صباح الخير/ مساء الخير
على حسب القارئه

في صغري كنت أشاهد منتج إعلاني يظهر فيه عدد من الأطفال هم أعضاء في فريق لكرة القدم ، فيقدم لكل عضو كأساً من الحليب المجفف ،
وبلحظة قد لا تتعدى الثانية تكبر الأجساد وربما تخط الشوارب ، يصاحبها تعليق صوتي ينتهي بتكرار لكلمة ( يكبروا – يكبروا ).
لا أخفيكم بأن الفكرة أعجبتني فسرعة التغير بالتكوين الجسماني والوصول إلى مرحلة معينة بالسن ستغير معها نظره الناس لي ( هذه نظريتي سابقاً )
فهممت لعمل التركيبة السحرية المغيرة للجينات بصورة سريعة ، فما إن إنتهيت من عملها وشربها حتى وقفت أمام المرءاة بإنتظار بدء المفعول وحدوث التغيرات….
النتيجة ( لم يتغير شئ ).

بيوم عيد الفطر كنت مجتمعاً بأقارب لي لم أرهم منذ سنوات نظراً لعدم إستقراري وعدم حضوري للأجتماعات .
وكلما دخل شاب مألوف الملامح بالنسبة لي أبادر من كان بجانبي بسؤال تكرر لمدة ساعة :
من هذا ؟ …. ( الغريب بالأمر أن كل من سألت عنه تجمعني به صلة القرابة !!!! ).
وعند سؤالي عن أحوالهم تفآجأت بما سمعت :
فهذا قد أكمل تعليمه وتخرج وذاك قد كون أسرةً بعد أن تزوج … !!!
أصبت بالدهشة ولم يدر بخلدي حينها إلا سؤال واحد حتى أني نطقت به :
متى كبر هؤلاء ؟ … أنا أتذكرهم صغاراً بالسن وبعضهم بعمري !!! متى كبروا ؟
فالتفت إلي من كان بجانبي باسماً وقال : نحن نكبر دون أن نشعر بأنفسنا.
إستوقفني رده لدقائق ، أحسست بصمت غريب على كثره المتواجدين حولي وتعالي الأصوات من الداخل والخارج لشرود ذهني للبحث عن إجابات لأسئلتي :
أين كنت أنا عندما كبروا !!!! ؟ وهل كبرت بالعمر أنا أيضاً؟
كنت أتنقل بعيناي بين الحضور بنظره إستغراب :
فتارةً أنظر إلى الحضور ممن هم بسن الرشد وأتسائل :
هل ينظرون إلي الآن بنفس النظره التي نظرت بها إلى من هم أصغر مني بالسن ؟
وتارة أخرى أنظر إلى والدي وأسأل نفسي :
هل أنا بنظره ذالك الطفل الذي لا يستطيع أن يدبر أمره بنفسه ويحتاج للمساعدة دائما !!!!. وهل يشعرون بأنفسهم بأنهم كبروا ؟

قد يستغرب البعض منكم كتابتي لهذا الموضوع فلست أنا من أقيم ويعتد برأيي ، فأنا ما زلت على مشارف التخرج والآنتهاء من الدرآسه .. وعمري لم يتجاوز 23
فعند التفكر بمراحل العمر ( الطفولة – المراهقة – الشباب – الرشد – الشيخوخة )
نظن أن الإنتقال من مرحلة إلى مرحلة فترة طويلة يكون التسويف بجميع الأمور حاضراً لدى الغالبية ( ويأتي الدين على رأس القائمة ) وأن الحال سيتغير للأفضل
إلا أنه يتفآجأ بصعوبة الحياة لكثرة المنغصات ، فكلما كبر الإنسان بالسن تزداد لديه المسؤوليات ويشعر بأن مامضى من حياته ماهي إلا ساعات قد مرت عليه كلمح البصر ،
فيتمنى أن يعود بالعمر صغيراً كما كان.
فالصغير بالسن يتمنى أن يكبر ، والشيخ يتمنى أن يعود به الزمن إلى الوراء فيكون أكبر همه الدراسة.

ختاماً : هذه أحاسيس من أرهقته الحياة قبل أن تبدأ بالنسبة له ، فالأيام والشهور والسنين تمر علينا دون أن نشعر بها
ولانعلم كم تبقى لنا بهذه الحياة ( عشر سنوات – خمس – سنه – شهر – ساعة – )
المصيبة أننا نعلم بهذا ولا نعمل وأنا أولكم ، فتمتعوا بأعماركم ( بضوابط ) فهنالك الكثير ممن يتمنى أن يعودوا لأعماركم بدون مسؤوليات بعد أن أرهقتهم متاعب الحياة.
ملتوووووش لعيووووووونكم…