الجيوب الأنفية شكل من التجاويف المملوءة بالهواء تحيط بالعينين والأنف، وتوجد داخل عظام الجمجمة، وهي ترتبط بتجاويف الأنف عبر فتحات صغيرة. وإلتهاب الجيوب الأنفية هو إلتهاب الغشاء المحيط بالجيوب. هذه التجاويف معقمة ومبطنة بغشاء رقيق يفرز المخاط، وتقوم خلايا شعرية بكسح المخاط لطرد الجسيمات الغريبة والكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات وكذلك ذرات الغبار. في الأحوال الطبيعية يحدث تصريف المخاط من خلال فتحات صغيرة بين الجيوب الانفية والأنف ويحدث إلتهاب الجيوب الأنفية عندما يقع إنسداد لهذا النظام الطبيعي في الصرف.
ونادرًا ما يعاني الصغار من هذه الحالة لأن الجيوب لا يكتمل نموها حتى عمر 12 -16 سنة .
جراحة الجيوب بالمنظار تجرى عادة لمعالجة التهاب الجيوب المزمن الذي لم يستجب للعلاج التحفظي .
إلتهاب الجيوب :
يوجد تصريف طبيعي لإفرازات الجيوب الأنفية والمخاط عن طريق فتحات طبيعية داخل الأنف وفي حالة انسداد هذه
الفتحات تتسبب بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن. اذًا، سبب الالتهاب المزمن هو الانسداد الدائم في منطقة تصريف الجيوب الأنفية، والهدف من العملية فتح منطقة الانسداد وتنظيفها في مكان تصريف الجيوب وبمجرد عمل فتحات تهويه جيده للجيوب فلا داعي للدخول الى داخل الجيب الأنفي وتنظيفه بالكامل .
يتم علاج التهاب الجيوب تحفظيًا بالمضادات الحيوية والكورتيزون ومضادات الحساسية مدة 6-12 اسبوع وفي حالة فشل العلاج التحفظي فيتم الترتيب للعملية . تقع الجيوب بجانب العنين واسفل الدماغ، لذا فإن الالتهاب المزمن قد يسبب بمضاعفات خطرة عند انتشار الالتهاب في العين أوالدماغ.
كانت عمليات الجيوب الأنفية سابقًا تعمل عن طريق شق خارجي في الجلد بجانب الأنف او تحت اللثة للوصول الى الجيوب وتنظيفها لكن نتائجها لم تكن مشجعة وتترك ندب في الوجه والام مزمنة ، اضافة الى طول فترة الشفاء .
كذلك فإن نتائج الطرق التقليدية ليست مشجعة والسبب عدم القدرة على الوصول الى كافة الجيوب الملتهبة واللحميات الزائدة، مما يؤدي الى عودة هذه الاتهابات بعد فترة بسيطة من العملية .
الآن أصبحت غالبية عمليات االجيوب تجرى بالمنظار ويتم تنظيف كامل الجيوب الانفية عن طريق فتحة الانف الطبيعية دون أي جروح خارجية بنتائج ممتازة اذا تم اجراؤها بالطريقة الصحيحة .
أسباب الالتهاب :
1- الحساسية المزمنة في الأنف : حيث أن تضخم القرنيات الأنفية يؤدي الى انسداد مجرى تصريف الجيوب .
2- الالتهابات البكتيرية و الفيروسية أو الفطرية
3- الملوثات البيئية : الغبار الاتربة وغيرها تسبب تضخم في القرنيات .
4- التدخين : يؤدي الى ضعف في الشعيرات التي تطرد الافرازات من الجيوب مما يؤدي الى تراكمها .
5- نقص المناعة المكتسب أو الخلقي : يساعد نقص المناعة على استفحال التهاب الجيوب مما يؤدي الى الحاجة الى عدة عمليات للسيطرة على الوضع .
6- أزمة الشعب الصدرية : ثبت علميا بشكل قاطع أن التهاب الجيوب يؤدي الى تطورمشكلة الأزمة الصدرية وتفاقمها لأن الافرازات الملتهبة تنزل للقصبات الهوائية ومعالجة الجيوب تساعد بشكل كبير على السيطرة على هذه الأزمة .
طريقة العملية :
يتم عمل صورة مقطعية للجيوب الأنفية قبل العملية لسببين :
أولاً- للتأكد من وجود التهاب الجيوب أم لا حيث أن بعض حالات الحساسية الشديدة تخادع حالات الالتهاب.
ثانيًا- لتحديد مدى الالتهاب وشدته، وكذلك لتحديد علاقة الجيوب بالعين وقاع الدماغ.
يمكن اجراء هذه العملية تحت البنج العام أو الموضعي، ويتم ادخال مناظير دقيقة عبر فتحة الانف الطبيعية . الهدف كما ذكرنا هو توسيع الفتحات التصريفية للجيوب الأنفية بشكل دائم لتفريغ الاحتقان والمخاط المتراكم .
هنالك استعمالات أخرى للمناظير الأنفية في غير حالات الالتهابات المزمنة وتشمل: صداع الجيوب المزمن، فقدان الشم، استئصال الأورام، انسداد قناة الدمع، عمليات الغدة النخامية وغيرها .
العملية تتم باستعمال منظاردقيق مستقيم بالاضافة الى العديد من الادوات الدقيقه ويمكن الوصول الى كافة الجيوب وهي : الوجهية والغربالية والفقمية والوتدية. في بعض الأحيان يضطر الجراح الى تعديل الحاجز الأنفي اذا كان الحجز منحرف بشكل واضح.
في نهاية العملية يتم وضع فتيلة أنفية صغيرة وتكون عادة فترة الشفاء سريعة ويستطيع المريض العودة الى عمله خلال بضعة أيام ويعطى علاجات معينة بعد العملية وتتم متابعته في العيادة واجراء تنظيفات بالمنظار خلال اول أربعة أسابيع لإزالة الدم والافرازات المتجمدة.
نتائج العملية :
تعتمد نتائج هذه العملية بصراحة على عدة عناصر أهمها
1- مهارة وخبرة الجراح في الوصول ومعالجة كافة الجيوب الملتهبة
2- شدة الالتهابات وخاصة وجود اللحميات الزائده حيث أن هذا يستدعي استئصال كامل للحميات
3- وجود أزمة صدرية أو نقص في المناعة مما يلزم متابعة بعلاج للأزمة والمناعة قبل وبعد العملية
4- مدى تعاون المريض والتزامه في العلاج
في العادة تعطي هذه العملية نتائج ممتازة بنسبة نجاح تتجاوز بين 80 – 90 % اعتمادًا على عدة عوامل .
مضاعفات هذه العمليات قليلة الحدوث وتعتمد بالذات على خبرة الجراح ومهارته وعادة يتم السيطرة عليها بسهولة.
الأطفال والصغار:
بالنسبة إلى إلتهاب الجيوب في هذه المرحلة، فهو قليل الحدوث لأن الجيوب لا يكتمل تطورها الا بين عمر 12-16 سنة عدا الجيوب الغربالية التي يكتمل نموها مبكرًا . ان السبب الرئيس لإلتهاب الجيوب عند الأطفال هو تضخم اللحميات خلف الأنفيه فتمنع تصريف افرازات الجيوب بالاضافة كونها بؤرة للالتهاب وانتقاله للجيوب .
لا بد عند الالتهاب المزمن عند الأطفال من إزالة هذه اللحميات ( خاف أنفية ) بالكامل لمنع تكرر الالتهابات .
بالنسبة إلى إلتهاب الجيوب الغربالية، فإن اهمالها قد يؤدي الى انتقال الالتهاب الى العين مما يسبب العديد من المضاعفات إن لم يتم علاجها بالطريقة الصحيحة.
إذا تمت إزالة اللحميات ولم يتحسن وضع الجيوب الانفية فيتم اجراء العملية للجيوب الأنفية بالمنظار بشكل تحفظي .
أصبحت جراحة الجيوب بالمنظار هي الحل الأمثل والفعلي لمشكلة الالتهابات الجيوب الأنفية المزمنة، حيث أن هنالك فرقًا كبيرًا بين نتائج هذه الطريقة والطرق التقليدية القديمة في جراحة الجيوب على المدى البعيد، وكذلك بالنسبة إلى فترة الشفاء وطبيعة الألم والقدرة على تنظيف كافة الجيوب مع التقليل بشكل كبير للمضاعفات التي كانت تحدث سابقًا.