” كــ وأنت ــل عـــ شهيدة ـام “(مسابقة خطوات لا تتعثر) رسالة إلى فلسطين (1) .


” كــــــــ وأنتِ ـــــــــــــل عـــــ شهيدة ــــــــــــام “

بسم الله الرحمن الرحيم….
الحمد لله وحده لا شريك له،
و الصلاة والسلام على من ظُلِّلَ بالغمام ،
محمد رسول الله –صلى الله عليه وسلم – وصحبه الكرام ..
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
أمّا بعد :
إلى من تلوّت في دمائها ..
صريعة الذُّلِّ ..
و الخجل ..
إليك فلسطين..
بحبر من دمي أخط أحرفي ..
و بلهيب من فؤادي أغلفها ..
و ألون رسالتي بأحمر من دمائكم ..
ألونها ..
بأخضر من زيتونكم ..
أسود من حدادكم على شهدائكم ..
أبيض من أرواح أطفالكم وأبطالكم ..
و ألفُّها بعلمكم ..
وأرسلها مع حمامكم ..
الحمام الذي عُلِّمتُ منذ طفولتي أنه حمام السلام ..
رغم أني – اعذريني– لم أرى سلامًا أو أمانًا ..
كل ما رأيته يا فلسطين ..
موت ، خوف ، دمار ، عنف ،
و أشلاء تشهد على ظلم الــغاصبين ..
و أحلام صغار بريئة ..
لمحتها تحت أنقاض بيت مهدود ..
قد دكته جرافة إسرائيلية ( سهوًا ) !!
و أشياء مكتظة بالفقد ..
و أخرى مكتنزة بالحنين و الشوق ..
مبعثرة على قارعة الطريق ..
كَــ{ ــــشَــــ/ ــــتَـــــ/ ـــــا / تِـــ / ـــكِ } فلسطين ..
كأني بهم يقولون ..
” تدعى بــ{فلســ || ـطين } فهي لا تساوي فلسًا،
و دماء أهلها لا تستحقُّ إلا أن تُعجَن بالطِّين ” !!
عذرًا يا غالية ..
فأنا أنقل ما أتوقع أنهم سيقولونه ..
هذا إن لم يكن قد قيل !!
يا زيتونها ..
يا برتقالها..
يا خوخها ..
و مشمشها ..
يا طفلها ..
يا بطلها ..
يا سجينها / قتيلها / شهيدها ..
أشكركم ..
فقد علمتموني ما لم يعلمه إياه والديّ ..
أو حتى مدرستي ..
علمتموني التحدي ..
الإصرار ..
الطموح ..
و المثابرة ..
صدقيني يا فلسطيني ..
في كل صرخة أسمعها من غزة ..
ينصهر قلبي ..
و تتقاذفني حمم بركانية ..
و أرى أني لا أستطيع سوى الدعاء ..
فأرفع أكفي ..
في آخر الليل ..
والله ينظر لي – جلَّ في علاه – ..
فأدعوه لكم ..
و أسأله نصركم …
وتخنقني العبرة فأكف عن الحديث ..
ولِلُغَة الصَّمتِ حكايا ..
و الربُّ أعلم بالحال ..
يا فتنتي .. وقصيدتي .. وشهيدتي .. وحبيبتي ..
رغم أني ما عهدتك إلا مُختنقة بالعار ..
مُلتفة بالدمار ..
مُستَتِرة بالدماء ..
عن أعين السُّفهاء ..
إلا أني أحببتك – كأي عربي أصيل –
أعلمُ حجمَ العارِ الذي سَبَّبَه لكِ ذلنا وهواننا ..
ولكن اعذرينا ..
فقد ألهتنا الحياة عن حياتكم / وفاتكم !!
فهنا لسنا كهناك ..
نحن غارقون ..
غارقون في الترف ..
صادقون نحن ..
فقد شغلنا بأعظم من مجازركم ..
تخيلي سيقام حفل وديّ ..
على شرف الأمراء ..
سيحضر الفنانون من شتى أصقاع البلاد ..
و أيضًا كما عهدتِ منا ..
كرماء في كل شيء ..
في أموالنا .. دمائنا .. أرضنا ..
ولذا ستقام وليمة كبيرة ..
بمناسبة حصولنا على أفضل دولة في عقد اتفاقيات السلام !!
ولذا أتوقع عذرك المضرج بدماء أبطالك ..
يوقع جبين عارنا ..
فنحن مشغولون !!
أتعلمين ..
خافقي موجوع بكِ ..
وعيناي غارقة بدموعكِ ..
حتى الهواء الذي أتنفسه ..
أشعر أنه مُختنق بروائح جثثكِ ..
فرشتِ لنا الطريق وردًا و ريحانًا ..
ففرشناه ذلًا وهوانًا !!
ملأتِ أرضك بجثث من أصحابك ..
و غسلتِ عارنا بدمائك ..
ونحن – للأسف – مشغولين..
وحتى في تلك الدقائق التي نسترقها بصعوبة من عمرنا الآفل..
تقلب يدٌ أحدنا جهاز التحكم “الريموت” بمهارة ..
فنمرُّ مرَّ كرامٍ / لئامٍ !!
على مذابح ترتكب في حقكم ..
فنصرخ بضيق ..
” أبعدنا عن النّكد ” !!
سبحان الله ..
هل مات إحساسنا ..
هل تبلدت ضمائرنا ..
60 عامًا يا فلسـ || ـطين ..
أنستنا الفقيد والشهيد ..
60 عامًا والذل يسري في الوريد ..
60 عامًا أو تزيد ..
ونحن يا قتيلتي ..
ما زلنا نُصلَى بأسواطِ العبيد !!
أتدركين ..
أني أحمل فوق ما كتبت أضعافًا ..
وأني أتلظى بمرارة ألمك..
و أني أتجرع الذل ..
والضعف ..
أبتلعها ..
كأقراص منومة ..
بلدت أحاسيسنا ..
ملأت جفوننا نعاسًا ..
و أغانيك الوطنية ..
( يا طير الطاير ..
يا طير الطاير ..
عبلادي ..
خبر بيي وإمي وعمامي ..
مهما ذلونا ..
فنحنا راجعينا
فنحنا رااااااااااااااجعينا )
تملأ مساحات الفراغ المحيطة بأذنيّ ..
تملأها ذبذبات هرتزية ..
و تذكرني بلياليك ..
ما قبل التاريخ ..
في قصص قبل النوم ..
ترويها الجدة ..
فنتحلق حولها ..
وتغفو عيناها ..
ونحن ما نزال مبهورين..
بصلاحك الأيوبي ..
ومن قبله عمر الفاروق ..
ثم إذا ما عدنا لواقعنا ..
أيقظناها ..
” يمه قومي ..
قولي وش صار ع فلسطين “
فتقوم متثاقلة ..
تكمل ما بدأته ..
ونحن نلتقط الكلمات بشغف ..
نخزنها في الذاكرة ..
ومن ثمّ ..
كبرنا يا فلسطين ..
كما كبُرَ عارك ..
وتوسّع جرحك ..
إلا أنّا لم نبقى نحمل الطهر في قلوبنا ..
و انقلب الإعجاب الكامن فينا ..
إلى حرج من كوننا أحفادهم ..
من كون نسائنا عقمت عن أمثالهم ..
قرأت كثيرًا يا أرضــ” ــنــا ” ..
قصائد تغنت ببطولات العظماء من أصحابك الأول ..
و أخرى ترثي لحالك ..
وتنادي مَن تَحتَ الثّرى ..
و ثالثة و رابعة ….
لكنهم يا غالية ..
ما وعوا الدرس جيدًا ..
قد قالها لهم ربهم – جلّ جلاله – ..
“إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” ..
فلسطيني ..
قلمي مُختنق بأحرف ..
تتزاحم لتعبر لكِ عن ما يحمله فؤادي ..
و خاطري يجيش بكل الحب ..
الكامن في أعماقي ..
الساري عبر عروقي ..
ولكني لا أجد ما أقوله ..
{ كل عام و أنت شهيدة !! } .
“”””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””””
المنفية عن أحضانك : عربيّة مسلمة .

أختكمـــ: S.M.S



عن

شاهد أيضاً

وش قصة ابوة…..؟؟؟

يقول صاحب القصة كان والدي من المسلمين المحافظين على صلاته ولكنه كان يفعل كثيراً من …