رغم أنك تدفعين لمدرسة طفلك مصاريف لا بأس بها وربما تكون طائلة أحياناً ، إلا أن المدرسة تفشل في تهذيب سلوك طفلك، إن لم يكن شبّ على ذلك في المنزل .
يقول خبراء التربية إن أعظم مدرسة في العالم توجد في غرفة المعيشة العائلية فهي أول مدرسة يتعلم فيها الطفل المبادئ الأساسية وآداب الحديث والتواصل بين البشر، ولا يحدث هذا في غرفة الصالون ، لأن كل ما فيها مصطنع ابتداء من تصرفات الأب ولباقته مع زوجته وحنانه المفرط لأبنائه وانتهاء بزي الأم ومظهرها وهي في كامل أناقتها وزينتها وأما الأطفال فتراهم فيها مؤدبين وصامتين لا يتكلمون إلا إذا سألهم احدهم, وهي صورة غير حقيقية لأفراد الأسرة لذلك فإن ما يحدث في غرفة المعيشة هو الذي سيستقر في نفوس ووجدان الأطفال ففيها يتعلمون آداب الحديث وأداء تحية الصباح والمساء وكلمات مثل شكرا وعفوا ولو سمحت أو من فضلك .
ويؤكد الدكتور محمود جمال الدين فودة أستاذ علم الاجتماع ، أن مثل هذه المفردات لا يتعلمها الطفل في دور الحضانة أو في المدرسة الابتدائية مهما بذلت المعلمة من جهد لتعليمه إياها فانه سينساها حال وصوله إلى المنزل ما لم يسمع هذه المفردات في البيت أيضا, لذلك فإن دور الأسرة مهم جدا في ترسيخ المبادئ والقيم في ذهن الطفل لكي يتعامل بها طوال حياته.
ولا ننسي أن من خصائص الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة التقليد ـ لذلك علينا أن نكون القدوة له فالأب الذي يقول لزوجته شكرا وهي تقدم له فنجان القهوة أو الشاي وتجيبه الأم عفوا ويسمع الطفل هذه الكلمات وهو يلعب ويتكرر ذلك أمامه يوميا, يبدأ الطفل في تقليد والديه واستخدام نفس الألفاظ, كما يتعلم الطفل أيضا من إخوته فعلي سبيل المثال يجب علي الابن الأكبر أن يقول لأخيه الأصغر من فضلك ولو سمحت والصغير يقول له تفضل أو نعم .
ويتابع الدكتور محمود – حسب ما ورد بصحيفة الأهرام – كما يتعلم الطفل أيضا آداب الحديث من خلال الحوارات التي تدور بين والديه في غرفة المعيشة مثل ضرورة انتظار المتحدث حتى ينهي حديثه ليبدأ الآخر دوره في الكلام.
وينصحك الدكتور محمود جمال الدين بأن تستمعي لطفلك وهو يتحدث معك وتصغي إليه بكل اهتمام حتي تنمي لديه احترام ذاته وهكذا يتعلم احترام الآخرين ، فمثل هذه الأمور قد يراها البعض تافهة وبسيطة ولا ضرورة لذكرها مادام الطفل سيستعلمها لاحقا من مدرسة الحياة ، ولكن كما يقول المثل “من شب علي شيء شاب عليه ” و ” التعلم في الصغر كالنقش علي الحجر ” فلا تنسي أيتها الأم أن الطفل يتعلم من خلال تعامله مع والديه ومع إخواته وسلوكهم اليومي في غرفة المعيشة. لذلك سيكون من المهم أن ينتبه الوالدان لكل سلوك أو تصرف داخل كل كلمة يتفوهان بها ليفخرا بأنهما أول المعلمين في أعظم مدرسة في العالم.
تربية نفسية
======
ولكي تقدمي طفلاً صالحاً للمجتمع يعتمد عليه ، ينصحك خبراء التربية بالابتعاد عن الرعاية والاهتمام المبالغ فيهما ، واتركيه يساعدك في أمور بسطية كترتيب المائدة ، نقل الأطباق بعد الانتهاء من الطعام إلى المطبخ … وهكذا .
لا تنسي أن تشجيع طفلك على الأعمال الناجحة يشعره بسعادة ما أنجزه ، احذري يا عزيزتي من تكليفه بمهام صعبة تفوق عمره العقلي والزمني و إلا شعر بالعجز وفقد الثقة في نفسه .
حاولي مراعاة حالة الطفل النفسية وشعوره والتغيرات التي تفرزها مثل القلق، عدم التكيف ، والشعور بالعجز ومحاولة علاج ذلك بالتهدئة وزرع الثقة في نفوسه وإشعاره بالحب والحنان والرعاية و إلا سوف تتحول إلى مشكلات نفسية تؤثر على سلوك الطفل كأن يصبح عدوانيا أو منطويا .
ابحثي عن نقاط القوة في الطفل وعزيزها وشجيعها وأرشديه إلى نقاط الضعف وكيفية التغلب عليها كالغضب السريع والخجل .
اتيكيت وآداب
=======
إدراج الاتيكيت مع أسلوب التربية هام جداً ليكون طفلك اجتماعي لبق منذ نعومة أظافره . ومن هنا يقدم لك خبراء الاتيكيت النصائح التي يجدر بك الانتباه إليها :
_ الطفل الصغير لا يبالى بمناداة من هم أكبر منه سناً بألقاب تأدبية تسبق أسمائهم لأنه لا يعي ذلك في سن مبكرة ولا يحاسب عليه, ولكن عندما يصل إلى مرحلة عمرية ليست متقدمة بالدرجة الكبيرة لا بد من تعليمه كيف ينادى الآخرون باستخدام ألقاب تأدبية لأن عدم الوعي سيترجم بعد ذلك إلى قلة الأدب.
_ آداب المائدة للكبار هي نفسها للصغار باستثناء بعض الاختلافات البسيطة وإن كان يعد اختلافاً واحداً فقط هو تعليمهم التزام الصمت على مائدة الطعام بدون التحرك كثيراً أو إصدار الأصوات العالية, مع الأخذ في الاعتبار إذا استمرت الوجبة لفترة طويلة من الزمن لا يطيق الطفل احتمال الانتظار لهذه الفترة ويمكن قيامه آنذاك.
– لكي يتعلم طفلك احترام خصوصيات الكبار, لا بد وأن تحترم خصوصياتهم:
-لا تقتحمي مناقشاتهم.
-لا تنصتي إلى مكالمتهم التليفونية.
-لا تتلصصي عليهم.
-لا تفتشي في متعلقاتهم.
-انقري الباب والاستئذان قبل الدخول عليهم. ولا تتعجب من هذه النصائح لأن تربية الطفل في المراحل العمرية الأولى واللاحقة ما هي إلا مرايا تعكس تصرفات الوالدين وتقليد أعمى لها.
من خلال السلوك المتبع في اللعب بين الأطفال تنمى معها أساليب للتربية عديدة بدون أن يشعر الآباء: كروح التعاون، الاحترام للآخرين، الطيبة، عدم الأنانية وحب الذات، كذلك يتم تعليم الأطفال من خلال مشاركة الآباء لهم في اللعب بتقليد ردود أفعالهم.
– المصافحة بالأيدي: لا بد وأن يتعلم الأطفال مصافحة من هم أكبر سناً عند تقديم التحية لهم مع ذكر الاسم والنظر إلى عين من يصافحهم, وقم أنت بتعليمهم ذلك بالتدريب المستمر.
– اتيكيت التليفون: عندما ينطق الطفل بكلماته الأولى يجد الآباء سعادة بالغة لأنه يشعر آنذاك أن طفله كبر ولاسيما مع الأصدقاء من خلال المحادثات التليفونية ، لكن قد يزعج ذلك البعض. ولا مانع منه إلا بعد أن يستوعب الطفل الكلام وكيف ينقل الرسالة إلى الكبار.