السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ……..
اخي الكريم نحن موقع قبيلة شمر استفدنا الكثير من موقعكم بالبحث عن صحة بعض
الأحاديث والقصص التي نشرت بمنتدانا والحمد لله تم التأكد من صحتها بفضل من الله
ثم منتداكم بارك الله بجهودكم وأثابكم على فعل الخير … وانا اداري بمنتدانا ودائما
الاحق المواضيع واتأكد من صحتها
اخواني هذا عضو لدينا في المنتدى جاء ووضع موضوعه ولا نعرف مدى صحته
فنرجو منكم الرد علينا بجواز نشره او حذفه والرجل يقسم ان صديقه رأى ذلك في المنام
فلا نعرف صحته
وهذا هو الموضوع ……..
أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بملازمة دروس الشيخ عيسى المبلع
يقول صلى الله عليه وسلم : أفرى الفرى أن يرى الرجل عينيه ما لم تريا ( البخاري )
ويقول صلى الله عليه وسلم : إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ورؤيا المؤمن
جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ( البخاري ومسلم ) وقال صلى الله عليه وسلم :
من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو كأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي
( البخاري ومسلم ).
ولرغبة البعض في معرفة الرؤيا التي رآها أحد الصالحين وتناقلها البعض فأسوقها إليكم
بعد أن سمعتها من صاحبها الذي طلب عدم ذكر اسمه وهو من المعروفين لدي
والموثوق بهم .
يقول فيها : لقد ضاق صدري ليلة الثلاثاء 2/6/1430هـ بسبب ظروفي المادية والعائلية
وتخلي الأصحاب عني وتسلط آخرين علي , فأقسمت على الله أن يريني النبي صلى الله
عليه وسلم ويبين حالي , وقد حقق الله لي ذلك . فقد رأيت أني دخلت مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم واتجهت إلى للروضة فوجدت جمعاً من الناس فذهبت إليهم فقلت
ماذا تفعلون ؟ فقالوا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجلست معهم فأشار إليَّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : قم واقترب فتخطيت الناس ، أظن أنهم الصحابة
فجلست أمام النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة , وكانت لحيته سوداء شديدة اللمعة ,
وكان لابساً عمامة بيضاء , ووجهه نور . فقال : ما خبرك ؟ فشكوت له تغير حال الدنيا
عليَّ , وتغير الإخوان وأنا بحاجتهم . فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم , وذكرت له
مصائبي وذكرت له أني اتهمت بعرضي من قبل شخص سميته لرسول الله صلى الله
عليه وسلم وأني متضرر من تهمته . فتبسم حتى بدت ثناياه صلى الله عليه وسلم وقال :
أنا أشد منك ابتلاء واتهاماً بعرضي . وأخبرته بأسماء بعض الصالحين وكذبهم علي فقال
صلى الله عليه وسلم : لا تتعامل مع الناس على أنهم ملائكة وعاملهم على أنهم بشر
والمنافقون كثير . وقال لي : كيف أمورك مع زوجتك فقلت له : إني طلقتها وأنها حامل .
فقال : أرجعها وإذا جاءك ولد سمه عبد الله ….. ثم قال : هذه مصائب وابتلاءات من الله
وسوف يكون لك شأن إذا تجاوزتها بالصبر . فقلت له يا رسول الله معي ضيقة في
صدري . فقال لي : إلزم دروس أبي فواز ( الشيخ عيسى المبلع ) ففيهما الشفاء . وقال
لي : أخبر الشيخ أبا فواز بالاستمرار بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكتابة
الخطابات . ثم قال : قل لـ ….. ( أحد الدعاة ) أن يجتهد بالأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر وقرأ ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر ….. ) ثم قال : أكثر من الصلاة عليَّ وأوص صاحبك ومن ترى من المسلمين
بالإكثار من الصلاة عليَّ . ( صلى الله عليه وسلم تسليماً ).
………………………………
نرجو افادتنا جزاكم الله كل الخير
لقد حاولت وضع الموضوع بإحدى الأقسام لكنه رفض دخولي لاضافة موضوع
وبصراحة الموضع عاجل كي لا يحصل عليه لغط من الأعضاء
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
قد كُذِب على النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ومنامات ، وزعَم بعض الْمُغفّلِين أنه كَذَب
لأجل ردّ الناس إلى القرآن حينما رأى انصراف الناس عن القرآن !
وزَعَمَتْ بعض الفِرَق أنها تكذب للنبي صلى الله عليه وسلم وليست تكذِب عليه !
وهذا المذكور في السؤال لو رَواه أصحاب السُّنَن بهذه الطريقة لم يكن مَقبولا ! بل كان
يُحكَم عليه بالضعف والرَّدّ .
وقول القائل : ” حدّثني الثقة ” لا يُقبَل منه ، فلم يقبله الأئمة مِن الأئمة الكبار أمثال
مالك والشافعي ؛ وعلّلوا ذلك : بأن الثقة عنده قد لا يكون ثقة عند غيره !
قال ابن عبد البر : أكثر ما يقول مالك : ” حدثني الثقة ” فهو مخرمة بن بكير الأشج .
اهـ .
ومخرمة هذا ضَعّفه ابن معين ، وقال أبو داود : لم يسمع من أبيه إلاَّ حديث الوتر .
ومثله : عبد الكريم بن أبي المخارق . فقد قالوا : غَرّ مَالِكًا سَمْته ، ولم يكن من أهل
بلده .
ومثل ذلك قول الإمام الشافعي : ” حدّثني مَن لا أتَّهِم ” فهو يعني به : إبراهيم بن أبي
يحيى .
قال الذهبي في ترجمة إبراهيم بن أبي يحيى هذا : وقد كان الشافعي مع حسن رأيه فيه
إذا روى عنه ربما دلَّسَه ، ويقول : أخبرني من لا أتَّهِم ، فَتَجِد الشافعي لا يوثِّقه ، وإنما
هو عنده ليس بِمُتَّهم بالكذب ، وقد اعترف الشافعي بأنه كان قَدَرِيًّا ، ونهى ابن عيينة
عن الكتابة عنه . اهـ .
ونصّ العلماء في عِلْم مُصطلح الحديث على أن العَالِم ” إذا قال : حدثني الثقة أو نحوه لم
يُكتف به على الصحيح .
قَالَ الْقَاضِي : إِذَا قَالَ الرَّاوِي : ” حَدَّثَنِي غَيْر وَاحِد ، أَوْ حَدَّثَنِي الثِّقَة ، أَوْ حَدَّثَنِي بَعْض
أَصْحَابنَا ” ، لَيْسَ هُوَ مِنْ الْمَقْطُوع ، وَلا مِنْ الْمُرْسَل ، وَلا مِنْ الْمُعْضِل عِنْد أَهْل هَذَا
الْفَنّ ، بَلْ هُوَ مِنْ بَاب الرِّوَايَة عَنْ الْمَجْهُول ، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ الْقَاضِي هُوَ الصَّوَاب .
اهـ .
وقال الإمام القاسمي : قول الراوي : ” حدثني الثقة ، أوْ مَن لا يُتَّهم ” هل هو تعديل له ؟
قال : ذهب الأكثرون إلى أنه لا يُكْتَفي به في التعديل حتى يُسَمِّيه ؛ لأنه وإن كان ثقة
عنده فلعله ممن جُرِح بِجَرْح قادح عند غيره ، بل إضرابه عن تسميته رِيبة توقع تَرَدُّدًا
في القلب . اهـ .
فهذا الذي ذَكَر الرؤيا لم يذكر الرائي وإنما دلّسه ! وربما لم يُعرَف الراوي ولا الرائي !
فربما كان الناقل صاحب اسم مُستعار ! والمنقول عنه ثقة عند صاحب الاسم المستعار !
فيكون المنقول عنه ثقة عند مَن ؟!
هذا يُعتبر مِن توثيق المجاهيل !
فعلى هذا لا يُمكن التعويل على الرؤيا ، ولا تصديقها حتى تُعرف أسماء الأشخاص ،
الناقل والرائي لها ، ثم معرفة أحوالهم بعد ذلك ، ومدى عدالتهم .
وذلك لأن الرؤيا متعلّقة بالنبي صلى الله عليه وسلم وفيها أقوال نُسِبت إليه ، وأقوال في
مدح أشخاص وذمّ آخرين .
ومثل ذلك لا يُمكن التعويل على مُجرّد قسم شخص صاحب اسم مُستعار ! ولو عُرِف
شخصه ، فإنه ينقل عن شخص ثقة لديه هو ! وليس ثقة عند أهل العِلْم !
هذا من جهة .
ومن جهة ثانية فإن العلماء ينصّون على أن الرؤى لا يُعوّل عليها ، ولا يُبني عليها
أحكام .
والله تعالى أعلم .