مرحلة ما قبل دخول المدرسة
هذه السنوات الثلاث هامة جداً بالنسبة لنمو الطفل بشكل شامل.
بدءاً من سن سنتين – السن المزعجة عندما يبدأ الأطفال يتدربون على الاستقلالية،
ووصولاً إلى اليوم الأول فى (kg 1) يواجه الآباء مخلوقاً
صغيراً مفعماً بالطاقة والحيوية. يقع الكثير من الآباء فى خطأ اللجوء إلى
التليفزيون لتهدئة أطفالهم فى تلك الأوقات النشطة من حياتهم وهو
ما يؤدى كثيراً إلى وصول الطفل إلى حالة من الخمول تشبه النوم من
ناحية الاستفادة التى تعود عليه. لكن يجب على العكس من ذلك
أن يعتبر الآباء هذه السنوات فرصة نادرة لمساعدة عقول أطفالهم
للوصول لآفاق جديدة. ويعتبر اللعب من أمتع الوسائل لإفادة الطفل
فى هذه المرحلة من عمره. الألعاب التى تنمى القدرات العقلية للطفل: بدءاً من عمر 15 شهر يبدأ عقل طفلك فى دخول مرحلة النمو الإدراكى،
فيمكنه معرفة الأمور الأساسية مثل التعرف على أنواع معينة من الأشياء.
على سبيل المثال:
يستطيع طفلك فى هذه المرحلة معرفة أن اللعبة التى على شكل قطة،
وصورة القطة، والقطة الحقيقية كلها تمثل حيوانات من نفس النوع،
فكلها قطط.
من هذه السن وحتى سن الثالثة، يتعلم الطفل تقليد أفعال الكبار،
كما يتعلم إبداء وتلقى بعض الطلبات البسيطة التى تتطلب تقييم وذاكرة
مثل: طلبه للطعام، للعب، أو للقصرية. من المهم فى هذه المرحلة
أن يعمل الآباء بقدر الإمكان على إثراء البيئة المحيطة بالطفل.
اللعب التى تصور أشكال الحيوانات المختلفة وأصواتها مفيدة جداً
بالنسبة للنمو الإدراكى للطفل وكذلك بالنسبة لذاكرته.
الألعاب التى تعتمد على التنسيق والترتيب مثل البازل والمكعبات
تشجع الطفل على استخدام خياله فى تصور الصورة الكاملة
أو الشكل النهائى وبعد ذلك يبدأ الطفل فى الدخول
فى التفاصيل لمحاولة تجميع هذا الشكل. من المفيد جداً فى هذه المرحلة أن تجلسى مع طفلك أثناء اللعب
وتعلقى بصوت مسموع على ما يقوم به.
على سبيل المثال:
“ياه، إنت بتحط مناخير الكلب فى مكانها المظبوط،
دلوقتى الكلب يقدر يشم.”
هذا يساعد على تقدم التفكير المنطقى عند الطفل كما يساعده
على تعلم الكلمات.
بين سن الثانية والثالثة على وجه الخصوص، ينمو بشكل أكبر
إدراك الطفل فيستطيع أن يميز نوعه (ولد أم بنت)،
يلبس لعبته ملابسها، يعد، ويستمتع بالألعاب التى فيها محاكاة للواقع.
من المفيد فى هذه السن أن يمارس الطفل الألعاب التى تجعله يقوم
بالتلوين، العد، وكذلك الألعاب التى تشبه الأدوات الحقيقية مثل اللعب
التى على شكل أطقم المطبخ، أو مقشات وجرادل التنظيف.
هذا يقوى شعور الطفل بالاعتماد على النفس والثقة فى قدراته
بأنه يستطيع القيام بأعمال يقوم بها الكبار أو أنه لم يعد طفلاً. الألعاب التى تفيد النمو الحركى للطفل: توضح د. جيهان القاضى – رئيسة الجمعية المصرية لصعوبات التعليم –
أنه فى هذه المرحلة يجب أن تكون اللعب والألعاب من النوع الذى
يركز على بناء العضلات، التناسق، والقدرات الحركية الكلية بشكل عام.
اللعب خارج المنزل يكون فعالاً فى هذه المرحلة،
فاللعب فى الحديقة يعرض الأطفال لأشعة الشمس المفيدة لأجسامهم،
كما أنه يضفى على اللعب إحساس المغامرة.
يجب أن يختار الآباء اللعب التى تجر مثل العربات،
أو الحيوانات التى تجر بعجل، أو عجل الأطفال،
وكذلك الكور التى تجعل الطفل يقفز فوقها أو يضربها.
يمكن للآباء أيضاً أن يشاركوا أطفالهم فى بعض الألعاب،
كوضع بعض العجلات أو الأطواق بشكل منتصب
وأن يجعلوا الأطفال يمرون منها.
كثيراً ما توجد فى النوادى والحدائق العامة ألعاب تشجع
هذه النوعية من الأنشطة.
فى سن الثالثة يجب على الأبوين أن يضعا فى حسبانهما
النشاط الرياضى – أو الأنشطة الرياضية – التى سيمارسها طفلهما
فى حياته اليومية حيث أن هناك أنشطة معينة يمكن البدء
فى ممارستها بشكل فعال من سن ثلاث سنوات ونصف. يتبع