(1)
لا يعرف الهلال إلا أن يكون بطلاً…
يستيقظ صباحاً، يفرك عينيه بالذهب، يزيح عن جسده السماء، يغسل وجهه بصُهارة كؤوس لم تُصنع بعد، يفتح خزائن البحر، يتناول موجة زرقاء، يرتديها، ثم يذهب إلى مأدبة التاريخ!
…في المساء، وقبل أن يلتحف السماء مرّة أخرى، يضع “مجدين” أو ثلاثة فوق الطاولة، ثم ينام…وفي الظلام الذي يحبسه خارج قصره يتكاثر الهمازون المشاءون برجس الشيطان الرجيم!!
وتحت إغماضة جفنيه…يصحو أبو الطيب المتنبي منشداً:
(أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جرّها ويختصم)
(2)
لا يعرف الهلال إلا أن يكون بطلاً…
هذا الأزرق الممسك بتلابيب الأرض والسماء لا يجيد القيام بعمل آخر غير الفوز…فقد وُلد وفي فمه ملعقةٌ من ذهب!
أوصاهم: إن هُزمت…ادفنوني حياً!
سألوه: إذاً متى تموت؟!
قال لهم: لن أموت وهناك مجدٌ لم يؤخذ بعد…فأنا حاصد إنجازات.
سألوه كرّة ثانية: إذاً متى تُهزم؟!
فأجابهم: حين تصبح المنصة في مستوى “سُرّتي”…لأنني لا أراها!!
سألوه كرّة أخيرة: وماذا عنا…هل سنموت؟!
فقال: بالنسبة لي…أنتم لم تُخلقوا بعد!!!
(3)
لكل الذين ولدوا هلاليين …ثم زاغت قلوبهم:
بالأزرق العريض
– لماذا نحب الهلال؟!…
لأن البطولة في قاموسه أمرٌ أكيد
وأما التعثر محض احتمال!
– لماذا نحب الهلال؟!…
لأن الحقيقة من طبعه
وأما فيما سواه خيال!
– لماذا نحب الهلال؟!…
لأن الآخرين إذ ينقصون
يشق طريقهُ نحو الكمال!
بقلم : أحمد الفهيد
منقووول من شبكة ناادي القرن