فتاة جاءهاأتصال من إحدى صديقاتها تخبرها أنه لزوم تذهب لمكان ما وهي تعرف هذاالمكان
بعد هذا الاتصالأصابها التردد كثيراً في إتخاذ الأمر، فقد كانت خائفة من الذهاب لذلك المكان، لكنهاتذكرت قريبة لها قد ذهبت إليه مسبقاً
فقامت بالاتصالبها فوراً وسؤالها لها عن أحوال ذلك المكان بالضبط، فأخذت قريبتها في سرد مايطمأنها وهدّأت من روعها وقالت أني أعرف سبب خوفك من ذلك وهو ما تسمعينه من البعضحول ما يحدث في ذلك المكان من بعض الأشياء التي تحزن المرء ولكن ذلك قليل وهي تقعمن بعض ممن يجهلون أحوال ذلك المكان، أما أنا وقريباتي أيضاً وممن تعرف التعامل معواقع حال ذلك المكان فيستحيل إلا أن يشاء الله أن يقع لنا ما وقعلأولائك
ثم أخبرتها بأمورأرتاحت نفسها كثيراً معها. بعدها عزمت الأمر وذهبت لذلك المكان، ومكثت أيام قلائل،فلما عادت تغيّرت نظرتها كثيراً عن حال ذلك المكان عما كانت عليه قبل الذهاب له، بلأصبحت فيما بعد هي ممن ترغّب لمن لم تذهب إليه بالذهاب إليهفوراً.
أنتهت القصةالتخيّليّة لكنها تحي حال الواقع، لكن بقي أن تعرفن أين هو ذلك المكان الذي تغيّرتنظرتها له بعدما كانت خائفة من الذهابإليه
إن ذلك المكانهو:
–
–
–
–
–
–
–
–
” المشاعر المقدسة “
نعم نحن على أبواب هذا الموسمالعظيم وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، هذا الركن الذي تهفو إليه القلوبالمسلمة وتلبي له الأفئدة المؤمنة الموحدة على اختلاف أجناسها وتعدد ألوانهاواختلاف قبائلها وأنسابها قائلة: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمدوالنعمة لك والملك لا شريك لك مستجيبة لذلك النداء الذي أذّن به أبونا إبراهيم عليهالسلام فجاءت قوافل المؤمنين من كل فج عميق ليطوفوا بالبيت العتيق – وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْبِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِالسُّجُودِ “26” وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىكُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ “27”.
هذا المنسكالعظيم الذي للأسف تقاعس الكثير في أداءه مع استطاعتهملذلك
البعض منكن تنظر لمن تذهب إليهأنها بين الحياة والموت لما قد ترى أو تسمع ما يحصل عند الجمرات مثلاً وهذا تلبيسإبليس عليها لكي يصدّها عن أداءه حتى تكون على خطر عظيم وهو تركها لأداء هذهالفريضة
وحقيقة أقولها كم تذهب الكثيراتلأداء هذه المنسك العظيم وهن يفكرن كيف سيكون حالهن هناك، ولكن والله بعد العودةتقولها بكل وضوح وشفافية مطلقة
والله لم أتصوّر أن الحج بهذهالسهولة، فقد كان في مخيلتي أشياء ولكنها اندثرت أمام الأمرالواقع
وأصبحت بعدهاتتشوّق للذهاب مرة أخرى بل مرات أخر
ونحمد الله عز وجل أن قد تيسّرتأمور أداء الحج كثيراً كثيراً وفي كل عام يتيسّر أكثر فقد شاهدتم وشاهد الجميع حجالعام الماضي، فجزى الله خيراً كل من كان له يد في تسهيل أمور المسلمين
إنها رسالة إشفاق والله لكلمستطيعة ولم تحج حتى الآن تذكري أنكِ والله على خطر عظيم وعظيم جداً، فلا تعلمي متىتوافيك المنيّة وقد يكون هذا العام هو آخر عام تدركين فيهالحج
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “بادروا بالأعمال سبعاً هل تنتظرون إلا فقراً منسياً أو غنىمطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائبينتظر ، أو الساعة فالساعة أدهىوأمر“
وقد وجّه سؤال إلى سماحة الوالد عبدالعزيز بن باز ” رحمه الله ” جاء فيه:
ما حكم من أخّر الحج بدون عذر وهوقادر عليه ومستطيع؟
منقدر على الحج ولم يحج الفريضة وأخره لغير عذر، فقد أتى منكراً عظيماً ومعصية كبيرة،فالواجب عليه التوبة إلى الله من ذلك والبدار بالحج؛ لقول الله سبحانه: وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِسَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ. سورة آل عمران آيه 97، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسولالله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت))متفق على صحته، ولقوله صلى الله عليه وسلم، لما سألهجبرائيل عليه السلام عن الإسلام، قال:((أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليهسبيلاً))أخرجه مسلم في صحيحه، منحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه. والله وليالتوفيق.
فما هو عذرك أمام ملك الملوك يوم أن تقفين بين يديه عزوجل
تذّكري الأن خطورة ذلك الأمر جيّداً قبلفوات الأوان ثم الندم بعدها لا فائدة فقد ذهبت عليكالفرصة.