثيرا حتى وهو غائب، يملك سرا مع الجماهير لا أعرف فك شفرته حتى الآن، يملك شعبية خاصة به غير جماهير النصر تحضر للملاعب من أجله فقط.
من أكثر إداري يحبه إيلتون؟
طلال الرشيد المشرف العام على الفريق، وحمود الشهري إداري الفريق، فهذان الشخصان يتعاملان معي بشكل مميز ويسألان عن حالي يوميا، إضافة إلى رئيس النادي ونائبه وجميع من يحضر للنادي لكني ذكرت طلال والشهري لتعاملهما الشخصي معي داخل النادي وخارجه وكون لهما وقفات خاصة معي، أما النادي فالجميع يقدم خدماته.
لو طلب منك ناد برازيلي أن تحضر لاعبا للاحتراف في البرازيل، من تختار؟
ريان بلال.
وما قصه العروض القطرية؟
تلقيت عرضين، ولكن لا أريد أن أتحدث عن شيء حاليا لأني مازلت لاعبا نصراويا.
لماذا سافرت مبكرا، ولم تغادر مع زملائك المحترفين الأجانب؟
المدرب سمح لي، والمفترض أن أغادر غدا (اليوم)، لكن المدرب سمح لي بالمغادرة وأجريت اتصالا بصديقي خالد السبيعي، وشرحت له الموقف – ولله الحمد -، وجدت سير رحلة إلى بلادي ممتازا وأفضل من خط سير رحلتي السابق.
منقول