فقدت الروح وبقي لي جسد بلا روح


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم فراشات
انا حبيت اشارك بهالمسابقه لكن مو بقصتي انا بقصة صديقتي وبنزلها بس من غير ماتدري
لان القصه الصراحه اثرت فيني كثير وعجبتني واتمنى انها تنال اعجابكم
مثل مانالت اعجابي
اترككم مع القصه بلسان صديقتي
واتمنى انها ما تزعل وعلى فكره
هي معنا بالمنتدى واسمها ( الريشه الملونه)

.
.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

(( فقدت ُالروح وبقي لي جسد بلا روح ))
مع إشراقة شمس يوم عيد الأضحى لعام 1426هــ
الكل استقبل هذا اليوم بالبسمة والفرح والتفاؤل إلا أن في منزلنا كنا نعيش أجواء مختلفة..
في ذالك اليوم الذي سُطرَ تاريخهُ في ذاكرتي كنت فرحه ومسرورة باستقبال العيد إلا أنه أتى من يعكر هذه الفرحة بالصدمة الأليمة..
الساعة الآن تشير إلى الخامسة والنصف صباحاً،والدي يرتدي ثوبه الجديد ويتطيب بأطيب ما لديه مستعداً لصلاة العيد،وخرج متوجهاً إلى باب المنزل للخروج وفي هذه اللحظة حدث ما لم يكن بالحسبان ،سقط أبي مغشياً عليه،الأوضاع ارتبكت الكل تفاجئ ء ء بما حصل !!
جاءت الإسعاف ونقلته إلى اقرب مستشفى ذهب إخوتي معه وبقيت أنا ووالدتي في المنزل لا ندري ماذا حدث ،فعلامات الاستفهام ملأت عقلي فلم أجد لها جواباً؟!!
ومر الوقت والحزن يجره دقيقه تلو دقيقه.سألت أمي: والدي ماذا حدث له؟لماذا حدث بنا هكذا؟! لماذا أرى الحزن أسدل ستاره على منزلنا في هذا الصباح المشرق بكل جديد؟!
ومر الوقت والساعة الآن تشير إلى العاشرة صباحاً ،وأخوتي لم يحضروا بعد!!،بدا
الخوف يسكن قلبي، فلماذا تأخروا؟!!
اتصلت على أخي باسل وأخبرني بأن والدي به حرارة بسيطة وسيخرج قريباً بإذن الله.
أغلقت سماعة الهاتف وإحساسي يقول غير ذالك أحسست بأن صوت أخي متغيراً جداً .
جلست أنا ووالدتي وأخواتي فكل واحدةً منا لديها استفهامات تريد الإجابة عليها؟!!
ومر الوقت والساعة الآن تشير إلى الثانية عشر مساءً ومازلنا على نفس الوضع،المجلس يعمه الصمت الهدوء ،
وفجأة سمعت باب المنزل يفُتح،ذهبت إليه مسرعه فوجدت أخي مهند قد عاد بمفرده
سألته: ماذا حدث؟وما المشكلة؟ولماذا لا أرى والدي معك؟!
رد علي قائلاً:والدي حالته الصحية متدهورة قليلاً ويحتاج للجلوس في المستشفى عدة أيام.
صعقت عندما سمعت هذا الخبر الذي كان بداية لمأساتي ،أيعقل أن يكون عيدنا بلا أب؟!!!
ومر الأسبوع الأول ونحن لا نعلم عن والدي سواء به حرارة بسيطة وسيخرج بإذن الله.
يا إلهي نفذ الصبر أسبوع كامل في المستشفى وعيناي لم تراه!!
اتصلت على أخي مهند وأخبرته وأصررت عليه بأن نذهب لوالدي ،كان رافضاً بالبداية
ولكن بإصراري
عليه وافق بالنهاية.
وفعلاً ذهبنا وليتنا لم نذهب ،دخلنا عليه وإذا بجسم نحيل يرتدي ثوب المستشفى الأزرق والأجهزة
من كل مكان على جسده النحيل، وبدأت عيوني تذرف بالدموع من غير شعور
مني ، فهذا ليس أبي الذي كان قبل أسبوع!!
هدأت قليلاً ولكن مازلت أتساءل ماذا حدث له؟!
أخبرنا أخي بأنها أصابته جلطه دماغيه أدت إلى سكته كلاميه وسيستغرق جلوسه في
المستشفى شهراً كاملاً!
صدمت كثيراً أخذت امسح دموعي لكي لا يراني أحد..طلبت من أمي أن نعود للمنزل ،
وفعلاً ذهبنا للمنزل ودخلتُ غرفتي وأغلقت علي الباب وأخذت أبكي بحرقه وأنا أتساءل
هل سيعود أبي كما كان؟!!
حاولت أن أتناسى ما رأيت لكني لم أستطع،فجاهدت نفسي وعقلي وعزمت أن أنسى.
ومر أسبوعين وأنا لم أرى والدي ،ذهبت لوالدتي وأخبرتها بأني أريد الذهاب لأبي
فلقد اشتقت إليه كثيراً وفعلا لبت أمي طلبي وذهبنا لأبي فقد كنتُ متشوقة جداً لرؤيته..
دخلنا غرفته التي كان فيها وسلمت عليه وقبلت رأسه ويده،نظرتُ له فعيناه تملأها تقاسيم
التعب والإرهاق،أحسست بأنه تغير علي كثيراً فقبل ثلاث أيام لم يكن أنبوب التغذية
مركباً بأنفه!!
سألت أخي :لماذا أرى الأنبوب هنا؟!!
أخبرني بأنهم وضعوه هنا بأنفه لأنه لم يعد يستطيع أن يأكل ويشرب من فمه.
حزنت كثيراً على حاله..خرجنا من غرفته وسرنا للمنزل وأنا مازلتُ أتساءل هل سيدوم حال
أبي هكذا!!
ومر شهراً كاملاً ..
وأخيراً حان موعد خروج والدي ،كنت أتوقع أن حالنا سيرجع كما كان ولكن توقعي
كان ليس بمحله.
في يوم الخميس الموافق 15/1/1427هـ كان هذا اليوم بداية لصدمه أُعايش لحظاتها إلى
يومي هذا !!
أتى والدي في مغرب هذا اليوم لكنه عندما خرج من المنزل قبل شهر لم يكن هو نفسه
بعد شهر!!
تفا جئت كثيراً بما رأيت..رأيته جسماً نحيلاً على عربة متحركة.لم أتخيل في حياتي أني
سأرى والدي يوماً بهذا المنظر !!للأسف لم أكن أستطيع أن أتحكم بمشاعري ،أخذت
دموعي تنهمر بغير شعور مني.
مر هذا اليوم وأنا كل يوم أحس بفقد أبي أكثر وأكثر. بل أصبح جسد بلا روح، لا يتكلم ، ولا ينطق ،بل أصيح لا يأكل من فمه!!
أصبح لا يستطيع أن يحرك جزء من جسمه سواء يده اليسرى فقط،وسائر جسده لا يستطيع
تحريكه أبداً..
مضى على حالنا هذا سنتان ووالدي لم يتحسن ولم يتغير..
سنتان لم أسمع صوته ،سنتان لم أراه يوماً واقفاً على رجله!! بل أصبح عندي رؤيته واقفاً
على رجله حلماً أحلم به كل يوم وكل ساعة ولكن لا اعلم متى سيتحقق هذا الحلم؟؟!!
الوضع في منزلنا تغير كثيراً..
أصبح كشمعة بلا ضوء فالشمعة لم تعد تضيء لنا ..
عندما أنظر لعيناه أرى بها كلمات وحروف تريد الإفصاح عما بداخلها لكن هناك من
يمنعها من الإفصاح!
والدي الحياة ليس لها طعم بدون صوتك في المنزل ،هل ستسمعه مسامعي بعد سنتان من الحرمان؟!
لم يعد هناك عندي إحساس لا بفرح ولا بغيره ،وكيف أفرح ووالدي يعيش لحظات الألم
بكل ما فيها!!

هذه هي قصتي ،فهل صحيح إني فقدت الروح وبقي لي جسد بلا روح!!
((أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين))
وأن يعيد حياتنا كما كانت فلا حـــــــــــيــــــــــاة بلا أب ..





عن Suhaya kudo

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …