.
.
.
لـ من تُريد معرفة قصة أختنا ” نورقيتا “, فـ لتكُفَّ السؤال و تأتي هُنا ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الله – سبحانه و تعالى – : ” يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءٍ إِنْ تُبْدَ لَكُم تَسُوؤكُم ” ..
من منطلق هذه الآية, أسألكم بمن فَطَرَ السماواتِ و الأرض, و أنعم علينا و عليكم بنعمٍ لا تُعَدُّ ولا تُحصى ..
أن تَكِفُّوا ألسنتكم عن السؤالِ بما لا ينفع, و عن الإستماتة في البحث عن أجوبةٍ ..
دونَ أن يكونَ لكم فيها نفعاً ولا فائدة ..
ما أجبرني على الحديث هنا, و فتح هذا الموضوع لكم أولاً قبل نفسي ..
هو رؤيتي للكثير منكم – أسعدكم الله و أسعدَ بكم خلقه – من يسعون لمعرفة أسبابٍ
لا يؤخر معرفتها شيئاً ولا يُقَدِّمَه
إنما أكثرها تكون من باب الفضول و الإكتشاف لا أكثر
أذكر في موضوع أختنا ” نورقيتا “, نوَّرَ الله قبرها بـ نوره و رحمته, و رحمها و غفر لها ..
و انتقم مِمَّن كان السبب فيما حصل لها ..
كان الكثير منكم, من سألَ و سعى عن سبب وفاتها, دون أن تمعن النظر في ما هو أهم من ذلك ..
و هو الدعاء لها بالرحمة و المغفرة, فـ علم السبب لا يُقَدِّم شيئاً ولا ينفع ..
إلاَّ إن كان في ذلك عبرة ..
نسينا و قد تغافلنا عن مدى وجع الأقربون منها, في سعينا لمعرفة السبب دون أن نواسي أهلها ..
نكثر السؤال و نسعى في المعرفة, غافلين عن الجرح الذي نثرنا فوقه مِلحاً ..
من كثرة سؤالنا ..
وجع الأقربون لها, يزداد بأسئلةٍ قد لا تنفع, و هم أدرى بذلك ..
فـ ما كان الأفضلُ إلاَّ أن ندعو و نواسي, دونَ أن نسعى في معرفة السبب بـ فضولٍ كبير ..
ضعوا أنفسكم مكانَها, و اسألوها ما تسألونه إياها يا أخواتي ..
لو فقدتم من تحبون بطريقةٍ أليمة, و استمات الناس في معرفة السبب ..
و كثرت عليكم اسئلتهم, و ازدادت و هي لو كانت تريد ذكر القصة ..
لـ ذكرتها من قبل في موضوعها, دونَ أن تهلكوها بكثرة أسئلتكم ..
يا اخواتي الغاليات, مما يؤلم القلوب و يضيقها, كثرة سؤالها فيما لا تريدُ ذكره ..
اعلموا إن كثر ةسؤال الشخص عن الشي الذي يؤلمه و تذكيره الدائم فيه ..
يسبب له ألم كبير, يكبر و يزداد مع ازدياد السؤال و كثرته ..
كونوا إيجابيين قليلأً يا أخواتي, الغالية بنت إيطاليا زاد عليها السؤال و كثر بشدة ..
و أنا و الله حاسة فيها و بألمها لا زاد عليها السؤال, تذكرونها بشي ودها تتناساه قدر المستطاع ..
احنا لا تضايقنا, لجئنا للشي اللي نحبه بعد الله, و نحس فيه بشوية أمان و تسلية ..
و هي لجئت بعد الله إلى هذا المنتدى لأنها تحبه و تحس فيه بالسلوى بعيداً عن همومها في الواقع ..
فـ لا تكدِّروا عليها خاطرها, بـ كثرة سؤالها عن موضوع أختها رحمها الله و غفر لها ..
يكفي اللي حصل لها, فـ هي تحتاج لـ دعائكم لها بدل البحث عن قصتها ..
اللي ما راح تفيدها بشي ..
لكن على هذا, بعد إذن الغالية بنت إيطاليا, أحببت أن أكتب لكم قصتها بإختصارٍ يوصل المبتغى لكم ..
و العبرة التي أود إيصالها لكم, بلا سردٍ طويل يضعف مبتغاي و هدفي ..
فـ كفُّوا عن سؤالها, و اعتبروا, و لا تحرموها من صِدْقِ دُعَاء ..
الأخت ” نورقيتا ” رحمها الله, تعرضت للتحرش مما أدى إلى اغتصابها من خالها للأسف الشديد ..
ما أسقطها في هذا الوحل, إلاَّ لما تعرضت له من خالها, حيث استغل ضعفها و مرضها ..
فـ جعلها تدمن ” المخدرات “, بـ ظنِّها أنه ” دواء “, أتى بهِ لها ..
مما جعله يستغل هذه النقطة, و خوفاً من أهلها و من شدة وقع هذه المشكلة عليهم ..
مشت إليه و لبَّت رغباته الشيطانية للأسف, مما زاد وضعها سوء ..
و للعلم, قد ابتلاهم الله بـ السحر, مما عرَّضهم لهذا البلاء – شافاهم الله – ..
فـ وضعت موضوعها هنا في هذا القسم – افتح قلبك -, و ذكرت قصتها بألمٍ شديد ..
لكن للأسف, كانت أكثر الردود ضدها و مُكَذِّبة و قاسية نوعاً ما ..
مما اضطرنا بعد طلبها إلى حذفه
توالت الأيام, و اختفت و غاب ذكرها هنا, إلى أن أتت أختها بنت إيطاليا بـ خبر وفاتها ..
لا نعلم ما دافع انتحارها, ولن نعيه أبداً و لن نعرف, فـ الله وحده هو العالم لما كان يؤلمها ..
و ما الذي دفعها إلى هذا الفعل ..
فـ لا ترجو و لن يرجو لها أهلها منكم, سوى الدعاء الصادق لها ..
فـ لا تبحثوا فقط عن سبب وفاتها, دون أن تُفيدوها بـ الدعاء و الصدقات ..
اسألوا عمَّا يفيدكم, و اتركوا مالا يفيدكم, عافانا الله و عافاكم ..
القصة قد تكون مؤلمة نوعاً ما, لكنها تحمل من العبر الكثير لنا و الجميع :
1) لا تثقوا بأيٍّ كان, ثقةً عمياءَ كبيرة, دون أن تُبصِروا إلى ما يضركم و ينفعكم ..
2) الثقة المطلقة للأقارب, و السماح لهم بـ التحرش دون إخبار من هم أكبر و أفهم ..
قد يُشَكِّل من السوء ما هو كبير, فـ اتعضوا من قصة أختكم و انتبهوا لأنفسكم و من هم أقرب لكم ..
3) احرصوا شديد الحرص, على الرقية الشرعية, و التحصين للنفس و الأهل و البيت ..
فـ ما أكثر المصائب و المشاكل في البيوت إلاَّ لقلة الوازع الديني و ضعف التحصين و قلة ذكر الله فيها ..
* كونوا يا أخواتي, أكثر فهماً لما يُفيد, فـ لا تسألوا عن كُلِّ شيءٍ دون أن تبصروا لما هو أعمق ..
فـ كثرة السؤال فيما لا ينفع, مؤلمٍ مكروه, خاصًّة لـ من فقدوا أحبَّائهم و أخوانهم ..
فـ في هذا شديدُ ألمٍ لهم, و تجديدٌ لـ حزنهم و مرارة فقدِ أهليهم, فـ واسوهم بالدعاء و الصدقات ..
ولا تسألوا عن أشياءٍ تسوؤهم, فقط لـ حُبِّ الإكتشاف و الفضول لا أكثر ..
إن أردتم العبرة, فـ ها هِيَ قد كتبتها, و إن لم تُريدوها فـ ها أنا أيضاً قد ذكرتها ..
فـ لا نريدُ في هذا الوقت, ولا تُريدُ أختكم ” بنت إيطاليا “, سوى الدعاء الصادق من قلوبكم ..
” دعوةٌ في ظهر الغيب “, تُفيدها و تُجْبِرُ كَسْرَ فؤادها ..
كلمةٌ أخيرة أَوَدُّ أن تضعوها في بالكم في كل وقت :
” اعتبروا, قبل أن تكونوا عبرة “
أختكم : خلود بنت محمَّد