تضعين طفلك الثاني ـ عزيزتي الأم- … تأكدي من أن بيتك سيتحول في لحظات إلى ساحة قتال بين طفلك الأول والمولود.. فالأول يشعر بأن الرضيع استحوذ عليك تماماً، وحصل على كل حنانك ووقتك ومداعبتك..وتبدأ نار الغيرة بين الطفلين.. ومشاعر الغيرة بين الطفل الثاني ومن يليه من أطفال مسألة معتادة وطبيعية جداً، ولا تنزعجي لها، لأنها تحدث بين كل الأطفال، لعدم قدرتهم على استيعاب الحال الجديد وما يتطلبه من اهتمام الأم الزائد بابنها الجديد، إلا أنه من الضروري التعامل الصحيح مع الأمر بحيث لا تثيري المزيد من المشاعر السلبية في نفس الطفل الأكبر، فقد تكبر هذه المشاعر معه مستقبلاً، وهو ما يهدد العلاقة السوية بين الأبناء، ونحن هنا في التقرير التالي نفيدك ببعض المواقف التي تتعرضين لها مع المولود الجديد وأخيه الأكبر، وكيفية التعامل الصحيح فيها بحيث تطفئي نار الغيرة بين أبنائك…
الأم هي المسئولة
تقول الدكتورة نانيس ناجي أستاذ الطب النفسي بكلية الطب بجامعة عين شمس أن الأم هي المسئولة الأولى عن وجود الغيرة بين أبنائها، ويمكن لها أن تقضي تماماً عليها لو التزمت بمجموعة من الخطوات .
وتؤكد الدكتورة نانيس أنه إذا كان طفلك يغار غيرة واضحة ويشعر بالغضب تجاهك لتعكير حياته وتحويل انتباهك عنه بهذا التحدي الجديد فضعي نفسك مكانه وفكري وتأملي ما الذي يمكن أن يدور بذهنه وكيف يفكر؟ قبل أن يأتي المولود الجديد إلى العائلة قولي لطفلك الأكبر انه سيكون له أخ صغير ليلعب معه وأن ذلك سيكون ممتعاً جداً. ثم يبدأ في اللعب مع المولود بالطرق والألعاب التي يعرفها وعن طريق الخطأ قد يتسبب في إيذاء المولود لأنه يلعب معه ألعاب في سنه الذي هو أكبر من سن المولود بطبيعة الحال، وهنا تبدأين في الصراخ لأن الأمر خطير، وتضيف الدكتورة نانيس: ولكن عليكِ أن تكفي عن الصراخ ويكون الهدف الأول لك الآن هو حماية المولود من أي ضرر قد يحدث له. أما الهدف الثاني فهو تعليم الطفل كيف يتعامل مع أخيه أو أخته الجديدة بطريقة صحيحة، تحدثي معه وناقشيه ووجهيه، وضحي له الأمور وأرشديه وشجعيه، وحتى تتأكدين من تحقيق هدفك الثاني لا تتركي طفليك معاً وحدهما، وإن بدا الأمر غير واقعي، ولكن لابد أن تفعلي هذا حتى لا تحدث مشكلة خطيرة من ورائك.
اشغلي طفلك
وتضيف الدكتورة نانيس ناجي: كوني قريبة عندما يكونان معك حتى إذا لاحظت طفلك يعنف المولود فانتشليه وحاولي شغل طفلك بأغنية أو لعبة أو بوجبة خفيفة، وهذا الإجراء يساعدك في تجنب سلسلة من الاعتراضات التي قد تأتي بنتيجة ع**ية أكثر عدوانية.
تصرفي بسرعة
في كل مرة تري فيها طفلك يضرب أو يتصرف بعنف مع المولود الجديد تحركي بسرعة واعلني “ضرب لا، هذا يكفي.” ضعي طفلك ليجلس في مقعده وقولي له: يمكنك النزول من المقعد فقط عندما تعرف كيف تستخدم يديك بطريقة صحيحة. ولكن اسمحي له أن ينزل فور ما يطلب منك هذا طالما يتعامل بذوق وحذر مع المولود الجديد، فهذا ليس عقاباً إنه فقط تأديب فأنت تساعدينه أن يعرف أن التصرفات العنيفة غير مسموح بها خاصة مع أخيه الصغير الضعيف.
افخري به
كلما رأيت طفلك يلمس الصغير برفق شجعيه، وقبليه وقولي له أنك فخورة به: “أنت ولد طيب.” فهو يصدق كلامك، وفي كل أفعاله سيحرص أن يتصرف فعلاً برفق لأنك قلت له أنه طيب.
ابتعدي عن الحجج الواهية
لا تتحججي دائماً بالمولود الصغير أمام طفلك فتعطيه إحساس أنه أقل أهمية من المولود الجديد. فمثلاً لا تقولي:” لا أستطيع الخروج الآن لأن أخوك نائم.” و”اصمت لا تتكلم حتى لا يستيقظ أخوك. بهذه الكلمات تزرعين الغيرة في نفس طفلك، ويمكنك أن تقولي: سآتي وأرى ما تريد خلال 3 دقائق.
مشاعر حساسة
تعرفي على مشاعره التي لا يعبر عنها خاصة وأن الأمور قد تغيرت الآن بوجود المولود الجديد.
تعليقات لطيفة
احرصي على أن تكون تعليقاتك لطيفة، وعامة احذري من أن تقولي: عندي إحساس إنك بتركه أخوك.” بل قولي: أنا أعرف أن الأمر صعب عليك أن أقضي وقتاً أطول مع البيبي.” أو ” أعتقد انك نفسك تخرج قبل أن يستيقظ البيبي.”
وعندما يدرك طفلك أنك تتفهمين سيحب الصغير، وسيحبك أنت أكثر. بل يمكن استخدام حجج لعدم تنفيذك لما يريد لانشغالك بالطفل الصغير بأن تقولي: يداي مشغولتان الآن، سنذهب بعد ساعة .” وهكذا…
ويضيف الدكتور محمد رفعت استشاري طب الأطفال بأنه يجب الاستعداد لقدوم الطفل الجديد من قبل مولده حتى لا تشتعل نار الغيرة في قلب ابنك الأكبر، ويقترح ما يلي: ” يمكن للأم أن تشتري لعبة لطيفة تعرف أنه يحبها، ويقول له إنها من أخيه القادم، فهذا يزرع الحب في نفس الطفل الصغير، وبعدما يكبر ويدرك أكثر يمكن مصارحته بالحقيقة وانك فعلت هذا حتى لا يُغار من أخيه. كما يمكن أن تضع الأم صورة كبيرة للطفل الأكبر بجوارها بعد ولادة الطفل الجديد، تعبيراً واضحاً عن حبها لابنها الأكبر، كما يمكن للأم أن تفهم الطفل الأكبر لو كان في سن يسمح له بالاستيعاب أن الطفل الجديد سيأخذ غالبية رعايتها ووقتها واهتمامها ولكن هذا لا يعني أن حبها له قل، ولكن لأن أخاه أصغر وأضعف فهو بالتالي بحاجة إلى رعاية أكبر منه، وتفهمه أنها كانت تفعل معه المثل تماماً حينما كان صغيراً في سنه،بحيث تهدأ من مشاعر الطفل الأكبر.”
ويضيف الدكتور محمد: كما يجب أن تحذر الأم من استخدام العقاب مع طفلها الأكبر لو ضايق أو أساء التصرف مع المولود الجديد حتى لا تزرع مشاعر الكره نحوه، بل يجعلها أن تمنعه وتوجهه للسلوك الصحيح مع أخيه بحيث يعرف أنه ضعيف ولا يتحمل سلوكاً عنيفاً مثلاً.
وفي النهاية عزيزتي الأم نذكرك بأن الأمومة رسالة، وأي رسالة تعني أن يتحمل صاحبها عناء القيام بها، وأن يتعب من أجلها، إلا أن تعب الأم مع أبنائها تعب لذيذ يخالطه السعادة، سعادة من يغرس غرساً ويسعى للحصاد.
منقوووووووووووووووول