بدأ العدّ العكسي ليوم الولادة
لم يبقَ لحملك سوى شهرين، وأنت على الأرجح تمضين ساعات طويلة في التفكير بما ستكون عليه ولادة طفلك. لكن لا شكّ أنّك قد كوّنت فكرة عن اليوم المنتظر، من خلال حضور صفوف الرعاية ما قبل الولادة، والقراءة عن الموضوع، والتحدّث إلى صديقات خضن تجربة الولادة نفسها. الاستعداد الجيّد ضروري، لكن تذكّري أنّ كلّ ولادة فريدة من نوعها وأنّه يستحيل عليك توقّع ما سيحدث على الدوام. من شأن وضع برنامج مفصّل للولادة أن يعرّف مساعدة التوليد وزوجك على آمالك وامنياتك في ما يتعلّق باليوم المنتظر.
تكوّن الطفل دماغ طفلك ينمو بسرعة وقد أصبح أكثر تعقيداً في تلك المرحلة. أمّا عظامه فتقسو وبشرته فتسمك. في حال كنت تنتظرين مولوداً ذكراً، فانّ خصيتيه تشقّان طريقهما داخل الصَفَن، مع أنّهما لا تكملان رحلتهما في غالب الأحيان إلى أن يبلغ الطفل عامه الأول.
امتلاء جسم الطفل جسم طفلك ووجنتاه يمتلئان أكثر فأكثر وهو بدأ يخزّن طبقات من الشحم. في هذه الفترة، يزداد وزنه بمعدّل ربع كيلو في الأسبوع. بحلول نهاية هذا الشهر، سوف يزن حوالى 2 إلى 2،5 كلغ، بطول يقارب 43 سنتيمتراً. إنّ الشحم الذي يكوّنه في تلك المرحلة سيشكّل مصدراً هامّاً من مصادر الطاقة أثناء رحلته المستقبلية عبر قناة الولادة. قد يكون الطفل أيضاً في طور الاستعداد للرحلة بتوجيه رأسه نزولاً.
ماذا يحدث
في حين يتعلّم الطفل التفاعل أكثر فأكثر مع التغيّرات الحاصلة في رحمك، هو بدأ يتآلف مع دورات نشاطك ونومك. بحلول هذه المرحلة، يكون هو أيضاً قد طوّر أنماطاً من النوم واليقظة قد لا تنسجم كليأ مع أنماطك أنت. مع ذلك، ما زال أمامه الكثير ليعرفه عن ساعات النهار والليل. نشير إلى أنّ الطفل لا يتوصّل إلى التمييز بشكل صحيح بين الليل والنهار إلاّ بعد أسابيع عدّة من خروجه إلى العالم.
مقرّ الإقامة ضيّق
الطفل أكبر من سائل السلى، لذا فهو لا يجد متّسعاً من المكان للتلوّي في الرحم خلال تلك المرحلة الأخيرة. قد تشعرين ببطنك يتمطّى إلى الحدّ الأقصى كلّما قرّر الصغير تغيير وضعيّته أو القيام ببعض الركلات. وقد تتمكّنين من رؤية الحركة في غالب الأحيان، الآن وقد أصبح رحمك أرقّ. لكزة في الضلع أو المثانة من كعب رجله الصغير أو ضربة كفّ صغيرة، حركات لم تعد تسبّب وخزاً بسيطاً، بل قد تضطرك إلى إصدار صرخة “آخ”. تذكّري أنّ طريقة تصرّف طفلك في الرحم وقيامه بالحركات البهلوانية، تفاعلاً مع بعض الأصوات والحركات، كلّها تشير بعض الشيء إلى ملامح شخصيّته المتكوّنة.
حقائق بسيطة لا بدّ أنّك سمعت بعض المعلومات المتناقضة بشأن الإرضاع خلال الأشهر الماضية، من أمّهات يرغبن في مشاركتك آرائهم وتجاربهم. صحيح أنّ الإرضاع لا يناسب كلّ أمّ، وأنّه عملية سهلة لبعض النساء دون سواهنّ. مع ذلك، لا تتأثّري بالمعلومات الخاطئة فتمتنعي عن إرضاع طفلك. إليك بعض الوقائع في هذا الشأن:
يُقال: لا يمكن المرأة الإرضاع إذا كان لديها ثديان صغيران. الحقيقة: في الواقع، لا يؤثّر حجم الثديين على إمكانية الإرضاع.
يُقال: في حال استحال على أمّك (أو أختك) الإرضاع، إنطبق الأمر عليك أيضاً. الحقيقة: قلائل هنّ النساء العاجزات عن الإرضاع، وليس للعوامل الوراثية أي دور في هذا المجال. فالعجز عن الإرضاع إنّما ينتج في معظم الأحيان عن افتقار المرأة إلى الدعم والإرشاد الضروريّين خلال الأسابيع الحاسمة الأولى.
يُقال: الإرضاع مؤلم دوماً. الحقيقة: صحيح أنّ الإرضاع قد يكون مزعجاً خلال الأسبوعين اللذين يليان الولادة. فحلمتاك بحاجة إلى الوقت للاعتياد على وظيفتهما الجديدة. وقد تمرّ أيام يكون فيها ثدياك محتقنين، مع بدء عملية إنتاج الحليب. لكن، ثمّة حيل ذكيّة كثيرة للتغلّب على تلك الحالات المزعجة، لذا إصبري وثابري. فما دام طفلك يُمسك بحلمتيك بشكل صحيح، وما دمت أعطيت ثدييك الوقت للتكيّف، سوف تتحسّن الأمور فجأة ويصبح إرضاع طفلك طبيعة ثانية وبهجة لكليكما.
يُقال: عليك تخشين حلمتيك قبل الإرضاع. الحقيقة: مع أنّ تدليك الحلمتين قد يساعدك على الاعتياد على فكرة الإرضاع، فانّ تحضيرهما ضروري في حال كانتا مقلوبتين. عليك الاتّصال بالطبيب إذا ما ساورتك المخاوف.
أفضل ما يمكنك القيام به تحضيراً للإرضاع هو التشوّق إلى العلاقة الحميمة التي ستربطك بطفلك. حاولي تذكّر النصائح السديدة التي تعلمتها من أمّهات خضن التجربة نفسها وانسي الأمور السلبية التي سمعتها. في حال كنت تخطّطين لإرضاع طفلك، أو تنظرين في إمكانية قيامك بذلك، نظّمي أفكارك بحيث تعطينه الفرصة المناسبة عندما يحين الوقت