\ قالَ الله – عزَّ و جل – : “وَ مَا يستوي الأعمى و البصير” \ كوني بعد خروجك أفـضــل




.

.
.


السـلام عليـكم و رحمـة الله و بـركاته


قالَ اللهُ تعالى : ” وَ مَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَ البَصِير ” ..





.
.
.
.
.
.
.
.
.
.



هنيئاً لنا هِمَمُنا ” الهَابِطَة “, و هنيئاً لَهُم على ” عجزهم ” هِمَّتَهُم ..
التي ما عانقت بـ ” العِزِّ ” إلاَّ السحاب ..



هنيئاً لنا ” غفلتنا “, و تقصيرنا المُريـع, و هنيئاً لهم ” صحوتهم ” و نجاحُهُم ..
هنيئاً للقلوبِ الغافلة ” غفلتها السقيمة “, و هنيئاً للقلوب الواعية “ وعيها العَظيم ” ..





رَجُل, أبكانـي حتَّى استحقرتُ نفسي, فـ ما عُدُّتُ أراني ” شيئاً ” ..
حفظنا ” قليل, ” ذاكرتنا ” ملئى بالهموم الدنيوية, و ” عقولنا ” في إجازة ..



أمَّا هُم, ما كانَ لهم ” النقص ” إلاَّ كمالاً, و ما كانتَ لَهُم ” الحاجة ” إلاَّ ” جمالاً ” ..
ليسوا مُعاقي عقول كـ ” أكثرنا “, بل إعاقتهم في أجسادٍ فقط ..
أمَّا ” عقولهم ” على ما حرمهم الله, فـ هي أكمل و أجمل من عقول أكثر ” الأصحَّاء ” ..


فـ ما عُدنا أمامهم ” شيئاً “, بل نحنُ أمامَ علمهم و سمو أرواحهم ما عُدْنا إلاَّ ” صِفْراً ” ..



فـ ” العاقِلُ ” من جابههم ..
و استماتَ في تحقيق أعلى طموحٍ ممكن, يُوصِلُهُ إلى ما توصَّلوا هُم إليه ..


لا يُفَكِّر في ” عافيته “, دون أن ” يستغلها “, بل يُفَكِّر كيفَ هُم على النقصِ ” عَلُو ” ..




انظروا بـ “ قلبٍ صَحْو “, و ” عقلٍ واعِ ” هُنا :





لو أنَّ هِمَّتهُ كانت بـ ” الغناء ” لما دَمَعَت له ” العيونُ الغافلة ” ..
و لو أن هِمَّتَهُ كانت بـ “ اللهو و العبث “, لما استحقرنا أمامه ” أنفسنا ” ..



بل ما اعتلى بـ ” العِزِّ ” إلاَّ بـ ” القرآن “, حين تذكَّر و تدبَّر أن بالقرآن تَعلو النفوس ..
و تهيم بـ ” الحب ” في سماءاتِ الراحة و الطمأنينة ..


حيثُ تفتقدُ أكثرُ النُّفوس اطمئنانها, بـ ” بُعْدِهَا ” عن الرحمانِ الرحيم..





مثله كـ مثلِ من ” صَحَّ عقله ” و ” نَشِطَ بَدَنُه ” ..
لكن على هذا, آثَرَت ” نفسه ” البقاء في وحلِ ” العجز ” و ” التبلُّد الذهني ” ..



ينظرُ إلى ذاكَ و ذاك, نَفْسُهُ واعيـة لكن قتلها العجز, و روحه نَشِطَة لكن قتلها الكسل ..
يتمنى أن يُصْبِحَ كـ ” فلانٍ ” و ” فلان ” ..
ممن ضاعوا و ضيَّعوا حياتهم في العبثِ و المعاصي ..



لا يقرأونَ القُرآنَ إلاَّ ” عجلةً “, و لا يكرمون أنفسهم بـ ” ختمه ” إلاَّ نادراً ..
في شهرٍ واحد, هو ” رمضان ” ..



ما صحَّت عقولهم, كما صحَّت عقولُ من يتهمهم أكثرُ البشر بـ أنهم ” ناقصون ” ..
بل هُم بـ ” الكمالِ قد تسامُوا “, و ما النقصُ المُلازِم لـ جميع البشر إلاَّ الأنبياء ..
أمامَ تِلكَ الفئة إلا ” جمالاً ” ..



لأنهم وَعُوا, و علموا كيفَ يعتلون بـ أنفسهم إلى هاماتِ السُحُب ..
و إن كانوا في أعينِ البشر ” عاجزين “, فـ إنَّ لهم عند الله بما حملت قلوبهم ” أجراً ” ..
لن يطاله أكثرنا, بما صحَّت به أبداننا, و ضاعت معه ” عقولنا ” ..





تتشتَّت القلوب, و أمامَ ” وعيهم ” و عجزنا تتبعثرُ الكلماتُ و تنهمرُ الدموعُ ألماً ..
على ما ضيَّعنا من أوقاتٍ كانَ يحقُّ و يجدر بنا أن نستغلها في بناءِ قصرٍ في جنان الخُلْد ..
و زرع نخلةٍ فيها, و كسبِ كنزٍ من كنوز الجنة بـ ” ذكرٍ لله ” ..



لكن تجارتنا ” كاسدة “, ما تاجرنا مع الله تجارةً لن تبــور ..
بل تكاسلنا و ما وثقنا أبداً, عجزنا و ما عُدنا نرى سوى ” تفاهاتِ الأمور ” ..


نحن :


نضغطُ على أنفسنا في المكوثِ بالتفكير في همومنا, لـ نستخرِجَ دموعاً فقط ” ..


أما هُم :


يضغطون على أنفسهم بـ قلوبٍ متشوِّقة, لـ يستخرجوا عقولاً حافظة لـ كتاب الله ” ..


نحن :


نبكي أعواماً مَضَت, دون أن نلجئ بالتفكير فيما بعدَ هذه الدنيا التافهة ” ..


أمّا هُم :


يبكون نِعَماً ما كتبها اللهُ لهم, فـ لا يجعلوا دموعهم هذه إلاَّ دافعاً في المُضِيِّ قُدُماً نحو الجنان أكثراً فـ أكثر


نحن :


نُفكِّر بالمفقود, و ننسى الموجود, ولا نشعر بـ أَنْعُمِ الله إلاَّ حين افتقادها لـ نبكي عليها مُجَدَّداً ” ..


أمَّا هُم :


فكَّروا بالموجود, و لم يبكوا على المفقودِ بـ دموعٍ يائسة, بل طمحوا لـ أن يصلوا للعُلا بأي طريقةٍ كانت ” ..



نحنُ نبكي حرصهم, وغفلتنا, و تدمعُ أعيننا على فُرَصٍ ضيَّعناها ..
أمَّا هم فـ استغلوها رُغمَ مالدينا من قُوى ليست لديهم ..



تسامت أرواحهم حينَ عرفوا ربَّهُم, و تعالت نحو الجنان ..
فـ نسوا ما فقدوه, و قد عوَّضهم ربُّهم بـ بصيرةٍ ليست عند غيرهم من الأصحَّاء ..


فـ سبحان مُقَلِّب القلوب و واهب الرزق و النِعَم



ما افتقدَ إنسانٌ نعمةً هي عند غيره, إلاَّ عوضه الله بـ نعمةٍ هي أفضلُ و أنقى ..
و ما سَلَبَ الله من عبدٍ ما يُحِبُّ و هو رَبُّهُ و مَرْجِعُهُ إلاَّ عوَّضَهُ بـ ما هُوَ خير ..




بعد هذه المقارنات, لا تتحطَّم, و لا تجعلنَّ اليأسَ يَدُبُّ في قلبكَ فـ تستوحش دنياك ..
بل اسعى كما سعوا لـ ” الأفضل ” ..


وَ كُن بـ ” حق “, شاكراً لـ نعم اللهقولاً و فعلاً ” ..




حينَ تفتقدُ ما تُحِب, و يسلب منك الله نعماً, لا تسقط على وجهك ملوماً مدحوراً ..
بل انهض, و استفد مما في يديكَ بما ينفعك, لأن ما قد ضاع ضاع ..
و لا ينفعُكَ إلاَّ لحظتكَ هذه ..



لا تبكي النِّعم التي ما استغلَّيتها, بـ دموعٍ يائسة, دونَ أن يكونَ لك في هذه اللحظة ..
قراراً ذا قُوَّة, يقلب على شياطينك حياتهم, لـ تُنيرَ في عينيك دُنيا قد أظلمت بـ ضعف بصيرتك ..


الجنَّة تنتظرك, فـ كن ذا استحقاقٍ لَهَا ” =)





لا مجالَ لـ مقارنة ضعافِ الهِمَم بـ من تسامت أرواحهم إلى الأعلى ..
فـ كوني أفضل بعد خروجك





حدِّدي بعد موضوعي هذا, هل أنتِ مِمَّن يتأثرون باللحظةِ فقط .. !!
أم أنَّكِ مِمَّن يستمعونَ القولَ فـ يتَّبعونَ أحسنه ؟!





أتمنـــى صحوةً لا تأثيرَ لحظةٍ, تصبحُ بعد خروجكم من هُنَا هباءًا منثوراً ..
لا شيءَ صعب إلاَّ على ذوي الهِمَّة الهابطة, فـ من أي الصِّنْفِ أنتِ ؟! “


أختكم : خلود بنت محمَّد




عن egyptian beast

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …