اختلف العلماء في مسألة السبحه إلى جواز استعمالها مع قولهم بأن التسبيح باليد أفضل وعدّها بعضهم من البدع .
_ قال شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتاوى ( 22/187) : وربما تظاهر أحدهم بوضع السجادة على منكبه وإظهار المسابح في يده وجعله من شعائر الدين والصلاة ، وقد علم بالنقل المتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكن هذا شعائرهم وكانوا يسبحون ويعقدون على أصابعهم كما جاء في الحديث :” اعقدن بالأصابع فإنهن مسؤولات مستنطقات ” وربما عقد أحدهم التسبيح بالحصى أو نوى .
والتسبيح بالمسابح من الناس من كرهه ومنهم من رخّص فيه لكن لم يقل أحد : أن التسبيح به افضل من التسبيح بالأصابع وغيرها أ.ه .
_ في سؤال لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( اللقاء المفتوح 3/30) عن التسبيح بالمسبحه هل هي بدعه فأجاب :
التسبيح بالمسبحه تركه اولى وليس ببدعه لأن له اصلا وهو تسبيح بعض الصحابه بالحصى ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى أن التسبيح بالأصابع افضل وقال : اعقدن_ يخاطب النساء_ بالانامل فإنهن مستنطقات ” فالتسبيح بالمسبحه ليس حراما ولا بدعه لكن تركه اولى لأن الذي يسبح بالمسبح ترك الاولى وربما يشوب تسبيحه شيء من الرياء لأننا نشاهد بعض الناس يتقلد مسبحه فيها الف خرزه كأنما يقول للناس : انظروني إني اسبح الف تسبيحه ، ثالثا : أن الذي يسبح بالمسبحه في الغالب يكون غافل القلب ولهذا تجده يسبح بالمسبحه وعيونه في السماء وعلى اليمين وعلى الشمال مما يدل على غفله قلبه فالاولى أن يسبح الانسان بأصابعه والاولى ان يسبح باليد اليمنى دون اليسرى لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه ولو سبح بيديه جميعا فلا بأس لكن الافضل ان يسبح بيده اليمنى فقط أ.ه .
_ وقال الشيخ محمد ناصر الدين الالباني في السلسله الضعيفه (1/110) عند تخريجه لحديث “نعم المذّكر السبحه ” ثم إن الحديث من حيث معناه باطل عندي لأمور :
الاول ان السبحه بدعه لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده صلى الله عليه وسلم فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم اصحابه على امر لا يعرفونه ؟ والدليل على ماذكرت ماروى ابن وضاح ” في البدع والنهي عنها ” عن الصلت بن بهرام قال : مر ابن مسعود بامرأه معها تسبيح تسبح به فقطعه والقاه ، ثم مر برجل يسبح بحصا فضربه برجله ثم قال : لقد سبقتم ركبتم بدعه ظلما ، ولقد غلبتم اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ، وسنده صحيح إلى الصلت وهو ثقه من اتباع التابعين .
الثاني : أنه مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمرو : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه ، وقال ايضا ( 1/117 ) ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحده وهي انها قضت على سنة العد بالاصابع او كانت مع اتفاقها على انها افضل لكفى فإني قلما ارى شيخا يعقد التسبيح بالانامل !.
ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعه ، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالمسبحه ! وبعضم يعد بها وهو يحدثك او يستمع لحديثك ! وآخر ماوقعت عيني عليه من ذلك منذ ايام انني رأيت رجلا على درج عاديه يسير بها في بعض الطرق المزدحمه بالناس وفي إحدى يديه سبحه !يتظاهرون للناس بأنهم لايغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ماتكون هذه البدعه سببا لإضاعة ماهو واجب فقد اتفق لي مرارا وكذا لغيري انني سلمت على احدهم فرد عليّ السلام بالتلويح دون ان يتلفظ بالسلام ومفاسد هذه البدعه لاتحصى فما احسن ماقال الشاعر :
وكل خير في اتباع من سلف ******* وكل شر في ابتداع من خلف
منقول