قصة اغرب من الخيال قشعريرة مراهق كويتي(كاااااااامله)


هذة مذكرات اقرب إلى الخيال منها إلى الواقع يرويها صاحب القصة (باحث عن الحقيقه)اخترتها لكم من إحدى المنتديات ونشالله ما يزعل مني صاحب القصة

بسم الله الرحمن الرحيم

( بداية لابد منها )

كتابة مذكراتي خطوة صعبة ترددت قبل أن أقدم عليها .. فانا اعلم جيدا أن مذكراتي لن تكون شيئا راقيا كمذكرات ( مالكولم اكس ) المناضل الأمريكي المسلم .. أو ( نابليون ) .. أو غيرهما من العظماء حيث تشكل الحوادث الصغيرة في حياتهم تاريخا حقيقيا تسترشد به البشرية ..
إذا ما الذي يجعلني أقدم على هذه الخطوة ؟! …
يقال انه لا احد يولد أديبا .. ومن يصبح أديبا يكون قد قرأ أطنان من الكتب حتى أصبح لدية فكرا مستقلا يشعر بأمس الحاجة أن يشاطر به الناس …
أو قد عاش تجارب قاسية جدا ورأى من الأهوال ما رأى حتى أصبح من الضروري أن يكتب عنها وإلا أحرقت محركات روحة !! ..
واعتقد أنني اتبع النوع الثاني من الأدباء .. فقد مررت بتجارب وأهوال لا يصدقها عقل ستسبب لك عزيزي القارئ صدمات متلاحقة وستحبس أنفاسك كما حبست أنفاسي .. ستجعلك في نهاية الأمر في حالة ذهول شديد كون أن كل هذه الأحداث قد جرت في ( الكويت ) ولي أنا على وجه التحديد .. والأهوال التي رايتها لم تكن من طراز زوجة أب قاسية أسرفت في تعذيبي .. أو تعاطي المخدرات أو .. الخ .. من القصص التي قتلتها الأفلام والمسلسلات العربية قتلا .
الغريب إنني عشت طوال سنوات عمري أيام هادئة جدا لم يكن فيها ما يستحق الذكر وحتى بلوغي سن السادسة عشر .. ولكن بعد ذلك بدأت حياتي تتخذ منحنى أخر بسرعة رهيبة لأرى ما لم يره شيخ تجاوز المائة !!
يجب أن أعرفكم على نفسي .. اسمي ( خالد ) ابلغ التاسعة عشر من العمر لحظة كتابة هذه السطور .. أعيش مع أحب وأطيب امرأة عرفتها في حياتي والتي بذلت الغالي والنفيس من اجلي .. جدتي الحبيبة ( فاطمه ) واعتقد أن كل الجدات الطيبات يحملن هذا الاسم .. وهي بالمناسبة امرأة مسالمة وديعة طيبة القلب ترتدي غطاء الرأس الأبيض المزركش الشهير الذي تشتهر به الجدات في ( الكويت ) ولها ضحكة فاتنة حتى لتتمنى أن تريح رأسك على ركبتها وتقول لها ( يما ) باللهجة الكويتية طبعا .. وعلى الرغم من سنوات عمرها التي تجاوزت الستين وتجاعيد وجهها إلا أنها ولله الحمد بصحة جيدة ..
والواقع إن جدتي هي كل ما تبقى لي من عائلتي .. فقد توفي والدي قبل أن أولد لسبب ستعرفونه لا حقا .. وتوفيت بعده أمي في حادث سير بعد ولادتي بشهرين تقريبا !!
لتتولى جدتي الحبيبة رعايتي وتربيتي لذا فانا أدين لها بكل شيء .
أما عن حالتنا المادية فلا بأس بها على الإطلاق .. إذ نملك عمارة سكنية اشتراها أبي لجدتي قبل وفاته لحسن الحظ ونعيش من دخلها الشهري .. ولأنني كل ما تبقى لجدتي الحبيبة .. فهي لم تقصر معي أبدا .. إذ الحقتني بأحد أفضل وارقى المدارس الخاصة في ( الكويت ) كي احصل على أفضل مستوى تعليمي .. ولم أكن أخيب أملها بعد كل هذا فكنت طالبا متفوقا لامعا وتوضع صورتي في لوحة الشرف بشكل دائم .. وكثير ما سمعت أساتذتي يقولون بأنني نابغة .. وعبقري .. و .. الخ .. ليس هذا غرور بل هو رأي أساتذتي بي .. وبالطبع فان هذا قد أدى إلى تخرجي من المرحلة الثانوية بمعدل مرتفع للغاية أهلني للالتحاق بكلية الطب في جامعة الكويت مع بداية العام الدراسي القادم بأذن الله .
أما عن صفاتي الشخصية .. فلك أن تعرف عزيزي القارئ إنني قصير القامة نسبيا .. هزيل البنية .. ملامحي عادية جدا لا يوجد ما يميزها أو يجعلك تنفر منها .. ولولا بعض التحفظ لقلت إنني اقرب إلى القبح من الجمال … أنا قارئ من الطراز الأول .. اقرأ كل شيء تقريبا .. ومثقف إلى درجة تثير كل من يتحدث معي .
وأما عن شخصيتي فإنني إنسان هادئ الطباع املك عالما ذاتيا ثريا .. ومرهف الحس إلى أقصى درجة .. وقد علمتني القراءة المستمرة حب الهدوء المتواضع وجعلتني أعيش صراعا رهيبا بين ما يريده المجتمع للشباب من ثرثرة فارغة وسوقية وضحالة فكر .. وبين ما ارسمه لنفسي
كانسان مثقف متزن احلم بالحصول على شهادة علمية عليا .. هذا الصراع بالغربة جعلاني شخصا انطوائيا مكتئبا متشائما .. لست إنسانا تعيسا إلى الحد الذي قد تضنونه .. ولمنني قطعا لست إنسانا سعيدا ..
اشعر أن لي في هذا العالم وجود جغرافي فحسب .. وليس لي وجود نفسي أو معنوي .. تماما كما يحدث عندما تذهب إلى مطعم وحيدا .. الناس معك لكنك لست واحد منهم .. فالبرد يطل من كل ركن من حياتي .. لأنها حياة بلا أهل سوى جدتي وبلا صديق حميم أثق به واسلم له رقبتي دون تردد ..
نسيت أن أخبركم إنني اسكن منطقة ( الرميثية ) .. أول حب في حياتي .. فهي المنطقة التي عشت بها منذ ولادتي واعرفها عن ظهر قلب وكل جزء منها له عبق الماضي الجميل وان لم أعشه قبل أن يصبح العالم قاس ومرعب كما هو عليه ألان من انتشار الجرائم وارتفاع معدل البطالة وانتشار المخدرات .. وأعيش حاليا في حي هادئ جدا كحال معظم أحياء ( الرميثية ) وعلاقتنا مع جيراننا لا تتعدى إلقاء التحية في الصباح من زحمة الحياة وضغوط العمل والدراسة .
تسألوني عن أقاربنا ؟! .. أقول :
إنهم قليلين جدا وعلاقتنا معهم مقطوعة تماما لأسباب سأذكرها لاحقا .. في حين يوجد لجدتي أقارب في دولة ( الإمارات ) تزورهم بين الحين والأخر وتقضي معهم فترة لا تتجاوز في اغلب الأحيان الأسبوعين .
أما بالنسبة لطموحاتي وأحلامي فهي كثيرة .. احلم أن أكون مليونيرا .. وان أتزوج فتاة أسطورية وان أرى العالم وأجيد عدة لغات وأكون طبيبا .. واحلم بالهروب .. الهروب من الحياة الروتينية المملة .. والهروب من الأيام التي تكرر نفسها .. الهروب من المحبطات التي تلف حولي وتكاد أن تخنقني .. الهروب إلى عالم جديد وحياة جديدة .فانا لم أجد ذاتي في هذا العالم القاسي أريد البحث عنه في علم أخر .
لا ادري جدوى التعبير عن مشاعري بهذه الدقة بالنسبة لكم .. لكني اشعر أن هذا سيغير الجو المحيط بي كاملا وتجعلكم تروني بدلا من أن تسمعوني فحسب …
ارجوا ألا تكونوا قد مللتم من هذه المقدمة .
سأبدا ألان بسرد مذكراتي بأحداثها الغريبة المثيرة ومواقفها المدهشة الرهيبة حتى إنني أتساءل وأنا أخطها إليكم إن كانت قابلة للتصديق أم لا .. ولكني سأرويها .. ويبقى التصديق أو عدمه خيار لكم انتم ..

قشعريرة …

سأحكي لكم قصتي الأولى .. وهي رهيبة غريبة مقبضه كابوسيه بكل المقاييس .. وستحبس أنفاسكم حتى أخر كلمة فيها .. وليس لي فضل في ذلك .. بل هو حظي الذي أوقعني بتجربة شنيعة غيرت تضاريس روحي ..
أنصحكم بقراءة هذه القصة ليلا .. فهي تحتاج إلى سعة صدر وهدوء .. كما أن لها طابعا باردا قاتما يجعل من قراءتها ليلا أفضل بكثير .. حيث تتجسد الخيالات .. وتزداد لذة القراءة ومتعة الإثارة ..
بدأ كل شيء في عطلة منتصف العام الدراسي .. أو عطلة الربيع كما نطلق عليها في الكويت عام 2002 بعد نهاية اختبارات الفصل الدراسي الأول للصف الثالث الثانوي وحصولي ولله الحمد على درجات نهائية تقريبا ..
قابلته في جمعية الرميثيه .. شخصا ممتلئ الجسم له ملامح طفولية يرتدي قميصا واسعا وبنطلون جينز .. سد أمامي الطريق ورسم على وجهه ابتسامة ود .. فرفعت عيني نحوه متسائلا عما يريد ثم تأملته للحظة .. وبدأت أتذكر ..
س .. ( سعد ) ؟ … الست ( سعد ) .. زميلي في الصف الثاني متوسط ؟ ..
( خالد ) .. أخيرا تذكرتني يا رجل ..
لقد كان هذا الفتى في المرحلة المتوسطة اقرب زملائي إلى قلبي .. فقد كان يجلس بجانبي في الفصل لسنتين متتاليتين .. وهو إنسان طيب القلب وساذج إلى حد كبير لا يوصف , حتى لو انك وصفت له صراعك مع ديناصور وقتلته لصدق كل حرف من كلامك دون تفكير ..
وبدأ كل منا يروي ماحدث له بالسنوات الخمس التي تلت .. فقد انتقل ( سعد ) منذ الصف الثالث متوسط إلى إحدى المدارس الحكومية .. وكان سبب انتقاله هو عدم قدرة والدة على دفع مصاريف المدرسة الباهظة في المدارس الخاصة .. ولم يفتني بالطبع أن اسأله عن الفارق الشاسع بكل تأكيد الذي وجدة بين التعليم في القطاع الخاص والحكومي ..
فرد بحسرة :
انك تثير شجوني يا خالد .. المدارس الحكومية مخجله .. مخجلة بشكل لا تتصوره .. بدءا من عدد الطلبة الكبير في الفصل الواحد وانتهاء بالمستوى العلمي لشريحة كبيرة من المدرسين مع الأسف ..
ثم قال مازحا محاولا تغير دفة الحديث :
لا شك إننا المخبولان الوحيدان اللذان سيقضيان العطلة في ( الكويت ) .. بدلا من السفر أو الذهاب إلى البر في اسوأ الأحوال .
قلت مبتسما :
في الواقع إن الجو في هذا الوقت جيد لا يشجع على السفر .. كما إنني لا أحب التخييم في البر .. واجد الذهاب إلى السينما أو البقاء في البيت للقراءة ومشاهدة التلفاز أكثر متعه.
قال بلهفة :
إذن لماذا لا نلتقي ؟ .. هناك الكثير من الأمور التي من الممكن إن نفعلها لقتل وقت الفراغ .. إليك رقم هاتفي ..
وقلت وقد شعرت إنني قد وقعت في مأزق :
ي .. يشرفني هذا ..
فالواقع إنني لم أكن ارغب في هذا إطلاقا .. نعم .. أنا ارتاح لهذا الفتى ولكن ليس إلى درجة إن التقي به واقضي معه بعض أوقات الفراغ .. لكني .. ومع حماسه ولهفته .. لم أكن املك الرفض !!
كتب لي رقم هاتفة المحمول وكتبت له بالمقابل رقم المنزل .. لأنني لا املك هاتفا محمولا ولا احتاج واحدا أصلا ..
وهذه هي الحقيقة على الرغم انه من النادر إن تجد شخصا في مثل عمري في ( الكويت ) لا يملك هاتفا محمولا ..
تبادلنا أرقام الهواتف .. ووعدني بالاتصال بي قريبا لزيارتي في المنزل أو للخروج معا .
زارني سعد بالفعل أكثر من مرة وقضينا اوقاتا لا باس بها عندي في المنزل .. وبيتنا بالمناسبة عادي جدا لا يوجد ما يميزه يتكون من طابقين كشأن البيوت القديمة والحديثة في ( الكويت ) .. كنا أنا وسعد نسهر معا في غرفتي لغاية منتصف الليل خاصة إن جدتي كانت قد سافرت لزيارة أقاربها في دولة ( الإمارات ) .

قشعريرة ( 2 )

الحقيقة إن ( سعد ) فتى سعيد لا توجد لديه مشاكل .. وهو إنسان عادي جدا لا يوجد ما يقال بشأنه ينام ويأكل ويشرب جيدا .. ويذهب إلى السينما ويستمع إلى الأغاني .. إلا انه شديد السذاجة والبساطة كما أخبرتكم .. كما انه ثرثار لدرجة تثير غيظي أحيانا .. فهو لا يسمح لي بان افتح فمي لأقول شيئا واحدا وأفكاره سطحية جدا .. لماذا أتحملة ؟ ..
لأنني بين ناريين .. نار الوحدة .. ونار ثرثرته .. نعم أحب الوحدة واخترتها لنفسي كما أخبرتكم بالبداية .. لكنني أولا وأخيرا بشر واحتاج في بعض الأوقات إن أكون برفقة احد ..
كان في كل مرة يحضر شيئا من منزلة لمشاركة فيها .. احضر في احد المرات واحدة من العاب الفيديو .. وفي يوم أخر احضر شريطا لأحد الأفلام الأجنبيه لنشاهدها معا … وهكذا ..
وقد كنت متحفظا جدا في حديثي معه .. كعادتي مع الناس .. ولم اكشف له أي جانب من حياتي الخاصة فلم يكن يعرف عني شيئا سوى إنني يتيم الأبوين ..
لم يتغير شيء ولم يحدث أي جديد إلا بعد خمسة أيام من زيارات سعد المتكررة لي .. وكان ذلك عندما زارني وهو يحمل علبة كبيرة الحجم لم اعرف كنهها .. تبادلنا التحية ودعوته للدخول
ما هذا الذي تحمله بيدك ؟
قال بابتسامه عريضة :
إنها لعبة اشتريتها من ( اسكتلندا ) منذ قرابة العامين .. وأردت أن نلعبها معا .. فانا لم المسها قط .
وماهي تلك اللعبة ؟
إنها لوحة اويجا ..
ولوحة اويجا هذه إن كنت لا تعلم عزيزي القارئ .. هي واحدة من الألعاب التي يقال إنها تستخدم للاتصال بالأرواح لسؤالها اسئلة أخرى تتعلق بالموتى .. والواقع إنني لم أرى هذه اللعبة من قبل لكني قرأت عنها في بعض الكتب .. تلك اللعبة التي تحتوي على لوحة مسطرة عليها جميع الأحرف الأبجدية والأرقام ( 0- 9) .. وثمة كوب مقلوب نضع أصابعنا عليه لتقوم الروح التي طلبناها بواسطة تعاويذ معينه … بالإجابة على أسئلتنا من خلال تحريك الكوب ناحية الأحرف لتكون كلمات تكون هي الإجابة على الأسئلة !!
ولكن ما كان يميز هذه اللعبة بالذات هو إنها فاخرة الصنع بشكل ملحوظ .. حيث كانت مصنوعة من الخشب الفاخر ثقيل الوزن بما يشي بقيمتها المادية العالية !!
قلت بانبهار :
ولكن اللعبة تبدو فاخرة جدا !! كم دفعت ثمنا لها ؟!
قال ببساطة :
لقد دفعت فيها ما يعادل ثلاثمائة دينار هي كل مدخراتي .
صحت قائلا بدهشة :
ولماذا ؟؟!
لقد أغرتني كثيرا وأحببت إن اقتنيها .. لقد قلت بنفسك للتو إنها تبدو فاخرة الصنع بشكل واضح .
كما أنها تبدو لي بالغة القدم .. وتذكرني نوعا ما بتلك اللعبة الخيالية ( جومانجي ) ( jumanji )
في الفيلم الشهير الذي يحمل نفس اسمها .. لقد ابتعتها من احد الباعة المتجولين في ( اسكتلندا )
سألته ودهشتي لم تزول بعد :
الم تجد أي شئ غريب في هذا ؟!
قال في غباء وهو يمط شفتيه :
وما الغريب في الأمر ؟!
من أين تظن لبائع متجول كما تقول بلعبة ثمينة كهذه ؟! ..
الحقيقة إنني لم أفكر بذلك ..
لو أردت رأيي فهذه اللعبة أثمن بكثير من المبلغ الذي دفعته للحصول عليها .. ويظهر إن هذا البائع المتجول قد سرقها من مكان مجهول وباعها إليك ظنا منه انه قد خدعك .. في حين انك أنت الذي خدعة دون إن تقصد .. واشتريتها بثمن بخس كون اللعبة تحفة أثرية ثمنها من المؤكد اكبر بكثير من مجرد ثلاثمائة دينار .
سكت قليلا .. ولم يرد على كلامي ثم قال بحماس مفاجئ :
المهم إنني قد اشتريتها ألان .. هه ؟ .. هل تريد إن نجربها ؟ ..
وهل تصدق هذا الهراء ؟ ..
ضحك سعد ضحكة قصيرة .. وقال :
فلنجرب اللعبة .. ولنر إن كان ما يقال حولها صحيحا .. فانا اشتريتها وأخفيتها في غرفتي خوفا من إن يكتشف والدي إنني قد أنفقت مدخراتي كلها على لعبة كهذه .. خطرت في بالي في الأمس فقط .. الأمر الذي أغراني كي احضرها إليك ونلعبها سويا .. هه .. ماذا قلت ؟؟
رفضت بالبداية .. إلا إنني وبعد الحاحة وافقت .. وافقت فقط كي أسكته !! .. كما إنني لم أجد سببا لرفضي لأنني لا اصدق تلك التفا هات .. أصلا
وقد كنت أحمقا !! .. إذ لم أكن أتوقع إن أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها ..
المهم قمت بإطفاء النور وإضاءة مصباح احمر صغير بناء على طلب سعد لان الضوء الأحمر يعطي جوا للعبة على حد قولة .. إلا إن الجو الذي أعطاه هذا المصباح كان كريها خانقا وكأننا متنا وذهبنا إلى الجحيم حيث تمرح الشياطين حولنا ..
جلسنا بجانب بعضنا البعض .. وبدأ سعد بقراءة بعض التعاويذ الغريبة المكتوبة على جانب اللعبة باللغة الانجليزية بصوت حاول إن يجعله مخيفا .. ثم قال :
خالد .. سيضع كل منا إصبعا على قاعدة الكوب .. ومن المفترض إن نشعر بالكوب وهو يتحرك .. لا تقاومه .. أتركة يذهب إلى الحروف التي ستشكل كلمات ما .. والتي ستكون الإجابة عن أسألتنا للأرواح .. وهكذا ..
هنا تذكرت شيئا :
روح من نطلب ؟ ..
آه فعلا .. لقد نسيت .. من هي الروح التي تود استحضارها ؟ ..
قلت له بلا مبالاة :
من هي الشخصية التي تشعر أنها ماتت تاركة ورائها الكثير من الإلغاز والتساؤلات ؟! .. إذ ليس هناك أي حكمة من تحضير روح شخصية عادية ..
وبدا بحماس يذكر أسماء أشهر الموتى إلا إن استقر بنا الرأي أخيرا على تحضير روح ( الحاكم بأمر الله ) .. الحاكم الفاطمي الذي يعتبر المؤرخون اختفائه لغز من الغاز التاريخ .
حسنا لنبدأ ..
قرأ سعد مرة أخرى وطلبنا روح ( الحاكم بأمر الله ) .. وجلسنا ننتظر .. ولكن الكوب لم يتحرك إطلاقا .. وانتظرنا مزيدا من الوقت دون جدوى .. وطلبنا أرواح موتى آخرين وآخرين .. ولا نتيجة على الإطلاق !! .. حتى أصابني الملل .. كانت التجربة فاشلة تماما كما هو واضح .. وقلت له وأنا في طريقي لإضاءة الصالة من الضوء الأحمر المقيت :
يظهر إن ثمن لوحة ( اويجا ) الباهظ كان في جودة صناعتها وقدمها ولا شيء غير ذلك .
قال متظاهرا باللامبالاة وان كانت خيبة الأمل واضحة على ملامحه :
ومن قال إنني كنت أتوقع إن يحدث شيئا أصلا .. لقد اشتريت اللعبة للسبب الذي ذكرته لك ولاشيء غير ذلك .
كان العشاء كبابا ساخنا طلبته جاهزا من احد المطاعم .. وكان هذا كافيا لتكون هذه اللعبة في غياهب النسيان .
جلسنا نتناول العشاء في غرفتي وتحدثنا بعدها في أمور أخرى وأخرى ..
لقد تأخر الوقت على الاستيقاظ مبكرا غدا للذهاب مع والدتي إلى سوق الخضار .
قالها وهو يتثاءب كفرس النهر .. ونهض بتكاسل ..
فصحبته إلى الباب مودعا بفتور :
أراك لاحقا ..
لقد بدأت أمل صحبة هذا الفتى حقا .. فهو لا يكف عن الاتصال بي حتى حرمني تماما من الوحدة التي أحبها كثيرا … نعم – وكما ذكرت لكم – احتاج إلى الصحبة الآدمية أحيانا … ولكن ليس إلى هذه الدرجة .. سأبدأ شيئا فشيئا بالتنصل منه وتقليل اتصالاتي معه ..
كنت غارقا في هذه الخواطر وأنا أقوم بتنظيف غرفة نومي من بقايا العشاء .. نظرة سريعة إلى صالة المنزل من خلال باب غرفتي المفتوح .. مهلا .. رأيت شيئا غير عادي قطع علي حبل أفكاري !! لقد نسي ( سعد ) لعبته عندي حيث تركناها في الصالة وليس هذا هو الغريب في الأمر ..
هل أنا واهم ؟! .. لا .. أنا لا أتخيل شيئا .. عندما تركنا اللعبة كان الكوب الذي استخدمناه في وضع مقلوب .. ولم يحركه احد بعدها .. بل ولم نقترب من اللعبة إطلاقا منذ تركناها .. أنا واثق من ذلك .. فكيف ؟! ..
لم أكمل عبارتي فقد هرعت إلى الهاتف لأطلب رقم سعد :

يتبع …

عن Riekgun

شاهد أيضاً

وش قصة ابوة…..؟؟؟

يقول صاحب القصة كان والدي من المسلمين المحافظين على صلاته ولكنه كان يفعل كثيراً من …